عالم يتغير

فوزية رشيد
تركي الفيصل والغرب المنافق!
{الأمير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، تشعر حين يتحدث أن حديثه حديث صدق وجرأة وعمق وخبرة بلا رتوش ولا ألوان أو أصباغ زائفة! فهو يعرف تماماً ما يقول، ومتى يقول وإلى من يوجه الرسالة! شخصية دولية بارزة، وتصريحاته تحظى باهتمام واسع على المستوى الدولي، ومواقع التواصل الاجتماعي التي تتفاعل معه بقوة، وهذا ما حدث بما يخص مقاله الذي نشرته جريدة (ذا ناشيونال) الإماراتية مؤخراً، ووصف العالم الذي نعيشه بأنه «يفتقد إلى العدالة والمساواة»، ووصف الغرب ودعمه للكيان الصهيوني، بأنه «منافق» ودعمه منافق سواء بما يخص العدوان على إيران مؤخراً، أو بما يخص العدوان المتكرر على فلسطين، وقال «ما يثير السخط حقاً على قادة الغرب هو أنهم لا يزالون يرددون شعارات جوفاء عن مبادئهم المزعومة! وأضاف أن الجماهير في الغرب رفضت هذه المواقف الكاذبة، ويواصلون دعمهم لاستقلال فلسطين»! وفي المقال انتقد مواقف «ترامب» المتناقضة قائلاً «اللافت أن ترامب كان قد عارض بشجاعة، قبل أكثر من عقدين الهجوم الأمريكي غير القانوني على العراق ثم أفغانستان»، وها هو يدعم الحرب على إيران ويتدخل بنفسه عسكريا! وبدل أن يكيل بمكيالين بخصوص الضربة الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، لماذا لا نرى قنابل «باستر» التي تطلقها القاذفات الأمريكية2 Bتمطر مفاعل «ديمونة» وغيره من المواقع «الإسرائيلية»؟! الكيان يملك قنابل نووية أيضاً، على عكس ما تنص عليه معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية!
{ تركي الفيصل الذي قرر عدم زيارة أمريكا حتى يغادر «ترامب» منصبه، لأنه تنصل من وعوده حول السلام في الشرق الأوسط، مثلما فعل «هاري ترومان» من وعود سلفه «فرانكلين روزفلت» وأسهم بتنصله للوعد في ولادة دولة الكيان الصهيوني، ولذلك فهو يلتزم بنهج والده الراحل الملك «فيصل بن عبدالعزيز»، الذي قرر عدم زيارة الولايات المتحدة في يغادر «ترومان» منصبه، وبما يدل على ارتباطه بحبل قوي بنهج والده «الملك فيصل»، الذي له تصريحات معروفة ومسجلة بالصوت والصورة عن موقفه من الكيان الصهيوني، ومن تحرير المسجد الأقصى ومن النفاق الغربي!
{هذا الحديث الصريح الذي انتقد الغرب فيه بوضوح، سواء بما يتعلق بنفاقه أو ازدواجية معاييره، أو تماهيه مع جرائم الكيان الصهيوني، أو ما يمثله نظامه الدولي ويتسبب به في انعدام العدالة في العالم! هو حديث بدوره تطرق فيه بوضوح أيضاً إلى عدم رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على منشآت (إسرائيل) النووية فقال «ما يزيد الطين بلة أن (إسرائيل) لم توقع على معاهدة الوكالة الدولية وبقيت خارج نطاق رقابة الوكالة للطاقة الذرية ولم يقم أحد بتفتيش منشآتها النووية»! وهنا يضع الأمير «تركي الفيصل» يده على الجرح، خاصة مع العدوانية والوحشية التي يتسم بها العدو الصهيوني، وتهديده الدائم للأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، وبما تمثله أجندته التوسعية التي يختلط فيها البعد العنصري بالبعد التوراتي والتاريخي «الملفق»! بما يجعله ممثلاً لخطر كبير على دول المنطقة والعالم، وممارسة حرب الإبادة، وشره، لا يقل عن (تاريخ إيران المليء بالأعمال الشريرة) كما وصفه. وفيما المنطقة ودول الخليج العربي تبحث عن السلام لا عن الحرب، فإن «ترامب» عليه أن يصغي لهؤلاء، لا إلى «نتنياهو» الذي يسعى إلى الحرب، إن كان، أي «ترامب» جاداً في تصريحاته حول إنهاء الحروب!
{ إن المنطقة التي تعيش في ظل أجندات وأهداف كيان يمثل القاعدة العسكرية المتقدمة للغرب، لن ينطلي عليها ما يتم ضخّه إعلامياً حول مخاطر النووي الإيراني، في الوقت الذي يتجاهل فيه القادة الغربيون وإعلامهم وعسكريهم ومراكز بحوثهم ما يمثله الخطر النووي الذي بيد دولة الاحتلال الصهيوني! وخاصة في ظل التصريحات المتراكمة من قادة وحكومة هذا الكيان، حول أهدافه التوسعية التي ازدادت وتيرتها مؤخراً، باسم «التوراة الملفقة» وتزوير التاريخ والآثار، والهجمة الكبيرة على الوعي العربي والعقل الجمعي الاسلامي، لقبول الأهداف الصهيونية واحتلالاتها، وإبادتها بدون مقاومة أو نقد أو مواقف سياسية وفكرية ودبلوماسية ناقدة! وحيث «العداء للسامية» كادعاء فارغ جاهز للإشهار في وجه أي أحد يكشف ويفضح أهداف هذا الكيان التوسعي عبر الحروب وإثارة الصراعات والأزمات في المنطقة إلى ما لا نهاية! هذا الكيان هو المعادي للإنسانية، والقائم على العنصرية الدينية تجاه كل شعوب العالم وليس العرب والمسلمين وحدهم، وإن كانوا الأكثر استهدافا وبشراسة الحروب والإبادة من هذا الكيان الغاصب! وهو المعادي للتنوع الحضاري والديني والثقافي، لأنه يعمل على صهر كل ذلك في بوتقته العقائدية التوراتية باسم الاتفاقيات الإبراهيمية والتي للطرافة يسعى «ترامب» لتوسعة قائمتها العربية والإسلامية رغم حروب الكيان واستمرارها!
إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك