العدد : ١٧٣٣٠ - الأربعاء ٠٣ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٣٠ - الأربعاء ٠٣ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

اطلالة

هالة كمال الدين

halakamal99@hotmail.com

البديل الآمن

مؤخرا‭ ‬قمنا‭ ‬أنا‭ ‬وعائلتي‭ ‬بزيارة‭ ‬سياحية‭ ‬لجزر‭ ‬اليونان‭ ‬ضمن‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأهل‭ ‬والأصدقاء،‭ ‬وطوال‭ ‬الرحلة‭ ‬كنا‭ ‬نحذر‭ ‬بعضنا‭ ‬بعضا‭ ‬من‭ ‬التعرض‭ ‬للسرقة،‭ ‬وخاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالموبايلات‭ ‬التي‭ ‬قررنا‭ ‬جميعا‭ ‬أفضلية‭ ‬إخفائها‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان‭ ‬وعدم‭ ‬استخدامها‭ ‬مطلقا‭ ‬في‭ ‬الطرقات‭.‬

الأمر‭ ‬المضحك‭ ‬المبكي‭ ‬هو‭ ‬أنه‭ ‬رغم‭ ‬تلك‭ ‬الاحتياطات‭ ‬التي‭ ‬اتخذناها‭ ‬لحماية‭ ‬أنفسنا‭ ‬من‭ ‬السرقات‭ ‬التي‭ ‬تفاقمت‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬إحدانا‭ ‬تعرضت‭ ‬لسرقة‭ ‬النقال‭ ‬ومن‭ ‬داخل‭ ‬حقيبة‭ ‬اليد‭ ‬الممسكة‭ ‬بها،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يؤكد‭ ‬مدى‭ ‬مهارة‭ ‬التدريب‭ ‬الذي‭ ‬يتلقاه‭ ‬السارقون‭ ‬للقيام‭ ‬بمهمتهم‭ ‬ببراعة‭ ‬واحترافية‭ ‬فائقة‭.‬

حوادث‭ ‬السرقات‭ ‬في‭ ‬السفر‭ ‬عديدة‭ ‬وعجيبة،‭ ‬ولم‭ ‬يسلم‭ ‬منها‭ ‬معظمنا‭ ‬تقريبا،‭ ‬ولا‭ ‬تسعفنا‭ ‬مساحة‭ ‬هذه‭ ‬السطور‭ ‬لسرد‭ ‬قصصها،‭ ‬ولكن‭ ‬الأمر‭ ‬الأخطر‭ ‬هنا‭ ‬هو‭ ‬تكرار‭ ‬جرائم‭ ‬القتل‭ ‬التي‭ ‬انهت‭ ‬حياة‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬السياح‭ ‬مؤخرا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يستلزم‭ ‬منا‭ ‬وقفة‭ ‬وإعادة‭ ‬نظر‭.‬

فخلال‭ ‬أيام‭ ‬قلائل‭ ‬تعرض‭ ‬الطالب‭ ‬السعودي‭ ‬محمد‭ ‬القاسم‭ ‬لطعنة‭ ‬في‭ ‬الرقبة‭ ‬أودت‭ ‬بحياته‭ ‬في‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬كامبريدج‭ ‬ببريطانيا،‭ ‬ومن‭ ‬بعده‭ ‬تم‭ ‬اغتيال‭   ‬شاب‭ ‬مسلم‭ ‬يدعي‭ ‬محمد‭ ‬افضال‭ ‬طعنا‭ ‬حتى‭ ‬الموت‭ ‬في‭ ‬مانشستر،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬دفع‭ ‬البعض‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬شعار‭: ‬‮«‬لندن‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬مكانا‭ ‬آمنا‭ ‬لا‭ ‬للدراسة‭ ‬ولا‭ ‬للسياحة‮»‬،‭ ‬وذلك‭ ‬نتيجة‭ ‬لتكرار‭ ‬الحوادث‭ ‬والجرائم‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬السياح‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭. ‬

لم‭ ‬يتوقف‭ ‬الأمر‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬الحد،‭ ‬بل‭ ‬فوجئنا‭ ‬مؤخرا‭ ‬بخروج‭ ‬آلاف‭ ‬من‭ ‬المحتجين‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأوربية‭ ‬في‭ ‬تظاهرات‭ ‬ضد‭ ‬السياحة‭ ‬المفرطة،‭ ‬مطالبين‭ ‬بوضع‭ ‬قيودا‭ ‬على‭ ‬السياحة‭ ‬ورافعين‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬لا‭ ‬نريدكم‭ ‬في‭ ‬بلداننا‮»‬،‭ ‬ليبقى‭ ‬السؤال‭ ‬المطروح‭ ‬هو‭:‬

لماذا‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬التوجه‭ ‬إلى‭ ‬السياحة‭ ‬العربية‭ ‬كبديل‭ ‬سالم‭ ‬وآمن؟‭ ‬

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬إنعاش‭ ‬السياحة‭ ‬العربية‭ ‬هو‭ ‬المفر،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتطلب‭ ‬تضافر‭ ‬جهود‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬لتقديم‭ ‬وجهات‭ ‬سياحية‭ ‬جذابة‭ ‬ومستدامة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬زيادة‭ ‬ثقة‭ ‬السياح‭ ‬والزوار‭ ‬من‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬عبر‭ ‬تقديم‭ ‬إجراءات‭ ‬الصحة‭ ‬والسلامة‭ ‬التي‭ ‬تعتمدها‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭.‬

نعم،‭ ‬المطلوب‭ ‬استراتيجية‭ ‬عربية‭ ‬للتبادل‭ ‬السياحي‭ ‬فيما‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬تنعم‭ ‬بالركائز‭ ‬الأساسية‭ ‬للسياحة،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التكامل‭ ‬السياحي‭ ‬فيما‭ ‬بينها،‭ ‬فمنطقتنا‭ ‬العربية‭ ‬تملك‭ ‬كل‭ ‬مقومات‭ ‬السياحة،‭ ‬وأهمها‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬وهما‭ ‬أولوية‭ ‬السائح‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬كان‭. ‬

إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا