اطلالة

هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
عام التعثر الدماغي
مرة أخرى تعود قضية خطورة لعبة الروبلوكس التي اكتسبت شعبية كبيرة في أوساط الأطفال والمراهقين للواجهة من جديد، وذلك بعد إطلاق الخبراء تحذيرات حول تأثيرها الكبير والواضح في الأطفال الأقل سنا، وهو ما لفت إليه مؤخرا الدكتور جمال فريز أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة في إشارة إلى المخاطر العصبية لهذه اللعبة التي كشف عنها مؤتمر عقد في أكسفورد حمل عنوان «2025 عام التعثر الدماغي للأطفال».
ولمن لا يعرف الروبلوكس فهي منصة ألعاب فيديو عبر الإنترنت تتيح لك تصميم التجارب والمشاركة المرحة مع الأصدقاء بشخصيات افتراضية، ومن خلالها يمكنك أن تكون أي شيء يمكنك تخيله، وهي مصممة للأطفال والمراهقين من عمر 8-18 عاما.
وبحسب كلام الدكتور فريز فإن الاستخدام المفرط للعبة الروبلوكس يؤدي إلى إجهاد دماغي ويهدد الذاكرة والتركيز والقدرة على التعلم، مما ينذر بمشكلات معرفية تظهر مع الوقت وخاصة لدى الأطفال في مراحل التكوين العقلي والسلوكي، فضلا عن التسبب في خلق حالات الانطواء والخوف والعزلة الاجتماعية.
يؤكد الخبراء أن أهم أسباب تعلق الأطفال بها هو الشعور بضعف الثقة بالنفس أو وجود مشاكل في التواصل الاجتماعي ومن ثم تصبح هذه اللعبة ملاذا يشعرهم بالقبول والانتماء ويمنحهم حرية بناء عالم خاص بهم، حيث إن الإثارة والتحديات من خلالها ترفع من إفراز الدوبامين في المخ مما يولد شعورا بالسعادة والتحقق، وهو ما يجعل الطفل يرتبط بها بسرعة ويعود إليها بشكل دائم.
ويبقى المطلوب من الآباء هنا هو الدخول في صراع بل في حرب مع مطوري هذه الألعاب الذين يفهمون جيدا سيكولوجية الطفل ونقاط ضعفه ومن ثم كيفية استقطابه والتأثير فيه وتوجيهه، وذلك من خلال التدخل الواعي، والتفهم، والدعم، وليس اللوم أو التهديد أو التعنيف، وقبل ذلك إيجاد البدائل والهوايات التي تعيدهم إلى عالمهم الواقعي.
ولا عزاء لأهالي هذا العصر الذي مهدت فيه كل السبل لإحداث التعثر الدماغي لأبنائهم!
إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك