العدد : ١٧٢٣٩ - الأربعاء ٠٤ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٣٩ - الأربعاء ٠٤ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

اطلالة

هالة كمال الدين

halakamal99@hotmail.com

إنجاز عظيم لبيان البحرين

أعجبني‭ ‬كثيرا‭ ‬اختيار‭ ‬مدرسة‭ ‬بيان‭ ‬البحرين‭ ‬الاحتفال‭ ‬بتخريج‭ ‬الفوج‭ ‬الحادي‭ ‬والثلاثين‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬الهوية‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الرقمي‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬الحضور‭ ‬يعيش‭ ‬لحظات‭ ‬استثنائية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬إبراز‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التطور‭ ‬التكنولوجي‭ ‬اللامحدود‭ ‬الذي‭ ‬نعيشه‭ ‬اليوم‭.‬

لقد‭ ‬كان‭ ‬بالفعل‭ ‬اختيارا‭ ‬صائبا‭ ‬وموفقا‭ ‬للغاية‭ ‬حيث‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬طبيعة‭ ‬واحتياجات‭ ‬العصر‭ ‬الرقمي‭ ‬وما‭ ‬خلفه‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬سلبية‭ ‬واضحة‭ ‬على‭ ‬قيم‭ ‬المواطنة‭ ‬والانتماء‭ ‬لدى‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد،‭ ‬وقد‭ ‬جاء‭ ‬ليؤكد‭ ‬أهمية‭ ‬التصدي‭ ‬للتحديات‭ ‬العديدة‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬النشء‭ ‬وتتعلق‭ ‬باللغة‭ ‬والدين‭ ‬والثقافة‭ ‬والعادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬والأخلاق‭.‬

في‭ ‬ظل‭ ‬الاستهداف‭ ‬الواضح‭ ‬للهوية‭ ‬العربية‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬سمات‭ ‬العصر‭ ‬تأتي‭ ‬هنا‭ ‬أهمية‭ ‬دور‭ ‬المدرسة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬باستحداث‭ ‬نظم‭ ‬تعليمية‭ ‬متطورة‭ ‬ومبتكرة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تكريس‭ ‬هويتنا‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬أبنائنا،‭ ‬وإلى‭ ‬إعادة‭ ‬المكانة‭ ‬المرموقة‭ ‬للغتنا‭ ‬العربية‭ ‬الجميلة‭ ‬كأساس‭ ‬لتحقيق‭ ‬ذلك‭. ‬

لذلك‭ ‬تصبح‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬هي‭ ‬المسؤول‭ ‬الأول‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الحالية‭ ‬عن‭ ‬مواجهة‭ ‬هذا‭ ‬التغيير‭ ‬التكنولوجي‭ ‬الكبير‭ ‬ليتحول‭ ‬دورها‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬ناقل‭ ‬للمعرفة‭ ‬إلى‭ ‬كونها‭ ‬شريكا‭ ‬فاعلا‭ ‬في‭ ‬المسؤولية‭ ‬عن‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬منظومة‭ ‬الأخلاق‭ ‬والعادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬والهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬والدينية‭ ‬وذلك‭ ‬جنبا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬الأسرة‭. ‬

العالم‭ ‬اليوم‭ ‬يشهد‭ ‬تحولات‭ ‬جذرية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الثورة‭ ‬الرقمية،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يتطلب‭ ‬تغيير‭ ‬مناهج‭ ‬وأساليب‭ ‬التعليم‭ ‬التقليدية،‭ ‬وتأهيل‭ ‬الطلاب‭ ‬لكيفية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬التطورات‭ ‬والتعايش‭ ‬معها‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬أصولنا‭ ‬العربية‭ ‬وعدم‭ ‬التخلي‭ ‬عنها‭ ‬بل‭ ‬والفخر‭ ‬بها،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬تفعله‭ ‬دوما‭ ‬مدرسة‭ ‬بيان‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬بتوجيه‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الأمناء‭ ‬سعادة‭ ‬الدكتورة‭ ‬الشيخة‭ ‬مي‭ ‬بنت‭ ‬سليمان‭ ‬العتيبي،‭ ‬ولعل‭ ‬شعار‭ ‬التخرج‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬هو‭ ‬أقرب‭ ‬مثال‭ ‬على‭ ‬جهودها‭ ‬الكبيرة‭ ‬المبذولة‭ ‬للإيفاء‭ ‬بدور‭ ‬مؤسستها‭ ‬التعليمية‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬متغير‭ ‬أصبح‭ ‬مليئا‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬والمخاطر‭.‬

يقول‭ ‬الفيلسوف‭ ‬والكاتب‭ ‬العالمي‭ ‬رالف‭ ‬والدو‭ ‬إيمرسون‭:‬

‮«‬أن‭ ‬تكون‭ ‬نفسك‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬يحاول‭ ‬باستمرار‭ ‬أن‭ ‬يجعلك‭ ‬شيئا‭ ‬آخر‭.. ‬فهذا‭ ‬هو‭ ‬أعظم‭ ‬إنجاز‮»‬‭!‬

فشكرا‭ ‬لبيان‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬العظيم‭!‬

إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا