مقال رئيس التحرير
أنـــور عبدالرحمــــــن
ســــر نــجــاح قــصــة الـبـحــريـــن
في هذا العام، وأنا أتشرف بحضور الاحتفال بالأعياد الوطنية، جال بخاطري العديد من الأفكار وأنا أستمع إلى الكلمة السامية التي تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم بتوجيهها للمواطنين في هذه المناسبة العزيزة، على رأسها إيمان هذه القيادة الحكيمة بقدرات هذا الوطن ومقدراته، والتزامها بالنهج الأصيل الذي أرساه بُناة الوطن، والتزامها الراسخ بتأسيس مقومات الدولة الحديثة.
تلك الدولة التي تقوم قصة نجاح مسيرة نهضتها وريادتها على تكريس قيم العمل والعطاء في نفوس أبنائه وبناته، وبذلك يزهو الوطن بإنجازاته ومنجزاته في شتى المجالات.
وكم كان جلالته حريصا على المستقبل من خلال تأكيد أهمية مضاعفة الجهود لمواكبة حركة العصر، وهي الرسالة التي يجب أن يتلقفها شبابنا لمواصلة العمل بكل عزيمة وإرادة لتنعم البحرين بالرخاء والازدهار.
ومن هذا المنطلق كان التقليد الذي أرساه جلالة الملك المعظم في تكريم رواد العمل الوطني الذين قدموا إسهامات كريمة وأعمالا جليلة تثري التجربة البحرينية المتميزة.
وما يثلج الصدر أن من بين المكرمين لهذا العام عددا من شباب البحرين في مختلف القطاعات، الأمر الذي يعكس حرص القيادة على الالتفات إلى كل الناجحين والمتميزين بغض النظر عن فئاتهم العمرية، وهو ما يشكل حافزا لكل أبناء الوطن على الاجتهاد في الإبداع والابتكار للمساهمة على طريق الإنجاز والتنمية والتميز، لنيل شرف الحصول على التكريم الذي يحمل اسما ذا دلالة هو وسام العمل الوطني.
ووجود كوكبة من الشباب يؤكد نجاح الرؤية الملكية في تمكين الشباب باعتبارهم قادة المستقبل، كما أن ذلك يبشر بالخير أن أجيالنا القادمة باتت على قدر المسؤولية التي تعوّل عليها القيادة فيهم.
التقدير الملكي لكل من ترك بصمة مؤثرة في حقول الخدمة والإنتاج يسهم في تحسين بيئة العمل، بما يسهم في زيادة الإنتاجية، وهو ما تحتاج إليه المملكة لتحافظ على تنافسيتها، وليبقى العنصر البشري البحريني أحد عوامل الجذب المؤثرة للاستثمارات الخارجية، بما ينعكس إيجابا على الأوضاع الاقتصادية.
ومن اللفتات التي استوقفتني كثيرا خلال هذا الحفل المهيب هو حرص جلالة الملك المعظم على التواصل مع جميع الحاضرين، في تجسيد واضح للترابط بين القائد وأبناء شعبه، كما كان جلالته حريصا عندما التقى بفيلق الصحافة على أن يتحدث معهم فردا فردا، في تقدير سام لدور الإعلام والصحافة الوطنية التي تتحلى بروح من التعاون والمسؤولية والإخلاص في خدمة الوطن.
وبالتزامن مع الاحتفالات الوطنية، جاء إعلان صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الحرص على مواصلة تقديم وتطوير الخدمات الاجتماعية للمواطنين، وتعزيز البرامج الداعمة لها، واستغلال كل الموارد الوطنية، بما يعود بالنفع والخير على المواطن، ووضع الأولوية لأهل البحرين في الخدمات والمستحقات كما ورد في التوجيهات الملكية السامية، مشيرا سموه إلى أهمية استمرار دعم الكهرباء والماء للمواطنين في المسكن الأول، وتعزيز البرامج الداعمة لمحدودي الدخل، بما يسهم في تحسين مستوى معيشتهم وزيادة مدخولهم، منوها سموه بأهمية الحفاظ على الطبقة الوسطى واستحقاقاتها باعتبارها الركيزة الأوسع في المجتمع، ليؤكد حرص القيادة على أبناء الوطن وطمأنتهم للمستقبل.
وفي الختام، كم استشعرت في هذا اليوم الأغر كيف يحق لنا أن نفخر بالمكانة التي وصلت إليها البحرين وأنا أتابع حرص عديد من قادة العالم والمسؤولين على التعبير عن تقديرهم للمملكة في أعيادها الوطنية، بفضل قادتها الذين تمكنوا من تحقيق إنجازات وطنية بارزة رغم التحديات الإقليمية والدولية.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك