مقال رئيس التحرير

أنـــور عبدالرحمــــــن
خالد كانو.. إرث باق
لم أعتد الكتابة في رثاء أي شخص من المقربين لي؛ لأنني أؤمن أن الموت هو القدر المحتوم الذي ينتظر كل أبناء آدم، وهو الحقيقة الباقية أمام العيون.
وكما يقول الشاعر العربي:
حُكمُ المَنِيَّةِ في البَرِيَّةِ جار.. ما هَذِهِ الدُنيا بِدار قَرار
بينا يرى الإنسان فيها مخبرا.. حتى يُرى خبرًا من الأخبار
ولكني منذ سمعت خبر وفاة الوجيه خالد بن محمد كانو، عميد عائلة يوسف بن أحمد كانو، ورأيت حشود المشيعين في مقبرة المنامة، جالت بخاطري العديد من المواقف التي جمعتني مع هذه الشخصية طوال مسيرته، إذ كان نائبا لرئيس مجلس إدارة «أخبار الخليج» سنوات طويلة، حرصنا خلالها سويا على المحافظة على هذا الصرح الصحفي الذي كان ولا يزال يؤدي دوره في خدمة قضايا وطنه، مع الحرص على أن يلبي احتياجات المواطنين.
وعلى الرغم من أن الأخ «بونبيل» كان يقود مجموعة يوسف بن أحمد كانو كبرى الشركات العائلية في البحرين والمنطقة، بفضل ما يتمتع من خبرة في عالم المال والأعمال، فإنه كان شغوفا وحريصا على متابعة تطور «أخبار الخليج»، ولم يكن يبخل بإسداء النصح والإرشاد في تعزيز مسيرتها.
من اقترب من الفقيد «بونبيل» يدري أنه رجل أعمال يمتلك من الثقافة وعشق البحث العلمي الكثير والكثير، وهو ما دفعه إلى الاهتمام بالكتابة والتأليف وإصدار الكتب، بالإضافة إلى تبني مبادرة تحويل مقر شركة كانو بسوق المنامة إلى متحف تاريخي يسهم في حفظ وصون معلم مهم من معالم المنامة العمرانية، إضافة إلى تعريف الجمهور بتاريخ العائلة وإسهاماتها في نهضة البحرين والمنطقة على مدار أكثر من 130 عامًا.
وفي إطار حرصه على خدمة وطنه وأمته أصر على تطوير جائزة يوسف بن أحمد كانو لتشمل البحث الاقتصادي والبحث العلمي الجامعي والفن التشكيلي، إيمانا منه بدور الباحثين في تقديم حلول مبتكرة لتطوير مجتمعاتهم.
برحيل الوجيه خالد كانو فقدت مملكة البحرين واحدا من رجالاتها الذين أثروا في مسيرتها الوطنية سواء اقتصاديا أو اجتماعيا أو إنسانيا، فالرجل أحد الذين قدموا إسهامات مؤثرة في ترسيخ مكانة الشركات العائلية في العملية الاقتصادية من خلال رؤيته الاستباقية وأفكاره المتطورة في حوكمة هذه الشركات والمحافظة على نقل القيادة فيها جيلا بعد جيل.
ومع وصوله إلى منصب رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين كان صريحا وواضحا كعادته في الدفاع عن مصالح التجار والقطاع الخاص.
وأنا أعزي نفسي والبحرين بهذا الفقد الكبير أثق بأن عائلة كانو ستواصل مسيرتها في خدمة البحرين وأهلها بفضل الإرث العريق الذي تتناقله الأجيال فيها.
إقرأ أيضا لـ"أنـــور عبدالرحمــــــن"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك