على مسؤوليتي
علي الباشا
الدربي
مثّل اللقاء الأخير بين قطبي العاصمة (النجمة والأهلي) في كرة اليد الدربي الحقيقي؛ من بين الدربيات التي تجمع بينهما في الألعاب الجماعية، لأنهما قدّما فاصلًا من الإثارة؛ كان أقرب للمارثون الذي يحتاج إلى قائدين كالنجمين الأسبقين نبيل طه وبدر ميرزا، لكي يضبطا ذلك الإيقاع الفني المُثير!
والدربي بين القطبين كُنّا نرى إثارته في هذه اللعبة بالذات وبشكل طغى على أي لعبة أخرى؛ حتّى حين دخلت المنافسة فرق أخرى؛ لأن الدربي عادة يُطلق بين الفرق المتنافسة على البطولات في المدينة الواحدة، وجماهيريته أكثر في كرة اليد لارتباطه بالفريق الممثل للبحرين في الكأس الخليجية.
ولذا سيظل اللقاء الأخير في ذاكرة الجماهير؛ لأنًهما ظلّا بقرب بعضهما في سباق أشبه بالمارثون؛ فرُشح الأهلي بعد أن فَرَقَ بالأربعة، ثم استعاد النجمة الزمام وفرق باثنين؛ مع حالات النقص للإيقاف المؤقت والطرد التي تنتابهما في اللحظات المُختلفة؛ دون التأثير في إثارته رغم حاجته إلى من يضبط إيقاعه!
وأعتقد أن الإثارة أسهم فيها حكما اللقاء (الموت ومرهون)؛ اللذان بكفاءتهما وخبرتهما استطاعا أن يُسيِّراه من دون ما يؤثر فيه إداريّ وفنيّ؛ فقراراتهما الانضباطية وجدت قُبولا حتى عند من هم على المدرجات؛ ولعل قرار طرد الحارس البرنس؛ قد أسهم في نجومية بديله الشملان؛ فالحكمان قدّما درسًا لزملائهما في التحكيم!
وبالمناسبة فإن دربي الناديين في كرة القدم؛ وحيث سبق دربي الأقوياء لم يكن يستحق إطلاق كلمة دربي عليه، فقد كان أقل إثارة، فهو لم يعُد جاذبًا لجماهيرهما للحضور؛ كما أيام زمان، حيث إن صفوفهما تعجُّ (بالنجوم) ونضعها بين قوسين؛ لأنهم يجذبون الجماهير (العاشقة) لهم للحضور وبكثرة!
وأختم هُنا لأؤكد أن الدربيات تجذب الجماهير متى ما كانت قادرة على رسم الإثارة المعتادة أيام زمان؛ وإن تراجعت النجومية (الحقة)؛ فالولاء المتواضع وحده لن يكون كافيًّا لكي يملأ مدرجات الاستادات والصالات؛ إلا بوجود فرقهم تنافس على الألقاب؛ وهو ما قرأناه في دربي العاصمة!

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك