العدد : ١٧٢٥٩ - الثلاثاء ٢٤ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٨ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٥٩ - الثلاثاء ٢٤ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٨ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

حرب وجود بين مشروعين: التبعات والآثار!

{‭ ‬حين‭ ‬صرَّح‭ ‬الرئيسُ‭ ‬‮«‬الإسرائيليُّ‮»‬‭ ‬مؤخرا‭ ‬فقال‭: ‬‮«‬الهجماتُ‭ ‬على‭ ‬إيران‭ ‬تهدفُ‭ ‬إلى‭ ‬تغييرِ‭ ‬الشرقِ‭ ‬الأوسط‮»‬‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬فقط‭ ‬القضاءَ‭ ‬على‭ ‬المفاعلاتِ‭ ‬النوويَّة،‭ ‬ومنع‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬إنتاجِ‭ ‬القنبلة‭ ‬النوويَّة‭.‬

وإنما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الهجماتِ‭ ‬تستهدفُ‭ ‬ضربَ‭ ‬كلِّ‭ ‬المنشآتِ‭ ‬الحيويَّة‭ ‬والنفط‭ ‬والغاز،‭ ‬بل‭ ‬والبنيةِ‭ ‬التحتيَّة‭ ‬للاقتصادِ‭ ‬الإيراني‭ ‬وضرب‭ ‬حتى‭ ‬المنشآت‭ ‬المدنيَّة‭ ‬مثل‭ ‬التلفزيون‭ ‬والموانئ‭ ‬وغيرها،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬هدفَ‭ ‬إسقاطِ‭ ‬النظام‭ ‬هدفًا‭ ‬واضحاً‭ ‬بدوره‭! ‬وهو‭ ‬الأمرُ‭ ‬الذي‭ ‬يحشرُ‭ ‬‮«‬نظامَ‭ ‬الملالي‮»‬،‭ ‬في‭ ‬الزاوية،‭ ‬فلا‭ ‬يكتفي‭ ‬بالموجاتِ‭ ‬الصاروخيَّة‭ ‬تجاه‭ ‬‮«‬تل‭ ‬أبيب‮»‬‭ ‬و«حيفا‮»‬‭ ‬وغيرهما‭ ‬من‭ ‬المدن،‭ ‬وإنما‭ ‬التوّجه‭ ‬إلى‭ ‬نظرية‭ ‬‮«‬شمشون‮»‬‭ ‬التي‭ ‬يستند‭ ‬عليها‭ ‬أيضاً‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬حربه‭ ‬الراهنة‭! ‬وهي‭ (‬عليّ‭ ‬وعلى‭ ‬أعدائي‭)! ‬وإن‭ ‬بمنطلقات‭ ‬مختلفة‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭! ‬وحيث‭ ‬إيران‭ ‬التي‭ ‬صرَّح‭ ‬مسؤولوها‭ ‬باستهداف‭ ‬من‭ ‬يشارك‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬مثل‭ ‬أمريكا‭ ‬وبريطانيا‭ ‬وتحديداً،‭ ‬باستهداف‭ ‬القواعد‭ ‬العسكرية‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬المحيط‭ ‬الخليجي،‭ ‬وإغلاق‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز‭ ‬الحيوي‭ ‬لتجارة‭ ‬السفن‭ ‬الناقلة‭ ‬للنفط‭ ‬تحديداً،‭ ‬بل‭ ‬والتهديد‭ ‬بأن‭ ‬ضرب‭ ‬منشآتها‭ ‬النفطية‭ ‬قد‭ ‬يتولد‭ ‬عنه‭ ‬التلوث‭ ‬الاشعاعي‭ ‬البيئي‭ ‬في‭ ‬كامل‭ ‬المنطقة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬موجات‭ ‬صاروخية‭ ‬أكثر‭ ‬شدّة‭ ‬وتدميراً‭ ‬على‭ ‬مدن‭ ‬الكيان،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬يحمل‭ ‬في‭ ‬طياته‭ ‬مخاطر‭ ‬كبيرة‭ ‬ليس‭ ‬لطرفي‭ ‬الحرب،‭ ‬وإنما‭ ‬للشعوب‭ ‬والدول‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬صلة‭ ‬لها‭ ‬بالعدوان‭ ‬الصهيوني‭ ‬على‭ ‬إيران‭!‬

{‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬يثير‭ ‬القلق‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬والمنطقة‭ ‬بالطبع،‭ ‬وعلى‭ ‬المستوى‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي،‭ ‬وحيث‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬ضرب‭ ‬لاقتصادات‭ ‬الدول‭ ‬المحيطة‭ ‬ومشروعها‭ ‬التنموي،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬ضرب‭ ‬للاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬مشاركة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وبريطانيا‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬في‭ ‬الحرب،‭ ‬وتوجيه‭ ‬الضربة‭ ‬لمفاعل‭ (‬فوردو‭) ‬المحصّن‭ ‬في‭ ‬الجبال‭ ‬وفي‭ ‬عمق‭ ‬الأرض‭! ‬ولتلك‭ ‬المشاركة‭ ‬بدورها‭ ‬تداعيات‭ ‬وآثار‭ ‬مفتوحة‭ ‬وحيث‭ ‬الخطابات‭ ‬التهديدية‭ ‬بين‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬‭ ‬و«المرشد‭ ‬الأعلى‭ ‬الإيراني‮»‬‭ ‬وتنمّ‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الأمور‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬الحدود‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬عودة‭ ‬عنها‭! ‬أما‭ ‬إذا‭ ‬انجرت‭ ‬روسيا‭ ‬والصين‭ ‬وباكستان‭ ‬إلى‭ ‬الساحة‭ ‬فستكون‭ ‬الأمور‭ ‬قد‭ ‬دخلت‭ ‬إلى‭ ‬السيناريوهات‭ ‬الأكثر‭ ‬سوءاً‭! ‬وستكون‭ ‬حرباً‭ ‬مفتوحة‭ ‬أو‭ ‬شاملة‭ ‬تدُمرُّ‭ ‬كل‭ ‬شيء‭!‬

{‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬إن‭ ‬استمرت‭ ‬هي‭ ‬الحرب‭ ‬الأكثر‭ ‬خطورة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬تعبت‭ ‬من‭ ‬كثرة‭ ‬الحروب‭ ‬والنزاعات‭ ‬وحلمها‭ ‬المشروع‭ ‬هو‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والسلام‭ ‬في‭ ‬أوطانها‭ ‬والاستقرار‭ ‬الإقليمي‭ ‬والاستمرار‭ ‬في‭ ‬المشروع‭ ‬التنموي‭ ‬والنهضوي‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬ولكن‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم‭ ‬رغم‭ ‬مشروعية‭ ‬الحلم،‭ ‬أنه‭ ‬يصطدم‭ ‬بالجدار‭ ‬القاسي‭ ‬للحرب‭ ‬بين‭ ‬مشروعين،‭ ‬رأى‭ ‬أحدهما‭ ‬وهو‭ ‬المشروع‭ ‬الصهيوني‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬المشروع‭ ‬الإيراني‭ ‬‮«‬المنافس‮»‬‭! ‬

واعتبر‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬حربا‭ ‬وجودية‮»‬‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليه،‭ ‬وتماماً‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬يُصرّح‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬حربه‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬لأن‭ ‬منطلقه‭ ‬‮«‬الديني‮»‬‭ ‬يخبره‭ ‬بذلك‭! ‬وهو‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬نبوءاته‭ ‬التوراتية‭ ‬أو‭ ‬أساطيره‭ ‬التوراتية‭ ‬الملفّقة‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬كل‭ ‬شعوب‭ ‬المنطقة‭ ‬ودولها‭! ‬ويعتبر‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬الوجودية‭ ‬على‭ ‬إيران‭ ‬تستدعي‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يقوم‭ ‬به،‭ ‬دون‭ ‬اهتمام‭ ‬بالآثار‭ ‬أو‭ ‬التبعات‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬وعلى‭ ‬العالم،‭ ‬وهنا‭ ‬تكمن‭ ‬الخطورة‭ ‬حيث‭ ‬يكون‭ ‬المنطلق‭ ‬للحرب‭ ‬منطلقاً‭ ‬أسطوريا‭ ‬يسعى‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬إلى‭ ‬تحقيقه‭! ‬ولن‭ ‬يكتفى‭ ‬معه‭ ‬بفلسطين‭ ‬وسوريا‭ ‬ولبنان‭ ‬وإيران،‭ ‬إنما‭ ‬قادته‭ ‬يُصرحون‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬أرض‭ ‬وطأت‭ ‬فيها‭ ‬أقدامهم‭ ‬هي‭ ‬حق‭ ‬لهم‭! ‬وعليكم‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬وجودوا‭ ‬فيها‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬لتفهموا‭ ‬المقصد‭!‬

{‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬على‭ ‬قناة‭ ‬‮«‬روسيا‭ ‬اليوم‮»‬‭ ‬18‭/‬6‭/‬2025‭ ‬وفي‭ ‬لقاء‭ ‬مع‭ ‬المفكر‭ ‬الروسي‭ ‬‮«‬دوغين‮»‬‭ ‬مستشار‭ ‬‮«‬بوتين‮»‬‭ ‬وعنوان‭ ‬الحلقة‭ (‬إسرائيل‭ ‬وإيران‭: ‬ميتافيزيقيا‭ ‬دوغين‭) ‬أشار‭ ‬بوضوح‭ ‬إلى‭ (‬البُعد‭ ‬الديني‭) ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬إيران،‭ ‬وحيث‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ (‬توراة‭ ‬الحرب‭) ‬لإسحاق‭ ‬شامير،‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬الهيكل‭ ‬الثالث،‭ ‬والتشريع‭ ‬الزمني‭ ‬لذلك‭ ‬دون‭ ‬انتظار‭ ‬المسيخ‭ ‬الدجال‭ (‬نحن‭ ‬المسيخ‭ ‬ولا‭ ‬داعي‭ ‬للانتظار‭)! ‬ولذلك‭ ‬فلا‭ ‬بدّ‭ ‬من‭ ‬هدم‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬‮«‬سموترتيش‮»‬‭ (‬في‭ ‬ظروف‭ ‬معينة‭ ‬سيُهدم‭ ‬هذا‭ ‬الأقصى‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الخطة‭ ‬الصهيونية‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬‮«‬التلفيق‭ ‬الديني‮»‬‭ ‬لقيام‭ ‬‮«‬إسرائيل‭ ‬الكبرى‮»‬‭!‬،‭ ‬وحيث‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬إيران‭ ‬هي‭ ‬إحدى‭ ‬المراحل‭ ‬وترتبط‭ ‬بذلك،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إسقاط‭ ‬النظام‭ ‬وتقسيم‭ ‬إيران،‭ ‬والسيطرة‭ ‬خاصة‭ ‬على‭ ‬أصفهان‭!‬،‭ ‬ولذلك‭ ‬يُهاجم‭ ‬الكيان‭ ‬‮«‬إيران‮»‬‭ ‬ذات‭ ‬النظام‭ ‬الشيعي،‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬دوره‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬لصالحه‭!‬،‭ ‬ومن‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬كامل‭ ‬فلسطين،‭ ‬إلى‭ ‬إسقاط‭ ‬إيران‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬‮«‬النبوءة‮»‬‭ ‬يأتي‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬الدور‭ ‬على‭ ‬المحطات‭ ‬الأخرى‭ ‬‮«‬العربية‮»‬‭!‬

تحت‭ ‬المعتقد‭ ‬اليهودي‭ ‬التوراتي‭ (‬إنها‭ ‬حرب‭ ‬الأيام‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وحرب‭ ‬شمشون،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬احتاج‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬استخدام‭ ‬النووي‭)!‬

{‭ ‬يقول‭ ‬‮«‬دوغين‮»‬‭ ‬إن‭ ‬الفكر‭ ‬الصهيوني‭ ‬المرتبط‭ ‬بالفكر‭ ‬الديني،‭ ‬يواصل‭ ‬تحقيق‭ ‬النبوءات،‭ ‬وفي‭ ‬خلفيتهم‭ ‬أن‭ ‬روسيا‭ ‬هي‭ ‬يأجوج‭ ‬ومأجوج‭! ‬

ومقابل‭ ‬هذا‭ ‬الفكر‭ ‬‮«‬الآخروي‭ ‬الصهيوني‮»‬‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬الفكر‭ ‬الآخروي‮»‬‭ ‬الإيراني‭ ‬الشيعي،‭ ‬حيث‭ ‬مجيء‭ ‬الإمام‭ ‬المنتظر‭ (‬الإمام‭ ‬الثاني‭ ‬عشر‭) ‬في‭ ‬آخر‭ ‬الزمان‭ ‬ونحن‭ ‬فيه‭ ‬حسب‭ ‬المعتقد،‭ ‬ولا‭ ‬بدّ‭ ‬قبل‭ ‬مجيئه‭ ‬أن‭ ‬تكتمل‭ ‬دورة‭ ‬الفوضى‭ ‬والمواجهة،‭ ‬لقيام‭ (‬الدولة‭ ‬المهدوية‭ ‬العالمية‭) ‬وهو‭ ‬المشروع‭ ‬الإيراني‭ ‬وتعتبر‭ ‬أن‭ ‬أية‭ ‬حرب‭ ‬عليها‭ ‬الآن،‭ ‬هي‭ ‬‮«‬حرب‭ ‬وجودية‮»‬‭ ‬لا‭ ‬استسلام‭ ‬فيها‭!‬،‭ ‬ولذلك‭ ‬شدّد‭ ‬‮«‬خامنئي‮»‬‭ ‬على‭ ‬المواجهة‭ ‬لا‭ ‬الرضوخ‭ ‬لإملاءات‭ ‬السلم‭ ‬أو‭ ‬الحرب‭. ‬

وبالمقابل‭ ‬هناك‭ ‬خلفية‭ ‬دينية‭ ‬لدى‭ ‬‮«‬السُنة‮»‬‭ ‬حول‭ ‬ظهور‭ ‬المهدي،‭ ‬بمواصفات‭ ‬أخرى‭ ‬عن‭ ‬الرؤية‭ ‬الشيعية‭ ‬وسيخرج‭ ‬في‭ ‬‮«‬الجامع‭ ‬الأموي‮»‬‭ ‬وحيث‭ ‬الدجّال‭ ‬أو‭ ‬‮«‬المنظومة‭ ‬الصهيونية‮»‬‭ ‬تسيطر‭ ‬على‭ ‬القدس‭ ‬وتتم‭ ‬المواجهة‭! ‬فيما‭ ‬‮«‬المسيحية‭ ‬الصهيونية‮»‬‭ ‬بدورها‭ ‬والتي‭ ‬يعتنقها‭ ‬ساسة‭ ‬أمريكيون‭ ‬وغربيون،‭ ‬تمهد‭ ‬الأرض‭ ‬بدورها‭ ‬للحرب‭ ‬الأخيرة،‭ ‬حرب‭ ‬‮«‬هر‭ ‬مجدون‮»‬‭!‬

{‭ ‬هكذا‭ ‬نحن‭ ‬واقعون‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬حروب‭ ‬ذات‭ ‬صيغة‭ ‬معتقدية‭ ‬وتنبؤية‭ ‬يعتنقها‭ ‬الصهاينة‭ ‬‮«‬العلمانيون‭ ‬والملاحدة‮»‬‭! ‬ويحاولون‭ ‬تنفيذها‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬الثمن‭ ‬خراب‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم،‭ ‬فذلك‭ ‬لا‭ ‬يهمّ‭!‬

فيما‭ ‬أغلب‭ ‬المحللين‭ ‬والساسة‭ ‬لا‭ ‬يضعون‭ ‬اعتباراً‭ ‬لهذا‭ ‬الفكر‭ ‬والمنطلق‭ ‬الديني‭ ‬‮«‬الآخروي‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬علم‭ ‬آخر‭ ‬الزمان‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يُحرك‭ ‬الصراعات‭ ‬والحروب‭ ‬منذ‭ ‬وقت‭ ‬طويل‭!‬،‭ ‬وينطلق‭ ‬منه‭ ‬رؤساء‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬‮«‬العلمانية‮»‬،‭ ‬بما‭ ‬يُقلل‭ ‬من‭ ‬فهم‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬حقيقة‭! ‬خاصة‭ ‬حين‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بالتحليل‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي،‭ ‬و«التحليل‭ ‬العقلاني‮»‬‭ ‬لسلوك‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬حروبه‭ ‬التي‭ ‬يشنها‭ ‬وإثارته‭ ‬للفتن‭ ‬والصراعات،‭ ‬وحيث‭ ‬وصلوا‭ ‬إلى‭ ‬مفهوم‭ (‬العالم‭ ‬كله‭ ‬بأيدينا‭ ‬وعلينا‭ ‬أن‭ ‬نحكمه‭ ‬مباشرة‭ ‬تحت‭ ‬ظل‭ ‬‮«‬الحكومة‭ ‬التلمودية‭ ‬العالمية‮»‬‭)!‬

{‭ ‬ولكن‭ ‬لماذا‭ ‬ينجحون‭ ‬في‭ ‬فرض‭ ‬أساطيرهم‭ ‬وخرافاتهم؟‭!‬

يقول‭ ‬‮«‬دوغين‮»‬‭ ‬حول‭ ‬ذلك‭: (‬هناك‭ ‬طابورٌ‭ ‬خامس‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬وفي‭ ‬كلِّ‭ ‬الدولِ‭ ‬اشترتها‭ ‬المنظومةُ‭ ‬الصهيونيَّة،‭ ‬وهؤلاء‭ ‬النخبُ‭ ‬باعوا‭ ‬دينَهم‭ ‬ودولَهم‭ ‬وهويتهم،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬الحضارةَ‭ ‬الإسلاميَّة‭ ‬كلها‭ ‬مهدّدة،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يعودُ‭ ‬لها‭ ‬صوتٌ‭ ‬أو‭ ‬كلمة‭)! ‬

ونقولُ‭ ‬وبثقةٍ‭ ‬كلُّ‭ ‬المقاديرِ‭ ‬بيدِ‭ ‬الله،‭ ‬وهو‭ ‬المحيطُ‭ ‬بكلِّ‭ ‬شيء،‭ ‬وأكبرُ‭ ‬من‭ ‬كلِّ‭ ‬شيء،‭ ‬والعلمُ‭ (‬الآخرويُّ‭) ‬يجعلُ‭ ‬النُصرةَ‭ ‬للمسلمين‭ ‬في‭ ‬النهايةِ‭ ‬بما‭ ‬فعلوا‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬المعتقدُ‭ ‬الإسلاميُّ‭.‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا