عالم يتغير

فوزية رشيد
هذا الكيان الشيطاني: إلى متى الصمت على جرائمه؟!
{ على مستوى التوصيف والتنظير والإدانة والشجب العالم كله يعرف ما يحدثه هذا الكيان الشيطاني إلى الآن، وما أحدثه منذ ما يقارب العامين! بل يعرف ما كنيته الكلامية التي يمارس من خلالها «حرب الكلام» وحرب المفاهيم والتبريرات البائسة، حول لماذا قام بحرب الإبادة، ولماذا لا يتوقف عنها! وكل من لديه ذرة عقل يدرك بدوره أن هذه الحرب البشعة في القتل اليومي والتجويع والتعطيش، لهدف إحداث المزيد والمزيد من الوفيات في صفوف الأطفال والرضع والمدنيين، ليس موجها ضد «حماس» كما الادعاء، وإنما ضد الشعب الفلسطيني كله بمختلف توجهاته، وضد كل الأعمار حتى الأطفال والرضع والنساء وأنه تطهير عرقي وإبادة، وضد كل ما هو إنساني من مؤسسات، وما هو إعلامي من صحفيين وإعلاميين، وضد كل ما هو طبي من أطباء، أو ملائكة رحمة وضد كل ما ينتمي إلى الحقوق الإنسانية والمفاهيم الدولية المتعارف عليها حول الحروب! وضد كل ما ينتمي إلى العدالة والرحمة !
{ باختصار، أثبت الكيان الصهيوني أمام العالم كله أنه لا ينتمي إلى الانسانية في شيء! ولا ننتمي إلى المنطق بشيء، وإنما هو «كيان شيطاني» غريب عن كل البشرية، وشاذ ودخيل في الساحة الانسانية على كامل الأرض وبكل امتداداتها! شيطاني لأن أهدافه منذ تأسس شيطانية قائمة على المجازر وسفك الدماء وجرائم الحرب والإبادة لسرقة الأرض التي هي فلسطين! شيطاني لأنه خارج كل المفاهيم الإنسانية والبشرية من قيم وأخلاقيات ومبادئ أممية وقانون دولي! شيطاني لأنه يتلذذ بقتل الأطفال والرضع، وجنوده يبحثون عنهم بحثاً كالطرائد لقتلهم ونسفهم! شيطاني لأنه يترصد حتى الجوعى الباحثين عن لقمة عيش وبعض الطحين، فيجعلهم وبحثهم المأساوي طرائد لقناصيه فيقتل منهم كل يوم العشرات والعشرات، غير أولئك الذين يقتلهم بالقصف والتدمير والتجويع والتعطيش!
{ غزة بتعدادها السكاني الذي يتجاوز المليونين تموت جوعاً وعطشاً أمام مرأى العالم وتلفزيوناته وفضائياته، والدول بما فيها العربية والاسلامية لا تزال في طور التنديد والشجب والصلات الدبلوماسية! لا فعل دولي، ولا إجراءات عملية وتنفيذية، ولا ضغوط حقيقية اقتصادية وتجارية وسياسية واستثمارية على الغرب المجرم الذي يدير (لعبة روليت الموت اليومي بدم بارد) فيما صراخ واستغاثة الجوعى والعطشى تحاصر بالألم كل من لديه ذرة واحدة من الانسانية، فما بالنا بأصحاب الضمائر الحية في العالم كله، الذين تعبوا بدورهم من النداء والاستغاثة للوقوف في وجه هذا الكيان الشيطاني البشع، الذي لا يزال يتحجج في كل ما يرتكبه من جرائم وفي كل دقيقة منذ عامين، بما حدث خلال ساعات قليلة في يوم واحد هو يوم 7 أكتوبر! لايزال يحمل تبريراً ساقطاً هو «حماس» فيما القضاء والقتل اليومي والحصار والجوع يتم ارتكابه كل لحظة ضد المدنيين الذين فاقت معاناتهم كل معاناة إنسانية معروفة في التاريخ البشري! وفاقت عذاباتهم كل ما هو خارج أي خيال للعذاب والتحمل البشري!
{ الإبادة مستمرة واليوم يخرج بيان من 27 دولة أوروبية تحمل ذات المضمون الكلامي والتنظيري غير المفيد، فيما جزء كبير منها يدعم الكيان الشيطاني بالسلاح والمال والذخيرة ليستمر في إبادته! أي سخرية هنا وأيما مأساة وملهاة؟! والسؤال إلى متى؟! ألم يكتف هذا العالم الذي فقد ماء وجهه من التنديد والاستهجان؟! إلى متى يجول هذا الوحش الشيطاني ضارباً عرض الحائط! بكل شيء، حتى صدق نفسه بأنه فوق القوانين والقيم الإنسانية، وأنه حرّ طليق فيما يفعل طالما الولايات المتحدة خلفه! وأن لا قيمة للشعوب ولا للدول ولا للعالم كله!
{ لماذا كل هذا التخاذل العربي والإسلامي في نجدة أشقائهم وإخوانهم حتى وهم يتم قتلهم بالجوع والعطش؟! متى يتحركون لنجدة إنسانيتهم قبل نجدة أشقائهم وإخوانهم، المعذبين بأبشع حصار وتجويع وتعطيش عرفته البشرية كلها عبر تاريخها الممتد؟!
هل يعقل أن ليس بإمكانهم فعل شيء غير الكلام والدبلوماسية؟! هل يعقل أنهم لم يدركوا الدرس القاسي بأنهم بتخاذلهم سيأتي الدور عليهم بعد ذلك طالما صمتوا عن كل هذه البشاعات والوحشية وجرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الشيطاني؟! عادة نصل إلى نتيجة وهنا بعد عامين من الإبادة، أن الكلام ملّ من الكلام! ولا حياة لمن تنادي من أصحاب القرار في العالم كله، وهو العالم البائس الفاقد لكل مصداقية اليوم وهو يتفرج على موت إنسانيته قبل تفرجه على موت أهل غزة!
إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك