مقال رئيس التحرير

أنـــور عبدالرحمــــــن
نتائج تاريخية لزيارة اليابان
جاءت زيارة سمو ولي العهد رئيس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وحضوره احتفالية اليوم الوطني بمعرض إكسبو 2025 أوساكا، وما تضمنته من مباحثات مهمة مع كبار القادة في اليابان، لتفتح آفاقا واسعة لتطوير العلاقات البحرينية - اليابانية في المستقبل المنظور.
ولقد توجت هذه الزيارة التاريخية بحدثين مهمين؛ الأول هو استقبال جلالة إمبراطور اليابان ناروهيتو لسمو ولي العهد رئيس الوزراء، بما يعكس الاحترام الكبير الذي يبديه جلالة إمبراطور اليابان لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ولسمو ولي العهد رئيس الوزراء، وكذلك الحرص الكبير من جانب حكومة اليابان على تعزيز وتوثيق علاقات التعاون مع البحرين في كل المجالات.
وكان الحدث الثاني المهم هو إعلان رفع مستوى العلاقات بين البلدين من «الشراكة الشاملة» إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»، وجاء ذلك كإحدى ثمار مباحثات سمو ولي العهد رئيس الوزراء في طوكيو، وتفعيلا لنتائج أعمال الحوار الاستراتيجي الأول بين البلدين الذي استضافته العاصمة اليابانية برئاسة وزيري خارجية البلدين في 9 سبتمبر الجاري.
إن رفع مستوى العلاقات بين البحرين واليابان إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية» ليؤكد الإرادة المشتركة والتصميم من جانب قيادة البلدين بالتوجه نحو جعل العلاقات البحرينية اليابانية نموذجا لعلاقات التعاون التنموي والاستراتيجي في عالم القرن الواحد والعشرون.
ولعل ما يدعم هذه التوجهات هو التطابق الكبير في رؤى البلدين بشأن المستقبل، وهو ما يظهر في الاهتمام الفائق بتعزيز قدرات البلدين في مجالات التطور التكنولوجي والتقدم العلمي والتحول الرقمي وتطوير التعليم وتعزيز خطط التنمية المستدامة والعناية بحماية البيئة، وكلها مقومات تجعل علاقات «الشراكة الاستراتيجية» بين البلدين مشروعا طموحا لبناء مستقبل واعد ومزدهر وأكثر تقدما في البلدين.
إن حرص اليابان التي تعد من أكبر خمسة اقتصادات في العالم على أن تكون علاقاتها مع البحرين بهذا المستوى ليؤكد الأهمية الكبرى التي توليها اليابان لمكانة البحرين ودورها الاقتصادي باعتبارها نموذجا للاقتصادات الصاعدة، وبوابة للتنمية والتطور العصري ومركزا ماليا مرموقا في منطقة الخليج والمنطقة العربية.
ولم تكن البحرين لتحظى بهذه المكانة الرفيعة، والاحترام العالمي، لولا السياسات التنموية الناجحة التي قادها جلالة الملك في إطار مشروعه التاريخي الرائد للإصلاح في البحرين، والذي اكتسب زخما وقوة دفع كبيرة بفضل السياسات التنموية المتقدمة التي قادتها حكومة سمو ولي العهد رئيس الوزراء خلال السنوات الماضية، واتسمت بالانفتاح على آفاق التطور العلمي والتكنولوجي الحديث في العالم، والالتزام بأساليب إدارة تنموية ومالية رشيدة انعكست بصورة إيجابية على تطور الاقتصاد البحريني ومنحته آفاقا أوسع للتقدم.
كذلك فقد تضمنت الزيارة تنظيم مجلس التنمية الاقتصادية منتدى البحرين-اليابان للأعمال بالتعاون مع هيئة التجارة الخارجية اليابانية بمشاركة عدد كبير من رجال الأعمال في اليابان للتعرف على الإمكانيات الكبيرة للاستثمار في البحرين في ضوء التسهيلات الاستثمارية الكبيرة التي وفرتها حكومة البحرين خلال السنوات الماضية، الأمر الذي يسهم في تسويق البحرين استثماريا، ويجعل البحرين مرشحة لاستقبال مشاريع استثمارية مشتركة مع الجانب الياباني في إطار «الشراكة الاستراتيجية» للعلاقات بين البلدين.
ولا شك أن كل هذه المعطيات لتؤكد النجاح الكبير الذي حققته زيارة سمو ولي العهد رئيس الوزراء لليابان، الأمر الذي يجعلنا أكثر تفاؤلا بمستقبل العلاقات مع اليابان ذات التجربة الاقتصادية الملهمة في تحدي الصعاب في أعقاب الحرب العالمية الثانية، بما يجعل الاقتصادي البحريني أكثر قدرة على الاستفادة من الإمكانيات العلمية والتكنولوجية الهائلة للاقتصاد الياباني، وهو ما سوف ينعكس بصورة إيجابية على خطط التنمية والتطور الاقتصادي في البحرين، بما يلبي تطلعات المواطنين في تحسين مستوى المعيشة ونجاح التجربة البحرينية في التنمية والتطور في السنوات القادمة.
إقرأ أيضا لـ"أنـــور عبدالرحمــــــن"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك