اطلالة
 
 
                	
                	هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
الشاشة اللعينة
وقعتْ مؤخرًا جريمةٌ ارتكبها طفلٌ عمره 13 عاما هزت الساحةَ المصريَّة، بل والعالميَّة، حتى وصفها البعض بأنها من أبشع الجرائم التي شهدتها جمهوريةُ مصر العربية خلال السنواتِ الأخيرة، وهي مستوحاةٌ من ألعاب الفيديو.
لقد اعترف الطفلُ بارتكابِ الجريمة عقب مشادة بينه وبين زميله في منزله في ظل غياب أسرته، وبأنه اعتدى عليه بعصا خشبية على الرأس حتى فارق الحياة، ثم استخدم منشارًا كهربائيًّا مملوكا لوالده الذي يعملُ نجارًا لتقطيع الجثة، مشيرا إلى أنه تعلم طريقة التنفيذ من إحدى الألعاب الإلكترونيَّة على الإنترنت.
هذه الجريمةُ الشنعاء أثارت حالةً من الذعر لدى كل الأوساط، حيث استلهم الطفلُ الذي يعاني اضطرابًا نفسيًّا منذ انفصالِ والديه طريقةَ تنفيذها أيضا من مسلسل أجنبي بعنوان «كستر»، محولا الضحية إلى أشلاء تم إخفاؤها بالقرب من كارفور الإسماعيلية.
ترى هل تلك الجريمة هي نتاج التفكك الأسري؟
أم مشاهدة الأفلام والمسلسلات العنيفة؟
أم ممارسة الألعاب التي تحض على السلوك العدواني؟ 
أم نتاج كل ذلك جملة وتفصيلا؟
لقد أثبتت الدراساتُ أن أكثر من 85% من ألعاب الفيديو الموجودة بالسوق تحتوي على شكل من أشكال العنف، ومن ثم أصبحت اليوم صانعة للقتلة الصغار وتمثل أحد العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى رفع الميول العدوانية لديهم واكتساب بعض القيم الخاطئة التي يمكن أن تؤدي إلى عنف مفرط، وذلك بدلا من تأدية دورها في تحقيق الترفيه البريء. 
وهذا ما تم تأكيده عند تحليل نتائج 24 دراسة شملت أكثر من 17 ألف طفل ومراهق كشف الباحثون عن أن الأطفال الذين لعبوا ألعاب الفيديو التي تتميز بالقتل والهجمات كانوا أكثر عرضة من نظرائهم ليصبحوا أكثر عدوانية بمرور الوقت، الأمر الذي يؤكد وجود رابط موثوق به بين العنف والألعاب العنيفة.
فرأفة بهذا الجيل وبالأجيال القادمة، وشفقة بآبائهم، رجاء توفير الحماية لأبنائنا من مخاطر الإنترنت، وتعليمهم ممارسات الأمان الأساسية ضد التهديدات السيبرانية، ومراقبتهم عن بعد، ومتابعة نوعية ما يشاهدون، والأهم وضع حدود لوقت الشاشة اللعينة بكل أنواعها ووسائلها التي باتت سببا أساسيا في كل المصائب التي يعاني منها الجميع اليوم.
إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"
aak_news
 
 
  
  
  
 
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك