العدد : ١٧٢٧٤ - الأربعاء ٠٩ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٤ محرّم ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٧٤ - الأربعاء ٠٩ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٤ محرّم ١٤٤٧هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

هل تنتصر البشرية على الهمجية؟!

{‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أننا‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬منعطف‭ ‬خطير‭ ‬تعيشه‭ ‬البشرية‭ ‬كلها‭! ‬وقد‭ ‬بدأت‭ ‬ملامح‭ ‬هذا‭ ‬الخطر‭ ‬تتضح‭ ‬يوماً‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬خاصة‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2020‭! ‬حين‭ ‬بدأت‭ ‬البروفة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬ملامح‭ ‬وآليات‭ ‬الحياة‭ ‬الطبيعية‭ ‬مع‭ ‬انتشار‭ ‬‮«‬كوفيد‭-‬19‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬،‭ ‬إيذاناً‭ ‬بدخول‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬مخاطر‭ ‬متتالية،‭ ‬افتتاحها‭ ‬كان‭ ‬‮«‬الحرب‭ ‬البيولوجية‮»‬،‭ ‬ثم‭ ‬‮«‬حرب‭ ‬الآلات‭ ‬والروبوتات‮»‬‭ ‬وحيث‭ ‬يراد‭ ‬خلال‭ ‬سنوات‭ ‬قادمة‭ ‬سيطرة‭ ‬‮«‬الروبوتات‮»‬‭ ‬ذات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬العالي‭ ‬على‭ ‬أغلب‭ ‬المهن‭ ‬والوظائف‭ ‬في‭ ‬الأرض‭! ‬وحيث‭ ‬صرح‭ ‬‮«‬إيلون‭ ‬ماسك‮»‬‭ ‬بدء‭ ‬العمل‭ ‬ليكون‭ ‬عدد‭ ‬الروبوتات‭ ‬‮«‬10‭ ‬مليارات‭ ‬روبوت‮»‬‭ ‬أي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬الأرض‭ ‬حالياً‭! ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬نشر‭ ‬مفاعيل‭ ‬الانحلال‭ ‬الأخلاقي‭ ‬والقيمي‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وخلط‭ ‬الأجناس‭ ‬بتدرجات‭ ‬نوعية‭ ‬مختلفة،‭ ‬بدل‭ ‬الاقتصار‭ ‬على‭ ‬مفهوم‭ ‬الجنسين‭ ‬‮«‬رجل‭ ‬وامرأة‮»‬‭! ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬التدهور‭ ‬الاقتصادي‭ ‬للعالم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬خلق‭ ‬الأزمات‭ ‬والصراعات‭ ‬والحروب،‭ ‬والمعيار‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬فرض‭ ‬لغة‭ ‬القوة‭ ‬العسكرية‭ ‬وحدها،‭ ‬بحيث‭ ‬يأكل‭ ‬القوي‭ ‬الضعيف،‭ ‬ولا‭ ‬مجال‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬اللغة‭ ‬للقيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬أو‭ ‬الأخلاقية‭ ‬أو‭ ‬القانونية‭ ‬أو‭ ‬المبادئ‭ ‬الأممية،‭ ‬ونموذج‭ ‬‮«‬الإبادة‮»‬‭ ‬في‭ ‬‮«‬غزة‮»‬‭ ‬أفضل‭ ‬نموذج‭ ‬لذلك‭!‬

{‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الضجيج‭ ‬العالمي‭ ‬والاشارة‭ ‬الدائمة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬البشرية‭ ‬تعيش‭ ‬آخر‭ ‬مراحلها‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬وأن‭ ‬الاستعدادات‭ ‬جارية‭ ‬للحرب‭ ‬الكونية‭ ‬الأخيرة‭ ‬أو‭ ‬النهائية‭ ‬أو‭ ‬كما‭ ‬يسميها‭ ‬أصحاب‭ ‬القرار‭ ‬الأمريكي‭ ‬أو‭ ‬‮«‬الدولة‭ ‬العميقة‮»‬‭ ‬فيها‭ ‬بحرب‭ ‬‮«‬هرمجدون‮»‬‭! ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تلميحات‭ ‬من‭ ‬‮«‬نظام‭ ‬الملالي‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬خرج‭ ‬مؤخراً‭ ‬ليستمع‭ ‬إلى‭ ‬قصيدة‭ ‬‮«‬إيران‭ ‬الإلهية‮»‬‭! ‬وله‭ ‬تصريحات‭ ‬كثيرة‭ ‬سابقة‭ ‬حول‭ ‬‮«‬صاحب‭ ‬الزمان‮»‬‭ ‬وخروجه‭ ‬والنصر‭ ‬الموعود‭ ‬به‭ ‬أتباعه‭ ‬‮«‬المقدّسون‮»‬‭!‬

{‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ذلك‭ ‬أو‭ ‬غيره،‭ ‬فإن‭ ‬أحداث‭ ‬العالم‭ ‬تمر‭ ‬بمنعطفها‭ ‬الأخطر،‭ (‬حين‭ ‬يتشابك‭ ‬عامل‭ ‬التفسير‭ ‬الملفق‭ ‬للأديان‭ ‬وحركاته‭ ‬التحريضية‭ ‬الإرهابية‭ ‬والمتطرفة،‭ ‬بعامل‭ ‬التاريخ‭ ‬والصراع‭ ‬القديم‭ ‬بين‭ ‬الحضارة‭ ‬الإسلامية‭ ‬والحروب‭ ‬الصليبية،‭ ‬ويختلط‭ ‬كلا‭ ‬العاملين‭ ‬بعامل‭ ‬‮«‬السياسة‭ ‬الفوضوية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تديرها‭ ‬من‭ ‬خلف‭ ‬الستار‭ ‬الحركات‭ ‬السرّية‭ ‬والمنظمات‭ ‬الشيطانية،‭ ‬والمعتقد‭ ‬التوراتي‭ ‬الملفق‭ ‬للمسيحية‭ ‬الصهيونية‭)! ‬ويتم‭ ‬فرض‭ ‬عالم‭ ‬تحكمه‭ ‬الأساطير‭ ‬والنبوءات‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬نمط‭ ‬استعماري‭ ‬جديد،‭ ‬يريد‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬تحت‭ ‬حكم‭ ‬‮«‬الحكومة‭ ‬العالمية‮»‬‭!‬

‭ ‬وفرض‭ ‬نظام‭ ‬عالمي‭ ‬جديد،‭ ‬يكون‭ ‬محكوماً‭ ‬بالتكنولوجيا‭ ‬الرقمية،‭ ‬دولاً‭ ‬وأفراداً‭! ‬وحيث‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬مجرد‭ ‬إمارات‭ ‬وولاة‭ ‬على‭ ‬أقطار،‭ ‬تأتمر‭ ‬بأوامر‭ ‬تلك‭ ‬‮«‬الحكومة‭ ‬العالمية‮»‬‭! ‬ولذلك‭ ‬لا‭ ‬بدّ‭ ‬من‭ ‬حرب‭ ‬كبرى‭ ‬نهائية،‭ ‬تتلاقى‭ ‬أو‭ ‬تتصادم‭ ‬فيها‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى،‭ ‬مثل‭ ‬أمريكا‭ ‬والصين،‭ ‬وتتم‭ ‬تهيئة‭ ‬الأرض‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬لتلك‭ ‬الحرب‭ ‬واستقطاب‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬حراك‭ ‬تلك‭ ‬الحرب‭!‬

ولذلك‭ ‬لا‭ ‬بدّ‭ ‬أيضاً‭ ‬من‭ ‬حروب‭ ‬تعيد‭ ‬رسم‭ ‬خارطة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬دول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬لأن‭ ‬‮«‬الحكومة‭ ‬العالمية‮»‬‭ ‬ستحكم‭ ‬بمركزيتها‭ ‬من‭ ‬القدس‭!‬

{‭ ‬قد‭ ‬يعتقد‭ ‬البعض‭ ‬وربما‭ ‬الغالبية‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬طرح‭ ‬من‭ ‬الخيال،‭ ‬وينسبه‭ ‬البعض‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬نظرية‭ ‬المؤامرة‮»‬‭ ‬ولكن‭ ‬هذه‭ ‬الرؤى‭ ‬ليست‭ ‬تحليلاً‭ ‬وإنما‭ ‬رصداً‭ ‬لأفكار‭ ‬‮«‬حزب‭ ‬الحرب‮»‬‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وتصورات‭ ‬قادته‭ ‬الحاليين،‭ ‬وتصريحاتهم‭ ‬كثيرة‭ ‬حول‭ ‬ذلك‭! ‬وقد‭ ‬مهدوا‭ ‬لها‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬طويل‭ ‬بتزوير‭ ‬العلوم‭ ‬القديمة‭ ‬ونشر‭ ‬الأكاذيب‭ ‬التاريخية‭ ‬والعلمية،‭ ‬وحيث‭ ‬تنتهي‭ ‬الأحداث‭ ‬واللعبة‭ ‬الكونية‭ ‬عبر‭ ‬تداخل‭ ‬السياقات‭ ‬التي‭ ‬ذكرناها‭ ‬وهي‭ (‬التفسير‭ ‬الديني‭ ‬الملفت‭ ‬والتزييف‭ ‬التاريخي‭ ‬والسياسة‭ ‬والقوة‭ ‬العسكرية‭ ‬والتكنولوجية‭)!‬

وإذا‭ ‬لم‭ ‬نفهم‭ ‬كيف‭ ‬يفكرّ‭ (‬القادة‭ ‬المأسورون‭) ‬الذين‭ ‬يحكمون‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬مثل‭ ‬أمريكا‭ ‬وبريطانيا‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬أتباع‭ ‬الصهيونية‭ ‬العالمية‭ ‬ومركزها‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭! ‬لن‭ ‬ندرك‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬من‭ ‬أحداث‭ ‬تمهيدية‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وكلها‭ ‬أحداث‭ ‬مأسورة‭ ‬بالحروب،‭ ‬وتتناوب‭ ‬بين‭ ‬الحرب‭ ‬العسكرية‭ ‬والحرب‭ ‬البيولوجية‭ ‬والحرب‭ ‬القادمة‭ ‬للآلات‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬ضدّ‭ ‬البشرية‭!‬

{‭ ‬البشرية‭ ‬تعيش‭ ‬أصعب‭ ‬مراحلها،‭ ‬ونقول‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬لإثارة‭ ‬المخاوف،‭ ‬ولكن‭ ‬لكي‭ ‬تتحرك‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬المناهضة‭ ‬للحرب‭ ‬النهائية‭ ‬التي‭ ‬يريدها‭ ‬‮«‬مجانين‭ ‬العالم‮»‬‭ ‬للبشرية‭! ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬إبطال‭ ‬مفاعيلها‭ ‬المستترة‭ ‬بالدين‭ ‬الملفق‭ ‬والتاريخ‭ ‬المزور،‭ ‬وفوضى‭ ‬السياسة،‭ ‬والقضاء‭ ‬عبر‭ ‬القوة‭ ‬العسكرية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬عالمي‭ ‬جديد‭ ‬يطمح‭ ‬إليه‭ ‬العالم‭ ‬الباحث‭ ‬عن‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬والأمن‭ ‬وتعددية‭ ‬الأقطاب‭! ‬هؤلاء‭ ‬المجانين‭ ‬يبحثون‭ ‬ويعملون‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الأساليب‭ ‬لخروج‭ ‬‮«‬الدجال‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬سيحكم‭ ‬حكومتهم‭ ‬العالمية‭ ‬بحسب‭ ‬مروياتهم‭ ‬وسردياتهم‭! ‬فيما‭ ‬الشعوب‭ ‬والدول‭ ‬المسالمة‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬الحياة‭ ‬والسلام‭ ‬والرفاهية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬نظام‭ ‬عالمي‭ ‬أكثر‭ ‬عدلاً‭! ‬

فهل‭ ‬ستنتصر‭ ‬البشرية‭ ‬على‭ ‬همجية‭ ‬‮«‬المجانين‭ ‬الجدد‮»‬‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬التحكم‭ ‬بالعقل‭ ‬البشري‭ ‬وأخلاقياته‭ ‬ومبادئه‭ ‬الإنسانية‭ ‬ومفاهيمه‭ ‬حول‭ ‬الحياة‭ ‬والقيم،‭ ‬قد‭ ‬بلغ‭ ‬في‭ ‬تحكمه‭ ‬مبلغاً‭ ‬خطيراً‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تصحو‭ ‬منه‭ ‬البشرية‭ ‬قبل‭ ‬فوات‭ ‬الأوان؟‭!‬

إنه‭ ‬صراع‭ ‬الخير‭ ‬والشر‭ ‬الذي‭ ‬بلغ‭ ‬منتهاه‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وصراع‭ ‬الحق‭ ‬والباطل‭ ‬والعدالة‭ ‬والظلم،‭ ‬والمنطق‭ ‬والفوضى‭!‬

فمن‭ ‬ينتصر؟‭! ‬ولنا‭ ‬حول‭ ‬ذلك‭ ‬مقال‭ ‬آخر‭.‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا