العدد : ١٧٣٦٦ - الخميس ٠٩ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٧ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٦٦ - الخميس ٠٩ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٧ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

خطة ترامب / نتنياهو الضبابية!

{‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬والمجازر‭ ‬وجرائم‭ ‬الحرب‭ ‬المستمرة‭ ‬منذ‭ ‬عامين‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬التي‭ ‬انتقلت‭ ‬جرائمها‭ ‬وآثارها‭ ‬الدموية‭ ‬إلى‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭! ‬ولكن‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬ربط‭ ‬إيقاف‭ ‬الحرب‭ ‬ببنود‭ ‬ضبابية‭ ‬وغير‭ ‬واضحة‭ ‬لإيقاف‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬بشكل‭ ‬كامل،‭ ‬وببنود‭ ‬ذات‭ ‬تفاصيل‭ ‬أخرى‭ ‬غامضة‭ ‬تشي‭ ‬بمحاولة‭ ‬اليمين‭ ‬الديني‭ ‬المتطرف‭ ‬لإنهاء‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بإنهاء‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭! ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬إنهاء‭ ‬المقاومة‭ ‬المشروعة‭ ‬للاحتلال‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬بوصفها‭ ‬بالإرهاب‭! ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬إنهاء‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اختزال‭ ‬المقاومة‭ ‬فيها‭! ‬فذلك‭ ‬أمر‭ ‬يستدعي‭ ‬التوقُّف‭ ‬طالما‭ ‬استمر‭ ‬الاحتلال‭ ‬في‭ ‬احتلاله،‭ ‬ويعمل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬الاحتلال‭ ‬واستمراره‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مقاومة‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية،‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬ضمانات‭ ‬حقيقة‭ ‬لإلغاء‭ ‬نيات‭ ‬ضم‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬أو‭ ‬غزة‭! ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬ضمانات‭ ‬لعدم‭ ‬بدء‭ ‬الحرب‭ ‬مجدداً‭ ‬إن‭ ‬ارتأى‭ ‬الكيان‭ ‬ذلك‭ ‬حسب‭ ‬بنود‭ ‬الخطة‭ ‬الضبابية‭!‬

{‭  ‬ترامب‭ ‬اعتبر‭ ‬الخطة‭ ‬التي‭ ‬قدمها‭ ‬29‭/‬9‭ ‬بعد‭ ‬لقاء‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬‭ ‬أنها‭ ‬تاريخية‭ ‬ولم‭ ‬يتحقق‭ ‬مثلها‭ ‬منذ‭ ‬آلاف‭ ‬السنين‭! ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬رئيس‭ ‬قبله‭ ‬قدم‭ ‬ما‭ ‬قدمه‭ ‬هو‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬سواء‭ ‬باعترافه‭ ‬بالقدس‭ ‬عاصمة‭ ‬للكيان،‭ ‬أو‭ ‬باعترافه‭ ‬بضم‭ ‬الجولان‭ ‬إلى‭ ‬آخره‭! ‬و«نتنياهو‮»‬‭ ‬أكد‭ ‬بدوره‭ ‬أن‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬‭ ‬أعظم‭ ‬صديق‭ ‬للكيان،‭ ‬وأن‭ ‬خطته‭ ‬تتوافق‭ ‬تماما‭ ‬مع‭ ‬‮«‬الأهداف‭ ‬الخمسة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬حددها‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭! ‬ولذلك‭ ‬هو‭ ‬يوافق‭ ‬عليها،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬عدل‭ ‬الصيغة‭ ‬التي‭ ‬اتفق‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬‭ ‬مع‭ ‬القادة‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين‭ ‬الذين‭ ‬التقاهم‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭! ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬‭ ‬في‭ ‬المؤتمر‭ ‬الصحفي‭ ‬مع‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬‭ ‬أنه‭ ‬وبعد‭ ‬إعادة‭ ‬كل‭ ‬الرهائن‭ ‬والجثامين،‭ ‬فلا‭ ‬مكان‭ ‬لحماس‭ ‬أو‭ ‬المقاومة‭ ‬بالطبع‭ ‬ولا‭ ‬مكان‭ ‬لدولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬بعد‭ ‬الآن‭! ‬وذلك‭ ‬بما‭ ‬يخالف‭ ‬كل‭ ‬الاعترافات‭ ‬الدولية‭ ‬بالدولة‭ ‬الفلسطينية‭ (‬أكثر‭ ‬من‭ ‬150‭ ‬دولة‭)! ‬كما‭ ‬أدلى‭ ‬بتصريحات‭ ‬أخرى‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬حكم‭ ‬للسلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬الا‭ ‬بعد‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الإصلاحات‭ ‬حسب‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬الكيان‭ ‬وقادته‭ ‬المتطرفين،‭ ‬والتي‭ ‬بالطبع‭ ‬حسب‭ ‬نظرهم‭ ‬أنها‭ ‬إصلاحات‭ ‬لن‭ ‬تتحقق‭ ‬أبداً‭! ‬بل‭ ‬وأكد‭ ‬أن‭ (‬السيطرة‭ ‬الأمنية‭) ‬على‭ ‬غرة‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬بيد‭ ‬الكيان،‭ ‬مثلما‭ ‬هي‭ ‬بيده‭ ‬في‭ ‬الضفة‭! ‬أي‭ ‬أن‭ ‬مجلس‭ ‬‮«‬السلام‮»‬‭ ‬برئاسة‭ ‬ترامب‭ ‬والمندوب‭ ‬السامي‭ ‬‮«‬بلير‮»‬‭ ‬هي‭ ‬أمور‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬للرؤى‭ ‬المتطرفة‭ ‬والاستعمارية‭ ‬للكيان‭ ‬وللولايات‭ ‬المتحدة‭ !‬

{‭ ‬خطة‭ ‬ترامب‭.. ‬كما‭ ‬يراها‭ ‬كثيرون‭ ‬خطة‭ ‬ضبابية‭ ‬مثلما‭ ‬قلنا‭ ‬ومليئة‭ ‬بالمطبات‭ ‬والألغام،‭ ‬وحيث‭ ‬الشيطان‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬التفاصيل‭! ‬ولذلك‭ ‬ورغم‭ ‬قبول‭ ‬قادة‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين‭ ‬بها‭ ‬‮«‬مبدئياً‮»‬‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬التحفظات‭ ‬تصاحب‭ ‬تلك‭ ‬الموافقة‭! ‬وحيث‭ ‬الجميع‭ ‬يدرك‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬‭ ‬تحقيقه‭ ‬عبر‭ ‬حرب‭ ‬إبادة‭ ‬في‭ ‬عامين،‭ ‬جاء‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬‭ ‬ليحققه‭ ‬له‭ ‬عبر‭ ‬السياسة‭ ‬أو‭ ‬الخطة‭! ‬وحيث‭ ‬لا‭ ‬حديث‭ ‬في‭ ‬الخطة‭ ‬عن‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وعن‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬جدول‭ ‬زمني‭ ‬محدد،‭ ‬ولا‭ ‬ذكر‭ ‬لمعاناة‭ ‬ومأساة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ومكابداته،‭ ‬ولكأن‭ ‬القصة‭ ‬تم‭ ‬اختزالها‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬الكيان‭ ‬واحتلاله‭ ‬الكامل‭ ‬لاحقاً،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الاهتمام‭ ‬بأمن‭ ‬والمطالب‭ ‬المشروعة‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭! ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬حماية‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬من‭ ‬أية‭ ‬مقاومة‭ ‬لاحتلاله‭ ‬سواء‭ ‬الآن‭ ‬أو‭ ‬لاحقاً‭!‬

{‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬الخطة‭ ‬‮«‬الترامبية‮»‬‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬أهدافها‭ ‬إخراج‭ ‬الكيان‭ ‬من‭ ‬عزلته‭ ‬الدولية،‭ ‬وتوسيع‭ ‬رقعة‭ ‬التطبيع‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭!‬،‭ ‬رغم‭ ‬جرائم‭ ‬الكيان‭ ‬ورغم‭ ‬تنحية‭ ‬المبادرة‭ ‬العربية‭ ‬للسلام2002‭ ‬وتنحية‭ ‬المبادرة‭ ‬المصرية‭ ‬الحالية‭ ‬بخصوص‭ ‬إنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬وتنحية‭ ‬المبادرة‭ ‬السعودية‭ ‬الفرنسية‭ ‬لحل‭ ‬الدولتين،‭ ‬واختزال‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬‮«‬الخطة‮»‬‭ ‬الفضفاضة‭! ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أن‭ ‬الخطة‭ ‬تسعى‭ ‬لامتصاص‭ ‬الغضب‭ ‬العالمي‭ ‬رسمياً‭ ‬وشعبياً،‭ ‬وقبل‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬إنصاف‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬بحل‭ ‬عادل‭ ‬لقضيته،‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬تحقيق‭ ‬مطلب‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭! ‬ولكأن‭ ‬السلام‭ ‬حسب‭ ‬الخطة‭ ‬تم‭ ‬تحويله‭ ‬إلى‭ ‬رضوخ‭ ‬فلسطيني‭ ‬كامل‭ ‬لرؤى‭ ‬اليمين‭ ‬الديني‭ ‬الصهيوني‭ ‬المتطرف،‭ ‬مثلما‭ ‬تم‭ ‬تحويله‭ ‬إلى‭ ‬استلام‭ ‬عربي‭ ‬وإسلامي‭ ‬لتلك‭ ‬الرؤى‭! ‬وما‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬يتعايشوا‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يفرضه‭ ‬الاحتلال‭ ‬الآن‭ ‬ومستقبلاً‭! ‬وما‭ ‬على‭ ‬العرب‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ينسوا‭ ‬الحل‭ ‬العادل‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭!‬

{‭ ‬هل‭ ‬الخطة‭ ‬الترامبية‭ ‬إعادة‭ ‬تدوير‭ ‬لصفقة‭ ‬القرن‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬دحرها‭ ‬لإنهاء‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية؟‭! ‬هل‭ ‬هي‭ ‬الخطوة‭ ‬الأولى‭ ‬بضبابيتها‭ ‬لإكمال‭ ‬آليات‭ ‬القبضة‭ ‬الصهيونية‭ ‬على‭ ‬كامل‭ ‬الأرض‭ ‬التاريخية‭ ‬لفلسطين؟‭! ‬هل‭ ‬هي‭ ‬عودة‭ ‬لإعادة‭ ‬الانتداب‭ ‬وهنا‭ ‬الأمريكي‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬بلير‮»‬‭ ‬البريطاني،‭ ‬كما‭ ‬فعلت‭ ‬أمريكا‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬تحت‭ ‬قبضة‭ ‬‮«‬بريمر‮»‬؟‭! ‬والكل‭ ‬يعرف‭ ‬ما‭ ‬فعله‭ ‬‮«‬بريمر‮»‬‭ ‬بالعراق‭ ‬وتداعيات‭ ‬ذلك‭ ‬مستمرة‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬الفوضى‭! ‬تلك‭ ‬أسئلة‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬طرحها‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬‮«‬بلير‮»‬‭ ‬و«كوشنر‮»‬‭ ‬هما‭ ‬شريكان‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬بنود‭ ‬الخطة‭!‬

{‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬ولدواع‭ ‬إنسانية‭ ‬قاهرة‭ ‬إيقاف‭ ‬الحرب‭ ‬أولاً‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬شروط،‭ ‬ثم‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬مفاوضات‭ ‬جادة‭ ‬لتحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬الدولية‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وليس‭ ‬تهميشه‭ ‬تماماً‭ ‬وإنهاء‭ ‬قضيته‭ ‬الممتدة‭ ‬من‭ ‬مائة‭ ‬عام‭! ‬ولكان‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يهم‭ ‬هو‭ ‬أمن‭ ‬الكيان‭ ‬وتخلصه‭ ‬من‭ ‬آية‭ ‬مقاومة‭ ‬لاحتلاله‭ ‬وفقط‭! ‬ولعل‭ ‬القادة‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين‭ ‬موافقون‭ ‬مبدئياً‭ ‬على‭ ‬الخطة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إيقاف‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬وإيقاف‭ ‬التهجير‭ ‬والتطهير‭ ‬العرقي‭ ‬وإيقاف‭ ‬مخطط‭ ‬ضم‭ ‬الضفة،‭ ‬ولكن‭ ‬الشيطان‭ ‬كما‭ ‬قلنا‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬تفاصيل‭ ‬الخطة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬ضمانة‭ ‬ولا‭ ‬التزام‭ ‬بإيقاف‭ ‬الحرب‭ ‬نهائياً‭ ‬بعد‭ ‬عودة‭ ‬الرهائن‭! ‬ولا‭ ‬ضمان‭ ‬لإيقاف‭ ‬مخطط‭ ‬ضم‭ ‬الضفة،‭ ‬أو‭ ‬مخطط‭ ‬التهجير‭ ‬وتحت‭ ‬مسمى‭ ‬‮«‬التهجير‭ ‬الطوعي‮»‬‭! ‬من‭ ‬يضمن‭ ‬أن‭ ‬الكيان‭ ‬لن‭ ‬يتراجع‭ ‬وكعادته‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬يتعهد‭ ‬به،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬يحقق‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬أهدافه‭ ‬الخمسة‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬والتي‭ ‬تحققها‭ ‬له‭ ‬الخطة؟‭!‬

{‭ ‬أما‭ ‬سؤال‭ ‬لماذا‭ ‬تم‭ ‬صياغة‭ ‬الخطة‭ ‬بشكل‭ ‬فضفاض‭ ‬وغامض،‭ ‬فذلك‭ ‬حتى‭ ‬تتيح‭ ‬له‭ ‬الفرصة‭ ‬للتلاعبات‭ ‬اللاحقة،‭ ‬بعد‭ ‬إنقاذ‭ ‬الكيان‭ ‬من‭ ‬أزمته‭ ‬الداخلية‭ ‬وورطته‭ ‬الخارجية‭! ‬وحيث‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬وكما‭ ‬اعتدنا‭ ‬يوجد‭ ‬ألف‭ ‬طريقة‭ ‬للتملص‭! ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬التفسيرات‭ ‬المتضاربة‭ ‬لبنود‭ ‬الخطة‭! ‬لتتحول‭ ‬المسألة‭ ‬كما‭ ‬أرادها‭ ‬الكيان‭ ‬إلى‭ ‬فرصة‭ ‬صهيونية‭ ‬لإدارة‭ ‬الأزمة‭ ‬وليس‭ ‬حلها،‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬تحمله‭ ‬الخطة‭ ‬من‭ ‬إغراء‭ ‬وقف‭ ‬الحرب‭ ‬حاليا‭! ‬اليمين‭ ‬التلمودي‭ ‬المتطرف‭ ‬ومن‭ ‬تصريحات‭ ‬قادته‭ ‬حول‭ ‬الخطة،‭ ‬يرى‭ ‬فيها‭ ‬فقط‭ ‬إعادة‭ ‬الرهائن،‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬سيكون‭ ‬التلاعب‭ ‬بالبنود‭ ‬الأخرى‭!‬

{‭ ‬حسب‭ ‬الخطة‭ ‬تم‭ ‬وضع‭ ‬حماس‭ ‬بل‭ ‬وكل‭ ‬فصائل‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والسلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬زاوية‭ ‬ضيقة‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬الرفض‭ ‬أو‭ ‬القبول‭! ‬وأنها‭ ‬خطة‭ ‬استسلام‭ ‬لكل‭ ‬المقاومة‭ ‬وليس‭ ‬سلاما،‭ ‬وأنها‭ ‬إن‭ ‬رفضت‭ ‬فستعطي‭ ‬الكيان‭ ‬شرعية‭ ‬تجديد‭ ‬الحرب‭! ‬ولكأن‭ ‬المسألة‭ ‬إما‭ ‬القبول‭ ‬أو‭ ‬تجدد‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬وأقسى‭! ‬

{‭ ‬والخلاصة‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬التفاؤل‭ ‬بشكل‭ ‬حقيقي‭ ‬إلا‭ ‬تخلص‭ ‬العالم‭ ‬وبشكل‭ ‬مؤقت‭ ‬من‭ ‬وخزات‭ ‬الضمير‭ ‬المؤلمة،‭ ‬بسبب‭ ‬النزيف‭ ‬الدموي‭ ‬اليومي‭ ‬ويريد‭ ‬إيقاف‭ ‬ذلك‭ ‬بأي‭ ‬شكل‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬مؤقتاً‭! ‬أما‭ ‬تأثير‭ ‬الخطة‭ ‬في‭ ‬القضية‭ ‬نفسها‭ ‬وعلى‭ ‬قيام‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬وعلى‭ ‬التهجير‭ ‬وتهديد‭ ‬فلسطين‭ ‬بالكامل،‭ ‬وعلى‭ ‬حل‭ ‬عادل‭ ‬فمناقشة‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬مؤجل‭ ‬إلى‭ ‬أجل‭ ‬غير‭ ‬مسمى‭! ‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا