العدد : ١٧٢٦٤ - الأحد ٢٩ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ محرّم ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٦٤ - الأحد ٢٩ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ محرّم ١٤٤٧هـ

اطلالة

هالة كمال الدين

halakamal99@hotmail.com

عام التعثر الدماغي

مرة‭ ‬أخرى‭ ‬تعود‭ ‬قضية‭ ‬خطورة‭ ‬لعبة‭ ‬الروبلوكس‭ ‬التي‭ ‬اكتسبت‭ ‬شعبية‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬أوساط‭ ‬الأطفال‭ ‬والمراهقين‭ ‬للواجهة‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬إطلاق‭ ‬الخبراء‭ ‬تحذيرات‭ ‬حول‭ ‬تأثيرها‭ ‬الكبير‭ ‬والواضح‭ ‬في‭ ‬الأطفال‭ ‬الأقل‭ ‬سنا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لفت‭ ‬إليه‭ ‬مؤخرا‭ ‬الدكتور‭ ‬جمال‭ ‬فريز‭ ‬أستاذ‭ ‬الطب‭ ‬النفسي‭ ‬بجامعة‭ ‬القاهرة‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬المخاطر‭ ‬العصبية‭ ‬لهذه‭ ‬اللعبة‭ ‬التي‭ ‬كشف‭ ‬عنها‭ ‬مؤتمر‭ ‬عقد‭ ‬في‭ ‬أكسفورد‭ ‬حمل‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬2025‭ ‬عام‭ ‬التعثر‭ ‬الدماغي‭ ‬للأطفال‮»‬‭.‬

ولمن‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬الروبلوكس‭ ‬فهي‭ ‬منصة‭ ‬ألعاب‭ ‬فيديو‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭ ‬تتيح‭ ‬لك‭ ‬تصميم‭ ‬التجارب‭ ‬والمشاركة‭ ‬المرحة‭ ‬مع‭ ‬الأصدقاء‭ ‬بشخصيات‭ ‬افتراضية،‭ ‬ومن‭ ‬خلالها‭ ‬يمكنك‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬يمكنك‭ ‬تخيله،‭ ‬وهي‭ ‬مصممة‭ ‬للأطفال‭ ‬والمراهقين‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬8‭-‬18‭ ‬عاما‭. ‬

وبحسب‭ ‬كلام‭ ‬الدكتور‭ ‬فريز‭ ‬فإن‭ ‬الاستخدام‭ ‬المفرط‭ ‬للعبة‭ ‬الروبلوكس‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬إجهاد‭ ‬دماغي‭ ‬ويهدد‭ ‬الذاكرة‭ ‬والتركيز‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬التعلم،‭ ‬مما‭ ‬ينذر‭ ‬بمشكلات‭ ‬معرفية‭ ‬تظهر‭ ‬مع‭ ‬الوقت‭ ‬وخاصة‭ ‬لدى‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬مراحل‭ ‬التكوين‭ ‬العقلي‭ ‬والسلوكي،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬التسبب‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬حالات‭ ‬الانطواء‭ ‬والخوف‭ ‬والعزلة‭ ‬الاجتماعية‭.‬

يؤكد‭ ‬الخبراء‭ ‬أن‭ ‬أهم‭ ‬أسباب‭ ‬تعلق‭ ‬الأطفال‭ ‬بها‭ ‬هو‭ ‬الشعور‭ ‬بضعف‭ ‬الثقة‭ ‬بالنفس‭ ‬أو‭ ‬وجود‭ ‬مشاكل‭ ‬في‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تصبح‭ ‬هذه‭ ‬اللعبة‭ ‬ملاذا‭ ‬يشعرهم‭ ‬بالقبول‭ ‬والانتماء‭ ‬ويمنحهم‭ ‬حرية‭ ‬بناء‭ ‬عالم‭ ‬خاص‭ ‬بهم،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الإثارة‭ ‬والتحديات‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬ترفع‭ ‬من‭ ‬إفراز‭ ‬الدوبامين‭ ‬في‭ ‬المخ‭ ‬مما‭ ‬يولد‭ ‬شعورا‭ ‬بالسعادة‭ ‬والتحقق،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬الطفل‭ ‬يرتبط‭ ‬بها‭ ‬بسرعة‭ ‬ويعود‭ ‬إليها‭ ‬بشكل‭ ‬دائم‭.‬

ويبقى‭ ‬المطلوب‭ ‬من‭ ‬الآباء‭ ‬هنا‭ ‬هو‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬صراع‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬مع‭ ‬مطوري‭ ‬هذه‭ ‬الألعاب‭ ‬الذين‭ ‬يفهمون‭ ‬جيدا‭ ‬سيكولوجية‭ ‬الطفل‭ ‬ونقاط‭ ‬ضعفه‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬كيفية‭ ‬استقطابه‭ ‬والتأثير‭ ‬فيه‭ ‬وتوجيهه،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التدخل‭ ‬الواعي،‭ ‬والتفهم،‭ ‬والدعم،‭ ‬وليس‭ ‬اللوم‭ ‬أو‭ ‬التهديد‭ ‬أو‭ ‬التعنيف،‭ ‬وقبل‭ ‬ذلك‭ ‬إيجاد‭ ‬البدائل‭ ‬والهوايات‭ ‬التي‭ ‬تعيدهم‭ ‬إلى‭ ‬عالمهم‭ ‬الواقعي‭.‬

ولا‭ ‬عزاء‭ ‬لأهالي‭ ‬هذا‭ ‬العصر‭ ‬الذي‭ ‬مهدت‭ ‬فيه‭ ‬كل‭ ‬السبل‭ ‬لإحداث‭ ‬التعثر‭ ‬الدماغي‭ ‬لأبنائهم‭!‬

إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا