اطلالة

هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
هوس لابوبو
أكثر ما يخيف في هذا العصر هو تلك الصرعات المتجددة المجنونة والشاذة التي ينقاد وراءها الكثيرون وخاصة فئة الشباب من جيل «زد»، منها أو أحدثها هوس دمية «لابوبو» التي تسببت مؤخرا في أزمة ببريطانيا حيث قررت الشركة المصنعة وقف بيعها في متاجرها بعد حوادث العنف والمشاجرات والتدافع الخطير في طوابير الشراء بين الزبائن، وذلك حفاظا على السلامة العامة.
ولمن لا يعرف «لابوبو» هي دمية على شكل مخلوق غريب أو وحش صغير من الصين حققت شعبية واسعة بين الشباب حول العالم، حتى تحولت إلى ظاهرة اجتماعية يدعمها كبار المشاهير وصناع المحتوى، وذلك رغم تصاعد الحرب التجارية بين أمريكا والصين وفرض رسوم جمركية مرتفعة على المنتجات الصينية.
موضة «لابوبو» التي تجمع بين اللطافة والغرابة سيطرت على شريحة واسعة من الناس في أرجاء العالم، حيث يتم تعليقها على الحقائب ذات الماركات العالمية المرتفعة الثمن، وهي تباع ضمن صناديق المفاجأة التي تعرف باسم «الصناديق العمياء» حيث لا يعرف المشتري الشخصية أو لونها عند الشراء، مما يزيد من متعة وجاذبية الشراء.
الكثيرون من جيل «زد» أصبحوا يتصارعون ويتسابقون إلى ركوب الترند عبر امتلاك «لابوبو» التي تصل قيمتها إلى مائة دولار أمريكي، الأمر الذي سجل نموا مذهلا في إيرادات شركة الألعاب الصينية بوب مارت المصنعة يصل إلى 3 مليارات يوان من هذه الدمية فقط، لينطبق هنا المثل القائل «رزق الهبل على المجانين».
«الترند» اليوم والذي يقصد به أي موضوع يشغل الناس حول العالم لفترة تحول إلى ظاهرة خطيرة تشكل نوعا من الإدمان، وإلى وسيلة للهدر المالي وللترويج لممارسات غير أخلاقية أو مجدية، الأمر الذي يتطلب الحماية منها والتصدي لها لما له من آثار سلبية تؤدي في كثير من الأحيان إلى فقدان الاصالة الشخصية والاندفاع نحو أشياء لا تتناسب مع الذات، وتقليد أفعال غير صحيحة وسخيفة في كثير من الأحيان، وخاصة لدى الأفراد في سن المراهقة الذين لم تتشكل هويتهم بالكامل بعد، ومن ثم يكونون فريسة سهلة لأفكار وسلوكيات شاذة، منها اللهث وراء اقتناء «لابوبو»، تلك الدمية القبيحة شكلا وموضوعا.
إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك