العدد : ١٧٢٧٣ - الثلاثاء ٠٨ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٣ محرّم ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٧٣ - الثلاثاء ٠٨ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٣ محرّم ١٤٤٧هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

21 شهراً من الإبادة ولا وقف نهائي لها!

{ تسجل‭ ‬حرب‭ ‬الابادة‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬أنها‭ ‬أكثر‭ ‬حروب‭ ‬الإبادة‭ ‬عنفاً‭ ‬ووحشية‭ ‬وخروجا‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬المعايير‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والإنسانية‭ ‬والقانونية‭ ‬الدولية،‭ ‬وكما‭ ‬لم‭ ‬يشهد‭ ‬تاريخ‭ ‬البشرية‭ ‬لها‭ ‬مثيلاً‭! ‬ورغم‭ ‬مرور‭ (‬21شهراً‭) ‬على‭ ‬كل‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬ارتكابها،‭ ‬فلا‭ ‬يوجد‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬ضوء‭ ‬واحد‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬ضئيلاً‭ ‬لتوقف‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬البشعة‭ ‬بشكل‭ ‬نهائي‭! ‬لأن‭ ‬الحديث‭ ‬الدائرة‭ ‬الآن‭ ‬حول‭ (‬هدنة‭ ‬مدتها‭ ‬60‭ ‬يوماً‭) ‬يتم‭ ‬الافراج‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬رهائن‭ ‬وجثث،‭ ‬مقابل‭ ‬إطلاق‭ ‬سراح‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬تم‭ ‬اعتقالهم‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭! ‬وانسحابات‭ ‬مؤقتة‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬أراضي‭ ‬القطاع‭ ‬التي‭ ‬ابتلع‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬أغلب‭ ‬أراضيه،‭ ‬وحشر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬‮«‬2‭ ‬مليون‮»‬‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬صغيرة،‭ ‬يتم‭ ‬الأمر‭ ‬بنزوحهم‭ ‬منها‭ ‬كل‭ ‬مرة،‭ ‬ليواجهوا‭ ‬البحر‭ ‬علهم‭ ‬يرمون‭ ‬أنفسهم‭ ‬فيه‭ ‬جراء‭ ‬القتل‭ ‬بالرصاص‭ ‬والتجويع‭ ‬للقتل‭ ‬أيضاً‭!‬

{ إن‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬أخطأت‭ ‬في‭ ‬حساباتها‭ ‬حول‭ ‬رد‭ ‬الفعل‭ ‬الصهيوني،‭ ‬الذي‭ ‬تحالف‭ ‬فيه‭ ‬الكيان‭ ‬مع‭ ‬أكبر‭ ‬قوى‭ ‬الغرب‭ ‬الاستعمارية،‭ ‬وبأشرس‭ ‬المعدات‭ ‬العسكرية‭ ‬للإبادة‭ ‬التي‭ ‬أخذت‭ ‬عناوين‭ ‬مختلفة‭ ‬غير‭ ‬القتل‭ ‬بالقصف‭ ‬والقنص،‭ ‬والحصار‭ ‬والتجويع،‭ ‬لتمتد‭ ‬إلى‭ ‬إبادة‭ ‬كل‭ ‬المعاني‭ ‬والمفاهيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬والقانونية،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يبرر‭ ‬الابادة‭ ‬والاستمرار‭ ‬فيها‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المدة،‭ ‬وخاصة‭ ‬أنها‭ ‬إبادة‭ ‬تم‭ ‬تسجيل‭ ‬آلياتها‭ ‬ونتائجها‭ ‬المدمرة‭ ‬للبشر‭ ‬والحجر‭ ‬والبيئة‭ ‬على‭ ‬الهواء‭ ‬مباشرة‭ ‬وأمام‭ ‬مرأى‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬يشغل‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬وأصحاب‭ ‬الضمير‭ ‬فيه‭ ‬هو‭: ‬هل‭ ‬من‭ ‬نهاية‭ ‬لكل‭ ‬هذه‭ ‬البشاعة‭ ‬والوحشية،‭ ‬وما‭ ‬أسماه‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬‭ ‬الجحيم؟‭! ‬أم‭ ‬أن‭ ‬قصة‭ ‬الهدنة‭ ‬مدة‭ ‬60‭ ‬يوماً‭ ‬هي‭ ‬لاستعادة‭ ‬الرهائن،‭ ‬حتى‭ ‬يتخلص‭ ‬نتنياهو‭ ‬من‭ ‬الضغط‭ ‬الداخلي،‭ ‬ثم‭ ‬يعاود‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬وكما‭ ‬فعل‭ ‬ويفعل‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬وسوريا‭ ‬ومعاودة‭ ‬الحرب‭!‬

وهذه‭ ‬المرة‭ ‬حسبما‭ ‬يصرح‭ ‬الإرهابيون‭ ‬المتطرفون،‭ ‬في‭ ‬الكيان‭! ‬وكلهم‭ ‬كذلك،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إنهاء‭ ‬التطهير‭ ‬العرقي‭ ‬والتهجير‭ ‬القسري،‭ ‬وما‭ ‬أسموه‭ ‬بالتهجير‭ ‬الطوعي‭ ‬للاستيلاء‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬والضفة‭ ‬معاً،‭ ‬وبما‭ ‬يعيد‭ ‬الذاكرة‭ ‬الى‭ ‬ما‭ ‬فعلته‭ ‬العصابات‭ ‬الصهيونية‭ ‬في‭ ‬مجازرها‭ ‬في‭ ‬1948؟‭!‬

{ هي‭ ‬حرب‭ ‬ليست‭ ‬ضد‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬كما‭ ‬الشماعة‭ ‬والادعاء‭! ‬وإنما‭ ‬حرب‭ ‬إبادة‭ ‬بهدف‭ ‬الاحتلال‭ ‬والتوسع‭ ‬والاستيطان‭ ‬وتهويد‭ ‬فلسطين‭ ‬بالكامل‭! ‬ولذلك‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يتحرك‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمون‭ ‬لإيقاف‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬بشكل‭ ‬نهائي‭ ‬وليس‭ ‬بشكل‭ ‬مؤقت‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬وكل‭ ‬مرة‭! ‬وهدنة‭ ‬يخترقها‭ ‬الكيان‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬أراد،‭ ‬فإن‭ ‬النكبة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬الجديدة،‭ ‬تنذر‭ ‬بنكبات‭ ‬عربية‭ ‬أخرى‭ ‬قادمة‭! ‬لأنها‭ ‬بالنسبة‭ ‬للكيان‭ ‬وأساطيره‭ ‬وخزعبلاته،‭ ‬فإن‭ ‬تهويد‭ ‬كامل‭ ‬أرض‭ ‬فلسطين‭ ‬هو‭ ‬مجرد‭ ‬البداية‭! ‬ولن‭ ‬نعيد‭ ‬هنا‭ ‬ما‭ ‬كتبناه‭ ‬مراراً‭ ‬عن‭ ‬ذلك،‭ ‬فكل‭ ‬شيء‭ ‬بات‭ ‬واضحاً،‭ ‬وتصريحاتهم‭ ‬واضحة،‭ ‬وأدبياتهم‭ ‬وأساطيرهم‭ ‬الموضوعة‭ ‬للتوسع‭ ‬كالشمس‭ ‬في‭ ‬وضوحها،‭ ‬وإن‭ ‬عمل‭ ‬البعض‭ ‬على‭ ‬تغطيتها‭ ‬بالغربال‭!‬

{ إن‭ ‬التهديد‭ ‬الصهيوني‭ ‬للمنطقة‭ ‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬التحليل‭ ‬أو‭ ‬التفسير‭ ‬فهو‭ ‬مباشر‭ ‬وبشكل‭ ‬صريح‭! ‬ومن‭ ‬لا‭ ‬يصدق‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬ويحدث‭ ‬فليذهب‭ ‬إلى‭ ‬قراءة‭ ‬المقاطع‭ ‬التوراتية‭ ‬‮«‬الملفقة‮»‬‭ ‬وإلى‭ ‬النبوءات‭ ‬الإنجيلية‭ ‬الصهيونية،‭ ‬ليدرك‭ ‬أن‭ ‬المنطق‭ ‬الذي‭ ‬يحكم‭ ‬هذا‭ ‬الكيان،‭ ‬هو‭ ‬منطق‭ ‬خارج‭ ‬عن‭ ‬المنطق‭ ‬الذي‭ ‬يعرفه‭ ‬الآخرون‭ ‬في‭ ‬البشرية‭ ‬كلها‭! ‬فهم‭ ‬بانتظار‭ ‬‮«‬المسيخ‭ ‬الدجال‮»‬‭ ‬‮«‬ونتنياهو‮»‬‭ ‬و‮«‬ترامب‮»‬‭ ‬هما‭ ‬أيقونة‭ ‬تسريع‭ ‬هذا‭ ‬الانتظار‭ ‬عبر‭ ‬حروب‭ ‬جديدة‭! ‬وقتل،‭ ‬ومشاريع‭ ‬احتلال‭ ‬وتقسيم‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬وجغرافيا‭ ‬العرب‭ ‬وعلى‭ ‬البيعة‭ ‬معهم‭ ‬جغرافيا‭ ‬دول‭ ‬إقليمية‭ ‬أخرى‭!‬

{ هنا‭ ‬لا‭ ‬نطرح‭ ‬تصوراتنا‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬يُراد‭ ‬حدوثه‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬القادمة،‭ ‬وإنما‭ ‬نشير‭ ‬إلى‭ ‬تصوراتهم‭ ‬هم‭ ‬والاستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬على‭ ‬أساسها،‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬تأسيسه‭ ‬كقاعدة‭ ‬عسكرية‭ ‬متقدمة‭ ‬للاستعمار‭ ‬الغربي‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬أيضاً‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭! ‬وغفل‭ ‬عنه‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمون‭ ‬طويلا‭ ‬وحتى‭ ‬الآن‭! ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬عرقلة‭ ‬مخططات‭ ‬‮«‬بني‭ ‬صهيون‮»‬‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬أو‭ ‬فيما‭ ‬تبقى‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬والضفة،‭ ‬هو‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وحدهم‭ ‬كما‭ ‬يعتقد‭ ‬البعض،‭ ‬وإنما‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عرقلة‭ ‬‮«‬المشروع‭ ‬التوسعي‭ ‬الصهيوني‮»‬‭ ‬المختبئ‭ ‬خلف‭ ‬ستار‭ ‬الدين‭ ‬والمعتقد‭ ‬والتزوير‭ ‬في‭ ‬التاريخ،‭ ‬لاحتلال‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬أخرى‭ ‬والسيطرة‭ ‬عليها،‭ ‬ولا‭ ‬بأس‭ ‬التشدق‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬بأن‭ ‬الكيان‭ ‬يسعى‭ ‬للسلام‭ ‬والمحبة،‭ ‬كما‭ ‬تروج‭ ‬ألسنة‭ ‬المتداخلين‭ ‬على‭ ‬الفضائيات‭ ‬العربية‭ ‬والناطقة‭ ‬بالعربية‭! ‬اضغطوا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬وقف‭ ‬الحرب‭ ‬بشكل‭ ‬نهائي،‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬هدنة‭ ‬جديدة‭ ‬بعدها‭ ‬ما‭ ‬بعدها‭! ‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا