العدد : ١٧٤٣٩ - الأحد ٢١ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠١ رجب ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٤٣٩ - الأحد ٢١ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠١ رجب ١٤٤٧هـ

اطلالة

هالة كمال الدين

halakamal99@hotmail.com

نكتب بالعربية

للأسف‭ ‬الشديد‭ ‬يتباهى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الآباء‭ ‬اليوم‭ ‬بإتقان‭ ‬أبنائهم‭ ‬اللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬العربية،‭ ‬بل‭ ‬ويعبرون‭ ‬عن‭ ‬سعادتهم‭ ‬وفخرهم‭ ‬بذلك‭ ‬وهي‭ ‬ظاهرة‭ ‬تعكس‭ ‬رغبتهم‭ ‬في‭ ‬تأمين‭ ‬مستقبل‭ ‬أفضل‭ ‬لهم‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنها‭ ‬لغة‭ ‬العلم‭ ‬والعمل،‭ ‬وهم‭ ‬لا‭ ‬يدركون‭ ‬أنهم‭ ‬في‭ ‬واقع‭ ‬الأمر‭ ‬يرتكبون‭ ‬بذلك‭ ‬جريمة‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأطفال‭ ‬وفي‭ ‬حق‭ ‬هويتهم‭ ‬العربية‭. ‬

تحت‭ ‬رعاية‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬أقيم‭ ‬مؤخرا‭ ‬الحفل‭ ‬الختامي‭ ‬لمبادرة‭ ‬‮«‬نكتب‭ ‬بالعربية‮»‬‭ ‬في‭ ‬نسختها‭ ‬الثانية،‭ ‬والتي‭ ‬أقامها‭ ‬بنك‭ ‬البحرين‭ ‬الإسلامي‭ ‬وسط‭ ‬حضور‭ ‬غفير‭ ‬من‭ ‬الضيوف‭ ‬ورواد‭ ‬الأدب‭ ‬العربي‭ ‬والشركاء‭ ‬الاستراتيجيين‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬المشاركين‭ ‬والمتأهلين‭ ‬في‭ ‬المبادرة‭.‬

هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬شغف‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬الجيل‭ ‬الشاب‭ ‬إنما‭ ‬تجسد‭ ‬رؤية‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬نحو‭ ‬ترسيخ‭ ‬مساحات‭ ‬إبداعية‭ ‬حقيقية‭ ‬أمام‭ ‬الشباب،‭ ‬وتمكينهم‭ ‬من‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬طاقاتهم‭ ‬بلغة‭ ‬تحمل‭ ‬هوية‭ ‬البحرين‭ ‬وثقافتها‭ ‬وأصالتها‭.‬

أن‭ ‬نرى‭ ‬أعمالا‭ ‬نوعية‭ ‬ومشاركة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬تتعلق‭ ‬بارتباطه‭ ‬بلغته‭ ‬ومجتمعه‭ ‬فهذا‭ ‬أمر‭ ‬ملح‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي‭ ‬الذي‭ ‬يعيشه‭ ‬شباب‭ ‬اليوم‭ ‬لدرجة‭ ‬انسلخ‭ ‬معها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أبنائنا‭ ‬عن‭ ‬هويتهم‭ ‬العربية،‭ ‬ولعل‭ ‬الأجمل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬أنها‭ ‬تمثل‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بين‭ ‬القطاع‭ ‬الأهلي‭ ‬والعام‭ ‬والمعنيين‭ ‬بالثقافة‭ ‬والتعليم‭ ‬بهدف‭ ‬ترسيخ‭ ‬وحضور‭ ‬لغة‭ ‬الضاد‭ ‬لدى‭ ‬النشء‭.‬

ويبقى‭ ‬تحقيق‭ ‬هدف‭ ‬تعزيز‭ ‬لغة‭ ‬الضاد‭ ‬لدى‭ ‬الشباب‭ ‬إنما‭ ‬يتطلب‭ ‬الجمع‭ ‬بين‭ ‬الأصالة‭ ‬والمعاصرة‭ ‬عبر‭ ‬استخدام‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الرقمية‭ ‬لتقديم‭ ‬محتوى‭ ‬جذاب‭ ‬وربطها‭ ‬بالواقع‭ ‬اليومي‭ ‬للشباب،‭ ‬وتقديمها‭ ‬بأسلوب‭ ‬شيق‭ ‬وجذاب،‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬جمالياتها‭ ‬وقوتها‭ ‬التعبيرية‭ ‬وتشجيع‭ ‬الإبداع‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬إثراء‭ ‬المخزون‭ ‬الثقافي‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭.‬

في‭ ‬زمن‭ ‬يتسابق‭ ‬فيه‭ ‬الخطاب‭ ‬الإعلامي‭ ‬إلى‭ ‬العقول‭ ‬والقلوب‭ ‬تصبح‭ ‬اللغة‭ ‬الأم‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬ترف‭ ‬ثقافي،‭ ‬أو‭ ‬منهجا‭ ‬مملا‭ ‬مزدحما‭ ‬بالقواعد‭ ‬النحوية‭ ‬يدرس‭ ‬بأسلوب‭ ‬منفر،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬لغة‭ ‬تنافسها‭ ‬في‭ ‬الجمال‭ ‬والعظمة،‭ ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬تعلم‭ ‬مهاراتها‭ ‬لإكساب‭ ‬الأطفال‭ ‬فهما‭ ‬أعمق‭ ‬للتاريخ‭ ‬وللسياسة‭ ‬وللقضايا‭ ‬المعاصرة‭ ‬بما‭ ‬يعزز‭ ‬جيلا‭ ‬أكثر‭ ‬تفهما‭ ‬وتسامحا‭ ‬وتواصلا‭ ‬مع‭ ‬سكان‭ ‬العالم‭.‬

يقول‭ ‬الأديب‭ ‬والمفكر‭ ‬مصطفي‭ ‬صادق‭ ‬الرافعي‭:‬

‭ (‬العربية‭ ‬لغة‭ ‬جليلة‭.. ‬تحوي‭ ‬كنوزا‭ ‬من‭ ‬المعاني‭ ‬البليغة‭.. ‬هي‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬لغة‭.. ‬بل‭ ‬هي‭ ‬إحساس‭ ‬وثقافة‭ ‬وفن‭!).‬

وهذا‭ ‬ما‭ ‬أعربت‭ ‬عنه‭ ‬وأكدته‭ ‬مبادرة‭ ‬‮«‬نكتب‭ ‬العربية‮»‬‭.‬

فجزيل‭ ‬الشكر‭ ‬للقائمين‭ ‬عليها‭.‬

إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا