مقال رئيس التحرير
أنـــور عبدالرحمــــــن
يوم الوطن.. ونظرة على المنجزات
السادس عشر من ديسمبر من كل عام هو يوم الوطن، هو اليوم الذي نحتفل به بالبحرين ومنجزاتها.
يوم نتوقف فيه معا لننظر إلى طموحاتنا لهذا البلد الذي بنى مجده بفضل قيادة واعية آمنت بأن الوطن ليس مجرد أرض جغرافية، بل هو مفهوم أعمق يركز على الكرامة الإنسانية، والحرية، والعدل، والانتماء؛ ويرسخ قيم الولاء والتلاحم في نفوس أبنائه الذين يشكلون السواعد التي تحمل على عاتقها مواصلة المسيرة المظفرة له.
هذا الإرث الذي أرساه الآباء والأجداد، ونجح قائد المسيرة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم في أن يبلوره ويطوره في رؤية حكيمة ومستنيرة تقوده إلى المستقبل وفق مشروع إصلاحي رائد خليجيا وعربيا، نجني ثماره عاما بعد عام، من خلال إعلاء قيم التسامح والتعايش والإخاء، مع عمل دؤوب وجهد لا ينضب لحاضر مزدهر ومستقبل مشرق تستحقه أجيالنا القادمة.
هذا هو اليوم الذي تلتف فيه القلوب مع بعضها في تكاتف وطني متحضر للوقوف صفا واحدًا لحماية مكتسباتنا التنموية ونسيجنا المجتمعي المتماسك.
اليوم نستذكر معا غيضا من فيض المنجزات التي تحققت للوطن بإسهامات الكوادر الوطنية رغم التحديات التي فرضتها الأحداث الإقليمية والدولية المتسارعة على المنطقة والعالم.
البحرين اختتمت في عام 2025 رئاستها للقمة العربية الثالثة والثلاثين بعد أن بذلت جهودا مضنية من أجل تعزيز العمل العربي المشترك ودعم التضامن العربي، ودعم القضية الفلسطينية وإنهاء الحرب في غزة، وتنسيق المواقف تجاه الأزمات العربية، ونجحت في تثبيت ريادة المملكة في تعزيز السلام والحوار.
وفي يونيو من هذا العام فازت مملكة البحرين بالعضوية غير الدائمة بمجلس الأمن الدولي للفترة (2026-2027)، في الانتخابات التي حصدت فيها المملكة 99.5 بالمائة من أصوات الجمعية العامة للأمم المتحدة، في تأكيد واضح لثقة وتقدير دول العالم لمملكة البحرين وسياستها الخارجية القائمة على الاحترام المتبادل والتعاون البناء والتفاعل الإيجابي.
والآن تترأس المملكة الدورة الحالية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بعد استضافتها الناجحة قمة البحرين قبل أيام لتواصل العمل بثبات لتعزيز وحدة الصف الخليجي ودعم مسارات الازدهار والأمن والاستقرار الإقليمي.
وإذا كانت هذه الإنجازات على صعيد السياسة الخارجية للمملكة، إلا أن النجاحات الداخلية لا تقل تميزا، في ظل متابعة واهتمام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء بتنفيذ توجيهات جلالة الملك المعظم في بناء الكوادر الوطنية، وبالأمس احتفلنا بمرور عقد من التميز لبرنامج رئيس مجلس الوزراء لتنمية الكوادر الحكومية، الذي أسهم في دفع منظومة العمل الحكومي على أسس من الكفاءة والابتكار نحو آفاق التميّز.
كما تمكنت البحرين من المحافظة على سجلها الناصع في مجال مكافحة الاتجار بالأشخاص، من خلال حفاظها على الفئة الأولى للعام الثامن على التوالي في تقرير وزارة الخارجية الأمريكية المعني بتقييم جهود الدول في مجال مكافحة الاتجار بالأشخاص، ما يعكس الثقة الدولية الراسخة في جهود المملكة، ونجاحها في تعزيز ثقافة حماية حقوق الإنسان.
وجاء اعتماد المحافظة الجنوبية محافظة صحية ضمن مبادرة المدن الصحية لمنظمة الصحة العالمية لتكتمل بذلك مسيرة اعتماد المحافظات الأربع في المملكة، في تأكيد آخر لاهتمام المملكة بالإنسان عبر تعزيز مفاهيم الصحة العامة والتنمية المستدامة له.
ومن الصحة إلى التعليم، واصلت المملكة المساعي الجادة في الارتقاء بالإنسان البحريني، إذ حققت المملكة إنجازا عالميا بحصول وزارة التربية على المركز الأول عالميا في مدارس مايكروسوفت الحاضنة للتكنولوجيا في دورة عام 2025، في تجسيد للنقلة النوعية التي يشهدها التعليم الوطني في مجال التعليم الرقمي.
وقبل أيام تُوّجت المنامة بجائزة أفضل وجهة عالمية لسياحة الأعمال في الحفل الختامي المرموق لجوائز السفر العالمية 2025، كما حصد مركز البحرين العالمي للمعارض 4 جوائز؛ هي جائزة أفضل مركز معارض في مملكة البحرين، وأفضل وجهة لفعاليات الحوافز والمؤتمرات والمعارض في الشرق الأوسط، إلى جانب تفوقه عالميا كأفضل موقع لحفلات الزفاف الكبرى وأفضل وجهة لفعاليات الأعمال، في خطوة تؤكد الجهود المبذولة لتنويع الاقتصاد البحريني.
وفي أكتوبر الماضي فازت مملكة البحرين عن جناحها الوطني «تلاقي البِحار» بالجائزة الذهبية عن فئة أفضل عمارة ومناظر طبيعية للأجنحة ذاتية البناء بمساحة أقل من 1500 متر مربع في «إكسبو 2025 أوساكا»، في تأكيد لعمقها الحضاري وتميزها الثقافي، فضلا عن المنجزات الرياضية التي تحققت خلال هذا العام؛ منها استضافة دورة الألعاب الآسيوية للشباب بنجاح، والفوز التاريخي لفريق مكلارين في بطولة الفورمولا وان بأبوظبي، وغيرها.
إنني إذ أعدد هذه النجاحات والمنجزات لأقول إنها تضع على عاتق أبناء الوطن مسؤولين ومواطنين مسؤولية كبيرة في مواصلة بذل الجهود لتلبية جميع تطلعات المواطنين في المجالات كافة، بما يضمن توفير مقومات الحياة الكريمة لهم ولأسرهم، مع المحافظة على المكتسبات الوطنية وضمان استدامتها للأجيال المقبلة.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك