العدد : ١٧٤٣٦ - الخميس ١٨ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٤٣٦ - الخميس ١٨ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٧هـ

مقال رئيس التحرير

أنـــور عبدالرحمــــــن

يوم الوطن.. ونظرة على المنجزات

السادس‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬ديسمبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬هو‭ ‬يوم‭ ‬الوطن،‭ ‬هو‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬نحتفل‭ ‬به‭ ‬بالبحرين‭ ‬ومنجزاتها‭.‬

يوم‭ ‬نتوقف‭ ‬فيه‭ ‬معا‭ ‬لننظر‭ ‬إلى‭ ‬طموحاتنا‭ ‬لهذا‭ ‬البلد‭ ‬الذي‭ ‬بنى‭ ‬مجده‭ ‬بفضل‭ ‬قيادة‭ ‬واعية‭ ‬آمنت‭ ‬بأن‭ ‬الوطن‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬أرض‭ ‬جغرافية،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬مفهوم‭ ‬أعمق‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬الكرامة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬والحرية،‭ ‬والعدل،‭ ‬والانتماء؛‭ ‬ويرسخ‭ ‬قيم‭ ‬الولاء‭ ‬والتلاحم‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬أبنائه‭ ‬الذين‭ ‬يشكلون‭ ‬السواعد‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬على‭ ‬عاتقها‭ ‬مواصلة‭ ‬المسيرة‭ ‬المظفرة‭ ‬له‭.‬

هذا‭ ‬الإرث‭ ‬الذي‭ ‬أرساه‭ ‬الآباء‭ ‬والأجداد،‭ ‬ونجح‭ ‬قائد‭ ‬المسيرة‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يبلوره‭ ‬ويطوره‭ ‬في‭ ‬رؤية‭ ‬حكيمة‭ ‬ومستنيرة‭ ‬تقوده‭ ‬إلى‭ ‬المستقبل‭ ‬وفق‭ ‬مشروع‭ ‬إصلاحي‭ ‬رائد‭ ‬خليجيا‭ ‬وعربيا،‭ ‬نجني‭ ‬ثماره‭ ‬عاما‭ ‬بعد‭ ‬عام،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إعلاء‭ ‬قيم‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬والإخاء،‭ ‬مع‭ ‬عمل‭ ‬دؤوب‭ ‬وجهد‭ ‬لا‭ ‬ينضب‭ ‬لحاضر‭ ‬مزدهر‭ ‬ومستقبل‭ ‬مشرق‭ ‬تستحقه‭ ‬أجيالنا‭ ‬القادمة‭.‬

هذا‭ ‬هو‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬تلتف‭ ‬فيه‭ ‬القلوب‭ ‬مع‭ ‬بعضها‭ ‬في‭ ‬تكاتف‭ ‬وطني‭ ‬متحضر‭ ‬للوقوف‭ ‬صفا‭ ‬واحدًا‭ ‬لحماية‭ ‬مكتسباتنا‭ ‬التنموية‭ ‬ونسيجنا‭ ‬المجتمعي‭ ‬المتماسك‭.‬

اليوم‭ ‬نستذكر‭ ‬معا‭ ‬غيضا‭ ‬من‭ ‬فيض‭ ‬المنجزات‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬للوطن‭ ‬بإسهامات‭ ‬الكوادر‭ ‬الوطنية‭ ‬رغم‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬فرضتها‭ ‬الأحداث‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬المتسارعة‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭.‬

البحرين‭ ‬اختتمت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2025‭ ‬رئاستها‭ ‬للقمة‭ ‬العربية‭ ‬الثالثة‭ ‬والثلاثين‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬بذلت‭ ‬جهودا‭ ‬مضنية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭ ‬ودعم‭ ‬التضامن‭ ‬العربي،‭ ‬ودعم‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وإنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وتنسيق‭ ‬المواقف‭ ‬تجاه‭ ‬الأزمات‭ ‬العربية،‭ ‬ونجحت‭ ‬في‭ ‬تثبيت‭ ‬ريادة‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬السلام‭ ‬والحوار‭.‬

وفي‭ ‬يونيو‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬فازت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بالعضوية‭ ‬غير‭ ‬الدائمة‭ ‬بمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬للفترة‭ (‬2026-2027‭)‬،‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬التي‭ ‬حصدت‭ ‬فيها‭ ‬المملكة‭ ‬99‭.‬5‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬أصوات‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬في‭ ‬تأكيد‭ ‬واضح‭ ‬لثقة‭ ‬وتقدير‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وسياستها‭ ‬الخارجية‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬والتعاون‭ ‬البناء‭ ‬والتفاعل‭ ‬الإيجابي‭.‬

والآن‭ ‬تترأس‭ ‬المملكة‭ ‬الدورة‭ ‬الحالية‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية،‭ ‬بعد‭ ‬استضافتها‭ ‬الناجحة‭ ‬قمة‭ ‬البحرين‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬لتواصل‭ ‬العمل‭ ‬بثبات‭ ‬لتعزيز‭ ‬وحدة‭ ‬الصف‭ ‬الخليجي‭ ‬ودعم‭ ‬مسارات‭ ‬الازدهار‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬الإقليمي‭.‬

وإذا‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الإنجازات‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬للمملكة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬النجاحات‭ ‬الداخلية‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬تميزا،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬متابعة‭ ‬واهتمام‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬بتنفيذ‭ ‬توجيهات‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الكوادر‭ ‬الوطنية،‭ ‬وبالأمس‭ ‬احتفلنا‭ ‬بمرور‭ ‬عقد‭ ‬من‭ ‬التميز‭ ‬لبرنامج‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬لتنمية‭ ‬الكوادر‭ ‬الحكومية،‭ ‬الذي‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬منظومة‭ ‬العمل‭ ‬الحكومي‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬من‭ ‬الكفاءة‭ ‬والابتكار‭ ‬نحو‭ ‬آفاق‭ ‬التميّز‭.‬

كما‭ ‬تمكنت‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬سجلها‭ ‬الناصع‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬مكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالأشخاص،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حفاظها‭ ‬على‭ ‬الفئة‭ ‬الأولى‭ ‬للعام‭ ‬الثامن‭ ‬على‭ ‬التوالي‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬المعني‭ ‬بتقييم‭ ‬جهود‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬مكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالأشخاص،‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬الثقة‭ ‬الدولية‭ ‬الراسخة‭ ‬في‭ ‬جهود‭ ‬المملكة،‭ ‬ونجاحها‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬ثقافة‭ ‬حماية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭.‬

وجاء‭ ‬اعتماد‭ ‬المحافظة‭ ‬الجنوبية‭ ‬محافظة‭ ‬صحية‭ ‬ضمن‭ ‬مبادرة‭ ‬المدن‭ ‬الصحية‭ ‬لمنظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬لتكتمل‭ ‬بذلك‭ ‬مسيرة‭ ‬اعتماد‭ ‬المحافظات‭ ‬الأربع‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬في‭ ‬تأكيد‭ ‬آخر‭ ‬لاهتمام‭ ‬المملكة‭ ‬بالإنسان‭ ‬عبر‭ ‬تعزيز‭ ‬مفاهيم‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬له‭.‬

ومن‭ ‬الصحة‭ ‬إلى‭ ‬التعليم،‭ ‬واصلت‭ ‬المملكة‭ ‬المساعي‭ ‬الجادة‭ ‬في‭ ‬الارتقاء‭ ‬بالإنسان‭ ‬البحريني،‭ ‬إذ‭ ‬حققت‭ ‬المملكة‭ ‬إنجازا‭ ‬عالميا‭ ‬بحصول‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬على‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬عالميا‭ ‬في‭ ‬مدارس‭ ‬مايكروسوفت‭ ‬الحاضنة‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬دورة‭ ‬عام‭ ‬2025،‭ ‬في‭ ‬تجسيد‭ ‬للنقلة‭ ‬النوعية‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬التعليم‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعليم‭ ‬الرقمي‭.‬

وقبل‭ ‬أيام‭ ‬تُوّجت‭ ‬المنامة‭ ‬بجائزة‭ ‬أفضل‭ ‬وجهة‭ ‬عالمية‭ ‬لسياحة‭ ‬الأعمال‭ ‬في‭ ‬الحفل‭ ‬الختامي‭ ‬المرموق‭ ‬لجوائز‭ ‬السفر‭ ‬العالمية‭ ‬2025،‭ ‬كما‭ ‬حصد‭ ‬مركز‭ ‬البحرين‭ ‬العالمي‭ ‬للمعارض‭ ‬4‭ ‬جوائز؛‭ ‬هي‭ ‬جائزة‭ ‬أفضل‭ ‬مركز‭ ‬معارض‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وأفضل‭ ‬وجهة‭ ‬لفعاليات‭ ‬الحوافز‭ ‬والمؤتمرات‭ ‬والمعارض‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تفوقه‭ ‬عالميا‭ ‬كأفضل‭ ‬موقع‭ ‬لحفلات‭ ‬الزفاف‭ ‬الكبرى‭ ‬وأفضل‭ ‬وجهة‭ ‬لفعاليات‭ ‬الأعمال،‭ ‬في‭ ‬خطوة‭ ‬تؤكد‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬لتنويع‭ ‬الاقتصاد‭ ‬البحريني‭.‬

وفي‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي‭ ‬فازت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬عن‭ ‬جناحها‭ ‬الوطني‭ ‬‮«‬تلاقي‭ ‬البِحار‮»‬‭ ‬بالجائزة‭ ‬الذهبية‭ ‬عن‭ ‬فئة‭ ‬أفضل‭ ‬عمارة‭ ‬ومناظر‭ ‬طبيعية‭ ‬للأجنحة‭ ‬ذاتية‭ ‬البناء‭ ‬بمساحة‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬1500‭ ‬متر‭ ‬مربع‭ ‬في‭ ‬‮«‬إكسبو‭ ‬2025‭ ‬أوساكا‮»‬،‭ ‬في‭ ‬تأكيد‭ ‬لعمقها‭ ‬الحضاري‭ ‬وتميزها‭ ‬الثقافي،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬المنجزات‭ ‬الرياضية‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬العام؛‭ ‬منها‭ ‬استضافة‭ ‬دورة‭ ‬الألعاب‭ ‬الآسيوية‭ ‬للشباب‭ ‬بنجاح،‭ ‬والفوز‭ ‬التاريخي‭ ‬لفريق‭ ‬مكلارين‭ ‬في‭ ‬بطولة‭ ‬الفورمولا‭ ‬وان‭ ‬بأبوظبي،‭ ‬وغيرها‭.‬

إنني‭ ‬إذ‭ ‬أعدد‭ ‬هذه‭ ‬النجاحات‭ ‬والمنجزات‭ ‬لأقول‭ ‬إنها‭ ‬تضع‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬مسؤولين‭ ‬ومواطنين‭ ‬مسؤولية‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬مواصلة‭ ‬بذل‭ ‬الجهود‭ ‬لتلبية‭ ‬جميع‭ ‬تطلعات‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬كافة،‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬توفير‭ ‬مقومات‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬لهم‭ ‬ولأسرهم،‭ ‬مع‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬المكتسبات‭ ‬الوطنية‭ ‬وضمان‭ ‬استدامتها‭ ‬للأجيال‭ ‬المقبلة‭.‬

 

 

إقرأ أيضا لـ"أنـــور عبدالرحمــــــن"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا