عالم يتغير

فوزية رشيد
21 شهراً من الإبادة ولا وقف نهائي لها!
{ تسجل حرب الابادة على غزة، أنها أكثر حروب الإبادة عنفاً ووحشية وخروجا عن كل المعايير الأخلاقية والإنسانية والقانونية الدولية، وكما لم يشهد تاريخ البشرية لها مثيلاً! ورغم مرور (21شهراً) على كل جرائم الحرب التي تم ارتكابها، فلا يوجد حتى الآن ضوء واحد وإن كان ضئيلاً لتوقف هذه الحرب البشعة بشكل نهائي! لأن الحديث الدائرة الآن حول (هدنة مدتها 60 يوماً) يتم الافراج فيها عن رهائن وجثث، مقابل إطلاق سراح بعض من تم اعتقالهم في غزة ما بعد 7 أكتوبر 2023! وانسحابات مؤقتة من بعض أراضي القطاع التي ابتلع الكيان الصهيوني أغلب أراضيه، وحشر أكثر من «2 مليون» من أهل غزة في قطاعات صغيرة، يتم الأمر بنزوحهم منها كل مرة، ليواجهوا البحر علهم يرمون أنفسهم فيه جراء القتل بالرصاص والتجويع للقتل أيضاً!
{ إن كانت «حماس» أخطأت في حساباتها حول رد الفعل الصهيوني، الذي تحالف فيه الكيان مع أكبر قوى الغرب الاستعمارية، وبأشرس المعدات العسكرية للإبادة التي أخذت عناوين مختلفة غير القتل بالقصف والقنص، والحصار والتجويع، لتمتد إلى إبادة كل المعاني والمفاهيم الإنسانية والقانونية، فإن ذلك لا يبرر الابادة والاستمرار فيها بعد كل هذه المدة، وخاصة أنها إبادة تم تسجيل آلياتها ونتائجها المدمرة للبشر والحجر والبيئة على الهواء مباشرة وأمام مرأى العالم كله ولذلك فإن ما يشغل شعوب العالم وأصحاب الضمير فيه هو: هل من نهاية لكل هذه البشاعة والوحشية، وما أسماه الرئيس الأمريكي «ترامب» الجحيم؟! أم أن قصة الهدنة مدة 60 يوماً هي لاستعادة الرهائن، حتى يتخلص نتنياهو من الضغط الداخلي، ثم يعاود بعد ذلك وكما فعل ويفعل حتى الآن في لبنان وسوريا ومعاودة الحرب!
وهذه المرة حسبما يصرح الإرهابيون المتطرفون، في الكيان! وكلهم كذلك، من أجل إنهاء التطهير العرقي والتهجير القسري، وما أسموه بالتهجير الطوعي للاستيلاء على غزة والضفة معاً، وبما يعيد الذاكرة الى ما فعلته العصابات الصهيونية في مجازرها في 1948؟!
{ هي حرب ليست ضد «حماس» كما الشماعة والادعاء! وإنما حرب إبادة بهدف الاحتلال والتوسع والاستيطان وتهويد فلسطين بالكامل! ولذلك ما لم يتحرك العرب والمسلمون لإيقاف هذه الحرب بشكل نهائي وليس بشكل مؤقت كما في السابق وكل مرة! وهدنة يخترقها الكيان متى ما أراد، فإن النكبة الفلسطينية الجديدة، تنذر بنكبات عربية أخرى قادمة! لأنها بالنسبة للكيان وأساطيره وخزعبلاته، فإن تهويد كامل أرض فلسطين هو مجرد البداية! ولن نعيد هنا ما كتبناه مراراً عن ذلك، فكل شيء بات واضحاً، وتصريحاتهم واضحة، وأدبياتهم وأساطيرهم الموضوعة للتوسع كالشمس في وضوحها، وإن عمل البعض على تغطيتها بالغربال!
{ إن التهديد الصهيوني للمنطقة لا يحتاج إلى التحليل أو التفسير فهو مباشر وبشكل صريح! ومن لا يصدق بعد كل ما حدث ويحدث فليذهب إلى قراءة المقاطع التوراتية «الملفقة» وإلى النبوءات الإنجيلية الصهيونية، ليدرك أن المنطق الذي يحكم هذا الكيان، هو منطق خارج عن المنطق الذي يعرفه الآخرون في البشرية كلها! فهم بانتظار «المسيخ الدجال» «ونتنياهو» و«ترامب» هما أيقونة تسريع هذا الانتظار عبر حروب جديدة! وقتل، ومشاريع احتلال وتقسيم للعديد من دول وجغرافيا العرب وعلى البيعة معهم جغرافيا دول إقليمية أخرى!
{ هنا لا نطرح تصوراتنا حول ما يُراد حدوثه في السنوات القادمة، وإنما نشير إلى تصوراتهم هم والاستراتيجية التي يقوم الكيان الصهيوني على أساسها، منذ أن تم تأسيسه كقاعدة عسكرية متقدمة للاستعمار الغربي في الشرق الأوسط الذي هو أيضاً المنطقة العربية! وغفل عنه العرب والمسلمون طويلا وحتى الآن! لذلك فإن عرقلة مخططات «بني صهيون» في فلسطين أو فيما تبقى منها في غزة والضفة، هو ليس من أجل الفلسطينيين وحدهم كما يعتقد البعض، وإنما هو من أجل عرقلة «المشروع التوسعي الصهيوني» المختبئ خلف ستار الدين والمعتقد والتزوير في التاريخ، لاحتلال دول عربية أخرى والسيطرة عليها، ولا بأس التشدق قبل ذلك بأن الكيان يسعى للسلام والمحبة، كما تروج ألسنة المتداخلين على الفضائيات العربية والناطقة بالعربية! اضغطوا من أجل وقف الحرب بشكل نهائي، وليس من أجل هدنة جديدة بعدها ما بعدها!
إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك