العدد : ١٧٤٠٣ - السبت ١٥ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٤٠٣ - السبت ١٥ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

إثبات القيمة: وهم وحقيقة!

{‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬وعى‭ ‬الإنسان‭ ‬حقيقة‭ ‬وجوده،‭ ‬ومآلات‭ ‬مصيره‭ ‬إلى‭ ‬الرحيل‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الدنيا،‭ ‬بدأ‭ ‬سعيه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يترك‭ ‬لنفسه‭ ‬بصمة،‭ ‬بل‭ ‬راوده‭ ‬إحساس‭ ‬التطلع‭ ‬إلى‭ ‬الخلود‭ ‬بإظهار‭ ‬وإثبات‭ ‬تميّزه‭ ‬وقيمته‭ ‬الذاتية،‭ ‬فبنى‭ ‬الحضارات‭ ‬الأولى‭ ‬وأثرى‭ ‬الفنون‭ ‬والثقافات‭ ‬بإبداعات‭ ‬مختلفة،‭ ‬وترك‭ ‬من‭ ‬خلفه‭ ‬نهضة‭ ‬عمرانية‭ ‬وآثاراً‭ ‬مختلفة‭ ‬سجلّت‭ ‬حقباً‭ ‬من‭ ‬تطوّره‭ ‬الفكري‭ ‬والروحي،‭ ‬وابتكر‭ ‬الموسيقى‭ ‬والسلالم‭ ‬الموسيقية،‭ ‬وبث‭ ‬عبرها‭ ‬نتفاً‭ ‬من‭ ‬قلبه‭ ‬وفكره‭ ‬وتجلياته‭ ‬الشعورية،‭ ‬وخاطب‭ ‬الكون‭ ‬والوجود‭ ‬بحيرته‭ ‬وشغفه‭ ‬في‭ ‬معرفة‭ ‬الحقيقة،‭ ‬فتراكمت‭ ‬معارفه‭ ‬عبر‭ ‬العصور،‭ ‬تاركاً‭ ‬فيها‭ ‬علوماً‭ ‬ومعارف،‭ ‬خرج‭ ‬بعضها،‭ ‬وتمّ‭ ‬حجب‭ ‬الآخر‭ ‬باعتبارها‭ ‬معارف‭ ‬وأسرار‭ ‬العلوم‭ ‬القديمة،‭ ‬التي‭ ‬استأثر‭ ‬ببعضها‭ ‬من‭ ‬وقع‭ ‬يده‭ ‬عليها،‭ ‬ليضمن‭ ‬التفوق‭ ‬المعرفي‭ ‬والسيطرة‭ ‬بحرمان‭ ‬باقي‭ ‬البشرية‭ ‬من‭ ‬أسرارها‭!‬

{‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬والإنسان‭ ‬في‭ ‬صراعه‭ ‬مع‭ ‬البقاء،‭ ‬يبحث‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬عن‭ ‬ترجمة‭ ‬ذلك‭ ‬الصراع‭ ‬إلى‭ ‬بحث‭ ‬عن‭ ‬القيمة‭ ‬والجدوى‭ ‬وتخليد‭ ‬ذاكرة‭ ‬الزمن،‭ ‬الذي‭ ‬مرّ‭ ‬به‭ ‬كفرد‭ ‬ومرّت‭ ‬به‭ ‬أمم‭ ‬وحضارات‭ ‬قديمة،‭ ‬ودلّت‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الإنسان‭ ‬الأول‭ ‬كان‭ ‬يمتلك‭ ‬معارف‭ ‬وعلوما‭ ‬كبرى‭ ‬ومهمة‭ ‬بل‭ ‬ومتطورة‭ ‬منذ‭ ‬آلاف‭ ‬السنين‭ ‬قبل‭ ‬الميلاد‭ ‬وليس‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬نظرية‭ ‬التطوّر‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬تطوراً‭ ‬عن‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬القرود‭ ‬وأن‭ ‬الوجود‭ ‬والكون‭ ‬نشأ‭ ‬عبر‭ ‬الصدفة‭! ‬وحول‭ ‬هذا‭ ‬تتكشف‭ ‬يوماً‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬ألغاز‭ ‬مختلفة‭ ‬عن‭ ‬الحضارات‭ ‬الأقدم‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المعروفة‭ ‬والمسجلة‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬يُعرف‭ ‬ببداية‭ ‬عصر‭ ‬الكتابة‭! ‬وأنها‭ ‬حضارات‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬الـ50‭ ‬ألف‭ ‬سنة‭ ‬قبل‭ ‬الميلاد‭! ‬ولتثبت‭ ‬قصة‭ ‬الخلق‭ ‬القرآنية‭ ‬أن‭ ‬الإنسان‭ ‬الأول‭ ‬علمه‭ ‬الله‭ ‬الأسماء‭ ‬كلها‭ ‬أو‭ ‬المعارف‭ ‬كلها،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬مجرد‭ ‬قرد‭ ‬تطور‭ ‬إلى‭ ‬إنسان‭ ‬عاقل‭! ‬وأنه‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬كان‭ ‬ذا‭ ‬قيم‭ ‬روحية‭ ‬وأخلاقية‭ ‬وفِطرة‭ ‬إنسانية،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬وليدة‭ ‬الصُّدفة‭ ‬حتماً‭! ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬نوّد‭ ‬طرحه‭ ‬هنا،‭ ‬بل‭ ‬نوّد‭ ‬التأكيد‭ ‬أن‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬القيمة‭ ‬الإنسانية‭ ‬وقيمة‭ ‬الوجود‭ ‬في‭ ‬الوجود،‭ ‬هو‭ ‬بحث‭ ‬رافق‭ ‬الإنسان‭ ‬الأول‭ ‬كما‭ ‬رافقه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأزمنة‭ ‬التالية؛‭ ‬لأن‭ ‬الروح‭ ‬الإنسانية‭ ‬هي‭ ‬بالأصل‭ ‬روح‭ ‬باحثة‭ ‬ومتأملة‭ ‬وفعالة‭ ‬في‭ ‬إظهار‭ ‬اللمسات‭ ‬الخاصة‭ ‬والعبقرية‭ ‬في‭ ‬البناء‭ ‬والإعمار‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وفي‭ ‬الارتقاء‭ ‬الفكري‭ ‬والروحي‭ ‬والأخلاقي‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭!‬

وكل‭ ‬ذلك‭ ‬سجلته‭ ‬المكتشفات‭ ‬والألواح‭ ‬والبرديات‭ ‬في‭ ‬الحضارات‭ ‬القديمة‭ ‬المعروفة‭ ‬وغير‭ ‬المعروفة‭!‬

{‭ ‬للأسف،‭ ‬مع‭ ‬تراجع‭ ‬جوهر‭ ‬ومعنى‭ ‬القيمة‭ ‬الوجودية‭ ‬للإنسان،‭ ‬تم‭ ‬استبدال‭ ‬ذلك‭ ‬البحث‭ ‬الإنساني‭ ‬الطويل‭ ‬عن‭ ‬تميزه‭ ‬الوجودي‭ ‬بقيم‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬تراجعه‭ ‬الحضاري‭ ‬والمعرفي‭ ‬حتى‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬اختزال‭ ‬القيمة‭ ‬بسلوكيات‭ ‬ومظهريات‭ ‬تُدخل‭ ‬الإنسان‭ ‬المعاصر‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬التفاهة‭ ‬رغم‭ ‬وفرة‭ ‬المعلومات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تعني‭ ‬أنها‭ ‬علوم‭ ‬ومعارف‭! ‬بل‭ ‬زخرفة‭ ‬سطحية‭ ‬لتلك‭ ‬العلوم‭!‬

وهنا‭ ‬ظهر‭ ‬معنى‭ ‬آخر‭ ‬للقيمة‭ ‬أو‭ ‬إظهارها‭ ‬تدور‭ ‬كحلقات‭ ‬مفرغة‭ ‬في‭ ‬دوامة‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬البروز‭ ‬والشهرة‭ ‬بأي‭ ‬شكل‭ ‬وبأي‭ ‬طريقة،‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬الفجاجة‭ ‬محركاً‭ ‬لها،‭ ‬بل‭ ‬أحياناً‭ ‬الخواء‭ ‬هو‭ ‬المحرك‭! ‬وفي‭ ‬عصر‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬أصبح‭ ‬التأثير‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والفكري‭ ‬والروحي‭ ‬مختزلاً‭ ‬بدوره‭ ‬في‭ ‬‮«‬مؤثرين‮»‬‭ ‬على‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا،‭ ‬وهم‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬مفرغون‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬عمق‭ ‬ثقافي‭ ‬حقيقي‭! ‬وإنما‭ ‬هم‭ ‬مكتسحون‭ ‬للعالم‭ ‬عبر‭ ‬المظاهر‭ ‬والسلوكيات‭ ‬الفارغة،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬العمق‭ ‬المعرفي‭ ‬لغالبية‭ ‬البشر‭ ‬المتعاطين‭ ‬مع‭ ‬هؤلاء‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬تراجع‭ ‬مستمر‭! ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬نظاما‭ ‬تمّ‭ ‬التحكم‭ ‬فيه‭ ‬بتقنيات‭ ‬إعلامية‭ ‬وتواصلية‭ ‬خبيثة،‭ ‬لإنتاج‭ ‬أجيال‭ ‬مفرغة‭ ‬من‭ ‬المعنى‭ ‬ومن‭ ‬القيمة‭ ‬الوجودية‭ ‬والإنسانية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬هاجس‭ ‬الإنسان‭ ‬عبر‭ ‬العصور،‭ ‬ودافعه‭ ‬لبناء‭ ‬الحضارات‭ ‬الكبرى‭ ‬والمعارف‭ ‬المهمة‭ ‬والعلوم‭ ‬الحقيقية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إدراجها‭ ‬ضمن‭ ‬العلوم‭ ‬السرّية،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬صاحبت‭ ‬الإنسان‭ ‬العاقل‭ ‬الأول‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭!‬

{‭ ‬التراجع‭ ‬الفكري‭ ‬أصاب‭ ‬أيضاً‭ ‬قطاعات‭ ‬معرفية‭ ‬مختلفة‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬الثقافات‭ ‬والفنون‭ ‬والفكر‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬السياسة‭! ‬لكأننا‭ ‬في‭ ‬سيرك‭ ‬استعراضي‭ ‬للأراجوزات‭ ‬والشرائط‭ ‬الملوّنة‭!‬

والتطور‭ ‬التكنولوجي‭ ‬يسهم‭ ‬بدوره‭ ‬في‭ ‬إفقاد‭ ‬الإنسان‭ ‬قيمته‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والنفسية‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر؛‭ ‬فالذكاء‭ ‬الصناعي‭ ‬يحلّ‭ ‬محله‭ ‬وهو‭ ‬أذكى‭ ‬منه‭! ‬ولأن‭ ‬هذا‭ ‬التطوّر‭ ‬ليس‭ ‬حرّاً‭ ‬ومستقلاً‭ ‬بل‭ ‬واقعا‭ ‬بدوره‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬التحكم‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬ذات‭ ‬الأصابع،‭ ‬التي‭ ‬يصفها‭ ‬البعض‭ ‬بالشريرة‭ ‬أو‭ ‬الظلامية‭ ‬أو‭ ‬بالشيطانية‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬الإنسان‭ ‬بعد‭ ‬إفراغه‭ ‬من‭ ‬قيمته‭ ‬الحقيقية،‭ ‬ومن‭ ‬عقله‭ ‬العميق‭! ‬ومن‭ ‬إنسانيته‭ ‬الفطرية‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬على‭ ‬اندثاره‭!‬

‭ ‬حتى‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يميزون‭ ‬أنفسهم‭ ‬بالاختلافات‭ ‬الفكرية‭ ‬والآيديولوجية‭ ‬والحزبية،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي،‭ ‬تحوّلوا‭ ‬من‭ ‬بناء‭ ‬الإنسان‭ ‬وإعمار‭ ‬الأوطان‭ ‬إلى‭ ‬مرتزقة‭ ‬ومعاول‭ ‬هدم‭ ‬وقتل‭ ‬وفتنة،‭ ‬بمسميات‭ ‬سياسية‭ ‬أو‭ ‬دينية‭ ‬أو‭ ‬عِرقية،‭ ‬لا‭ ‬صلة‭ ‬لها‭ ‬بالبناء‭ ‬أو‭ ‬الوطن،‭ ‬وإنما‭ ‬بالهدم‭ ‬والتفريق‭ ‬والصراعات‭ ‬والحروب‭ ‬وصناعة‭ ‬الأزمات‭! ‬فهل‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬تكمن‭ ‬أي‭ ‬قيمة‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬تميّز‭ ‬إنساني،‭ ‬أو‭ ‬حسّ‭ ‬وطني،‭ ‬أو‭ ‬بحث‭ ‬فكري‭ ‬ومعرفي؟‭!‬

{‭ ‬ولعل‭ ‬السؤال‭ ‬الذي‭ ‬يطرح‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬النهاية،‭ ‬لم‭ ‬يتخلّف‭ ‬الإنسان‭ ‬رغم‭ ‬التطوّرات‭ ‬العلمية‭ ‬والتكنولوجية‭ ‬حوله؟‭!‬

ولماذا‭ ‬أصبحت‭ ‬الأوطان‭ ‬أو‭ ‬الكثير‭ ‬منها‭ ‬ضحية‭ ‬أنماط‭ ‬التخلف‭ ‬هذه‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬الحسّ‭ ‬الوطني‭ ‬الذي‭ ‬يحافظ‭ ‬عليها؟‭!‬

وكيف‭ ‬تحوّل‭ ‬باني‭ ‬الحضارات‭ ‬القديمة‭ ‬فالأقدم‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬متطوّرة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الآن‭ ‬كما‭ ‬يرد‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المكتشفات‭ ‬والدراسات‭ ‬الأثرية،‭ ‬كيف‭ ‬تحوّل‭ ‬هذا‭ ‬الباني‭ ‬العملاق‭ ‬إلى‭ ‬قزم‭ ‬حضاري‭ ‬أمام‭ ‬اكتساح‭ ‬الآلة‭ ‬والذكاء‭ ‬الصناعي،‭ ‬بحيث‭ ‬أصبح‭ ‬يدمّر‭ ‬نفسه‭ ‬ويدمّر‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬حوله‭ ‬كما‭ ‬نرى‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬الحضارة‭ ‬الراهنة؟‭!‬

ومع‭ ‬التحولات‭ ‬في‭ ‬القيم‭ ‬والمفاهيم‭ ‬هل‭ ‬بقيت‭ ‬قيمة‭ ‬وجودية‭ ‬للإنسان‭ ‬نفسه،‭ ‬أم‭ ‬هو‭ ‬مجرد‭ ‬كائن‭ ‬بالإمكان‭ ‬استبداله‭ ‬بالآلة‭ ‬كما‭ ‬تعمل‭ ‬وتكرّس‭ ‬العقول‭ ‬الظلامية‭ ‬الكارهة‭ ‬للإنسان؟‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا