مقال رئيس التحرير

أنـــور عبدالرحمــــــن
زيارة ودلالات مهمة
تحمل الزيارة الأولى للرئيس اللبناني العماد جوزيف عون لمملكة البحرين الكثيرَ من الدلالات والمضامين المهمة التي يجبُ الوقوف عندها بقدر من التأمل، وخاصةً أنها تأتي في خضم تطورات متسارعة يشهدها العالم العربي، مع تزايد السُّعار الإسرائيلي في فلسطين وسوريا وتهديداته المتواصلة للبنان.
ولعل أولى المحطات التي يجب التركيز عليها هي عودة لبنان إلى عمقه العربي بعد سنوات طويلة حاول خلالها البعض رهن القرار اللبناني في يد بعض القوى الإقليمية على حساب امتداده العربي التاريخي، ولذلك فإن حرص الرئيس اللبناني على تعزيز اتصالات بلاده مع محيطه العربي هو نهج حميد يكرّس منهجية استعادة الزخم في العلاقات اللبنانية العربية، كما أن حرص فخامته على زيارة مملكة البحرين أمرٌ يعكس رغبة القيادة اللبنانية الحالية في تجاوز الماضي الذي تورطت فيه فرق وجماعات محسوبة على لبنان في تصدير الأزمات إلى البحرين ودول الخليج.
البحرين تفتح ذراعيها لهذه الزيارة، وهي كعهدها دائما ترفع لواء الأخوة والتسامح والتقارب مع الأشقاء انطلاقا من مبدأ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
ونحن إذ نصطف مع رؤية قيادتنا الحكيمة تجاه لبنان نجد أن بيروت في أتون تحديات عظيمة تحتاج خلاله إلى من يمد لها يد العون حتى تخرج من نيرانه بسلام.
فلبنان الذي يتكون من فسيفساء متنوعة من الطوائف والملل والديانات ما لبس يتخلص من الضغوط السورية مع رحيل بشار الأسد ليجد إسرائيل التي تعربد في منطقة الشام تحت شعار الدفاع عن الأقليات، وهذا شعار ظاهره الرحمة وباطنه العذاب، إذ تضمر إسرائيل الكثير من المخططات السلبية للمنطقة تحقيقا لأطماعها.
وكما بشر الرئيس اللبناني جوزيف عون اللبنانيين في خطاب تنصيبه في يناير الماضي ببدء مرحلة جديدة من تاريخ لبنان، فإننا نؤكد كمراقبين ومحللين أن هذا لن يتحقق إلا من خلال إجماع اللبنانيين أنفسهم على الإيمان المطلق بالدولة الوطنية التي تتجاوز الأعراق والطوائف والمذاهب، ويحملون على عاتقهم تثبيت دور الدولة المسؤول في حماية شعبها وحدودها.
إن التزام لبنان بالحياد الإيجابي بعيدا عن الانجراف لصالح أي من القوى الإقليمية هو إحدى الوسائل الأساسية في استعادة لبنان مكانته التاريخية، وعدم التورط في صراعات قد يدفع ثمنها غاليا.
إقرأ أيضا لـ"أنـــور عبدالرحمــــــن"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك