عالم يتغير

فوزية رشيد
بقعة ضوء يطمسها الظلام!
{ والعالم بدوله وشعوبه يتابع من كثب وبشكل يومي، السلوكيات الظلامية المستمرة في فلسطين المحتلة، فيما يتباهى «نتنياهو» بسيره في النفق، تحت المسجد الأقصى والقدس، وتجمُّع المتطرفين والإرهابيين هناك في المقدس الإسلامي، وبعد أن ضجّ العالم كله بمشاهد الإبادة اليومية المستمرة، وبمخطط التجويع حتى الموت، في ظل القصف المستمر حتى لمراكز الإيواء وقتل الأطفال والمدنيين بمعدّل يومي ما بين العشرات والمئات! مما جعل «جوتيريش» الأمين العام للأمم المتحدة يندّد بـ (الفترة الأكثر وحشية) في العدوان على غزة ولكأن ما سبق لم يكن الأكثر وحشية في تاريخ البشرية!، ومجلس أوروبا يقول بدوره: (ما يحصل في القطاع يرقى إلى مستوى إبادة جماعية)، ونقول لهم «صح النوم» فقد مضى على الإبادة ما يقارب العامين؟
وهي مستمرة بسبب الدعم الأوروبي بقواه الكبرى القيادية، والدعم الأمريكي! فيما «الأونروا» التي تمّ قتل دورها الإنساني والخدماتي في فلسطين وكل مكان وكبت صوتها أينما وُجدت تصرخ: (سكان غزة يموتون جوعًا أو قصفًا)!، بل بسبب نقص الغذاء تتصاعد حالات الإجهاض في عملية يقوم بها التجويع الممنهج حتى في قتل الأجنة في بطون أمهاتهم!
بينما «أسوشييتد برس» تؤكد وجود أوامر عليا للجنود الإسرائيليين باستخدام الفلسطينيين دروعًا بشرية!
{ وبكل ذلك وغيره من ظلامية العصر الجديد، واكتشافه لأي بقعة ضوء قد تجعل هذه الحرب الوحشية على الفلسطينيين تتوقف، ولكن هيهات، وباسم القضاء على حماس يتم إبادة (2 مليون وربع مليون) فلسطيني في غزة، والدور قادم على الضفة! إلاّ أن الكيان الصهيوني وبعد تصاعد الضغوط الشعبية والرسمية الدولية يقبل على مضض بسماحه بدخول المساعدات القليلة قبل أن يموت الناس جوعًا، ولتواصل حربها في الإبادة أثناء وبعد ذلك! أي المطلوب عالميًّا هدنة لإدخال المساعدات!
ولكي تتلاشى الضغوط يقبل الكيان بدخول مساعدات طفيفة، مما اعتقد العالم حولها أن أخيرًا هناك بقعة ضوء في ظلام الوحشية غير المسبوقة في التاريخ البشري!
إلاّ أن سرعان ما يطمس الظلام مجددًا بقعة الضوء تلك! فالمساعدات المسموحة هي قليلة جدًا، والممرات للشاحنات القليلة غير آمنة في ظل استمرار القصف! والغزاويون المصرية عليهم أن يتسلموها في بقعة أضيق من الضيق نفسه في جنوب غزة أو جنوب رفح وقرب الحدود المصرية!، وكأنه حشر يوم القيامة، لدفعهم بسبب الجوع إلى الخروج بعد ذلك نحو الحدود! في عملية مدروسة للتهجير بعد السيطرة على 80% من أرض القطاع! بل إن الشاحنات القليلة نفسها تتم سرقتها لكي تصبح المساعدات هذه المرة أندر من النُدرة نفسها! وما يدل على ذلك سرقة 23 شاحنة والاتهامات تحاصر الكيان حول اختفائها! بل إن حرامية المساعدات يقومون بالسرقة بتغطية من الجيش الصهيوني نفسه!
{ زد على كل ذلك أن المنظمة التي تقدم أو تشرف على تقديم الطفيف من المساعدات هي «منظمة أمريكية» من قوة خاصة مجهولة تنتمي إلى ما عرفناه عن (BLACK WATER) من مرتزقة قتل في العراق! وتدور حولها الشبهات بأنها تابعة للـ (C.I.A) و«الموساد»! وثبت أنها تقوم برصد الغزاويين من خلال أخذها لبصمات عيونهم وبإجراءات «أمنية» أخرى مشدّدة! وحيث ذلك يتم وسط تدافع الناس للحصول على ما ينقذهم من الموت جوعًا! ولكن المنظمة تدور حولها شبهات أخرى، غير أنها ليست متخصصة في الإعانة الغذائية، فإن مرتزقتها جاؤوا لدفع الغزاويين للتهجير، حتى يخلو القطاع منهم! وبذلك فإن بقعة الضوء التي غطَّاها ظلام الوحشية الدامس، يستغل الجوع القاتل لأهالي القطاع لتنفيذ مخطط التهجير من جهته، ولحصرهم أمنيًّا قرب الحدود المصرية في عملية مراقبة تجسسية ممنهجة من جهة أخرى!
مما يجعل الجوع سلاحًا فتاكًا إلى جانب القصف المستمر!
{ هكذا يتمّ التلاعب الأمريكي ومن جانب الكيان بجوع الأطفال والنساء والمدنيين، لصناعة أزمات وصراعات إضافية في ظل الجوع الكافر والقصف المستمر والمجازر الكارثية، التي يشهدها الأطفال وأهاليهم وهم نائمون! فإذا بهم ينتقلون إلى السماء معًا، فلا رحمة هنا! ولا إنسانية، ولا عدالة، ولعل الأطفال التسعة للفلسطينية الممرضة «آلاء» الذين استشهدوا في ثوانٍ معدودة بقصف على منزلهم وأمهم تعالج الضحايا، فإذا بها تتسلم جثث أطفالها التسعة، الذي لم يتجاوز أكبرهم عامه الثاني عشر، هو خير مثال على الظلامية والوحشية والهمجية، التي لم يشهد لها العالم مثيلاً!
وفي ظل كل ذلك، حيث لا قانون دولي، ولا نظام دولي، ولا إنسانية دولية، يستمر الظلام الدامس ليغطي سماء العالم كله، فيما يستمر الإعلاميون عربًا وأجانب في تحليل بارد، لا ماء للوجه فيه، حول (المفاوضات العقيمة) لوقف الحرب! وحول 7 أكتوبر ومسؤولية المقاومة! فيما ظلام الوحشية يختبئ فيها «الكيان» ويتنفس الصعداء مع تلك التحليلات الجليدية المتراكمة، فالعقول تصهينت جيدًا والمنطق الذي يحكمها يردّد ذات المقولات الصهيونية! وأثناء ذلك يجهزّ الكيان نفسه للمجازر القادمة!
إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك