العدد : ١٧٣٩٩ - الثلاثاء ١١ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٩٩ - الثلاثاء ١١ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

على مسؤوليتي

علي الباشا

الدربي

مثّل‭ ‬اللقاء‭ ‬الأخير‭ ‬بين‭ ‬قطبي‭ ‬العاصمة‭ (‬النجمة‭ ‬والأهلي‭) ‬في‭ ‬كرة‭ ‬اليد‭ ‬الدربي‭ ‬الحقيقي؛‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الدربيات‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬بينهما‭ ‬في‭ ‬الألعاب‭ ‬الجماعية،‭ ‬لأنهما‭ ‬قدّما‭ ‬فاصلًا‭ ‬من‭ ‬الإثارة؛‭ ‬كان‭ ‬أقرب‭ ‬للمارثون‭ ‬الذي‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬قائدين‭ ‬كالنجمين‭ ‬الأسبقين‭ ‬نبيل‭ ‬طه‭ ‬وبدر‭ ‬ميرزا،‭ ‬لكي‭ ‬يضبطا‭ ‬ذلك‭ ‬الإيقاع‭ ‬الفني‭ ‬المُثير‭!‬

والدربي‭ ‬بين‭ ‬القطبين‭ ‬كُنّا‭ ‬نرى‭ ‬إثارته‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬اللعبة‭ ‬بالذات‭ ‬وبشكل‭ ‬طغى‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬لعبة‭ ‬أخرى؛‭ ‬حتّى‭ ‬حين‭ ‬دخلت‭ ‬المنافسة‭ ‬فرق‭ ‬أخرى؛‭ ‬لأن‭ ‬الدربي‭ ‬عادة‭ ‬يُطلق‭ ‬بين‭ ‬الفرق‭ ‬المتنافسة‭ ‬على‭ ‬البطولات‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬الواحدة،‭ ‬وجماهيريته‭ ‬أكثر‭ ‬في‭ ‬كرة‭ ‬اليد‭ ‬لارتباطه‭ ‬بالفريق‭ ‬الممثل‭ ‬للبحرين‭ ‬في‭ ‬الكأس‭ ‬الخليجية‭.‬

ولذا‭ ‬سيظل‭ ‬اللقاء‭ ‬الأخير‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬الجماهير؛‭ ‬لأنًهما‭ ‬ظلّا‭ ‬بقرب‭ ‬بعضهما‭ ‬في‭ ‬سباق‭ ‬أشبه‭ ‬بالمارثون؛‭ ‬فرُشح‭ ‬الأهلي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬فَرَقَ‭ ‬بالأربعة،‭ ‬ثم‭ ‬استعاد‭ ‬النجمة‭ ‬الزمام‭ ‬وفرق‭ ‬باثنين؛‭ ‬مع‭ ‬حالات‭ ‬النقص‭ ‬للإيقاف‭ ‬المؤقت‭ ‬والطرد‭ ‬التي‭ ‬تنتابهما‭ ‬في‭ ‬اللحظات‭ ‬المُختلفة؛‭ ‬دون‭ ‬التأثير‭ ‬في‭ ‬إثارته‭ ‬رغم‭ ‬حاجته‭ ‬إلى‭ ‬من‭ ‬يضبط‭ ‬إيقاعه‭!‬

وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬الإثارة‭ ‬أسهم‭ ‬فيها‭ ‬حكما‭ ‬اللقاء‭ (‬الموت‭ ‬ومرهون‭)‬؛‭ ‬اللذان‭ ‬بكفاءتهما‭ ‬وخبرتهما‭ ‬استطاعا‭ ‬أن‭ ‬يُسيِّراه‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ما‭ ‬يؤثر‭ ‬فيه‭ ‬إداريّ‭ ‬وفنيّ؛‭ ‬فقراراتهما‭ ‬الانضباطية‭ ‬وجدت‭ ‬قُبولا‭ ‬حتى‭ ‬عند‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬على‭ ‬المدرجات؛‭ ‬ولعل‭ ‬قرار‭ ‬طرد‭ ‬الحارس‭ ‬البرنس؛‭ ‬قد‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬نجومية‭ ‬بديله‭ ‬الشملان؛‭ ‬فالحكمان‭ ‬قدّما‭ ‬درسًا‭ ‬لزملائهما‭ ‬في‭ ‬التحكيم‭!‬

وبالمناسبة‭ ‬فإن‭ ‬دربي‭ ‬الناديين‭ ‬في‭ ‬كرة‭ ‬القدم؛‭ ‬وحيث‭ ‬سبق‭ ‬دربي‭ ‬الأقوياء‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يستحق‭ ‬إطلاق‭ ‬كلمة‭ ‬دربي‭ ‬عليه،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬أقل‭ ‬إثارة،‭ ‬فهو‭ ‬لم‭ ‬يعُد‭ ‬جاذبًا‭ ‬لجماهيرهما‭ ‬للحضور؛‭ ‬كما‭ ‬أيام‭ ‬زمان،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬صفوفهما‭ ‬تعجُّ‭ (‬بالنجوم‭) ‬ونضعها‭ ‬بين‭ ‬قوسين؛‭ ‬لأنهم‭ ‬يجذبون‭ ‬الجماهير‭ (‬العاشقة‭) ‬لهم‭ ‬للحضور‭ ‬وبكثرة‭!‬

وأختم‭ ‬هُنا‭ ‬لأؤكد‭ ‬أن‭ ‬الدربيات‭ ‬تجذب‭ ‬الجماهير‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬رسم‭ ‬الإثارة‭ ‬المعتادة‭ ‬أيام‭ ‬زمان؛‭ ‬وإن‭ ‬تراجعت‭ ‬النجومية‭ (‬الحقة‭)‬؛‭ ‬فالولاء‭ ‬المتواضع‭ ‬وحده‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬كافيًّا‭ ‬لكي‭ ‬يملأ‭ ‬مدرجات‭ ‬الاستادات‭ ‬والصالات؛‭ ‬إلا‭ ‬بوجود‭ ‬فرقهم‭ ‬تنافس‭ ‬على‭ ‬الألقاب؛‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قرأناه‭ ‬في‭ ‬دربي‭ ‬العاصمة‭!‬

إقرأ أيضا لـ"علي الباشا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا