العدد : ١٧٣٥٦ - الاثنين ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٧ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٥٦ - الاثنين ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٧ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

مقال رئيس التحرير

أنـــور عبدالرحمــــــن

نتائج تاريخية لزيارة اليابان

جاءت‭ ‬زيارة‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وحضوره‭ ‬احتفالية‭ ‬اليوم‭ ‬الوطني‭ ‬بمعرض‭ ‬إكسبو‭ ‬2025‭ ‬أوساكا،‭ ‬وما‭ ‬تضمنته‭ ‬من‭ ‬مباحثات‭ ‬مهمة‭ ‬مع‭ ‬كبار‭ ‬القادة‭ ‬في‭ ‬اليابان،‭ ‬لتفتح‭ ‬آفاقا‭ ‬واسعة‭ ‬لتطوير‭ ‬العلاقات‭ ‬البحرينية‭ - ‬اليابانية‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬المنظور‭.‬

ولقد‭ ‬توجت‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬التاريخية‭ ‬بحدثين‭ ‬مهمين؛‭ ‬الأول‭ ‬هو‭ ‬استقبال‭ ‬جلالة‭ ‬إمبراطور‭ ‬اليابان‭ ‬ناروهيتو‭ ‬لسمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬بما‭ ‬يعكس‭ ‬الاحترام‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬يبديه‭ ‬جلالة‭ ‬إمبراطور‭ ‬اليابان‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولسمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬وكذلك‭ ‬الحرص‭ ‬الكبير‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬حكومة‭ ‬اليابان‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬وتوثيق‭ ‬علاقات‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭.‬

وكان‭ ‬الحدث‭ ‬الثاني‭ ‬المهم‭ ‬هو‭ ‬إعلان‭ ‬رفع‭ ‬مستوى‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬من‭ ‬‮«‬الشراكة‭ ‬الشاملة‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬‮«‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‮»‬،‭ ‬وجاء‭ ‬ذلك‭ ‬كإحدى‭ ‬ثمار‭ ‬مباحثات‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬في‭ ‬طوكيو،‭ ‬وتفعيلا‭ ‬لنتائج‭ ‬أعمال‭ ‬الحوار‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الأول‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الذي‭ ‬استضافته‭ ‬العاصمة‭ ‬اليابانية‭ ‬برئاسة‭ ‬وزيري‭ ‬خارجية‭ ‬البلدين‭ ‬في‭ ‬9‭ ‬سبتمبر‭ ‬الجاري‭.‬

إن‭ ‬رفع‭ ‬مستوى‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬واليابان‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬‮«‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‮»‬‭ ‬ليؤكد‭ ‬الإرادة‭ ‬المشتركة‭ ‬والتصميم‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬قيادة‭ ‬البلدين‭ ‬بالتوجه‭ ‬نحو‭ ‬جعل‭ ‬العلاقات‭ ‬البحرينية‭ ‬اليابانية‭ ‬نموذجا‭ ‬لعلاقات‭ ‬التعاون‭ ‬التنموي‭ ‬والاستراتيجي‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬القرن‭ ‬الواحد‭ ‬والعشرون‭.‬

ولعل‭ ‬ما‭ ‬يدعم‭ ‬هذه‭ ‬التوجهات‭ ‬هو‭ ‬التطابق‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬رؤى‭ ‬البلدين‭ ‬بشأن‭ ‬المستقبل،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يظهر‭ ‬في‭ ‬الاهتمام‭ ‬الفائق‭ ‬بتعزيز‭ ‬قدرات‭ ‬البلدين‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التطور‭ ‬التكنولوجي‭ ‬والتقدم‭ ‬العلمي‭ ‬والتحول‭ ‬الرقمي‭ ‬وتطوير‭ ‬التعليم‭ ‬وتعزيز‭ ‬خطط‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬والعناية‭ ‬بحماية‭ ‬البيئة،‭ ‬وكلها‭ ‬مقومات‭ ‬تجعل‭ ‬علاقات‭ ‬‮«‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‮»‬‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬مشروعا‭ ‬طموحا‭ ‬لبناء‭ ‬مستقبل‭ ‬واعد‭ ‬ومزدهر‭ ‬وأكثر‭ ‬تقدما‭ ‬في‭ ‬البلدين‭.‬

إن‭ ‬حرص‭ ‬اليابان‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬خمسة‭ ‬اقتصادات‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬علاقاتها‭ ‬مع‭ ‬البحرين‭ ‬بهذا‭ ‬المستوى‭ ‬ليؤكد‭ ‬الأهمية‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬توليها‭ ‬اليابان‭ ‬لمكانة‭ ‬البحرين‭ ‬ودورها‭ ‬الاقتصادي‭ ‬باعتبارها‭ ‬نموذجا‭ ‬للاقتصادات‭ ‬الصاعدة،‭ ‬وبوابة‭ ‬للتنمية‭ ‬والتطور‭ ‬العصري‭ ‬ومركزا‭ ‬ماليا‭ ‬مرموقا‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬والمنطقة‭ ‬العربية‭. ‬

ولم‭ ‬تكن‭ ‬البحرين‭ ‬لتحظى‭ ‬بهذه‭ ‬المكانة‭ ‬الرفيعة،‭ ‬والاحترام‭ ‬العالمي،‭ ‬لولا‭ ‬السياسات‭ ‬التنموية‭ ‬الناجحة‭ ‬التي‭ ‬قادها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مشروعه‭ ‬التاريخي‭ ‬الرائد‭ ‬للإصلاح‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬والذي‭ ‬اكتسب‭ ‬زخما‭ ‬وقوة‭ ‬دفع‭ ‬كبيرة‭ ‬بفضل‭ ‬السياسات‭ ‬التنموية‭ ‬المتقدمة‭ ‬التي‭ ‬قادتها‭ ‬حكومة‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬واتسمت‭ ‬بالانفتاح‭ ‬على‭ ‬آفاق‭ ‬التطور‭ ‬العلمي‭ ‬والتكنولوجي‭ ‬الحديث‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬والالتزام‭ ‬بأساليب‭ ‬إدارة‭ ‬تنموية‭ ‬ومالية‭ ‬رشيدة‭ ‬انعكست‭ ‬بصورة‭ ‬إيجابية‭ ‬على‭ ‬تطور‭ ‬الاقتصاد‭ ‬البحريني‭ ‬ومنحته‭ ‬آفاقا‭ ‬أوسع‭ ‬للتقدم‭.‬

كذلك‭ ‬فقد‭ ‬تضمنت‭ ‬الزيارة‭ ‬تنظيم‭ ‬مجلس‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬منتدى‭ ‬البحرين‭-‬اليابان‭ ‬للأعمال‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬هيئة‭ ‬التجارة‭ ‬الخارجية‭ ‬اليابانية‭ ‬بمشاركة‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬في‭ ‬اليابان‭ ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬الإمكانيات‭ ‬الكبيرة‭ ‬للاستثمار‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬التسهيلات‭ ‬الاستثمارية‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬وفرتها‭ ‬حكومة‭ ‬البحرين‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تسويق‭ ‬البحرين‭ ‬استثماريا،‭ ‬ويجعل‭ ‬البحرين‭ ‬مرشحة‭ ‬لاستقبال‭ ‬مشاريع‭ ‬استثمارية‭ ‬مشتركة‭ ‬مع‭ ‬الجانب‭ ‬الياباني‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬‮«‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‮»‬‭ ‬للعلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المعطيات‭ ‬لتؤكد‭ ‬النجاح‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬حققته‭ ‬زيارة‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬لليابان،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يجعلنا‭ ‬أكثر‭ ‬تفاؤلا‭ ‬بمستقبل‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬اليابان‭ ‬ذات‭ ‬التجربة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الملهمة‭ ‬في‭ ‬تحدي‭ ‬الصعاب‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية،‭ ‬بما‭ ‬يجعل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬البحريني‭ ‬أكثر‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الإمكانيات‭ ‬العلمية‭ ‬والتكنولوجية‭ ‬الهائلة‭ ‬للاقتصاد‭ ‬الياباني،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سوف‭ ‬ينعكس‭ ‬بصورة‭ ‬إيجابية‭ ‬على‭ ‬خطط‭ ‬التنمية‭ ‬والتطور‭ ‬الاقتصادي‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬بما‭ ‬يلبي‭ ‬تطلعات‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬مستوى‭ ‬المعيشة‭ ‬ونجاح‭ ‬التجربة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬والتطور‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬القادمة‭.‬

 

 

إقرأ أيضا لـ"أنـــور عبدالرحمــــــن"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا