العدد : ١٧٤٣٠ - الجمعة ١٢ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢١ جمادى الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٤٣٠ - الجمعة ١٢ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢١ جمادى الآخر ١٤٤٧هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

روماني عبقري وآخر غبي

تبارت‭ ‬عشرات‭ ‬الصحف‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬قبل‭ ‬أعوام‭ ‬قليلة‭ ‬لتناول‭ ‬عمل‭ ‬إبداعي،‭ ‬كان‭ ‬بطله‭ ‬رجل‭ ‬أعمال‭ ‬رومانيا،‭ ‬استخدم‭ ‬تجربته‭ ‬في‭ ‬السوق،‭ ‬والتي‭ ‬تعلّم‭ ‬منها‭ ‬كيف‭ ‬يربح‭ ‬وكيف‭ ‬يتفادى‭ ‬الخسارة،‭ ‬لضبط‭ ‬الأمور‭ ‬في‭ ‬بيته،‭ ‬فقد‭ ‬هدته‭ ‬تلك‭ ‬التجربة‭ ‬الى‭ ‬ابتكار‭ ‬طريقة‭ ‬عبقرية‭ ‬لشراء‭ ‬راحة‭ ‬باله،‭ ‬فقد‭ ‬اتفق‭ ‬مع‭ ‬زوجته‭ ‬على‭ ‬تسليمها‭ ‬500‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي‭ ‬شهريا،‭ ‬مقابل‭ ‬ألا‭ ‬تطنطن‭ ‬أو‭ ‬تنقنق‭ ‬عندما‭ ‬يعود‭ ‬الى‭ ‬البيت‭. ‬يعني‭ ‬بمجرد‭ ‬دخوله‭ ‬البيت‭ ‬‮«‬لا‭ ‬سلام‭ ‬ولا‭ ‬كلام‮»‬‭. ‬وكانت‭ ‬الزوجة‭ ‬كلما‭ ‬عاد‭ ‬الزوج‭ ‬الى‭ ‬البيت‭ ‬تفتح‭ ‬حنفية‭ ‬حلاقيمها‭: ‬اتصلت‭ ‬بك‭ ‬هاتفيا‭ ‬عشر‭ ‬مرات‭ ‬ولكنك‭ ‬لم‭ ‬ترد‭ ‬على‭ ‬مكالماتي‭! ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬منعك‭ ‬من‭ ‬رفع‭ ‬السماعة‭ ‬والتحدث‭ ‬معي؟‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬لي‭ ‬إنك‭ ‬كنت‭ ‬في‭ ‬اجتماع‭ ‬لأن‭ ‬حكاية‭ ‬الاجتماعات‭ ‬صارت‭ ‬ماسخة‭. ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬بتلعب‭ ‬بـ«ديلك‮»‬‭ ‬أثناء‭ ‬الدوام‭ ‬وتروح‭ ‬هنا‭ ‬وللا‭ ‬هنا‭ ‬وتعمل‭ ‬كده‭ ‬وللا‭ ‬كده؟‭ ‬قلبي‭ ‬ليس‭ ‬مطمئنا‭ ‬لأنني‭ ‬أعرف‭ ‬ان‭ ‬كلينتون‭ ‬الهباش‭ ‬هو‭ ‬مثلك‭ ‬الأعلى‭! ‬طبعا‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تمنحه‭ ‬فرصة‭ ‬الرد‭ ‬او‭ ‬التعقيب،‭ ‬بل‭ ‬تقفز‭ ‬الى‭ ‬الموضوع‭ ‬التالي‭: ‬يللا‭ ‬نزور‭ ‬خالتي‭!.. ‬ما‭ ‬لها‭ ‬خالتك؟‭ ‬كانت‭ ‬معنا‭ ‬بالأمس‭ ‬وما‭ ‬زالت‭ ‬قوية‭ ‬مثل‭ ‬وحيد‭ ‬القرن‭! ‬هنا‭ ‬تتحول‭ ‬الحنفية‭ ‬الى‭ ‬دُش‭: ‬ليه‭ ‬ما‭ ‬تحب‭ ‬أهلي؟‭ ‬نسيت‭ ‬جمايل‭ ‬خالتي‭ ‬عليك؟‭ ‬نسيت‭ ‬انها‭ ‬كانت‭ ‬تسلفك‭ ‬فلوس‭ ‬أيام‭ ‬الفقر‭.. ‬فاكر‭ ‬لما‭ ‬كنت‭ ‬تتحايل‭ ‬عشان‭ ‬تزورها‭ ‬لما‭ ‬تكون‭ ‬مشتهي‭ ‬تأكل‭ ‬لحم؟‭ ‬الله‭ ‬يرحم‭.. ‬يللا‭ ‬غيّر‭ ‬ملابسك‭ ‬بسرعة‭.. ‬نروح‭ ‬عند‭ ‬خالتي،‭ ‬ومن‭ ‬هناك‭ ‬نروح‭ ‬للخياط‭.. ‬حسرة‭ ‬على‭ ‬شبابي‭.. ‬النسوان‭ ‬لابسات‭ ‬أشكال‭ ‬وألوان‭ ‬وأنا‭ ‬حي‭ ‬الله‭ ‬‮«‬كمين‮»‬‭ ‬فستان‭ ‬من‭ ‬عهد‭ ‬عاد‭ ‬وإرم‭ ‬ذات‭ ‬العماد‭.. ‬وزوجي‭ ‬مسوي‭ ‬حاله‭ ‬رجل‭ ‬أعمال‭ (‬الترجمة‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬دقيقة‭ ‬لأنني‭ ‬لا‭ ‬أجيد‭ ‬اللغة‭ ‬الرومانية،‭ ‬بل‭ ‬لا‭ ‬أعرف‭ ‬منها‭ ‬كلمة‭ ‬واحدة‭). ‬المهم‭ ‬ان‭ ‬الخطة‭ ‬نجحت‭ ‬وصارت‭ ‬الزوجة‭ ‬صماء‭ ‬بكماء‭ ‬لا‭ ‬تكلم‭ ‬زوجها‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬بادرها‭ ‬بالكلام،‭ ‬فقد‭ ‬أدركت‭ ‬ان‭ ‬الكلام‭ ‬من‭ ‬قصدير‭ ‬وان‭ ‬السكوت‭ ‬من‭ ‬دولار‭.‬

بعد‭ ‬انتشار‭ ‬وباء‭ ‬الهاتف‭ ‬الجوال،‭ ‬وإفتاء‭ ‬بعضهم‭ ‬بأن‭ ‬امتلاكه‭ ‬فرض‭ ‬عين‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬تجاوز‭ ‬العاشرة،‭ ‬امتلك‭ ‬عيالي‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬تلك‭ ‬الهواتف‭ ‬بل‭ ‬صاروا‭ ‬‮«‬يستعرّون‮»‬‭ ‬من‭ ‬جوالي‭ ‬البالغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬6‭ ‬سنوات‭: ‬بابا‭ ‬لا‭ ‬تستخدم‭ ‬الجوال‭ ‬ده‭ ‬قدام‭ ‬الناس‭.. ‬ده‭ ‬موضته‭ ‬انتهت‭! ‬وطبعا‭ ‬هواتفهم‭ ‬آخر‭ ‬موديل،‭ ‬وطبعا‭ ‬انا‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬يدفع‭ ‬الفواتير،‭ ‬ووقتها‭ ‬حددت‭ ‬لكل‭ ‬واحد‭ ‬منهم‭ ‬‮«‬بدل‭ ‬جوال‮»‬‭ ‬شهريا‭.. ‬وحسبت‭ ‬نفسي‭ ‬في‭ ‬منتهى‭ ‬الذكاء‭.. ‬ولكنهم‭ ‬كلما‭ ‬أرادوا‭ ‬إجراء‭ ‬مكالمات‭ ‬دولية‭ ‬او‭ ‬محلية‭ ‬طويلة‭ ‬يزعمون‭ ‬أن‭ ‬هواتفهم‭ ‬الجوالة‭ ‬مفقودة‭ ‬أو‭ ‬بطارياتها‭ ‬‮«‬فاضية‮»‬‭ ‬ويستخدمون‭ ‬هاتفي‭ ‬أو‭ ‬هاتف‭ ‬البيت‭ ‬الأرضي‭. ‬وأنا‭ ‬أدفع‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الأحوال‭. ‬وأنا‭ ‬‮«‬أعيّط‮»‬‭.‬

أعود‭ ‬بكم‭ ‬الى‭ ‬رومانيا‭ ‬لمتابعة‭ ‬إبداع‭ ‬جديد‭: ‬عانى‭ ‬فيوريل‭ ‬ليهو‭ ‬طويلا‭ ‬من‭ ‬الأكلات‭ ‬الركيكة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬زوجته‭ ‬تعدها،‭ ‬حتى‭ ‬صار‭ ‬الأكل‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬ضربا‭ ‬من‭ ‬العقاب،‭ ‬فقرر‭ ‬نسف‭ ‬زوجته،‭ ‬وتلاعب‭ ‬بتمديدات‭ ‬الغاز‭ ‬حتى‭ ‬تسرب‭ ‬وملأ‭ ‬المطبخ،‭ ‬ومن‭ ‬فرط‭ ‬ذكائه‭ ‬فقد‭ ‬انتظر‭ ‬حتى‭ ‬دخلت‭ ‬زوجته‭ ‬المطبخ‭ ‬وأشعل‭ ‬ولاعة‭ ‬السجائر‭ ‬لإشعال‭ ‬الحريق،‭ ‬فشبت‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬يده‭ ‬وامتدت‭ ‬منها‭ ‬الى‭ ‬المطبخ‭ ‬حتى‭ ‬قضت‭ ‬على‭ ‬محتوياته‭ ‬تماما،‭ ‬ولم‭ ‬يلحق‭ ‬بالزوجة‭ ‬أي‭ ‬أذى‭. ‬وحكموا‭ ‬على‭ ‬الزوج‭ ‬بالسجن‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات،‭ ‬فقال‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬طريقه‭ ‬الى‭ ‬زنزانته‭: ‬السجن‭ ‬أحب‭ ‬إليّ‭ ‬من‭ ‬أكل‭ ‬ما‭ ‬تطبخه‭ ‬زوجتي‭!! ‬طبعا‭ ‬الحمار‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬أنه‭ ‬فقد‭ ‬حريته‭ ‬وفقد‭ ‬زوجته‭ ‬وفقد‭ ‬وظيفته،‭ ‬ولن‭ ‬يجد‭ ‬بعد‭ ‬خروجه‭ ‬من‭ ‬السجن‭ ‬من‭ ‬يطبخ‭ ‬له‭ ‬طعاما‭ ‬ركيكا‭ ‬أو‭ ‬بليغا‭. ‬والدرس‭ ‬المستخلص‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الحكاية‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬شراء‭ ‬الفطائر‭ ‬والوجبات‭ ‬الجاهزة‭ ‬أقل‭ ‬خطورة‭ ‬وكلفة‭ ‬من‭ ‬حرق‭ ‬الزوجة‭. ‬فإذا‭ ‬كانت‭ ‬زوجتك‭ ‬طباخة‭ ‬سيئة‭ ‬فلا‭ ‬تحرقها‭ ‬بل‭ ‬أحرق‭ ‬أعصابها‭ ‬بالتغيب‭ ‬عن‭ ‬البيت‭ ‬في‭ ‬مواعيد‭ ‬الوجبات‭. ‬وعلى‭ ‬مسؤوليتي،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬سيجعلها‭ ‬تلتحق‭ ‬بدورة‭ ‬طبخ‭ ‬مكثفة‭ ‬في‭ ‬مطعم‭ ‬في‭ ‬قندهار‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬غوانتنامو‭.‬

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا