العدد : ١٧٢٤٤ - الاثنين ٠٩ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٣ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٤٤ - الاثنين ٠٩ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٣ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

اطلالة

هالة كمال الدين

halakamal99@hotmail.com

هوس لابوبو

أكثر‭ ‬ما‭ ‬يخيف‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العصر‭ ‬هو‭ ‬تلك‭ ‬الصرعات‭ ‬المتجددة‭ ‬المجنونة‭ ‬والشاذة‭ ‬التي‭ ‬ينقاد‭ ‬وراءها‭ ‬الكثيرون‭ ‬وخاصة‭ ‬فئة‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬جيل‭ ‬‮«‬زد‮»‬،‭ ‬منها‭ ‬أو‭ ‬أحدثها‭ ‬هوس‭ ‬دمية‭ ‬‮«‬لابوبو‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تسببت‭ ‬مؤخرا‭ ‬في‭ ‬أزمة‭ ‬ببريطانيا‭ ‬حيث‭ ‬قررت‭ ‬الشركة‭ ‬المصنعة‭ ‬وقف‭ ‬بيعها‭ ‬في‭ ‬متاجرها‭ ‬بعد‭ ‬حوادث‭ ‬العنف‭ ‬والمشاجرات‭ ‬والتدافع‭ ‬الخطير‭ ‬في‭ ‬طوابير‭ ‬الشراء‭ ‬بين‭ ‬الزبائن،‭ ‬وذلك‭ ‬حفاظا‭ ‬على‭ ‬السلامة‭ ‬العامة‭.‬

ولمن‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬‮«‬لابوبو‮»‬‭ ‬هي‭ ‬دمية‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬مخلوق‭ ‬غريب‭ ‬أو‭ ‬وحش‭ ‬صغير‭ ‬من‭ ‬الصين‭ ‬حققت‭ ‬شعبية‭ ‬واسعة‭ ‬بين‭ ‬الشباب‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬حتى‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬ظاهرة‭ ‬اجتماعية‭ ‬يدعمها‭ ‬كبار‭ ‬المشاهير‭ ‬وصناع‭ ‬المحتوى،‭ ‬وذلك‭ ‬رغم‭ ‬تصاعد‭ ‬الحرب‭ ‬التجارية‭ ‬بين‭ ‬أمريكا‭ ‬والصين‭ ‬وفرض‭ ‬رسوم‭ ‬جمركية‭ ‬مرتفعة‭ ‬على‭ ‬المنتجات‭ ‬الصينية‭.‬

موضة‭ ‬‮«‬لابوبو‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬اللطافة‭ ‬والغرابة‭ ‬سيطرت‭ ‬على‭ ‬شريحة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬أرجاء‭ ‬العالم،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬تعليقها‭ ‬على‭ ‬الحقائب‭ ‬ذات‭ ‬الماركات‭ ‬العالمية‭ ‬المرتفعة‭ ‬الثمن،‭ ‬وهي‭ ‬تباع‭ ‬ضمن‭ ‬صناديق‭ ‬المفاجأة‭ ‬التي‭ ‬تعرف‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬الصناديق‭ ‬العمياء‮»‬‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬المشتري‭ ‬الشخصية‭ ‬أو‭ ‬لونها‭ ‬عند‭ ‬الشراء،‭ ‬مما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬متعة‭ ‬وجاذبية‭ ‬الشراء‭.‬

الكثيرون‭ ‬من‭ ‬جيل‭ ‬‮«‬زد‮»‬‭ ‬أصبحوا‭ ‬يتصارعون‭ ‬ويتسابقون‭ ‬إلى‭ ‬ركوب‭ ‬الترند‭ ‬عبر‭ ‬امتلاك‭ ‬‮«‬لابوبو‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تصل‭ ‬قيمتها‭ ‬إلى‭ ‬مائة‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬سجل‭ ‬نموا‭ ‬مذهلا‭ ‬في‭ ‬إيرادات‭ ‬شركة‭ ‬الألعاب‭ ‬الصينية‭ ‬بوب‭ ‬مارت‭ ‬المصنعة‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬3‭ ‬مليارات‭ ‬يوان‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الدمية‭ ‬فقط،‭ ‬لينطبق‭ ‬هنا‭ ‬المثل‭ ‬القائل‭ ‬‮«‬رزق‭ ‬الهبل‭ ‬على‭ ‬المجانين‮»‬‭.‬

‭ ‬‮«‬الترند‮»‬‭ ‬اليوم‭ ‬والذي‭ ‬يقصد‭ ‬به‭ ‬أي‭ ‬موضوع‭ ‬يشغل‭ ‬الناس‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬لفترة‭ ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬ظاهرة‭ ‬خطيرة‭ ‬تشكل‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬الإدمان،‭ ‬وإلى‭ ‬وسيلة‭ ‬للهدر‭ ‬المالي‭ ‬وللترويج‭ ‬لممارسات‭ ‬غير‭ ‬أخلاقية‭ ‬أو‭ ‬مجدية،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يتطلب‭ ‬الحماية‭ ‬منها‭ ‬والتصدي‭ ‬لها‭ ‬لما‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬سلبية‭ ‬تؤدي‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬إلى‭ ‬فقدان‭ ‬الاصالة‭ ‬الشخصية‭ ‬والاندفاع‭ ‬نحو‭ ‬أشياء‭ ‬لا‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬الذات،‭ ‬وتقليد‭ ‬أفعال‭ ‬غير‭ ‬صحيحة‭ ‬وسخيفة‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان،‭ ‬وخاصة‭ ‬لدى‭ ‬الأفراد‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬المراهقة‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬تتشكل‭ ‬هويتهم‭ ‬بالكامل‭ ‬بعد،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يكونون‭ ‬فريسة‭ ‬سهلة‭ ‬لأفكار‭ ‬وسلوكيات‭ ‬شاذة،‭ ‬منها‭ ‬اللهث‭ ‬وراء‭ ‬اقتناء‭ ‬‮«‬لابوبو‮»‬،‭ ‬تلك‭ ‬الدمية‭ ‬القبيحة‭ ‬شكلا‭ ‬وموضوعا‭.‬

إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا