العدد : ١٧٣٣١ - الخميس ٠٤ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٣١ - الخميس ٠٤ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

الحرب على إيران: الدوافع والتأثيرات!

{‭ ‬استكمالاً‭ ‬للمقال‭ ‬السابق‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬مجرد‭ ‬مقدمة‭ ‬لما‭ ‬سيلحق‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬تحليل،‭ ‬فإني‭ ‬أود‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬فهم‭ ‬الدوافع‭ ‬لما‭ ‬يحدث‭ ‬الآن‭ ‬بين‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬وإيران‭ ‬يستدعي‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الوراء،‭ ‬لإدراك‭ ‬الخلفيات‭ ‬التاريخية‭ ‬والدينية‭ ‬المعتقدية‭ ‬والسياسية‭ ‬لكل‭ ‬منهما،‭ ‬وعلاقة‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬بالمنطقة‭ ‬العربية،‭ ‬التي‭ ‬لطالما‭ ‬دفعت‭ ‬أثمانًا‭ ‬باهظة‭ ‬بسبب‭ ‬المشروع‭ ‬الإيراني‭ ‬والمشروع‭ ‬الصهيوني‭! ‬وما‭ ‬أنتجه‭ ‬كلا‭ ‬المشروعين‭ ‬من‭ ‬أجندات‭ ‬ومخططات‭ ‬رسمت‭ ‬حدود‭ ‬المصالح‭ ‬الشريرة‭ ‬والتخادم‭ ‬وحدود‭ ‬النزاع‭ ‬بينهما،‭ ‬أو‭ ‬بين‭ ‬رؤية‭ ‬كل‭ ‬منهما‭! ‬وما‭ ‬أنتجه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬فتن‭ ‬وصراعات‭ ‬وانقسامات‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭!‬

{‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬جغرافيا‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬الأكثر‭ ‬تجانسًا‭ ‬في‭ ‬المشترك‭ ‬التاريخي‭ ‬واللغوي‭ ‬والديني‭ ‬والحضاري‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬منطقة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬رغم‭ ‬الحدود‭ ‬الفاصلة‭ ‬بين‭ ‬بلدانها‭! ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬بكل‭ ‬تلك‭ ‬الأبعاد‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬أهمية‭ ‬الموقع‭ ‬الجغرافي‭ ‬والثروات‭ ‬والطاقات‭ ‬البشرية،‭ ‬وتداخلها‭ ‬مع‭ ‬حضارات‭ ‬آسيا‭ ‬وإفريقيا‭ ‬وأوروبا،‭ ‬تأثرًا،‭ ‬وتجارًة،‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬بعيد،‭ ‬وصولًا‭ ‬إلى‭ ‬تنوع‭ ‬الروابط‭ ‬والمصالح،‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬لطالما‭ ‬كانت‭ ‬منذ‭ ‬القِدم‭ ‬ملتقى‭ ‬أطماع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬العالمية،‭ ‬والامبراطوريات‭ ‬القديمة،‭ ‬الرومانية‭ ‬والفارسية‭ ‬والإغريقية،‭ ‬وصولًا‭ ‬إلى‭ ‬الحملات‭ ‬الصليبية‭ ‬والاستعمار‭ ‬الغربي‭ ‬الحديث‭!‬

{‭ ‬وهذه‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬منبع‭ ‬الأديان‭ ‬والحضارات‭ ‬القديمة‭ ‬هي‭ ‬ذاتها‭ ‬وللأسباب‭ ‬السالفة‭ ‬منبع‭ ‬الأطماع‭ ‬ومحطة‭ ‬الأجندات،‭ ‬ودوافع‭ ‬المخططات،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السيطرة‭ ‬عليها‭ ‬والهيمنة‭ ‬على‭ ‬مقدراتها‭ ‬ومصائرها‭! ‬وفاتحة‭ ‬شهية‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬قديمًا‭ ‬وحديثًا‭ ‬لغزوها‭ ‬واحتلالها‭ ‬وإضعافها‭ ‬لضمان‭ ‬السيطرة‭ ‬عليها‭!‬

{‭ ‬قد‭ ‬يقول‭ ‬قائل‭ ‬وما‭ ‬علاقة‭ ‬هذا‭ ‬بما‭ ‬يحدث‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬حرب‭ ‬بين‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬وإيران؟‭! ‬ونرد‭ ‬أن‭ ‬العلاقة‭ ‬وطيدة‭ ‬وسنوضح‭ ‬ذلك‭! ‬ففي‭ ‬بدايات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬ومنتصفه‭ ‬ومع‭ ‬صعود‭ ‬الصهيونية‭ ‬العالمية‭ ‬والماسون‭ ‬العالمي،‭ ‬كان‭ ‬المخطط‭ ‬هو‭ ‬لإضعاف‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية،‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬قبله‭ ‬بالحملات‭ ‬الصليبية‭ ‬وصراع‭ ‬الغرب‭ ‬الاستعماري‭ ‬مع‭ ‬الامبراطورية‭ ‬العثمانية‭! ‬وأنتج‭ ‬انتزاع‭ ‬فلسطين‭ ‬من‭ ‬شعبها‭ ‬وإحلال‭ ‬شتات‭ ‬اليهود‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬فيها،‭ ‬وحيث‭ ‬الانتداب‭ ‬البريطاني‭ ‬الذي‭ ‬قطع‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وعد‭ ‬بلفور‭ ‬إنشاء‭ ‬وطن‭ ‬قومي‭ ‬لليهود‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬سرقة‭ ‬فلسطين‭ ‬من‭ ‬أهلها‭ ‬عام‭ ‬1948،‭ ‬ليبدأ‭ ‬النزاع‭ ‬الكبير‭ ‬وأم‭ ‬القضايا‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬تقسيم‭ ‬المنطقة‭ ‬أكثر‭ ‬فأكثر‭ ‬بعد‭ ‬‮«‬سايكس‭ ‬‭ ‬بيكو‮»‬‭ ‬وإضعاف‭ ‬دولها،‭ ‬وتفرقتهم‭ ‬بأساليب‭ ‬استعمارية‭ ‬مختلفة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬‮«‬المشروع‭ ‬الصهيوني‮»‬‭ ‬المتلبس‭ ‬بالحقد‭ ‬اليهودي‭ ‬القديم‭ ‬على‭ ‬العرب‭ ‬والإسلام،‭ ‬واعتبار‭ ‬أنفسهم‭ ‬سادة‭ ‬البشرية‭ ‬وليس‭ ‬العرب‭ ‬وحدهم،‭ ‬وحيث‭ ‬التلفيق‭ ‬والتزوير‭ ‬التاريخي‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬محطته‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬والقطار‭ ‬الصهيوني‭ ‬بالرداء‭ ‬التوراتي‭ ‬الملفق‭ ‬يريد‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬محطات‭ ‬عربية‭ ‬أخرى،‭ ‬لتحقيق‭ (‬الحكومة‭ ‬التوراتية‭ ‬العالمية‭) ‬ومجيء‭ ‬المسيخ‭ ‬الدجال‭! ‬الذي‭ ‬لن‭ ‬يظهر‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬ذروة‭ ‬الفوضى‭ ‬والفتن‭ ‬والدموية‭ ‬والحروب‭ ‬والنزاعات‭.‬

و«نتنياهو‮»‬‭ ‬يعتبر‭ ‬نفسه‭ ‬هو‭ ‬الموعود‭ ‬بتنفيذ‭ ‬النبوءات‭ ‬التوراتية‭ ‬الوهمية‭ ‬ونبوءة‭ ‬‮«‬أشعيا‮»‬‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭! ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬ما‭ ‬علاقة‭ ‬ذلك‭ ‬بالحرب‭ ‬الراهنة‭ ‬على‭ ‬إيران؟‭! ‬سنوضح‭!‬

{‭ ‬في‭ ‬عز‭ ‬تراكم‭ ‬المخططات‭ ‬الغربية‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية،‭ ‬وخاصة‭ ‬بعد‭ ‬أفول‭ ‬موسم‭ ‬‮«‬الاستعمارات‭ ‬الغربية‭ ‬الكولونيالية‮»‬،‭ ‬اهتدى‭ ‬الصهاينة‭ ‬إلى‭ ‬إحداث‭ ‬الفتنة‭ ‬المذهبية‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬الاختلافات‭ ‬العقائدية‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬ولذلك‭ ‬بعد‭ ‬ظهور‭ ‬‮«‬الجهاديين‮»‬‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬أو‭ ‬‮«‬القاعدة‮»‬‭ ‬أو‭ ‬التنظيم‭ ‬الإسلامي‭ ‬السني،‭ ‬التي‭ ‬أسستها‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الأمريكية‭ ‬لمواجهة‭ ‬وإسقاط‭ ‬‮«‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‮»‬،‭ ‬لمعت‭ ‬الفكرة‭ ‬الاستخباراتية‭ ‬الغربية‭ (‬الأمريكية‭ ‬والبريطانية‭ ‬والفرنسية‭) ‬بإسقاط‭ ‬حكم‭ ‬الشاه،‭ ‬الذي‭ ‬اكتمل‭ ‬دوره‭ ‬كشرطي‭ ‬المنطقة،‭ ‬وجاؤوا‭ ‬بالخميني‭ ‬الذي‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬إجهاض‭ ‬نتائج‭ ‬الثورة‭ ‬الإيرانية‭ ‬آنذاك‭ ‬لإسقاط‭ ‬الشاه‭ ‬ليبدأ‭ ‬النظام‭ ‬الإسلاموي‭ ‬الشيعي‭! ‬وليقوم‭ ‬بتأسيس‭ ‬‮«‬نظام‭ ‬ولاية‭ ‬الفقيه‮»‬‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬الجمهورية‭ ‬الإيرانية‭ ‬الإسلامية‮»‬‭! ‬وكغطاء‭ ‬للمشروع‭ ‬الفارسي‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬سريعًا‭ ‬بفلسفة‭ ‬‮«‬تصدير‭ ‬الثورة‮»‬‭ ‬لتحقيق‭ ‬حلم‭ ‬استعادة‭ ‬‮«‬الإمبراطورية‭ ‬الفارسية‭ ‬القديمة‮»‬،‭ ‬ممزوجًا‭ ‬بالحقد‭ ‬التاريخي‭ ‬المعروف‭ ‬ضد‭ ‬العرب،‭ ‬الذين‭ ‬أسقطوا‭ ‬إمبراطوريتهم‭ ‬عبر‭ ‬الفتوحات‭ ‬الإسلامية‭! ‬وبذلك‭ ‬التقت‭ ‬المصالح‭ ‬الغربية‭ ‬الاستعمارية‭ ‬مع‭ ‬المصالح‭ ‬الإيرانية‭ ‬تحت‭ ‬حكم‭ ‬الملالي،‭ ‬وتخادم‭ ‬الطرفان‭ ‬في‭ ‬إضعاف‭ ‬الدول‭ ‬والشعوب‭ ‬العربية‭ ‬وتقسيمها‭ ‬وتجزئتها‭ ‬وبث‭ ‬الفتن‭ ‬الطائفية‭ ‬في‭ ‬أوصالها،‭ ‬وجعل‭ ‬الاختلاف‭ ‬المذهبي‭ ‬بين‭ ‬السنة‭ ‬والشيعة‭ ‬منبعًا‭ ‬لكل‭ ‬أشكال‭ ‬النزاعات،‭ ‬بخلفية‭ ‬تاريخية‭ ‬مليئة‭ ‬بالحقد‭ ‬والكراهية‭ ‬للعرب،‭ ‬وبما‭ ‬أنتج‭ ‬داخل‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬الأذرع‭ ‬والمليشيات‭ ‬الإرهابية‭ ‬والقتل‭ ‬على‭ ‬الهوية‭!‬

{‭ ‬ولأن‭ ‬التقاء‭ ‬المصالح‭ ‬هو‭ ‬سبب‭ ‬وجود‭ ‬‮«‬نظام‭ ‬الملالي‮»‬‭ ‬بالأساس،‭ ‬وإعطائه‭ ‬الضوء‭ ‬الأخضر‭ ‬بعد‭ ‬احتلال‭ ‬العراق،‭ ‬لكي‭ ‬يتمدد‭ ‬ويهيمن‭ ‬ويثير‭ ‬النزاعات‭ ‬والفتن‭ ‬والكراهية،‭ ‬اعتقد‭ ‬‮«‬نظام‭ ‬الملالي‮»‬‭ ‬أنه‭ ‬قادر،‭ ‬بل‭ ‬وله‭ ‬الحق،‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬مشروعه‭ ‬الإمبراطوري‭ ‬الخاص،‭ ‬والخروج‭ ‬عن‭ ‬أجندة‭ ‬الصهيونية‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬الدور‭ ‬المطلوب‭ ‬إيرانيًا‭ ‬بل‭ ‬والاستمرار‭ ‬فيه‭! ‬بعد‭ ‬46‭ ‬عامًا‭ ‬من‭ ‬مخططات‭ ‬تنفيذ‭ ‬المشروع‭ ‬الإيراني،‭ ‬وجد‭ ‬‮«‬الملالي‮»‬‭ ‬أنفسهم‭ ‬فجأة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الصهيونية‭ ‬العالمية‭ ‬وبؤرتها‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وهو‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭!‬

{‭ ‬هنا‭ ‬تتضح‭ ‬الدوافع‭ ‬الحقيقية‭ ‬للحرب‭ ‬على‭ ‬إيران،‭ ‬بل‭ ‬والإصرار‭ ‬‮«‬الإسرائيلي‮»‬‭ ‬على‭ ‬تدميرها،‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬تدمير‭ ‬مشروعها‭ ‬النووي‭! ‬شعر‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬ومن‭ ‬وراءه‭ ‬الغرب‭ ‬الاستعماري‭ ‬بقيادة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أن‭ ‬الوقت‭ ‬قد‭ ‬حان‭ ‬لبروز‭ ‬المشروع‭ ‬الصهيوني‭ ‬وظهوره‭ ‬في‭ ‬العلن،‭ ‬ودعس‭ ‬طموحات‭ ‬ومطامع‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬مشروعها‭ ‬الكبير‭ ‬بدوره‭ ‬وهو‭ ‬مشروع‭ ‬‮«‬الدولة‭ ‬المهدوية‭ ‬العالمية‮»‬،‭ ‬بعد‭ ‬إدراك‭ ‬مخاطر‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الإيراني‭ ‬وتنافسه‭ ‬الحقيقي‭ ‬خارج‭ ‬الخطوط‭ ‬الحمراء‭ ‬مع‭ ‬المشروع‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬الذي‭ ‬يريد‭ ‬سريعًا‭ ‬تحقيق‭ ‬‮«‬إسرائيل‭ ‬الكبرى‮»‬‭ ‬بدون‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬منافس‭ ‬آخر‭! ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬أنه‭ ‬استفاد‭ ‬كثيرًا‭ ‬بما‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬هذا‭ ‬الآخر‭ ‬في‭ ‬تمزيق‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الحقد‭ ‬التاريخي‭ ‬والاختلاف‭ ‬العقائدي‭ ‬الطائفي‭! ‬إنه‭ ‬صراع‭ ‬الأحقاد‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وعلى‭ ‬المنطقة‭!‬

{‭ ‬حاولنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬القصير‭ ‬وضع‭ ‬اليد‭ ‬على‭ ‬الدوافع‭ ‬التاريخية‭ ‬والدينية‭ ‬والسياسية‭ ‬وإن‭ ‬باختصار،‭ ‬لنوضح‭ ‬أن‭ ‬التنافس‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬قائمًا‭ ‬بين‭ ‬مشروع‭ ‬‮«‬الحكومة‭ ‬التوراتية‭ ‬العالمية‮»‬‭ ‬ومشروع‭ ‬‮«‬الدولة‭ ‬المهدوية‭ ‬العالمية‮»‬‭ ‬قررت‭ ‬الصهيونية‭ ‬العالمية‭ ‬أخيرًا‭ ‬وبواجهاتها‭ ‬الكبرى‭ ‬كالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وبريطانيا‭ ‬وفرنسا‭ ‬أن‭ ‬تنتصر‭ ‬بشكل‭ ‬حقيقي‭ ‬لمشروع‭ ‬‮«‬الكيان‭ ‬الصهيوني‮»‬‭ ‬التوسعي،‭ ‬بدون‭ ‬وجود‭ ‬منافس‭ ‬إقليمي‭ ‬له‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬مشروعه‭ ‬الكبير،‭ ‬ولكن‭ ‬المشروع‭ ‬الذي‭ ‬انتهت‭ ‬صلاحيته‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليهم‭! ‬ولذلك‭ ‬كانت‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬إيران‭ ‬بعد‭ ‬تمزيق‭ ‬وإضعاف‭ ‬أذرعها‭ ‬هي‭ ‬النهاية‭ ‬الحتمية‭ ‬لدور‭ ‬‮«‬نظام‭ ‬الملالي‮»‬‭! ‬ولهذا‭ ‬نجد‭ ‬إصرار‭ ‬الكيان‭ ‬على‭ ‬إسقاط‭ ‬النظام‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬مشروعه‭ ‬النووي‭! ‬ولا‭ ‬يهم‭ ‬ما‭ ‬يجره‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬كوارث‭ ‬على‭ ‬الخليج‭ ‬والمنطقة‭!‬

هنا‭ ‬تحدثنا‭ ‬عن‭ ‬الدوافع‭ ‬وفي‭ ‬المقال‭ ‬القادم‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬التداعيات‭ ‬والآثار‭! ‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا