اطلالة
هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
خطوة شجاعة
في خطوة غير مسبوقة أعلنت وزارة التربية والتعليم الإماراتية إلغاء الاختبارات المركزية لنهاية الفصل الدراسي الثاني لجميع المراحل بدءا من العام الأكاديمي 2025-2026، واستبدلتها بالتقييم الختامي المدرسي لتعزيز عملية التقييم المستمر وتقليل الضغوط على الطلبة، وذلك في إطار استراتيجية وطنية لتطوير التعليم تهدف إلى التركيز على جودة حياة الطلاب وتوفير بيئة تعليمية مرنة.
هذا القرار وبحسب تصريحات المسؤولين من شأنه النهوض بعملية التقييم المستمر، وتعزيز مهارات التفكير لدى الطلبة، وتحقيق الاستفادة المثلى من أيام التمدرس، وتوفير وقت أطول للتعلم داخل الصف، وذلك عبر اختبارات قصيرة أو مشروع جماعي بهدف بناء اقتصاد معرفي وتمكين شخصية جيل الطلاب الذين يقودون اقتصاد المستقبل.
وتبقى النقطة الأهم في رأيي المتواضع هو القضاء على رهاب الاختبارات التقليدية الختامية والذي يعاني منه الطلاب وأولياء الأمور على حد سواء لدرجة قد تدفع في بعض الأحيان بعض الطلاب إلى الإقدام على إنهاء حياتهم حتى ولو كانوا من المتفوقين، ولنا في ذلك أمثلة واقعية عايشناها جميعا وأدمت قلوبنا.
بالفعل الامتحانات المتكررة تستهلك طاقات الطلبة وأسرهم، وتستنزفهم ماديا ونفسيا، لذلك جاءت هذه النقلة النوعية بأسلوب التعليم لتعكس رؤية دولة الإمارات نحو بناء منظومة تعليمية أكثر مرونة وتوازنا، وذلك كبعد جديد في مسيرة تطوير التعليم من شأنه تعزيز الصحة النفسية للطلبة وللآباء ومن ثم إعادة صياغة لعلاقة المعلم والمدرسة بالطالب، وذلك تماشيا مع أنظمة تعليمية متقدمة في دول العالم مثل فنلندا وسنغافورة والتي تركز على التقييم المرحلي أكثر من الامتحانات التقليدية.
ويبقى المطلوب عند الإقدام على هذه الخطوة الإجابة عن عدة تساؤلات أهمها:
ماذا عن الضمانات التي تؤكد الجدية في التعامل مع هذا النظام وليس تقليل المهام؟
إلى أي مدى سوف تتحقق عدالة التقييم؟
هل طلابنا في المنطقة العربية مهيأون لهذه المسؤولية؟
والسؤال الأهم:
هل سيرافق هذه الخطوة الجريئة الشجاعة خطة لتطوير المناهج العلمية والتي بالفعل تمثل العامل الأساسي لرفع جودة مخرجات التعليم؟؟

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك