اطلالة
هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
عدم الولاء أخطر بلاء
لا شكَ أن الجميعَ يتفقُ اليومَ على أن الجيلَ الجديدَ يعيشُ حالةً من التمييعِ الثقافي والقيميِّ تمثلُ شكلا من أشكالِ الاستعمار، وهو الأخطرُ في رأيي المتواضع، لما يحملُه من ترسيخٍ لمفهومِ التبعيَّة والاستيلابِ الحضاري على عدةِ مستويات، ولعل أقربَها وأهمَّها تخلي البعض عن لغتِنا العربيَّة الجميلة.
لذلك نحن إذ نثني على هذا الجهدِ الاستثنائيِّ للخطةِ الوطنيةِ لتعزيز الانتماءِ الوطني وترسيخ قيم المواطنة (بحريننا)، والتي تعدُّ من التجاربِ الرائدةِ في مجالها، لما تتضمنُه من برامجَ ومبادراتٍ نوعية لها بالغُ الأثر في المجتمعِ البحريني.
نعم المجتمعُ البحرينيُّ بل وأي مجتمعٍ عربي اليوم أصبح بحاجةٍ ماسةٍ إلى ثباتٍ قيمي وولاءٍ ثابت تجاه وطنِه وقيادته، وهو ما أشار إليه معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية رئيس لجنة متابعة تنفيذ هذه الخطة بالشراكة مع مؤسسات المجتمع الرسمية والأهلية، والتي تجسدُ رؤيةَ حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم.
إن حمايةَ النسيجِ الاجتماعي وضمانَ استدامة مكتسبات الوطن وتعزيز الروح الوطنية إنما هي مسؤوليةٌ مشتركة لتحفيز الأجيال على مواصلة مسيرة البناء والتنمية باعتبارهم عمادَ المستقبل، وهذا ما ترمي إليه مبادرات «بحريننا» وأهمها برنامج الخدمة الوطنية، والاحتفال بالأيام الوطنية، وتطوير مقرر الثقافة الشعبية، والفعاليات والمعالم، وغيرها من البرامج والتي من شأنها أن تعمقَ المفاهيمَ الوطنيَّة.
لقد سعت تلك الخطةُ والتي تمثل خطوةً استراتيجية جاءت في وقتها إلى تكريسِ القيم الوطنية والثوابت عبر آلياتٍ فاعلة ومتطورة تستندُ إلى العمل المجتمعي والتواصل مع كلِّ فئات المجتمع، محققة نجاحًا لافتا، وخاصة فيما يتعلق بدور المدارس في ترسيخ الهوية البحرينية والشعور بالمسؤولية تجاه الوطن.
لقد باتت قضيةُ تعزيز الولاء الوطني من الأمور البالغة الأهمية لترسيخ حب الوطن في نفوس الأجيال من خلال إدخال القيم الوطنية والتاريخ في المناهج الدراسية والأنشطة اللاصفية، إلى جانب نشر الوعي بأهمية خدمة المجتمع والمشاركات التطوعية واحترام الرموز الوطنية، وهي أمورٌ لا تتحقق إلا من خلال تبني استراتيجيات وطنية شاملة تجمع بين جهود القطاعات المختلفة وتسهم في قياس الأثر المجتمعي.
إن حبَّ الوطنِ هو المحركُ الأساسي لنهضة وتطور الأمم، ويمثِّل جوهرَ الهُويَّة الإنسانيَّة ويشكِّل أساسا لجودة الحياة النفسية والاجتماعية، لذلك يبقى عدمُ الولاء أخطر بلاء يتهدد الجيل الجديد!

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك