عالم يتغير

فوزية رشيد
لماذا يقف «ترامب» ضد السلام في المنطقة؟!
{ منذ اتفاقيات كامب ديفيد وبعدها «اتفاقيات أوسلو» واتفاقية «وادي عربة» وغيرها، وأمريكا بسياستها الخارجية كانت تدعي أنها ترعى وتدعم السلام في المنطقة بما فيها حل الدولتين! والطريف أن «ترامب»، وهو رجل الصفقات التجارية حتى في السياسة! يدرك أنه من دون إحلال السلام في المنطقة العربية وحل القضية الفلسطينية، حلاً عادلاً وشاملاً، لن تستقر المنطقة ولن تأمن، لتباشر التنمية والنهضة والمشاريع التي ترغب فيها وبشرط وجود البيئة المستقرة! والولايات المتحدة برئاسة «ترامب» الذي يريد نيل جائزة نوبل للسلام! يدرك أن الكيان الصهيوني طالما مارس توحشه وهمجيته ومنطق القوة والإبادة والعدوان على الدول لن يكون آمناً قط أيضاً! أمنه مرتبط بضمان أمن الفلسطينيين وإقامة دولة لهم، مثلما هو مرتبط بضمان أمن دول عربية أخرى، يحلم هذا الكيان الغاصب بالتوسع نحو جغرافيتها! ورغم أن «ترامب» الذي يعرف أن الاستثمارات العربية في بلاده، والمصالح الاقتصادية والتجارية المتبادلة مرتبطة بضمان استقرار وأمن المنطقة، إلا أنه وللغرابة يخالف منطقه التجاري المعروف وينجرف بعيداً نحو أجندة الكيان الصهيوني وخرافاته وأساطيره التلمودية! ويتبنى منطق الحرب والتوسع والاعتداء والإبادة، وبما يخالف كل وعوده السابقة في إنهاء الحروب، التي بدأتها إدارة «بايدن»!
وليواصل ذات النهج العدواني على الحق الفلسطيني المشروع في إقامة دولته، وعلى الحق العربي المشروع بدوره في إنهاء حرب الإبادة وتحقيق السلام وحل الدولتين الذي تقوده السعودية منذ المبادرة العربية 2002!
{ عزلة الكيان الصهيوني التي بدأت بإدانة ورفض شعوب العالم، لمنهج الإبادة الوحشية وعدم إعطاء الفلسطينيين حقوقهم، وانتهت بمؤتمر «حل الدولتين» مؤخراً بتأييد كل دول العالم بما فيها دول الاتحاد الأوروبي، وحلفاء الكيان التقليديون وعلى رأسهم بريطانيا، صاحبة «وعد بلفور» الاستعماري، وتقسيم فلسطين في عام 1948، هذه العزلة تزداد وتضغط على الكيان وعلى الولايات المتحدة، خاصة أن لا بديل لمشروع حل القضية الفلسطينية لديهما، وإنما الحل بالنسبة إليهما هو الدوس على القرارات الأممية والقانون الدولي! وفرض منطق القوة والإبادة والتهجير والتطهير العِرقي! إلى جانب تبني أجندة التوسع وتهويد كامل فلسطين، ثم التوسع نحو دول عربية أخرى! أي أن الحل لدى الكيان والولايات المتحدة للقضية الفلسطينية، هو القضاء على هذه القضية الممتدة من 77 عاماً!
بل واحتلال أراضي دول عربية أخرى! وكل ذلك يتم خلافاً لرغبة دول العالم كلها في حل الدولتين!
{ «ترامب» المبحِر في بحر الأساطير والخرافات التلمودية، لا يخالف هنا مصالح الولايات المتحدة وحدها، بل هو يخالف رؤيته التي يعشقها في إجراء الصفقات التجارية! فكيف ستكون هنا صفقات والدمار لفلسطين وقضيتها وشعبها، والاستيلاء على أجزاء من الدول العربية هي فحوى تلك الأساطير والخرافات التلمودية؟! وكيف ينتصر في ظل هذه الرؤية الصهيونية الفريدة من نوعها على كل العقل العالمي، أن تتزايد أعداد الدول العربية والإسلامية في قائمة التطبيع مع كيان لا يعرف إلا لغة الإبادة الهمجية والاعتداء على الدول الأخرى، وتنفيذ أجندة أسطورية توراتية ملفقة لحكم العالم من القدس تحت مسمى «الحكومة التلمودية العالمية»؟!
{ أمام وحشية هذا الكيان وهمجيته ومجازره وتحديه لكل المنطق الدولي والقانوني والإنسانية، يستفيق العالم اليوم ليعزل هذا الكيان عزلاً كلياً مع الوقت، وتحت ضغط شعوب الدول، حتى تلك الحليفة تاريخياً للكيان!
لأنه هذه المرة هو يتحدى العالم كله، ويريد القضاء حتى على الفطرة الإنسانية والضمير الإنساني، بعد أن قضى على النظام الدولي القائم ومؤسساته القانونية والحقوقية والإنسانية! هذا الكيان الصهيوني يحفر قبره بيديه! ولا يمكن له الاستمرار في ظل كل هذا النبذ العالمي، الذي بدأ بالشعوب وأصاب الدول تحت ضغط تلك الشعوب، ليعلم ويدرك أن القرن الواحد والعشرين لا يمكن أن يُدار وتُدار مصالحه الجمعية والدولية في النهاية بالخرافات والأساطير التلمودية والتوراتية الملفقة! وأن الصهيونية بأكملها كمنظومة إيديولوجية استعمارية، آن لها أن ترحل عن هذا العالم، ليتنفس شيئاً من الهواء النظيف الذي تم تلويثه عبر القرون باليد الماسونية! وعبر العقود ومنذ تأسيس هذا الكيان الشاذ، عبر الصهيونية العالمية! وعلى «ترامب» أن يقف أخيراً في الموقع الصحيح للتاريخ وللمصالح الأمريكية المختطفة من الإيديولوجية الشيطانية للصهاينة والماسونيين! حينها ليحلم بجائزة نوبل كاستحقاق وليس كتلاعب معروف بالجوائز الدولية!
إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك