زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
روماني عبقري وآخر غبي
تبارت عشرات الصحف في مختلف دول العالم قبل أعوام قليلة لتناول عمل إبداعي، كان بطله رجل أعمال رومانيا، استخدم تجربته في السوق، والتي تعلّم منها كيف يربح وكيف يتفادى الخسارة، لضبط الأمور في بيته، فقد هدته تلك التجربة الى ابتكار طريقة عبقرية لشراء راحة باله، فقد اتفق مع زوجته على تسليمها 500 دولار أمريكي شهريا، مقابل ألا تطنطن أو تنقنق عندما يعود الى البيت. يعني بمجرد دخوله البيت «لا سلام ولا كلام». وكانت الزوجة كلما عاد الزوج الى البيت تفتح حنفية حلاقيمها: اتصلت بك هاتفيا عشر مرات ولكنك لم ترد على مكالماتي! ما الذي منعك من رفع السماعة والتحدث معي؟ لا تقل لي إنك كنت في اجتماع لأن حكاية الاجتماعات صارت ماسخة. لا تكون بتلعب بـ«ديلك» أثناء الدوام وتروح هنا وللا هنا وتعمل كده وللا كده؟ قلبي ليس مطمئنا لأنني أعرف ان كلينتون الهباش هو مثلك الأعلى! طبعا لم تكن تمنحه فرصة الرد او التعقيب، بل تقفز الى الموضوع التالي: يللا نزور خالتي!.. ما لها خالتك؟ كانت معنا بالأمس وما زالت قوية مثل وحيد القرن! هنا تتحول الحنفية الى دُش: ليه ما تحب أهلي؟ نسيت جمايل خالتي عليك؟ نسيت انها كانت تسلفك فلوس أيام الفقر.. فاكر لما كنت تتحايل عشان تزورها لما تكون مشتهي تأكل لحم؟ الله يرحم.. يللا غيّر ملابسك بسرعة.. نروح عند خالتي، ومن هناك نروح للخياط.. حسرة على شبابي.. النسوان لابسات أشكال وألوان وأنا حي الله «كمين» فستان من عهد عاد وإرم ذات العماد.. وزوجي مسوي حاله رجل أعمال (الترجمة قد لا تكون دقيقة لأنني لا أجيد اللغة الرومانية، بل لا أعرف منها كلمة واحدة). المهم ان الخطة نجحت وصارت الزوجة صماء بكماء لا تكلم زوجها حتى لو بادرها بالكلام، فقد أدركت ان الكلام من قصدير وان السكوت من دولار.
بعد انتشار وباء الهاتف الجوال، وإفتاء بعضهم بأن امتلاكه فرض عين على كل من تجاوز العاشرة، امتلك عيالي منذ سنوات تلك الهواتف بل صاروا «يستعرّون» من جوالي البالغ من العمر 6 سنوات: بابا لا تستخدم الجوال ده قدام الناس.. ده موضته انتهت! وطبعا هواتفهم آخر موديل، وطبعا انا من كان يدفع الفواتير، ووقتها حددت لكل واحد منهم «بدل جوال» شهريا.. وحسبت نفسي في منتهى الذكاء.. ولكنهم كلما أرادوا إجراء مكالمات دولية او محلية طويلة يزعمون أن هواتفهم الجوالة مفقودة أو بطارياتها «فاضية» ويستخدمون هاتفي أو هاتف البيت الأرضي. وأنا أدفع في جميع الأحوال. وأنا «أعيّط».
أعود بكم الى رومانيا لمتابعة إبداع جديد: عانى فيوريل ليهو طويلا من الأكلات الركيكة التي كانت زوجته تعدها، حتى صار الأكل في البيت ضربا من العقاب، فقرر نسف زوجته، وتلاعب بتمديدات الغاز حتى تسرب وملأ المطبخ، ومن فرط ذكائه فقد انتظر حتى دخلت زوجته المطبخ وأشعل ولاعة السجائر لإشعال الحريق، فشبت النار في يده وامتدت منها الى المطبخ حتى قضت على محتوياته تماما، ولم يلحق بالزوجة أي أذى. وحكموا على الزوج بالسجن ثلاث سنوات، فقال وهو في طريقه الى زنزانته: السجن أحب إليّ من أكل ما تطبخه زوجتي!! طبعا الحمار لا يعرف أنه فقد حريته وفقد زوجته وفقد وظيفته، ولن يجد بعد خروجه من السجن من يطبخ له طعاما ركيكا أو بليغا. والدرس المستخلص من هذه الحكاية هو أن شراء الفطائر والوجبات الجاهزة أقل خطورة وكلفة من حرق الزوجة. فإذا كانت زوجتك طباخة سيئة فلا تحرقها بل أحرق أعصابها بالتغيب عن البيت في مواعيد الوجبات. وعلى مسؤوليتي، فإن ذلك سيجعلها تلتحق بدورة طبخ مكثفة في مطعم في قندهار أو حتى غوانتنامو.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك