عالم يتغير

فوزية رشيد
الكيان وكوميديا حمير غزة!
{ بالفعل شر البلية ما يضحك! فما يحدث في غزة على يد الكيان الصهيوني تتناوبه مشاهد قمة الوحشية والمآسي الدرامية لتصل إلى مشهدية غرائبية لم يترك فيها الكيان حتى الحمير في غزة! بل مارس عليهم التضليل السياسي والمعنوي في المشاعر التي يفتقدها تماما ليسرق الحمير من غزة بحجة أنها ضحايا لصدمة نفسية! ويا عيني على المشاعر التي تقطر شفافية أو سُمًّا، فهما لا يختلفان عند الصهاينة في الكيان، مادام التضليل هو البوصلة!
{ وتبدأ المسرحية الكوميدية الصهيونية وحقا تصلح لأن تكون مسرحية كوميدية بما كشفته وسائل إعلام إسرائيلية الاثنين الماضي مثل «قناة 11 العبرية»، عن قيام جيش الاحتلال بنقل مئات وآلاف الحمير من قطاع غزة إلى داخل إسرائيل في خطوة أثارت جدلا واسعا واتهامات فلسطينية بسرقة ممتلكات من القطاع المحاصر ومنها الحمير التي تساعدهم في التنقل مع كل نزوح متكرر بعد ندرة الوقود في غزة، وكنوع من زيادة الضغوط عليهم!
{ ولكن جيش الاحتلال الذي «يسرق الحمير» وينقلها إلى جمعية صهيونية تدعى (لنبدأ من جديد) صرحت مديرتها بعدم السماح لإعادة الحمير المساكين إلى غزة! ويزعم الكيان أنه يقوم بمهمة سامية! وهي إنقاذ حمير غزة من الفلسطينيين! وترحيلها إلى فرنسا وبلجيكا للعلاج وإعادة التأهيل! وقد بدأ تنفيذ المهمة! وذكرت القناة الصهيونية أن مزرعة المستوطنين الإسرائيليين اكتظت بأكثر من ألف حمار معظمها من قطاع غزة وبعضها من الضفة الغربية، وتقوم الجمعية وهي تماس رقة مشاعر المستوطنين فيها بعرض الحمير كضحايا لـ«صدمة نفسية»! وأنها بحاجة إلى علاج خاص من أثر الكدمات النفسية التي أصيبت بها مؤخرا! أي أثناء حرب الإبادة المستمرة بأكثر الآليات وحشية ضد الإنسانية! وصنفتها محكمة الجنايات الدولية والأمم المتحدة بجرائم الحرب والإبادة! مضافا إليها التطهير العرقي وضغوط التهجير!
{ هذا الجيش الذي منذ سنوات طويلة يقوم بجرائم الحرب ضد الفلسطينيين بل منذ أكثر من 75 عاما! ويقتل الرضع والأطفال والنساء والمدنيين بدم بارد ويتلذذ بما ينتجه على الأرض من دمار شامل وجثث تختلط الأعضاء فيها بالركام وآثار حريق القنابل، ويهدم المستشفيات ويقتل حتى الأطباء والصحفيين، هو نفسه من تستيقظ مشاعره مؤخرا تجاه حمير غزة! باعتبارهم وحدهم محركو المشاعر الإنسانية عندهم! وهم من أجازوا قتل الأطفال والفلسطينيين عموما باعتبارهم حيوانات! فما الذي جرى لتتحول بوصلة الإنسانية تجاه الحمير وحدهم وهي الحيوانات الحقيقية وليس الافتراضية كوصف لضحاياهم الفلسطينيين؟! الحقيقة تقول إنهم يريدون ممارسة أقسى وكل أشكال الحصار والضغط والتضييق على الفلسطينيين حتى بحرمانهم من حميرهم التي هي وسيلة نقلهم وتنقلهم الوحيدة! فيسرقها الجيش ويعطيها لجمعية «المستوطنين» الذين بدورهم يمارسون كل أشكال الإرهاب والقتل للفلسطينيين في الضفة الغربية، ليعلنوا أن لديهم مشاعر رقيقة! وانظروا كيف يعطفون على الحمير في تضليل معنوي ونفسي وسياسي يبلغ عتبات الهذيان والجنون!
{ حين تصل «الشيزوفرينيا» إلى هذا الحد الكوميدي حتى باستغلال الحيوانات «الحمير» في التضليل ومن أجل إحكام الحصار والضغط والجرائم ضد البشر، أطفالا ونساء وكبار سن ومدنيين! فهذا لا يعني شيئا غير وصول الشيزوفرينيا الصهيونية المتأصلة في صهاينة الكيان إلى حالة كوميدية بحد ذاتها تحتاج إلى تدخل دولي عاجل لوضع كل قادة ومستوطني الكيان في مستشفيات فرنسية وبلجيكية وأوروبية أخرى وأمريكية للطب النفسي! وإخضاعهم معا لعلاج نفسي مكثف وطويل الأمد إلى أن يبرأوا من حالة الذهان والفصام المصابون بها، وهي للعلم حالة فصام مع التاريخ والدين والإنسانية! وحيث اختلطت لديهم حتى مفاهيم وقيم الإنسانية اختلاطا كوميديا غريبا، وأصبحوا وهم المتلذذون بقتل الأطفال والأجنة والنساء، ومحبو التدمير وجرائم الحرب ضد الإنسانية هم أنفسهم الذين تأخذهم الرحمة بالحمير وحدهم لأنها مصابة بالصدمة النفسية!
{ تصل المسرحية إلى آخر مشاهدها في الكيان الصهيوني، الذي وهو المريض النفسي الحقيقي بكل مستوطنيه وسكانه الصهاينة أن يمارس عملية استحمار واستغباء للعقل الإنساني والوعي العام العالمي، ليصور لهم رقة مشاعره وإنسانيته الفادحة التي تتوجه حتى للحمير في غزة لتعالجهم من الصدمة النفسية! ومن لديه قدرة على الضحك فليضحك! لأن مجرمي الحرب الصهاينة تفوقوا إنسانيا على كل من سواهم بهذه المسرحية، فكيف مثلا تفكر شعوب العالم بإيقاف حرب الإبادة والقتل اليومي للإنسان وتعدادهم يتجاوز المائة إنسان شهيد كل يوم، ويفكرون أيضا في إنقاذ الأطفال والنساء بعد أن تشبّع العالم من الإبادة ومشاهدها المفزعة، وينسون الحمير! الحمير التي سرقها جيش الاحتلال لكي يمارس المزيد من الإذلال للبشر الذين هم الفلسطينيون والضغط عليهم! هكذا تنتهي المسرحية بدموع الصهاينة على الحمير وولولتهم التي ليس لها مثيل، بما يذكرنا بمسلسل عادل إمام «دموع في عيون وقحة»! فيما هم يضحكون على مشاهد احتراق البشر يوميا ويتندرون على الأشلاء المقطعة لهم ولأطفالهم ونسائهم! فيا لها من كوميديا تجاوزت كل خيال في الدراما والميلودراما والكوميديا نفسها طبعا، لأنها دخلت حيز العبثية والخيال الشيزوفريني المريض الذي يحتاج إلى تجمع كل الأطباء النفسيين في العالم لعلاجهم! والمؤكد أنهم لن ينجحوا في العلاج!
إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك