اطلالة

هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
الرفيق الآلي
تواصل مع شات جي بي تي الذكي باللغة العربية، واحصل على إجابات فورية لحل مشاكلك اليومية أو للتسلية، فهو يقدم لك تجربة محدثة سريعة وسهلة بالذكاء الاصطناعي مناسب لجميع احتياجاتك.
تلك هي صيغة أحد الإعلانات الترغيبية لاستخدام تقنية (شات جي بي تي) ذلك الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يستخدم التعلم العميق للتعامل مع استعلاماتك بالمجان، والذي وصل إلى درجة من التطوير جعلت منه رفيقا ذكيا ذا معرفة غير محدودة، وأصبح المستخدمون له لا يتخذون قرارات حياتية مهمة من دون استشارته.
في الآونة الأخيرة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات تحذر من التعامل مع شات جي بي تي، ومن التحدث إليه والإفصاح له عن أي أسرار أو معلومات شخصية، الأمر الذي أثار حالة من الهلع بين مستخدميه وخاصة من الفتيات اللاتي جعلن منه ملاذا للفضفضة، ومستشارا لأدق تفاصيل حياتهن.
وفي نفس سياق التصدي لخطورة الذكاء الاصطناعي أنفقت مؤسسة ايه بي سي الأسترالية مؤخرا مئة دولار فقط لاستنساخ صوت السيناتور الفيدرالية جاكي لامبي بإذن منها، وذلك باستخدام منصة ذكاء اصطناعي ما يعكس مدى سهولة وانتشار استخدام تقنيات التزييف العميق في استنساخ الأصوات والصور، الأمر الذي يؤكد أن تطور الذكاء الاصطناعي أدى إلى تهديدات تمس الهوية الشخصية والعمل الديمقراطي ولم تعد قوانين حقوق النشر كافية لحماية الأفراد من استغلال صورهم أو أصواتهم رقميا دون موافقتهم ما يفتح الباب لمطالبات قانونية جديدة.
لذلك يدور حاليا نقاش قانوني في أستراليا للحد من مشكلة تطور تقنيات التزييف العميق التي تفوقت وأصبحت قادرة على إنتاج محتوى يصعب تمييزه عن الحقيقي، واستخدامها في سياقات مضللة، وهو تطور خطير يتطلب استحداث مشروع قانون يمنح الأفراد حقوقا قانونية لحماية صورهم وأصواتهم من الاستنساخ أو التزييف غير المشروع.
نعم الأمر بات يتطلب إصدار تشريعات تتصدى لسلبيات هذا الذكاء الاصطناعي، والأهم إعداد حملات توعية وقائية للكشف عن مخاطر «شات جي بي تي»، هذا الرفيق الآلي غير الآمن الذي بات يشكل تهديدات جسيمة للشباب، ومن ثم عواقب وخيمة على المستويين الشخصي أو المهني وذلك بعد أن تحول هذا الروبوت إلى مستشار حياة للكثيرين.
إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك