اطلالة
هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
نكتب بالعربية
للأسف الشديد يتباهى كثير من الآباء اليوم بإتقان أبنائهم اللغة الإنجليزية على حساب العربية، بل ويعبرون عن سعادتهم وفخرهم بذلك وهي ظاهرة تعكس رغبتهم في تأمين مستقبل أفضل لهم على اعتبار أنها لغة العلم والعمل، وهم لا يدركون أنهم في واقع الأمر يرتكبون بذلك جريمة كبرى في هؤلاء الأطفال وفي حق هويتهم العربية.
تحت رعاية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة أقيم مؤخرا الحفل الختامي لمبادرة «نكتب بالعربية» في نسختها الثانية، والتي أقامها بنك البحرين الإسلامي وسط حضور غفير من الضيوف ورواد الأدب العربي والشركاء الاستراتيجيين إلى جانب المشاركين والمتأهلين في المبادرة.
هذه المبادرة التي تهدف إلى تعزيز شغف اللغة العربية في قلب الجيل الشاب إنما تجسد رؤية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة نحو ترسيخ مساحات إبداعية حقيقية أمام الشباب، وتمكينهم من التعبير عن طاقاتهم بلغة تحمل هوية البحرين وثقافتها وأصالتها.
أن نرى أعمالا نوعية ومشاركة واسعة من الجيل الجديد تتعلق بارتباطه بلغته ومجتمعه فهذا أمر ملح في ظل التحول الرقمي الذي يعيشه شباب اليوم لدرجة انسلخ معها الكثير من أبنائنا عن هويتهم العربية، ولعل الأجمل في هذه المبادرة أنها تمثل حالة من الشراكة الاستراتيجية بين القطاع الأهلي والعام والمعنيين بالثقافة والتعليم بهدف ترسيخ وحضور لغة الضاد لدى النشء.
ويبقى تحقيق هدف تعزيز لغة الضاد لدى الشباب إنما يتطلب الجمع بين الأصالة والمعاصرة عبر استخدام وسائل التواصل الرقمية لتقديم محتوى جذاب وربطها بالواقع اليومي للشباب، وتقديمها بأسلوب شيق وجذاب، مع التركيز على جمالياتها وقوتها التعبيرية وتشجيع الإبداع في هذا الصدد ومن ثم إثراء المخزون الثقافي باللغة العربية.
في زمن يتسابق فيه الخطاب الإعلامي إلى العقول والقلوب تصبح اللغة الأم ليست مجرد ترف ثقافي، أو منهجا مملا مزدحما بالقواعد النحوية يدرس بأسلوب منفر، خاصة في ظل عدم وجود لغة تنافسها في الجمال والعظمة، لذلك يجب التركيز على تعلم مهاراتها لإكساب الأطفال فهما أعمق للتاريخ وللسياسة وللقضايا المعاصرة بما يعزز جيلا أكثر تفهما وتسامحا وتواصلا مع سكان العالم.
يقول الأديب والمفكر مصطفي صادق الرافعي:
(العربية لغة جليلة.. تحوي كنوزا من المعاني البليغة.. هي ليست مجرد لغة.. بل هي إحساس وثقافة وفن!).
وهذا ما أعربت عنه وأكدته مبادرة «نكتب العربية».
فجزيل الشكر للقائمين عليها.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك