اطلالة
 
 
                	
                	هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
لا للغلق في زمن الانفتاح
اليوم هناك جدل واسع على الساحة المصرية حول فكرة إغلاق تطبيق «تيك توك» وذلك في أعقاب القبض على عدد من مشاهير صناع المحتوى والتحقيق معهم بعد أن ثبت تدني ورداءة ما يقدمونه عبر حساباتهم، الأمر الذي ينال من قيم ومبادئ وأخلاقيات المجتمع. 
فالبعض يرى الحل في إغلاقه لحماية الأمن القومي والبيانات والسلم الاجتماعي، بينما يعارض آخرون ذلك، حيث يجدون فيه تقييدا للحريات والتعبير وتناقضا مع طبيعة العصر المنفتح الذي نعيشه ومع متطلباته، والذي تحول معه العالم إلى قرية صغيرة لا حدود فيها للتواصل مع الآخرين والتعرف على ثقافاتهم المختلفة.
شخصيا، لا أؤيد بشكل عام مبدأ «المنع» في هذا الزمان، انطلاقا من نظرية «الممنوع مرغوب»، ومن قناعتي بأن التيك توكرز لا يملكون حقيقة القدرة على تهديد الأمن القومي لأي مجتمع فهذا القول يحمل الكثير من المبالغة ويمنحهم قيمة وقدرا أكبر بكثير مما يستحقونه.
وهذا بالفعل ما أكده الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، قائلا إن وسائل التواصل الاجتماعي ليست شرا في حد ذاتها، وأن العيب ليس فيها بل في إساءة استخدامها، مشيرا إلى أن الرهان يبقى هنا على وعي المجتمع وثقافته ومن ثم انجراره نحو أي محتوى هابط.
في أمريكا تخضع خدمة استضافة مقاطع الفيديو القصيرة «تيك توك» لحظر وطني منذ 19 يناير الماضي، وذلك بسبب مخاوف من احتمال جمع بيانات المستخدمين وعمليات التأثير التي تقوم بها حكومة جمهورية الصين الشعبية ومع ذلك لم يطبق هذا الحظر بعد.
فالمسألة لا تحتمل كل هذا الجدال العقيم، وإلا بهذا المنطق دعونا نغلق «الفيس بوك» و«الانستجرام» و«سناب شات» و«شات جي بي تي» وغيرها من وسائل التكنولوجيا الحديثة التي أصبحت تمثل سمة من سمات العصر بل وضرورة من ضرورياته.
ويبقى المطلوب فقط هو توافر نوع من اليقظة، وقدر من الوعي، وعدد من الضوابط والتشريعات، التي من شأنها تقويم أداء هذا السلاح ذي الحدين ومن يسيئون استخدامه! 
إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"
aak_news
 
 
  
  
  
 
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك