العدد : ١٧٣٥٠ - الثلاثاء ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠١ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٥٠ - الثلاثاء ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠١ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

مقال رئيس التحرير

أنـــور عبدالرحمــــــن

المجتمع والبيئة الآمنة والمستقرة

في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تعاني‭ ‬فيه‭ ‬بريطانيا‭ ‬وفرنسا‭ ‬وعديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬السياحية‭ ‬من‭ ‬تراجع‭ ‬حاد‭ ‬في‭ ‬مؤشرات‭ ‬الأمن،‭ ‬فبريطانيا‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬شهدت ارتفاعًا‭ ‬ملحوظًا‭ ‬في‭ ‬معدلات‭ ‬الجريمة‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬إذ‭ ‬سجلت‭ ‬ارتفاعًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬في‭ ‬سرقات‭ ‬الهواتف‭ ‬المحمولة،‭ ‬التي‭ ‬بلغت‭ ‬78‭ ‬ألف‭ ‬حادثة‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬المنتهي‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2024،‭ ‬بزيادة‭ ‬153‭% ‬عن‭ ‬العام‭ ‬السابق،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬جرائم‭ ‬العنف‭ ‬باستخدام‭ ‬السكاكين،‭ ‬إذ‭ ‬يقع‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬ألف‭ ‬هجوم‭ ‬بالسكاكين‭ ‬سنويا‭ ‬في‭ ‬إنجلترا‭ ‬وويلز‭.. ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬جاء‭ ‬تقرير Gallup Global Safety Report 2025،‭ ‬ليثبت‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يدع‭ ‬مجالا‭ ‬للشك‭ ‬حجم‭ ‬التطور‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬تعيشه‭ ‬المملكة،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تصدرت‭ ‬البحرين‭ ‬قائمة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬الالتزام‭ ‬بالقانون‭ ‬والنظام،‭ ‬وفقا‭ ‬للتقرير‭ ‬بعد‭ ‬حصولها‭ ‬على‭ ‬91‭ ‬نقطة‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬100،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬عمان‭ ‬والسعودية‭ ‬التي‭ ‬سجلت‭ ‬الدرجة‭ ‬نفسها‭.‬

المؤشر‭ ‬الذي‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬أربعة‭ ‬عناصر‭ ‬رئيسية؛‭ ‬هي‭ ‬الشعور‭ ‬بالأمان‭ ‬أثناء‭ ‬الليل،‭ ‬والثقة‭ ‬في‭ ‬الشرطة،‭ ‬والتعرض‭ ‬للسرقة،‭ ‬والتعرض‭ ‬للاعتداء،‭ ‬هي‭ ‬معايير‭ ‬نرصد‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬ما‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬المملكة‭ ‬من‭ ‬معدلات‭ ‬متنامية‭ ‬من‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان،‭ ‬بفضل‭ ‬منظومة‭ ‬أمنية‭ ‬متكاملة‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬الشراكة‭ ‬المجتمعية‭ ‬بين‭ ‬المواطن‭ ‬ورجل‭ ‬الشرطة،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الإيمان‭ ‬التام‭ ‬بأن‭ ‬الأمن‭ ‬المجتمعي‭ ‬هو‭ ‬مسؤولية‭ ‬كل‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭.‬

كما‭ ‬أننا‭ ‬يجب‭ ‬نشير‭ ‬إلى‭ ‬تطور‭ ‬الأداء‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لشرطة‭ ‬البحرين‭ ‬لتكون‭ ‬الشرطة‭ ‬قريبة‭ ‬للمواطن‭ ‬والمقيم‭ ‬بالمملكة‭ ‬ومحل‭ ‬ثقة‭ ‬الجميع،‭ ‬هذا‭ ‬التطور‭ ‬الذي‭ ‬تحقق‭ ‬بفضل‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم،‭ ‬ومتابعة‭ ‬الحكومة‭ ‬الموقرة‭ ‬برئاسة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬والتزام‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية باستمرارية‭ ‬إطلاق‭ ‬المشاريع‭ ‬والمبادرات‭ ‬التي‭ ‬تعزز‭ ‬من‭ ‬الشراكة‭ ‬المجتمعية‭.‬

إن‭ ‬شعور‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬بالأمن‭ ‬والثقة‭ ‬المتزايدة‭ ‬في‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬هو‭ ‬الأساس‭ ‬الذي‭ ‬يدفع‭ ‬السكان‭ ‬إلى‭ ‬الالتزام‭ ‬بالقوانين‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬بناء‭ ‬مجتمع‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬وبذلك‭ ‬يمكن‭ ‬تحقيق‭ ‬الازدهار‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بيئة‭ ‬آمنة‭ ‬للنمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬فصل‭ ‬الأمن‭ ‬عن‭ ‬الاستقرار؛‭ ‬فالأمن‭ ‬هو‭ ‬الشرط‭ ‬الأساسي‭ ‬الذي‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬استقرار‭ ‬المجتمع‭ ‬والنهضة‭ ‬الاقتصادية‭.‬

فالاستقرار‭ ‬ضرورة‭ ‬من‭ ‬ضرورات‭ ‬العيش؛‭ ‬لأن‭ ‬المجتمع‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬آمنة‭ ‬ومستقرة‭ ‬يزداد‭ ‬الاستقرار‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬فيه،‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬الثقة‭ ‬بين‭ ‬الأفراد‭ ‬وزيادة‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬والاستثمار‭.‬

إن‭ ‬نجاح‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬مكانتها‭ ‬المتقدمة‭ ‬في‭ ‬مؤشرات‭ ‬الأمن‭ ‬العالمية،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التحديات‭ ‬الأمنية‭ ‬الإقليمية‭ ‬والعالمية‭ ‬والتهديدات‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬والصراعات‭ ‬الدولية،‭ ‬يجسد‭ ‬المقومات‭ ‬التي‭ ‬تمتلكها‭ ‬المملكة‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعزيز‭ ‬القدرات‭ ‬الأمنية‭ ‬وتوطيد‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬والصديقة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭.‬

ونحن‭ ‬إذ‭ ‬نعتز‭ ‬ونفخر‭ ‬بما‭ ‬نمتلكه‭ ‬من‭ ‬نعمة‭ ‬للأمن‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬ولله‭ ‬الحمد،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ندرك‭ ‬أن‭ ‬الأمم‭ ‬والشعوب‭ ‬تبذل‭ ‬الغالي‭ ‬والنفيس‭ ‬للوصول‭ ‬إليه،‭ ‬والتمتع‭ ‬به؛‭ ‬لأن‭ ‬حالة‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن،‭ ‬وفقدان‭ ‬الاستقرار،‭ ‬تقود‭ ‬الأمم‭ ‬إلى‭ ‬التخلف‭ ‬وتراجع‭ ‬التنمية،‭ ‬لذلك‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نؤكد‭ ‬الإشادة‭ ‬بالجهود‭ ‬العظيمة‭ ‬المبذولة‭ ‬من‭ ‬أجهزتنا‭ ‬الأمنية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ذلك‭.‬

ومع‭ ‬تزايد‭ ‬التهديدات‭ ‬الأمنية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التطور‭ ‬التكنولوجي‭ ‬بات‭ ‬لزاما‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الأمني،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬فطن‭ ‬له‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية،‭ ‬عندما‭ ‬أكد‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬بمناسبة‭ ‬اليوم‭ ‬الدولي‭ ‬للتعاون‭ ‬الشرطي،‭ ‬عندما‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التحديات‭ ‬الأمنية‭ ‬المعاصرة‭ ‬أصبحت‭ ‬عابرة‭ ‬للحدود،‭ ‬وتحتم‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬تعزيز‭ ‬جسور‭ ‬التعاون‭ ‬وتبادل‭ ‬المعلومات‭ ‬والخبرات،‭ ‬ما‭ ‬يستلزم‭ ‬التوسع‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة‭ ‬وتطبيقات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والتطور‭ ‬التكنولوجي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬مكافحة‭ ‬الجريمة‭ ‬المنظمة‭ ‬العابرة‭ ‬للحدود،‭ ‬وتفعيل‭ ‬هذا‭ ‬التطور‭ ‬التقني‭ ‬لزيادة‭ ‬سرعة‭ ‬ودقة‭ ‬تبادل‭ ‬المعلومات‭ ‬والتعاون‭ ‬الأمني‭ ‬الشامل‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭ ‬الشرطية‭.‬

هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬الاستشرافية‭ ‬في‭ ‬قراءة‭ ‬وتحليل‭ ‬المتغيرات‭ ‬أحد‭ ‬عناصر‭ ‬القوة‭ ‬التي‭ ‬تعزز‭ ‬من‭ ‬ثقتنا‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬رجالات‭ ‬الأمن‭ ‬قادرون‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬مسيرتهم‭ ‬المظفرة‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬الجريمة‭ ‬وتراجع‭ ‬معدلاتها،‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬مكانة‭ ‬المملكة‭ ‬كواحة‭ ‬للأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

حفظ‭ ‬الله‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وأدام‭ ‬عليها‭ ‬نعمة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬بقيادة‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭.‬

إقرأ أيضا لـ"أنـــور عبدالرحمــــــن"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا