اطلالة

هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
أهلا بك يا مريم.. ولكن!
في خطوة رائدة تعكس التزام الجامعة الخليجية بتبني أحدث التقنيات وتوظيف الذكاء الاصطناعي في تطوير المنظومة التعليمية تم إطلاق «مريم المساعد الذكي» تزامنا مع فعاليات المنتدى العربي للذكاء الاصطناعي في التعليم العالمي الذي عقد مؤخرا بالبحرين بالتعاون مع منظمة تايمز للتعليم العالي البريطانية؟
ولا شك أن «مريم» تعد إضافة نوعية إلى بيئة التعليم الذكي بالمملكة، ووسيلة لتقديم الدعم الفوري والدقيق للطلبة والمستجدين، والإجابة عن استفساراتهم المتعلقة بالبرامج الأكاديمية وشروط القبول وآليات التسجيل والخدمات الجامعية والأنشطة الطلابية وتوفير المساعدات، وتعزيز مشاركة الطلاب وتوفير الدعم طوال أيام الأسبوع، ما يوفر الوقت والموارد.
لقد استطاع الروبوت التعليمي أن يحول تجربة التعليم من مجرد تلقي المعلومات إلى تجربة تفاعلية مشوقة، وأصبح يمثل بوابة لمستقبل أفضل في التعليم، وهو يتيح فرصة تعلم مهارات جديدة مثل البرمجة والتفكير النقدي وذلك منذ بداية التعامل في منصف القرن العشرين، حيث كان مقتصرا حينئذ على الجامعات والمعامل البحثية، ومع مرور الوقت أصبح متاحا في المدارس.
ومن المؤكد أن الروبوت التعليمي يعزز التعاون والعمل الجماعي ويحسن وسائل التواصل ويطور المهارات القيادية والتقنية ويعزز التعلم المستقل ويصنع تجربة تعليمية مشوقة ويزيد التفاعل والمشاركة ويحفز على حب الاستطلاع والاكتشاف، وفي المقابل هو يفرض تحديات تقنية ولوجستية كثيرة وخطيرة؛ منها الكلفة والتدريب والتأهيل للمعلمين والطلاب على حد سواء، والأهم هو تأثيره على التفاعل الإنساني.
ويؤكد الخبراء أن الروبوتات سوف تؤدي إلى انقراض البشر، وستسرق من منهم وظائفهم، وأنه خلال 400 عام من الآن ستكون هناك طريقة لإنشاء نسخة طبق الأصل للمخ البشري، الأمر الذي يمهد الطريق إلى سيطرة الروبوتات على حياتنا، والتحكم في اقتصاد العالم وتحريكه.
الروبوت التعليمي يعد في عصرنا الراهن أحد أكثر تقنيات الذكاء الاصطناعي إثارة وقوة، والمطلوب هو فهم ومعالجة مخاطره والأهم الوقاية منها بشكل مدروس واستباقي، حتى يكون وسيلة بارعة لتحسين العملية التعليمية وجعلها في مكان أفضل، وعندئذ فقط يمكننا أن نقول لمريم وأمثالها من الروبوتات: أهلاك بك!
إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك