العدد : ١٧٣٩١ - الاثنين ٠٣ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٩١ - الاثنين ٠٣ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

اطلالة

هالة كمال الدين

halakamal99@hotmail.com

خطوة شجاعة

في‭ ‬خطوة‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬أعلنت‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬الإماراتية‭ ‬إلغاء‭ ‬الاختبارات‭ ‬المركزية‭ ‬لنهاية‭ ‬الفصل‭ ‬الدراسي‭ ‬الثاني‭ ‬لجميع‭ ‬المراحل‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الأكاديمي‭ ‬2025‭-‬2026،‭ ‬واستبدلتها‭ ‬بالتقييم‭ ‬الختامي‭ ‬المدرسي‭ ‬لتعزيز‭ ‬عملية‭ ‬التقييم‭ ‬المستمر‭ ‬وتقليل‭ ‬الضغوط‭ ‬على‭ ‬الطلبة،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬استراتيجية‭ ‬وطنية‭ ‬لتطوير‭ ‬التعليم‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬جودة‭ ‬حياة‭ ‬الطلاب‭ ‬وتوفير‭ ‬بيئة‭ ‬تعليمية‭ ‬مرنة‭.‬

هذا‭ ‬القرار‭ ‬وبحسب‭ ‬تصريحات‭ ‬المسؤولين‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬النهوض‭ ‬بعملية‭ ‬التقييم‭ ‬المستمر،‭ ‬وتعزيز‭ ‬مهارات‭ ‬التفكير‭ ‬لدى‭ ‬الطلبة،‭ ‬وتحقيق‭ ‬الاستفادة‭ ‬المثلى‭ ‬من‭ ‬أيام‭ ‬التمدرس،‭ ‬وتوفير‭ ‬وقت‭ ‬أطول‭ ‬للتعلم‭ ‬داخل‭ ‬الصف،‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬اختبارات‭ ‬قصيرة‭ ‬أو‭ ‬مشروع‭ ‬جماعي‭ ‬بهدف‭ ‬بناء‭ ‬اقتصاد‭ ‬معرفي‭ ‬وتمكين‭ ‬شخصية‭ ‬جيل‭ ‬الطلاب‭ ‬الذين‭ ‬يقودون‭ ‬اقتصاد‭ ‬المستقبل‭.‬

وتبقى‭ ‬النقطة‭ ‬الأهم‭ ‬في‭ ‬رأيي‭ ‬المتواضع‭ ‬هو‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬رهاب‭ ‬الاختبارات‭ ‬التقليدية‭ ‬الختامية‭ ‬والذي‭ ‬يعاني‭ ‬منه‭ ‬الطلاب‭ ‬وأولياء‭ ‬الأمور‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭ ‬لدرجة‭ ‬قد‭ ‬تدفع‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬بعض‭ ‬الطلاب‭ ‬إلى‭ ‬الإقدام‭ ‬على‭ ‬إنهاء‭ ‬حياتهم‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬كانوا‭ ‬من‭ ‬المتفوقين،‭ ‬ولنا‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬أمثلة‭ ‬واقعية‭ ‬عايشناها‭ ‬جميعا‭ ‬وأدمت‭ ‬قلوبنا‭.‬

بالفعل‭ ‬الامتحانات‭ ‬المتكررة‭ ‬تستهلك‭ ‬طاقات‭ ‬الطلبة‭ ‬وأسرهم،‭ ‬وتستنزفهم‭ ‬ماديا‭ ‬ونفسيا،‭ ‬لذلك‭ ‬جاءت‭ ‬هذه‭ ‬النقلة‭ ‬النوعية‭ ‬بأسلوب‭ ‬التعليم‭ ‬لتعكس‭ ‬رؤية‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬نحو‭ ‬بناء‭ ‬منظومة‭ ‬تعليمية‭ ‬أكثر‭ ‬مرونة‭ ‬وتوازنا،‭ ‬وذلك‭ ‬كبعد‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬تطوير‭ ‬التعليم‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬تعزيز‭ ‬الصحة‭ ‬النفسية‭ ‬للطلبة‭ ‬وللآباء‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬إعادة‭ ‬صياغة‭ ‬لعلاقة‭ ‬المعلم‭ ‬والمدرسة‭ ‬بالطالب،‭ ‬وذلك‭ ‬تماشيا‭ ‬مع‭ ‬أنظمة‭ ‬تعليمية‭ ‬متقدمة‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬مثل‭ ‬فنلندا‭ ‬وسنغافورة‭ ‬والتي‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬التقييم‭ ‬المرحلي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الامتحانات‭ ‬التقليدية‭.‬

ويبقى‭ ‬المطلوب‭ ‬عند‭ ‬الإقدام‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬عدة‭ ‬تساؤلات‭ ‬أهمها‭:‬

ماذا‭ ‬عن‭ ‬الضمانات‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬الجدية‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬وليس‭ ‬تقليل‭ ‬المهام؟

إلى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬سوف‭ ‬تتحقق‭ ‬عدالة‭ ‬التقييم؟

هل‭ ‬طلابنا‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬مهيأون‭ ‬لهذه‭ ‬المسؤولية؟

والسؤال‭ ‬الأهم‭:‬

هل‭ ‬سيرافق‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬الجريئة‭ ‬الشجاعة‭ ‬خطة‭ ‬لتطوير‭ ‬المناهج‭ ‬العلمية‭ ‬والتي‭ ‬بالفعل‭ ‬تمثل‭ ‬العامل‭ ‬الأساسي‭ ‬لرفع‭ ‬جودة‭ ‬مخرجات‭ ‬التعليم؟؟

إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا