اطلالة
هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
حين يفقد الكارتون براءته
تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا مجموعة من الفيديوهات لعدد من الناشطين وأولياء الأمور مقاطع من أفلام كارتونية يشاهدها غالبية أطفالنا (للأسف الشديد) تحوي أفكارا وجملا غريبة وشاذة تتنافى تماما مع قيمنا وعاداتنا وتعاليم ديننا الحنيف، منها على سبيل المثال لا الحصر «أنا مثلي»، أو «أنا أحبك» أو «أنا منجذب إليك» في إشارة إلى مشاعر خاصة بين ولدين أو فتاتين.
هذه القضية تطرقت إليها بشيء من التفصيل خبيرة الطب النفسي المصرية د. منال عمر، حيث علقت قائلة إن هذا الأمر لم يعد يقتصر على أفلام الكارتون بل إن هناك كتبا تم تأليفها خصيصا في أمريكا لزرع مثل هذه الأفكار في نفوس الاطفال والشباب، والتي تسهم في برمجة عقليتهم بهدف نسف قيم أساسية والتشكيك فيها مثل الحب والأخلاق وخصوصية الجسد وغيرها، مشيرة إلى أن أحد هذه الكتب حقق هناك مبيعات كانت الأعلى بين المؤلفات الأخرى منذ عامين.
وتكمن الخطورة هنا في رأيها أن مثل هذه المؤلفات متاحة ومنتشرة على الملأ أمام أبناء العرب المقيمين هناك، هذا فضلا عن تلقيهم دروسا في المرحلة الإعدادية تعتبر المثلية شيئا طبيعيا وعاديا، ومنها مثلا قصة طفل مثلي تم وصفه بالمسكين بسبب التنمر عليه في دعوة مبطنة إلى التعاطف معه، الأمر الذي دعا احدى الأمهات العربيات إلى الاعتراض على ذلك، فقيل لها إنه إذا لم يعجبها هذا الأمر الذي يجسد ما يسمى بالحرية الشخصية، فعليها العودة إلى وطنها الذي يفتقد إلى ذلك.
المعروف أن الكارتون يمكن أن يزرع الأفكار بسهولة في ذهن الأطفال، وهو يضم شقا يعبر عن الواقع وآخر يعكس الخيال، كما أنه أداة ليس لها عمر، متجدد، وموجود لجميع الأجيال والأزمان، الأمر الذي يطرح وبقوة عددا من الأسئلة أهمها:
أين الإرشاد الأسري من وضع حدود لتلك الأفكار التوحشية التي تغزو عقول أبنائنا عبر الشاشات؟
إلى متي سوف نكتفي بعيش حالة الاندهاش تجاه هذه الهجمة؟
باختصار، ماذا نحن فاعلون من إجراءات وخطوات وأفعال استباقية؟
والسؤال الأهم:
ماذا يحدث لأطفالنا إذا فقد الكارتون براءته؟

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك