اطلالة
هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
عودة الطفولة إلى أطفالنا
اليوم تقاوم العديد من المدارس في الكثير من البلدان وجودا مستمرا للهواتف الذكية في الفصول الدراسية، وذلك لتأثيراتها السلبية والخطرة على المهارات الاجتماعية والعاطفية والتنظيم الذاتي للأطفال وعدم المرونة المعرفية.
في استطلاع رأي لصحيفة ديلي ميل البريطانية لخبراء تنمية الطفل الرائدين اتضح أن 65% من الأطفال يمتلكون هاتفا ذكيا قبل سن العاشرة، كما كشف تقرير حديث لهيئة تنظيمية للاتصالات في بريطانيا أن 90% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث وأربع سنوات يستخدمون الانترنت.
النقاش العلمي المكثف على الساحة اليوم يشير إلى خطورة استبدال اللعب المعتاد بالألعاب عبر الأجهزة، الأمر الذي دعا بيل جيتس مؤسس شركة مايكروسوفت إلى افصاحه عن عدم السماح لطفله بامتلاك هاتف ذكي حتى سن 14 عاما؛ وذلك حتى يكون الدماغ أكثر تطورا.
مؤخرا أطلقت البحرين رسميا مبادرة رائدة تحت اسم «طفولة بلا هواتف ذكية»، تجمع أولياء الأمور والمدارس وقادة الرعاية الصحية لحماية صحة الأطفال وتعليمهم ونموهم من خلال تأخير استخدام الهواتف الذكية حتى بلوغ السن المناسب.
هذه المبادرة التي يقودها أولياء أمور محليون بدعم من مستشفى رويال البحرين تعتبر الأولى من نوعها في المملكة، علما أن المدرسة البريطانية كانت أول من اطلقها بهدف معالجة التأثيرات السلبية المتزايدة للتعرض المبكر للهواتف الذكية على نوم الأطفال وانتباههم وسلامتهم النفسية وأدائهم الاكاديمي.
وتأتي تلك الخطوة في إطار وضع حدود صحية لاستخدام التكنولوجيا مع تعزيز اللعب خارج المنزل والتواصل الاجتماعي وتقوية العلاقات الاسرية، حيث يؤدي التعرض المبكر للهواتف الذكية الى انخفاض التفاعل الاجتماعي والنشاط البدني.
بمعنى آخر، كما أكدت الدكتورة جارديني الصفار استشارية الطب النفسي فإن هذه المبادرة تهدف الى حماية صحة الأطفال النفسية، وإخراجهم من العزلة التي فرضتها التكنولوجيا الحديثة عليهم، عملا بنصيحة الخبراء الذين يؤكدون أهمية تأخير استخدام الهواتف الذكية للأطفال إلى ما بعد سن ستة أعوام، لحماية نموهم البدني والعقلي، وذلك من خلال وضع قواعد واضحة وتشجيع توفير بدائل صحية والإشراف المستمر على استخدامهم للأجهزة، وإلى وضع حد اقصى ساعة واحدة يوميا مع مراعاة صحة العين والتطور العاطفي.
ونحن بدورنا نثني على المبادرة البحرينية الفريدة من نوعها، آملين أن تعيد الطفولة إلى أطفالنا!
إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"
aak_news
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك