العدد : ١٧٣٩١ - الاثنين ٠٣ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٩١ - الاثنين ٠٣ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

اطلالة

هالة كمال الدين

halakamal99@hotmail.com

حين يفقد الكارتون براءته

تداولت‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬مؤخرا‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الفيديوهات‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬الناشطين‭ ‬وأولياء‭ ‬الأمور‭ ‬مقاطع‭ ‬من‭ ‬أفلام‭ ‬كارتونية‭ ‬يشاهدها‭ ‬غالبية‭ ‬أطفالنا‭ (‬للأسف‭ ‬الشديد‭) ‬تحوي‭ ‬أفكارا‭ ‬وجملا‭ ‬غريبة‭ ‬وشاذة‭ ‬تتنافى‭ ‬تماما‭ ‬مع‭ ‬قيمنا‭ ‬وعاداتنا‭ ‬وتعاليم‭ ‬ديننا‭ ‬الحنيف،‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭ ‬‮«‬أنا‭ ‬مثلي‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬‮«‬أنا‭ ‬أحبك‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬أنا‭ ‬منجذب‭ ‬إليك‮»‬‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬مشاعر‭ ‬خاصة‭ ‬بين‭ ‬ولدين‭ ‬أو‭ ‬فتاتين‭. ‬

هذه‭ ‬القضية‭ ‬تطرقت‭ ‬إليها‭ ‬بشيء‭ ‬من‭ ‬التفصيل‭ ‬خبيرة‭ ‬الطب‭ ‬النفسي‭ ‬المصرية‭ ‬د‭. ‬منال‭ ‬عمر،‭ ‬حيث‭ ‬علقت‭ ‬قائلة‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬أفلام‭ ‬الكارتون‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬كتبا‭ ‬تم‭ ‬تأليفها‭ ‬خصيصا‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬لزرع‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأفكار‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬الاطفال‭ ‬والشباب،‭ ‬والتي‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬برمجة‭ ‬عقليتهم‭ ‬بهدف‭ ‬نسف‭ ‬قيم‭ ‬أساسية‭ ‬والتشكيك‭ ‬فيها‭ ‬مثل‭ ‬الحب‭ ‬والأخلاق‭ ‬وخصوصية‭ ‬الجسد‭ ‬وغيرها،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬هذه‭ ‬الكتب‭ ‬حقق‭ ‬هناك‭ ‬مبيعات‭ ‬كانت‭ ‬الأعلى‭ ‬بين‭ ‬المؤلفات‭ ‬الأخرى‭ ‬منذ‭ ‬عامين‭.‬

وتكمن‭ ‬الخطورة‭ ‬هنا‭ ‬في‭ ‬رأيها‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المؤلفات‭ ‬متاحة‭ ‬ومنتشرة‭ ‬على‭ ‬الملأ‭ ‬أمام‭ ‬أبناء‭ ‬العرب‭ ‬المقيمين‭ ‬هناك،‭ ‬هذا‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تلقيهم‭ ‬دروسا‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الإعدادية‭ ‬تعتبر‭ ‬المثلية‭ ‬شيئا‭ ‬طبيعيا‭ ‬وعاديا،‭ ‬ومنها‭ ‬مثلا‭ ‬قصة‭ ‬طفل‭ ‬مثلي‭ ‬تم‭ ‬وصفه‭ ‬بالمسكين‭ ‬بسبب‭ ‬التنمر‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬دعوة‭ ‬مبطنة‭ ‬إلى‭ ‬التعاطف‭ ‬معه،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬دعا‭ ‬احدى‭ ‬الأمهات‭ ‬العربيات‭ ‬إلى‭ ‬الاعتراض‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فقيل‭ ‬لها‭ ‬إنه‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يعجبها‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يجسد‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالحرية‭ ‬الشخصية،‭ ‬فعليها‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬وطنها‭ ‬الذي‭ ‬يفتقد‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭. ‬

المعروف‭ ‬أن‭ ‬الكارتون‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يزرع‭ ‬الأفكار‭ ‬بسهولة‭ ‬في‭ ‬ذهن‭ ‬الأطفال،‭ ‬وهو‭ ‬يضم‭ ‬شقا‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬الواقع‭ ‬وآخر‭ ‬يعكس‭ ‬الخيال،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬أداة‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬عمر،‭ ‬متجدد،‭ ‬وموجود‭ ‬لجميع‭ ‬الأجيال‭ ‬والأزمان،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يطرح‭ ‬وبقوة‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭ ‬أهمها‭: ‬

أين‭ ‬الإرشاد‭ ‬الأسري‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬حدود‭ ‬لتلك‭ ‬الأفكار‭ ‬التوحشية‭ ‬التي‭ ‬تغزو‭ ‬عقول‭ ‬أبنائنا‭ ‬عبر‭ ‬الشاشات؟

إلى‭ ‬متي‭ ‬سوف‭ ‬نكتفي‭ ‬بعيش‭ ‬حالة‭ ‬الاندهاش‭ ‬تجاه‭ ‬هذه‭ ‬الهجمة؟

باختصار،‭ ‬ماذا‭ ‬نحن‭ ‬فاعلون‭ ‬من‭ ‬إجراءات‭ ‬وخطوات‭ ‬وأفعال‭ ‬استباقية؟

والسؤال‭ ‬الأهم‭: ‬

ماذا‭ ‬يحدث‭ ‬لأطفالنا‭ ‬إذا‭ ‬فقد‭ ‬الكارتون‭ ‬براءته؟

إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا