مقال رئيس التحرير

أنـــور عبدالرحمــــــن
الصحافة في رؤى الملك وولي العهد
في خضم ما تواجهه الصحافة في العالم أجمع من تحديات كبيرة، نجد أن القيادة في مملكة البحرين تقف سندا لدور الصحافة، في ظل إدراك ووعي لافت بأهمية الصحافة الوطنية في الدفاع عن القيم التي تشكل الهوية البحرينية.
وعلى مدار السنوات، وفي كل لقاء أتشرف فيه بلقاء جلالة الملك المعظم وسمو ولي العهد رئيس الوزراء، أستمع إلى الكلمات المعبرة عن أهمية الكلمة المسؤولة في إبراز مكانة البحرين إقليميا ودوليا، هذه الكلمات التي تمثل الأمل لكل صاحب قلم بأن يواصل مسيرته التنويرية في خدمة الوطن والمواطن البحريني.
وهذه هي أحد عناصر القوة التي تمثل الرابطة الوثيقة بين القيادة والشعب، من خلال المساندة الصادقة لدور الصحافة الوطنية في ظل المتغيرات التي يشهدها العالم.
جلالة الملك وسمو ولي العهد رئيس الوزراء يعطون اعتبارات متميزة لدور الصحافة وأهمية الصحافة في شرح الأمور بمسؤولية كاملة، من أجل تنوير المجتمع من دون مبالغات.
ويقول جلالة الملك المعظم: نحن يهمنا أن يعرفنا العالم كدولة متحضرة وبناءة للحضارات، وكل من يعيش على أرض البحرين له دور في أن يشاركنا في بناء هذه الحضارة.
هذا الانفتاح الفكري يحمل الصحافة والصحفيين مسؤولية كبيرة، ونحن كلنا نعلم أن أي زائر أجنبي يصل إلى بلد ما يستطيع من قراءته للصحف المحلية والانضباط المروري أن يحكم على صورة هذا المجتمع.
مع العلم أننا كشعب وحكومة ليس في قاموس أخلاقياتنا «التطرف»، بل كنا دائما منذ مئات السنين معروفين لدى القريب والبعيد بقيم التعايش والانفتاح وقبول الآخر.
وكم كان رائعا من جلالة الملك المعظم حينما استقبلنا يوم أمس في ذكرى اليوبيل الفضي لتأسيس جمعية الصحفيين البحرينية ليذكرنا أن على عاتقنا مسؤولية تسليط الضوء على هذه الرسائل والقيم الرفيعة التي تمثل هوية الإنسان البحريني.
لقد قلت لجلالته إن هناك تغييرا كبيرا في عقلية الصحفيين الشباب اليوم مقارنة بالماضي، فالصحفيون في الماضي كانوا يزاولون العمل الصحفي من خلفيات مسيّسة، وكلٌّ يصبو إلى الدفاع عن معتقداته، أما الجيل الحالي فرفع لواء المهنية في الممارسة الصحفية، والعمل الإعلامي، وهذه إحدى ثمار العهد الزاهر لجلالة الملك المعظم، في ظل متابعة حثيثة من سمو ولي العهد رئيس الوزراء، ذلك العهد الذي كرّس الانفتاح وأتاح المجال للأجيال الجديدة للانخراط مع العالم وتطوراته.
جاء هذا اللقاء بعد ساعات من حفل جائزة رئيس مجلس الوزراء للصحافة، تلك المناسبة السنوية التي يحرص سمو ولي العهد رئيس الوزراء على حضورها شخصيا؛ تقديرا وتكريما للعاملين في الحقل الصحفي والإعلامي البحريني.
لأول مرة تعيش الدول، بغض النظر عن حجمها صغيرة كانت أو كبيرة، هذه الأيام تحت رحمة وسائل التواصل الاجتماعي وبزوغ الذكاء الاصطناعي، تلك الوسائل التي تبث الرسائل المتعددة غثها وسمينها، من دون رقابة أو مسؤولية تضمن حماية عقول النشء والأجيال القادمة، ومن هنا تبرز أهمية إضافية للصحف ومنصاتها المختلفة في تغذية الفضاء الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي بالمعلومات الصحيحة والقيم المنضبطة التي تضمن عدم انجرار أبنائنا وأحفادنا وراء من يروّجون المغالطات ويخدمون الأجندات.
إقرأ أيضا لـ"أنـــور عبدالرحمــــــن"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك