عالم يتغير

فوزية رشيد
هل تنتصر البشرية على الهمجية؟!
{ لا شك أننا حاليا في منعطف خطير تعيشه البشرية كلها! وقد بدأت ملامح هذا الخطر تتضح يوماً بعد يوم خاصة منذ عام 2020! حين بدأت البروفة الأولى في تغيير ملامح وآليات الحياة الطبيعية مع انتشار «كوفيد-19» أو «كورونا»، إيذاناً بدخول العالم إلى مخاطر متتالية، افتتاحها كان «الحرب البيولوجية»، ثم «حرب الآلات والروبوتات» وحيث يراد خلال سنوات قادمة سيطرة «الروبوتات» ذات الذكاء الاصطناعي العالي على أغلب المهن والوظائف في الأرض! وحيث صرح «إيلون ماسك» بدء العمل ليكون عدد الروبوتات «10 مليارات روبوت» أي أكثر من سكان الأرض حالياً! إلى جانب نشر مفاعيل الانحلال الأخلاقي والقيمي في العالم وخلط الأجناس بتدرجات نوعية مختلفة، بدل الاقتصار على مفهوم الجنسين «رجل وامرأة»! وفي ظل كل ذلك العمل على التدهور الاقتصادي للعالم من خلال العمل على خلق الأزمات والصراعات والحروب، والمعيار في ذلك فرض لغة القوة العسكرية وحدها، بحيث يأكل القوي الضعيف، ولا مجال في تلك اللغة للقيم الإنسانية أو الأخلاقية أو القانونية أو المبادئ الأممية، ونموذج «الإبادة» في «غزة» أفضل نموذج لذلك!
{ في ظل كل هذا الضجيج العالمي والاشارة الدائمة إلى أن البشرية تعيش آخر مراحلها على الأرض، وأن الاستعدادات جارية للحرب الكونية الأخيرة أو النهائية أو كما يسميها أصحاب القرار الأمريكي أو «الدولة العميقة» فيها بحرب «هرمجدون»! إلى جانب تلميحات من «نظام الملالي» الذي خرج مؤخراً ليستمع إلى قصيدة «إيران الإلهية»! وله تصريحات كثيرة سابقة حول «صاحب الزمان» وخروجه والنصر الموعود به أتباعه «المقدّسون»!
{ في ظل ذلك أو غيره، فإن أحداث العالم تمر بمنعطفها الأخطر، (حين يتشابك عامل التفسير الملفق للأديان وحركاته التحريضية الإرهابية والمتطرفة، بعامل التاريخ والصراع القديم بين الحضارة الإسلامية والحروب الصليبية، ويختلط كلا العاملين بعامل «السياسة الفوضوية» التي تديرها من خلف الستار الحركات السرّية والمنظمات الشيطانية، والمعتقد التوراتي الملفق للمسيحية الصهيونية)! ويتم فرض عالم تحكمه الأساطير والنبوءات للوصول إلى نمط استعماري جديد، يريد هذه المرة السيطرة على العالم كله تحت حكم «الحكومة العالمية»!
وفرض نظام عالمي جديد، يكون محكوماً بالتكنولوجيا الرقمية، دولاً وأفراداً! وحيث كل الدول مجرد إمارات وولاة على أقطار، تأتمر بأوامر تلك «الحكومة العالمية»! ولذلك لا بدّ من حرب كبرى نهائية، تتلاقى أو تتصادم فيها القوى الكبرى، مثل أمريكا والصين، وتتم تهيئة الأرض في العالم لتلك الحرب واستقطاب الدول في حراك تلك الحرب!
ولذلك لا بدّ أيضاً من حروب تعيد رسم خارطة العديد من المناطق في العالم وعلى رأسها دول الشرق الأوسط، لأن «الحكومة العالمية» ستحكم بمركزيتها من القدس!
{ قد يعتقد البعض وربما الغالبية أن هذا طرح من الخيال، وينسبه البعض إلى «نظرية المؤامرة» ولكن هذه الرؤى ليست تحليلاً وإنما رصداً لأفكار «حزب الحرب» في العالم وتصورات قادته الحاليين، وتصريحاتهم كثيرة حول ذلك! وقد مهدوا لها منذ زمن طويل بتزوير العلوم القديمة ونشر الأكاذيب التاريخية والعلمية، وحيث تنتهي الأحداث واللعبة الكونية عبر تداخل السياقات التي ذكرناها وهي (التفسير الديني الملفت والتزييف التاريخي والسياسة والقوة العسكرية والتكنولوجية)!
وإذا لم نفهم كيف يفكرّ (القادة المأسورون) الذين يحكمون القوى الكبرى مثل أمريكا وبريطانيا وغيرهم من أتباع الصهيونية العالمية ومركزها الكيان الصهيوني! لن ندرك ما يدور من أحداث تمهيدية سواء في المنطقة العربية أو في العالم، وكلها أحداث مأسورة بالحروب، وتتناوب بين الحرب العسكرية والحرب البيولوجية والحرب القادمة للآلات والذكاء الاصطناعي ضدّ البشرية!
{ البشرية تعيش أصعب مراحلها، ونقول ذلك لا لإثارة المخاوف، ولكن لكي تتحرك القوى الإقليمية والدولية المناهضة للحرب النهائية التي يريدها «مجانين العالم» للبشرية! والعمل على إبطال مفاعيلها المستترة بالدين الملفق والتاريخ المزور، وفوضى السياسة، والقضاء عبر القوة العسكرية والاقتصادية على نظام عالمي جديد يطمح إليه العالم الباحث عن السلام والاستقرار والأمن وتعددية الأقطاب! هؤلاء المجانين يبحثون ويعملون على كل الأساليب لخروج «الدجال»، الذي سيحكم حكومتهم العالمية بحسب مروياتهم وسردياتهم! فيما الشعوب والدول المسالمة تبحث عن الحياة والسلام والرفاهية في ظل نظام عالمي أكثر عدلاً!
فهل ستنتصر البشرية على همجية «المجانين الجدد» أم أن التحكم بالعقل البشري وأخلاقياته ومبادئه الإنسانية ومفاهيمه حول الحياة والقيم، قد بلغ في تحكمه مبلغاً خطيراً قد لا تصحو منه البشرية قبل فوات الأوان؟!
إنه صراع الخير والشر الذي بلغ منتهاه في هذه المرحلة من عمر الإنسانية، وصراع الحق والباطل والعدالة والظلم، والمنطق والفوضى!
فمن ينتصر؟! ولنا حول ذلك مقال آخر.
إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك