اطلالة

هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
وأنت على حافة الحياة
قبل فترة ليست بالطويلة كان بلوغ سن الستين عاما يعني التوقف عن السعي والركض والاحلام والطموحات، وكان التقاعد هو الخطوة الأهم بل الخيار الوحيد أما اليوم وبحسب ما جاء في تقرير نشره موقع دايلي موتيفيشن نيوز مؤخرا فقد أصبح من المألوف في السنوات الأخيرة سفر أصحاب الستينيات حول العالم، وممارستهم لليوغا لأول مرة، وتأسيس مشاريع جديدة، واعداد جدول للأنشطة الاجتماعية وهي أشياء يمكن أن يغفل عن فعلها الكثير من المراهقين.
هذا التقرير يعيد إلى الأذهان ما طرحه فيلم «قصة شميت» للمخرج ادريان برودي والذي تناول فكرة الحياة بعد الستين ببراعة، الأمر الذي رشح بطله جاك نيكلسون لجائزة الاوسكار لأدائه أروع أدواره، وهو يسرد حكاية رجل تقاعد من عمله في شركة تأمين بعد أن تجاوز عمر الستين، ليبدأ رحلة البحث عن معني لحياته التي انقلبت رأسا على عقب.
في بداية الفيلم يودع نيكلسون مكتبه بحفاوة كانت بمثابة رصاصة الرحمة على حياته خارجه، ليدرك أن عليه تكييف نفسه مع حياة جديدة تبدأ مع هذا العمر، أي بعد أن يكون قد أفرغ ما في جعبته من رغبات وأحلام وأمنيات وسيطرت عليه بشدة مشاعر الاستغناء عنه وعلى مختلف الأصعدة.
بطل هذه القصة يجد حياته فاترة خاملة يشكو من كل شيء، من زوجته، ومن ابنته ومن حياته، ومن محيطه، حتى أنه بات يشعر بوحدة شديدة، وبأن الدنيا تضيق به شيئا فشيئا، وتلك هي أزمة الحياة بعد الستين التي يقدمها الفيلم، بمعني آخر يتطرق إلى قضية ما تبقى لك من حياة وأنت على حافة الحياة.
ودون الدخول في تفاصيل القصة يدرك البطل في نهاية الفيلم أن معنى الحياة يكمن في العطاء، فكلما كنت قادرا على العطاء كلما شعرت بالحياة تجري في عروقك، أما الدرس المستفاد كما لخصته الأحداث فيكمن في أهمية أن تعطي من قلبك، وأن تقدر قيمة ما لديك قبل فوات الأوان، وأن تعيش حياتك التي شغلتك مسؤولياتك عنها استنادا إلى عمرك النفسي وليس العددي، فهنا سوف تغفو مرتاح البال في خريف العمر!
إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك