العدد : ١٧٣٠٠ - الاثنين ٠٤ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ١٠ صفر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٠٠ - الاثنين ٠٤ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ١٠ صفر ١٤٤٧هـ

مقال رئيس التحرير

أنـــور عبدالرحمــــــن

الغرفة وسلاح الشائعات

مرت‭ ‬أمس‭ ‬الذكرى‭ ‬السادسة‭ ‬والثمانين‭ ‬لتأسيس‭ ‬غرفة‭ ‬تجارة‭ ‬وصناعة‭ ‬البحرين،‭ ‬أقدم‭ ‬مؤسسة‭ ‬تجارية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج،‭ ‬وواحدة‭ ‬من‭ ‬أقدم‭ ‬المؤسسات‭ ‬التجارية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية،‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الذي‭ ‬استطاع‭ ‬في‭ ‬عقده‭ ‬التاسع‭ ‬أن‭ ‬يؤسس‭ ‬لنفسه‭ ‬موقعا‭ ‬مؤثرا‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بفضل‭ ‬رجالات‭ ‬وأبناء‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬التجار‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬ومازالوا‭ ‬دائما‭ ‬هم‭ ‬أحد‭ ‬عناصر‭ ‬قوة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬الذي‭ ‬كرس‭ ‬الحرية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬طوال‭ ‬مسيرته‭.‬

ولن‭ ‬أعيد‭ ‬أو‭ ‬أكرر‭ ‬ما‭ ‬استعرضه‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬الغرفة‭ ‬الحالي‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬أثمرت‭ ‬نتائج‭ ‬مثمرة‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الشارع‭ ‬التجاري‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الوطني،‭ ‬وخصوصا‭ ‬في‭ ‬الفترات‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬شهدها‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬وخاصة‭ ‬أثناء‭ ‬فترة‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعاون‭ ‬الجاد‭ ‬مع‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬إقرار‭ ‬حزمة‭ ‬إجراءات‭ ‬أنقذت‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬من‭ ‬التعثر‭.‬

ونحن‭ ‬إذ‭ ‬نحتفل‭ ‬ببيت‭ ‬التجار،‭ ‬علينا‭ ‬الوقوف‭ ‬عند‭ ‬محاولات‭ ‬البعض‭ ‬تشويه‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خدمة‭ ‬مصالح‭ ‬انتخابية‭ ‬ضيقة،‭ ‬مستغلين‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬أصواتا‭ ‬نشازا‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬تحاول‭ ‬أن‭ ‬تهيل‭ ‬التراب‭ ‬على‭ ‬أسماء‭ ‬مؤثرة‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬البحريني،‭ ‬في‭ ‬أسلوب‭ ‬يتنافى‭ ‬مع‭ ‬المبادئ‭ ‬والقيم‭ ‬البحرينية‭ ‬الأصيلة‭ ‬التي‭ ‬توارثتها‭ ‬الأجيال‭.‬

إن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬السلبية‭ ‬هو‭ ‬رسالة‭ ‬مباشرة‭ ‬لكل‭ ‬تاجر‭ ‬بحريني،‭ ‬بأن‭ ‬يضع‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة‭ ‬أمام‭ ‬مصلحته‭ ‬الشخصية؛‭ ‬لأن‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬غرفة‭ ‬البحرين‭ ‬كصوت‭ ‬مؤثر‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬الاقتصادي‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬جميع‭ ‬التجار،‭ ‬وألا‭ ‬تكون‭ ‬الممارسة‭ ‬الانتخابية‭ ‬بوابة‭ ‬لاتباع‭ ‬أساليب‭ ‬غير‭ ‬مقبولة‭ ‬وغريبة‭ ‬على‭ ‬مجتمعنا‭ ‬البحريني‭ ‬المترابط‭.‬

إن‭ ‬الإرث‭ ‬التاريخي‭ ‬لغرفة‭ ‬البحرين‭ ‬وانتخاباتها‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬حاضرا‭ ‬في‭ ‬أذهان‭ ‬كل‭ ‬تاجر‭ ‬ممن‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬خوض‭ ‬غمار‭ ‬انتخابات‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬الغرفة‭ ‬المقبلة‭ ‬في‭ ‬2026؛‭ ‬لأن‭ ‬حملات‭ ‬التشوية‭ ‬الممنهجة‭ ‬عبر‭ ‬بيانات‭ ‬مجهولة‭ ‬تحاول‭ ‬المساس‭ ‬بأشخاص‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬الغرفة‭ ‬الحالي،‭ ‬ويتم‭ ‬تسريبها‭ ‬وترويجها‭ ‬عبر‭ ‬رسائل‭ ‬‮«‬الواتساب‮»‬،‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬إلا‭ ‬وسيلة‭ ‬متدنية‭ ‬لاستهداف‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬مؤسسات‭ ‬المملكة‭ ‬العريقة‭ ‬التي‭ ‬نفتخر‭ ‬بها،‭ ‬لأنه‭ ‬يتعارض‭ ‬مع‭ ‬مفهوم‭ ‬النقد‭ ‬البناء‭.‬

إن‭ ‬الشخص‭ ‬المتطلع‭ ‬إلى‭ ‬الإصلاح‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬عليه‭ ‬اتباع‭ ‬أساليب‭ ‬غير‭ ‬شريفة‭ ‬في‭ ‬الخصومة‭ ‬أو‭ ‬المنافسة‭ ‬الانتخابية،‭ ‬ولا‭ ‬ننسى‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬تاجر‭ ‬له‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الانتخاب‭ ‬بحرية‭ ‬لاختيار‭ ‬من‭ ‬يعبر‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬الغرفة،‭ ‬لكن‭ ‬المساس‭ ‬بسمعة‭ ‬تجار‭ ‬البحرين‭ ‬الذين‭ ‬نفتخر‭ ‬بهم‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬مرفوض‭ ‬وغير‭ ‬مقبول‭.‬

وعلى‭ ‬الجسم‭ ‬التجاري‭ ‬نفسه‭ ‬أن‭ ‬يلفظ‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬السلبية،‭ ‬وألا‭ ‬يضع‭ ‬بالا‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬الخاطئة،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬أول‭ ‬المتصدين‭ ‬لمن‭ ‬يحاول‭ ‬الصيد‭ ‬في‭ ‬الماء‭ ‬العكر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬كتابة‭ ‬أو‭ ‬ترويج‭ ‬الشائعات‭ ‬والمغالطات‭ ‬بحق‭ ‬تجار‭ ‬البحرين‭.‬

إن‭ ‬المصلحة‭ ‬الوطنية‭ ‬تدفعنا‭ ‬جميعا‭ ‬إلى‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬مؤسسات‭ ‬الوطن‭ ‬العريقة‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬مثار‭ ‬فخر‭ ‬واعتزاز‭ ‬طوال‭ ‬تاريخها‭ ‬الممتد،‭ ‬والتي‭ ‬حفرت‭ ‬لنفسها‭ ‬اسما‭ ‬من‭ ‬ذهب‭ ‬في‭ ‬الأوساط‭ ‬التجارية‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬وهو‭ ‬ليس‭ ‬دفاعا‭ ‬عن‭ ‬أشخاص‭ ‬ولكنه‭ ‬تصد‭ ‬للممارسات‭ ‬الغريبة‭ ‬على‭ ‬مجتمعنا،‭ ‬لأن‭ ‬السكوت‭ ‬عنها‭ ‬قد‭ ‬يدفع‭ ‬البعض‭ ‬إلى‭ ‬التمادي‭ ‬فيها‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬غير‭ ‬مقبول‭.‬

إن‭ ‬الشائعات‭ ‬والتطاول‭ ‬الفج‭ ‬تختلف‭ ‬اختلافا‭ ‬كليا‭ ‬عن‭ ‬المعارضة‭ ‬الصحيحة؛‭ ‬فالأولى‭ ‬هي‭ ‬أحد‭ ‬معاول‭ ‬الهدم‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬إثارة‭ ‬الفتن‭ ‬وتدمير‭ ‬الاستقرار،‭ ‬والتأثير‭ ‬على‭ ‬سير‭ ‬العمل‭ ‬والإنتاج،‭ ‬وتعرقل‭ ‬مصالح‭ ‬الأفراد‭ ‬والمؤسسات،‭ ‬أما‭ ‬الثانية‭ ‬فهي‭ ‬الأمر‭ ‬الصحي‭ ‬الذي‭ ‬ننشده‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الإصلاح‭ ‬وتصحيح‭ ‬الأخطاء،‭ ‬ولا‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬تحت‭ ‬قبة‭ ‬المؤسسة‭ ‬نفسها،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاجتماعات‭ ‬العمومية‭ ‬للغرفة‭ ‬أو‭ ‬صناديق‭ ‬الانتخابات‭ ‬التي‭ ‬تُجرى‭ ‬كل‭ ‬4‭ ‬سنوات،‭ ‬أو‭ ‬الآراء‭ ‬الموضوعية‭ ‬البناءة،‭ ‬أما‭ ‬الالتجاء‭ ‬إلى‭ ‬التشويه‭ ‬والخصومة‭ ‬الفجة‭ ‬اعتمادا‭ ‬على‭ ‬بيانات‭ ‬مجهولة‭ ‬المصدر‭ ‬فهذا‭ ‬لن‭ ‬يجلب‭ ‬لصاحبه‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬يقف‭ ‬وراءه‭ ‬إلا‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬الخسارة‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬التجاري‭ ‬الواعي،‭ ‬الذي‭ ‬اكتسب‭ ‬وعيه‭ ‬من‭ ‬إرثه‭ ‬الطويل‭ ‬الممتد‭ ‬نحو‭ ‬9‭ ‬عقود‭.‬

إن‭ ‬محاولات‭ ‬البعض‭ ‬إضعاف‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬الغرفة‭ ‬ورجالاتها‭ ‬تستهدف‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬والتكاتف،‭ ‬وصورة‭ ‬الغرفة‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬وحينها‭ ‬تفقد‭ ‬كثيرا‭ ‬مما‭ ‬حققته‭ ‬من‭ ‬نجاحات‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬شريكا‭ ‬في‭ ‬القرار‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬وحينها‭ ‬سوف‭ ‬يستشعر‭ ‬الجميع‭ ‬حجم‭ ‬الخسارة،‭ ‬ولن‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬التجار‭ ‬المثل‭ ‬القائل‭ ‬‮«‬أُكلت‭ ‬يوم‭ ‬أُكل‭ ‬الثور‭ ‬الأبيض‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬فوات‭ ‬الأوان‭.‬

إقرأ أيضا لـ"أنـــور عبدالرحمــــــن"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا