الرأي الثالث

محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
عن ضياع حلم التأهل لكأس العالم
أول السطر:
الاعتذار الكريم الذي قدمه رئيس مجلس إدارة الاتحاد البحريني لكرة القدم للجمهور الرياضي، بعد فقدان منتخبنا الوطني الأول فرصة التأهل إلى كأس العالم 2026.. موقف شجاع ينم عن إحساس وطني بالمسؤولية.. ونأمل أن يتبعه تشكيل لجنة محايدة، لدراسة الأسباب والحلول.. بكل صراحة وشفافية.
عن ضياع حلم التأهل لكأس العالم:
ذات مرة تحدث أحد الرياضيين من سلطنة عمان الشقيقة، عن سبب ضعف الدوري العماني لكرة القدم، على الرغم من الدعم المالي والزخم الإعلامي.. كان حديثا صريحا ومباشرا بأن «المحترفين الأجانب» الذين يلعبون في الدوري العماني أسماء غير معروفة دوليا، وبأن الأموال التي تصرف عليهم لم تأت بأي فائدة.. علما بأن المنتخب العماني حاليا لا يزال لديه فرصة في مرحلة «الملحق».
ربما جزء من حديث الرياضي العماني، ينطبق على الرياضة البحرينية، وخاصة في كرة القدم.. صحيح أن المنتخب البحريني كسر التحدي، وحقق الحلم المنتظر، في الفوز ببطولة كأس الخليج العربي مرتين.. إلا أن حلم التأهل إلى نهائيات كأس العالم لم يتحقق بعد.. على الرغم من الدعم المتواصل، والاهتمام المستمر.. ولا أتصور أن الحلم البحريني توقف عند تحقيق بطولة خليجية فقط.. لأنه حتى كأس آسيا لم نفز به.
لدينا منتخبات بحرينية وصلت إلى كأس العالم في ألعاب غير كرة القدم.. منتخب اليد أبرز مثال.. في الناشئين والشباب والكبار.. آخر عهدنا في وصول منتخب كرة القدم إلى نهائيات كأس العالم، كان منتخب الناشئين الذي حقق المركز الرابع عام 1989.. ومنذ ذلك الحين ونحن بانتظار المنتخب الأول.
على جميع أفراد طاقم الجهازين الفني والإداري واللاعبين، أن يعلموا جيدا أن هذه الجماهير التي ساندتهم وشجعتهم، ورفعت أسماءهم حينما حققوا بطولة خليجي «26»، وجعلت منهم أبطالا يجولون في المواقع والمدارس والجامعات، ونالوا السخاء المالي والتكريم، وفتحت لهم المحلات والمطاعم، وحتى الإعلانات التجارية، وجعلوا من الكأس يدور في المدن والقرى والفرجان، ويدخل البيوت للصور التذكارية.. عليهم جميعا أن يدركوا أن الجمهور الرياضي يحمل الكثير من العتب والزعل عليهم اليوم، ومن واجبهم أن يصالحوا الجمهور البحريني.
القارة الآسيوية أصبحت تتنافس على أكثر من 8 مقاعد لكأس العالم.. ومنتخبنا لا يزال خارج التصنيف والتأهل.. الكثير من الجماهير تتحدث عن غياب التخطيط السليم للمشروع الرياضي.. وهذا حديث على الرغم من «قساوته».. إلا أنه يحمل جزءا من الصحة.
نتمنى من الجهة المعنية بكرة القدم، أن تفتح هذا الملف الكروي.. تدرس الأسباب، تناقش الملاحظات، تبحث المقترحات، وتضع الحلول والمعالجات.. الموضوع بحاجة إلى مزيد من المصارحة والمكاشفة.. من محللين ولاعبين وإعلاميين وطنيين متخصصين.. حتى وإن كان في غرف مغلقة.. ونثق بأن رجال الرياضة البحرينية قادرون على مصالحة الجمهور.. وتحقيق الحلم.
آخر السطر:
الشاب البحريني الرياضي أحمد كمال مساعد مدرب فريق نادي الظفرة الإماراتي لكرة القدم.. أسهم مؤخرا في صعود الفريق لدوري المحترفين الإماراتي بعد الفوز بدوري الدرجة الأولى.. هذا نموذج آخر للكفاءات البحرينية الرياضية، الناجحة والمتميزة.. خارج البلاد.
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك