العدد : ١٧٢٦١ - الخميس ٢٦ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠١ محرّم ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٦١ - الخميس ٢٦ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠١ محرّم ١٤٤٧هـ

اطلالة

هالة كمال الدين

halakamal99@hotmail.com

أهلا بك يا مريم.. ولكن!

في‭ ‬خطوة‭ ‬رائدة‭ ‬تعكس‭ ‬التزام‭ ‬الجامعة‭ ‬الخليجية‭ ‬بتبني‭ ‬أحدث‭ ‬التقنيات‭ ‬وتوظيف‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬المنظومة‭ ‬التعليمية‭ ‬تم‭ ‬إطلاق‭ ‬‮«‬مريم‭ ‬المساعد‭ ‬الذكي‮»‬‭ ‬تزامنا‭ ‬مع‭ ‬فعاليات‭ ‬المنتدى‭ ‬العربي‭ ‬للذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬العالمي‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬مؤخرا‭ ‬بالبحرين‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬منظمة‭ ‬تايمز‭ ‬للتعليم‭ ‬العالي‭ ‬البريطانية؟

ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬‮«‬مريم‮»‬‭ ‬تعد‭ ‬إضافة‭ ‬نوعية‭ ‬إلى‭ ‬بيئة‭ ‬التعليم‭ ‬الذكي‭ ‬بالمملكة،‭ ‬ووسيلة‭ ‬لتقديم‭ ‬الدعم‭ ‬الفوري‭ ‬والدقيق‭ ‬للطلبة‭ ‬والمستجدين،‭ ‬والإجابة‭ ‬عن‭ ‬استفساراتهم‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالبرامج‭ ‬الأكاديمية‭ ‬وشروط‭ ‬القبول‭ ‬وآليات‭ ‬التسجيل‭ ‬والخدمات‭ ‬الجامعية‭ ‬والأنشطة‭ ‬الطلابية‭ ‬وتوفير‭ ‬المساعدات،‭ ‬وتعزيز‭ ‬مشاركة‭ ‬الطلاب‭ ‬وتوفير‭ ‬الدعم‭ ‬طوال‭ ‬أيام‭ ‬الأسبوع،‭ ‬ما‭ ‬يوفر‭ ‬الوقت‭ ‬والموارد‭.‬

لقد‭ ‬استطاع‭ ‬الروبوت‭ ‬التعليمي‭ ‬أن‭ ‬يحول‭ ‬تجربة‭ ‬التعليم‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬تلقي‭ ‬المعلومات‭ ‬إلى‭ ‬تجربة‭ ‬تفاعلية‭ ‬مشوقة،‭ ‬وأصبح‭ ‬يمثل‭ ‬بوابة‭ ‬لمستقبل‭ ‬أفضل‭ ‬في‭ ‬التعليم،‭ ‬وهو‭ ‬يتيح‭ ‬فرصة‭ ‬تعلم‭ ‬مهارات‭ ‬جديدة‭ ‬مثل‭ ‬البرمجة‭ ‬والتفكير‭ ‬النقدي‭ ‬وذلك‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬التعامل‭ ‬في‭ ‬منصف‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬مقتصرا‭ ‬حينئذ‭ ‬على‭ ‬الجامعات‭ ‬والمعامل‭ ‬البحثية،‭ ‬ومع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت‭ ‬أصبح‭ ‬متاحا‭ ‬في‭ ‬المدارس‭. ‬

ومن‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬الروبوت‭ ‬التعليمي‭ ‬يعزز‭ ‬التعاون‭ ‬والعمل‭ ‬الجماعي‭ ‬ويحسن‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬ويطور‭ ‬المهارات‭ ‬القيادية‭ ‬والتقنية‭ ‬ويعزز‭ ‬التعلم‭ ‬المستقل‭ ‬ويصنع‭ ‬تجربة‭ ‬تعليمية‭ ‬مشوقة‭ ‬ويزيد‭ ‬التفاعل‭ ‬والمشاركة‭ ‬ويحفز‭ ‬على‭ ‬حب‭ ‬الاستطلاع‭ ‬والاكتشاف،‭ ‬وفي‭ ‬المقابل‭ ‬هو‭ ‬يفرض‭ ‬تحديات‭ ‬تقنية‭ ‬ولوجستية‭ ‬كثيرة‭ ‬وخطيرة؛‭ ‬منها‭ ‬الكلفة‭ ‬والتدريب‭ ‬والتأهيل‭ ‬للمعلمين‭ ‬والطلاب‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬والأهم‭ ‬هو‭ ‬تأثيره‭ ‬على‭ ‬التفاعل‭ ‬الإنساني‭.‬

ويؤكد‭ ‬الخبراء‭ ‬أن‭ ‬الروبوتات‭ ‬سوف‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬انقراض‭ ‬البشر،‭ ‬وستسرق‭ ‬من‭ ‬منهم‭ ‬وظائفهم،‭ ‬وأنه‭ ‬خلال‭ ‬400‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬الآن‭ ‬ستكون‭ ‬هناك‭ ‬طريقة‭ ‬لإنشاء‭ ‬نسخة‭ ‬طبق‭ ‬الأصل‭ ‬للمخ‭ ‬البشري،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يمهد‭ ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬سيطرة‭ ‬الروبوتات‭ ‬على‭ ‬حياتنا،‭ ‬والتحكم‭ ‬في‭ ‬اقتصاد‭ ‬العالم‭ ‬وتحريكه‭.‬

الروبوت‭ ‬التعليمي‭ ‬يعد‭ ‬في‭ ‬عصرنا‭ ‬الراهن‭ ‬أحد‭ ‬أكثر‭ ‬تقنيات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬إثارة‭ ‬وقوة،‭ ‬والمطلوب‭ ‬هو‭ ‬فهم‭ ‬ومعالجة‭ ‬مخاطره‭ ‬والأهم‭ ‬الوقاية‭ ‬منها‭ ‬بشكل‭ ‬مدروس‭ ‬واستباقي،‭ ‬حتى‭ ‬يكون‭ ‬وسيلة‭ ‬بارعة‭ ‬لتحسين‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬وجعلها‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬أفضل،‭ ‬وعندئذ‭ ‬فقط‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬لمريم‭ ‬وأمثالها‭ ‬من‭ ‬الروبوتات‭: ‬أهلاك‭ ‬بك‭! ‬

إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا