العدد : ١٧٣٤٦ - الجمعة ١٩ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٧ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٤٦ - الجمعة ١٩ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٧ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

هذا الكيان الشيطاني: إلى متى الصمت على جرائمه؟!

{ على‭ ‬مستوى‭ ‬التوصيف‭ ‬والتنظير‭ ‬والإدانة‭ ‬والشجب‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬يعرف‭ ‬ما‭ ‬يحدثه‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬الشيطاني‭ ‬إلى‭ ‬الآن،‭ ‬وما‭ ‬أحدثه‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬العامين‭! ‬بل‭ ‬يعرف‭ ‬ما‭ ‬كنيته‭ ‬الكلامية‭ ‬التي‭ ‬يمارس‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬‮«‬حرب‭ ‬الكلام‮»‬‭ ‬وحرب‭ ‬المفاهيم‭ ‬والتبريرات‭ ‬البائسة،‭ ‬حول‭ ‬لماذا‭ ‬قام‭ ‬بحرب‭ ‬الإبادة،‭ ‬ولماذا‭ ‬لا‭ ‬يتوقف‭ ‬عنها‭! ‬وكل‭ ‬من‭ ‬لديه‭ ‬ذرة‭ ‬عقل‭ ‬يدرك‭ ‬بدوره‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬البشعة‭ ‬في‭ ‬القتل‭ ‬اليومي‭ ‬والتجويع‭ ‬والتعطيش،‭ ‬لهدف‭ ‬إحداث‭ ‬المزيد‭ ‬والمزيد‭ ‬من‭ ‬الوفيات‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬الأطفال‭ ‬والرضع‭ ‬والمدنيين،‭ ‬ليس‭ ‬موجها‭ ‬ضد‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬كما‭ ‬الادعاء،‭ ‬وإنما‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬كله‭ ‬بمختلف‭ ‬توجهاته،‭ ‬وضد‭ ‬كل‭ ‬الأعمار‭ ‬حتى‭ ‬الأطفال‭ ‬والرضع‭ ‬والنساء‭ ‬وأنه‭ ‬تطهير‭ ‬عرقي‭ ‬وإبادة،‭ ‬وضد‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إنساني‭ ‬من‭ ‬مؤسسات،‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬إعلامي‭ ‬من‭ ‬صحفيين‭ ‬وإعلاميين،‭ ‬وضد‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬طبي‭ ‬من‭ ‬أطباء،‭ ‬أو‭ ‬ملائكة‭ ‬رحمة‭ ‬وضد‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬ينتمي‭ ‬إلى‭ ‬الحقوق‭ ‬الإنسانية‭ ‬والمفاهيم‭ ‬الدولية‭ ‬المتعارف‭ ‬عليها‭ ‬حول‭ ‬الحروب‭! ‬وضد‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬ينتمي‭ ‬إلى‭ ‬العدالة‭ ‬والرحمة‭ !‬

{ باختصار،‭ ‬أثبت‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬أمام‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬ينتمي‭ ‬إلى‭ ‬الانسانية‭ ‬في‭ ‬شيء‭! ‬ولا‭ ‬ننتمي‭ ‬إلى‭ ‬المنطق‭ ‬بشيء،‭ ‬وإنما‭ ‬هو‭ ‬‮«‬كيان‭ ‬شيطاني‮»‬‭ ‬غريب‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬البشرية،‭ ‬وشاذ‭ ‬ودخيل‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬الانسانية‭ ‬على‭ ‬كامل‭ ‬الأرض‭ ‬وبكل‭ ‬امتداداتها‭! ‬شيطاني‭ ‬لأن‭ ‬أهدافه‭ ‬منذ‭ ‬تأسس‭ ‬شيطانية‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬المجازر‭ ‬وسفك‭ ‬الدماء‭ ‬وجرائم‭ ‬الحرب‭ ‬والإبادة‭ ‬لسرقة‭ ‬الأرض‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬فلسطين‭! ‬شيطاني‭ ‬لأنه‭ ‬خارج‭ ‬كل‭ ‬المفاهيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬والبشرية‭ ‬من‭ ‬قيم‭ ‬وأخلاقيات‭ ‬ومبادئ‭ ‬أممية‭ ‬وقانون‭ ‬دولي‭! ‬شيطاني‭ ‬لأنه‭ ‬يتلذذ‭ ‬بقتل‭ ‬الأطفال‭ ‬والرضع،‭ ‬وجنوده‭ ‬يبحثون‭ ‬عنهم‭ ‬بحثاً‭ ‬كالطرائد‭ ‬لقتلهم‭ ‬ونسفهم‭! ‬شيطاني‭ ‬لأنه‭ ‬يترصد‭ ‬حتى‭ ‬الجوعى‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬لقمة‭ ‬عيش‭ ‬وبعض‭ ‬الطحين،‭ ‬فيجعلهم‭ ‬وبحثهم‭ ‬المأساوي‭ ‬طرائد‭ ‬لقناصيه‭ ‬فيقتل‭ ‬منهم‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬العشرات‭ ‬والعشرات،‭ ‬غير‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يقتلهم‭ ‬بالقصف‭ ‬والتدمير‭ ‬والتجويع‭ ‬والتعطيش‭!‬

{ غزة‭ ‬بتعدادها‭ ‬السكاني‭ ‬الذي‭ ‬يتجاوز‭ ‬المليونين‭ ‬تموت‭ ‬جوعاً‭ ‬وعطشاً‭ ‬أمام‭ ‬مرأى‭ ‬العالم‭ ‬وتلفزيوناته‭ ‬وفضائياته،‭ ‬والدول‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬العربية‭ ‬والاسلامية‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬في‭ ‬طور‭ ‬التنديد‭ ‬والشجب‭ ‬والصلات‭ ‬الدبلوماسية‭! ‬لا‭ ‬فعل‭ ‬دولي،‭ ‬ولا‭ ‬إجراءات‭ ‬عملية‭ ‬وتنفيذية،‭ ‬ولا‭ ‬ضغوط‭ ‬حقيقية‭ ‬اقتصادية‭ ‬وتجارية‭ ‬وسياسية‭ ‬واستثمارية‭ ‬على‭ ‬الغرب‭ ‬المجرم‭ ‬الذي‭ ‬يدير‭ (‬لعبة‭ ‬روليت‭ ‬الموت‭ ‬اليومي‭ ‬بدم‭ ‬بارد‭) ‬فيما‭ ‬صراخ‭ ‬واستغاثة‭ ‬الجوعى‭ ‬والعطشى‭ ‬تحاصر‭ ‬بالألم‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬لديه‭ ‬ذرة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬الانسانية،‭ ‬فما‭ ‬بالنا‭ ‬بأصحاب‭ ‬الضمائر‭ ‬الحية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬كله،‭ ‬الذين‭ ‬تعبوا‭ ‬بدورهم‭ ‬من‭ ‬النداء‭ ‬والاستغاثة‭ ‬للوقوف‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬الشيطاني‭ ‬البشع،‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يتحجج‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يرتكبه‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬دقيقة‭ ‬منذ‭ ‬عامين،‭ ‬بما‭ ‬حدث‭ ‬خلال‭ ‬ساعات‭ ‬قليلة‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬واحد‭ ‬هو‭ ‬يوم‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭! ‬لايزال‭ ‬يحمل‭ ‬تبريراً‭ ‬ساقطاً‭ ‬هو‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬فيما‭ ‬القضاء‭ ‬والقتل‭ ‬اليومي‭ ‬والحصار‭ ‬والجوع‭ ‬يتم‭ ‬ارتكابه‭ ‬كل‭ ‬لحظة‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين‭ ‬الذين‭ ‬فاقت‭ ‬معاناتهم‭ ‬كل‭ ‬معاناة‭ ‬إنسانية‭ ‬معروفة‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬البشري‭! ‬وفاقت‭ ‬عذاباتهم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬خارج‭ ‬أي‭ ‬خيال‭ ‬للعذاب‭ ‬والتحمل‭ ‬البشري‭!‬

{ الإبادة‭ ‬مستمرة‭ ‬واليوم‭ ‬يخرج‭ ‬بيان‭ ‬من‭ ‬27‭ ‬دولة‭ ‬أوروبية‭ ‬تحمل‭ ‬ذات‭ ‬المضمون‭ ‬الكلامي‭ ‬والتنظيري‭ ‬غير‭ ‬المفيد،‭ ‬فيما‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬منها‭ ‬يدعم‭ ‬الكيان‭ ‬الشيطاني‭ ‬بالسلاح‭ ‬والمال‭ ‬والذخيرة‭ ‬ليستمر‭ ‬في‭ ‬إبادته‭! ‬أي‭ ‬سخرية‭ ‬هنا‭ ‬وأيما‭ ‬مأساة‭ ‬وملهاة؟‭! ‬والسؤال‭ ‬إلى‭ ‬متى؟‭! ‬ألم‭ ‬يكتف‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬الذي‭ ‬فقد‭ ‬ماء‭ ‬وجهه‭ ‬من‭ ‬التنديد‭ ‬والاستهجان؟‭! ‬إلى‭ ‬متى‭ ‬يجول‭ ‬هذا‭ ‬الوحش‭ ‬الشيطاني‭ ‬ضارباً‭ ‬عرض‭ ‬الحائط‭! ‬بكل‭ ‬شيء،‭ ‬حتى‭ ‬صدق‭ ‬نفسه‭ ‬بأنه‭ ‬فوق‭ ‬القوانين‭ ‬والقيم‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وأنه‭ ‬حرّ‭ ‬طليق‭ ‬فيما‭ ‬يفعل‭ ‬طالما‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬خلفه‭! ‬وأن‭ ‬لا‭ ‬قيمة‭ ‬للشعوب‭ ‬ولا‭ ‬للدول‭ ‬ولا‭ ‬للعالم‭ ‬كله‭!‬

{ لماذا‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬التخاذل‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬في‭ ‬نجدة‭ ‬أشقائهم‭ ‬وإخوانهم‭ ‬حتى‭ ‬وهم‭ ‬يتم‭ ‬قتلهم‭ ‬بالجوع‭ ‬والعطش؟‭! ‬متى‭ ‬يتحركون‭ ‬لنجدة‭ ‬إنسانيتهم‭ ‬قبل‭ ‬نجدة‭ ‬أشقائهم‭ ‬وإخوانهم،‭ ‬المعذبين‭ ‬بأبشع‭ ‬حصار‭ ‬وتجويع‭ ‬وتعطيش‭ ‬عرفته‭ ‬البشرية‭ ‬كلها‭ ‬عبر‭ ‬تاريخها‭ ‬الممتد؟‭!‬

هل‭ ‬يعقل‭ ‬أن‭ ‬ليس‭ ‬بإمكانهم‭ ‬فعل‭ ‬شيء‭ ‬غير‭ ‬الكلام‭ ‬والدبلوماسية؟‭! ‬هل‭ ‬يعقل‭ ‬أنهم‭ ‬لم‭ ‬يدركوا‭ ‬الدرس‭ ‬القاسي‭ ‬بأنهم‭ ‬بتخاذلهم‭ ‬سيأتي‭ ‬الدور‭ ‬عليهم‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬طالما‭ ‬صمتوا‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬البشاعات‭ ‬والوحشية‭ ‬وجرائم‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬يرتكبها‭ ‬الكيان‭ ‬الشيطاني؟‭! ‬عادة‭ ‬نصل‭ ‬إلى‭ ‬نتيجة‭ ‬وهنا‭ ‬بعد‭ ‬عامين‭ ‬من‭ ‬الإبادة،‭ ‬أن‭ ‬الكلام‭ ‬ملّ‭ ‬من‭ ‬الكلام‭! ‬ولا‭ ‬حياة‭ ‬لمن‭ ‬تنادي‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬كله،‭ ‬وهو‭ ‬العالم‭ ‬البائس‭ ‬الفاقد‭ ‬لكل‭ ‬مصداقية‭ ‬اليوم‭ ‬وهو‭ ‬يتفرج‭ ‬على‭ ‬موت‭ ‬إنسانيته‭ ‬قبل‭ ‬تفرجه‭ ‬على‭ ‬موت‭ ‬أهل‭ ‬غزة‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا