العدد : ١٧٢٣١ - الثلاثاء ٢٧ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٩ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٣١ - الثلاثاء ٢٧ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٩ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

اضربوا غزة بالنووي.. هكذا يتجاوز التطرف الصهيوني كل الحدود!

{ الطريف‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬المرويات‭ ‬العالمية‭ ‬وتحديدا‭ ‬الغربية،‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬التطرف‭ ‬باعتباره‭ ‬لصيقا‭ ‬بالدين،‭ ‬وتم‭ ‬اختيار‭ ‬الدين‭ ‬الاسلامي‭ ‬عن‭ ‬عمد‭ ‬ليكون‭ ‬عنوانا‭ ‬لأي‭ ‬تطرف‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬‮«‬التطرف‭ ‬المسيحي‮»‬‭ ‬مثلا‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬الحروب‭ ‬الصليبية‭ ‬ونماذج‭ ‬الاستعمار‭ ‬الغربي‭ ‬والتي‭ ‬شنتها‭ ‬دول‭ ‬غربية‭ ‬مجتمعة‭! ‬أو‭ ‬رغم‭ ‬وجود‭ ‬أفراد‭ ‬يقومون‭ ‬من‭ ‬ذات‭ ‬الدين‭ ‬بإرهاب‭ ‬الذئاب‭ ‬المنفردة‭! ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬لا‭ ‬صلة‭ ‬للتطرف‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬العالم،‭ ‬بما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬هؤلاء،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬دول‭ ‬غربية‭ ‬تأخذ‭ ‬من‭ ‬المسيحية‭ ‬أيقونتها‭ ‬الدينية،‭ ‬بل‭ ‬يقال‭ ‬إنه‭ ‬سياسات‭ ‬دول‭ ‬أو‭ ‬تطرف‭ ‬أفراد‭! ‬وعادة‭ ‬يوصمون‭ ‬بالأمراض‭ ‬النفسية‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يقع‭ ‬عليهم‭ ‬العقاب،‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬ما‭ ‬قاموا‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬إرهاب‭ ‬هو‭ ‬ضد‭ ‬المسلمين‭ ‬مثلاً‭!‬

{ كذلك‭ ‬ورغم‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬التوراة‭ ‬من‭ ‬تحريف‭ ‬وفي‭ ‬التلمود‭ ‬من‭ ‬تطرف‭ ‬وضعه‭ ‬‮»‬حاخامات‭ ‬قدماء‭ ‬‮«‬كتبوا‭ ‬نصوصه‭ ‬بأيديهم،‭ ‬وجعلوا‭ ‬إلههم‭ ‬إلها‭ ‬دمويا‭ ‬منحازا‭ ‬لهم‭ ‬وحدهم‭ ‬كيهود‭! ‬وبما‭ ‬حملته‭ ‬مروياتهم‭ ‬وأساطيرهم‭ ‬من‭ ‬عنف‭ ‬ودموية‭ ‬واستعباد‭ ‬وكراهية‭ ‬تجاه‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬غير‭ ‬يهودي،‭ ‬حتى‭ ‬أصبح‭ (‬الاستعمار‭ ‬الصهيوني‭ ‬الحديث‭ ‬والتوسع‭ ‬في‭ ‬الدول‭) ‬يتم‭ ‬تبريره‭ ‬بما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬توراتهم‭ ‬المحرفة‭ ‬أو‭ ‬المسيحية‭ ‬الصهيونية‭ ‬فإن‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬يربط‭ ‬تلك‭ ‬السلوكيات‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬دينهم‭ ‬متطرف؟‭ ‬أو‭ ‬يتم‭ ‬عنونة‭ ‬إرهابهم‭ ‬مثلا‭ ‬باليهودية‭ ‬المتطرفة‭! ‬بل‭ ‬يقال‭ ‬إن‭ ‬الصهاينة‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬يقوم‭ ‬بذلك‭ ‬وهذا‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬أدبيات‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭ ‬فقط،‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬السجالات‭ ‬العالمية‭ ‬أو‭ ‬مراكز‭ ‬البحث‭ ‬الدولية‭!‬

{ فقط‭ ‬الارهاب‭ ‬والتطرف‭ ‬تم‭ ‬لصقه‭ ‬عن‭ ‬عمد‭ ‬وسبق‭ ‬إصرار‭ ‬بالدين‭ ‬الاسلامي‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬حفل‭ ‬به‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬مجازر‭ ‬وجرائم‭ ‬حرب‭ ‬وإبادات‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬الدول‭ ‬الاستعمارية‭ ‬الغربية‭ ‬المنتمية‭ ‬كقيادات‭ ‬لها‭ ‬إما‭ ‬للمسيحية‭ ‬أو‭ ‬اليهودية،‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬تدعيه‭ ‬من‭ ‬علمانية،‭ ‬وحيث‭ ‬إن‭ ‬التطرف‭ ‬الديني‭ ‬هو‭ ‬على‭ ‬لسانها‭ ‬دائما‭ ‬وعلى‭ ‬لسان‭ ‬قادتها،‭ ‬ولا‭ ‬ننسى‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬‮«‬بوش‮»‬‭ ‬حين‭ ‬غزو‭ ‬العراق،‭ ‬إن‭ (‬الرب‭ ‬أخبره‭ ‬بالقيام‭ ‬بتلك‭ ‬الحرب‭)! ‬ولا‭ ‬ننسى‭ ‬اليوم‭ ‬ما‭ ‬يأتي‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬القادة‭ ‬اليهود‭ ‬الصهاينة‭ ‬من‭ ‬استدعاء‭ (‬أشعيا‭) ‬والأساطير‭ ‬التوراتية‭ ‬الدموية‭ ‬لتبرير‭ ‬الوحشية‭ ‬التي‭ ‬يمارسها‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬المستمرة‭ ‬حتى‭ ‬اللحظة‭!‬

{ مؤخرا‭ ‬وقبل‭ ‬أيام‭ ‬وصل‭ ‬التطرف‭ ‬الصهيوني‭ ‬المستند‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬المرويات‭ ‬التوراتية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬بنائب‭ ‬أمريكي‭ ‬إلى‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬قصف‭ ‬غزة‭ ‬بالنووي‭ ‬كما‭ ‬فعل‭ ‬الأمريكيون‭ ‬مع‭ ‬اليابان‭ ‬حتى‭ ‬تستسلم‭ ‬حماس‭ ‬أو‭ ‬غزة‭! ‬هذا‭ ‬النائب‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬الأمريكي‭ ‬عن‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري‭ (‬راندي‭ ‬فاين‭) ‬لم‭ ‬يكتف‭ ‬بالدعوة‭ ‬إلى‭ ‬قصف‭ ‬نووي‭ ‬لغزة،‭ ‬بل‭ ‬وصف‭ ‬العقلية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بـ«الشريرة‮»‬،‭ ‬خلال‭ ‬مقابلة‭ ‬له‭ ‬مع‭ ‬قناة‭ ‬‮«‬فوكس‭ ‬نيوز‮»‬‭ ‬الأمريكية،‭ ‬كتعليق‭ ‬على‭ ‬حادثة‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬أمريكي،‭ ‬وأسفرت‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬اثنين‭ ‬من‭ ‬السفارة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬خارج‭ ‬متحف‭ ‬التراث‭ ‬اليهودي‭! ‬هذا‭ ‬النائب‭ ‬الصهيوني‭ ‬المتطرف‭ ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬أن‭ ‬الإبادة‭ ‬التي‭ ‬يمارسها‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬والتي‭ ‬بدأت‭ ‬منذ‭ ‬77‭ ‬عاما‭ ‬هي‭ ‬الشر‭ ‬الحقيقي‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬والذي‭ ‬بسببه‭ ‬ضجت‭ ‬الضمائر‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬أمريكا‭ ‬نفسها،‭ ‬وإنما‭ ‬نسب‭ ‬سلوك‭ ‬الأمريكي‭ ‬غير‭ ‬المسلم،‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬داعمي‭ ‬‮«‬الإرهاب‭ ‬الإسلامي‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬‮«‬إلياس‭ ‬رودريغيز‮»‬‭ ‬لمجرد‭ ‬أن‭ ‬صرخ‭ ‬حين‭ ‬اعتقاله‭ ‬وباللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬‮«‬فلسطين‭ ‬حرة‮»‬‭! ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬سيرته‭ ‬الذاتية‭ ‬تشهد‭ ‬أن‭ ‬له‭ ‬مواقف‭ ‬سياسية‭ ‬مختلفة‭ ‬ضد‭ ‬حروب‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬الإمبريالية‭ ‬كما‭ ‬يصفها،‭ ‬والتي‭ ‬صحا‭ ‬عليها‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬والده‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬غزو‭ ‬العراق‭ ‬واحتلالها‭ ‬وقتل‭ ‬الناس‭ ‬وتعذيبهم‭ ‬في‭ ‬سجن‭ ‬‮«‬أبو‭ ‬غريب‮»‬‭ ‬أي‭ ‬إن‭ ‬موقفه‭ ‬من‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ (‬هو‭ ‬موقف‭ ‬سياسي‭ ‬وليس‭ ‬دينيا‭ ) ‬كما‭ ‬تم‭ ‬إلصاق‭ ‬التهمة‭ ‬وكالعادة‭ ‬بأن‭ ‬عمله‭ ‬هو‭ ‬معاداة‭ ‬للسامية‭! ‬وكما‭ ‬نعلم‭ ‬فيهود‭ ‬‮«‬الخزر‮»‬‭ ‬الذين‭ ‬تم‭ ‬حشرهم‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬لهم‭ ‬بالسامية‭ ‬ولا‭ ‬بالعرب‭ ‬أصلا‭ ‬وحيث‭ ‬العرب‭ ‬هم‭ ‬الساميون‭ ‬الحقيقيون‭! ‬واليهودية‭ ‬دين‭ ‬وليس‭ ‬عرقا‭!‬

{ حين‭ ‬يدعو‭ ‬المتطرفون‭ ‬الصهاينة‭ ‬وكلهم‭ ‬متطرفون،‭ ‬إلى‭ ‬قتل‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬بالنووي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬قادة‭ ‬إرهابيون‭ ‬في‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬قبل‭ ‬أشهر‭ ‬أيضاً‭! ‬فهذا‭ ‬يعنى‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬يواجه‭ ‬خطر‭ ‬التطرف‭ ‬الصهيوني‭ ‬دون‭ ‬غيره‭! ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬المليشيات‭ ‬والحركات‭ ‬المتطرفة‭ ‬والارتزاقية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬هي‭ ‬ذاتها‭ ‬من‭ ‬صناعة‭ ‬هذه‭ ‬الصهيونية‭ ‬وباعتراف‭ ‬قيادات‭ ‬أمريكية‭ ‬وغربية،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬هدد‭ ‬بعض‭ ‬نماذجها‭ ‬في‭ ‬الكيان‭ ‬باستخدام‭ ‬النووي‭ ‬ضد‭ ‬العالم،‭ ‬إذا‭ ‬شعر‭ ‬الكيان‭ ‬بالخطر‭ ‬الوجودي‭ ‬الذي‭ ‬يزيل‭ ‬كيانه‭!‬

‭ ‬إننا‭ ‬بالفعل‭ ‬أمام‭ ‬مجانين‭ ‬تطرف‭ ‬وإرهاب‭ ‬وليس‭ ‬مجرد‭ ‬تطرف‭ ‬وحسب‭! ‬وإننا‭ ‬أمام‭ ‬انقلاب‭ ‬حقيقي‭ ‬في‭ ‬المنطق‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬يقبل‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬التصريحات‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يقف‭ ‬أمامها‭ ‬وقفة‭ ‬حقيقية‭ ‬أو‭ ‬جادة،‭ ‬خاصة‭ ‬أنها‭ ‬تتم‭ ‬ترجمتها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬كما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬المحتلة،‭ ‬وحدث‭ ‬قبلها‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬وسوريا‭ ‬ولبنان،‭ ‬وفي‭ ‬هيروشيما‭ ‬ونجازاكي‭ ‬وفي‭ ‬أفغانستان‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬وكلها‭ ‬تقود‭ ‬العقل‭ ‬السليم‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الصهيونية‭ ‬العالمية‭ ‬وربيبتها‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬قد‭ ‬وصل‭ ‬بهم‭ ‬جنون‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتطرف‭ ‬حدوداً‭ ‬لم‭ ‬يصلها‭ ‬أي‭ ‬عقل‭ ‬استعماري‭ ‬سابق‭! ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يمارس‭ ‬الإرهاب‭ ‬فقط‭ ‬وإنما‭ ‬يتباهى‭ ‬به‭ ‬ويتبجح‭ ‬به‭ ‬ويبرر‭ ‬له،‭ ‬بانقلاب‭ ‬في‭ ‬المنطق‭ ‬والفكر‭ ‬الإنساني‭ ‬المعروف‭ ‬منذ‭ ‬نشأة‭ ‬البشرية‭!‬

حرب‭ ‬البشرية‭ ‬الحقيقية‭ ‬هي‭ ‬ضد‭ ‬هذا‭ ‬الجنون‭ ‬وضد‭ ‬الصهيونية‭ ‬العالمية‭ ‬ومن‭ ‬يتماهى‭ ‬معها‭ ‬من‭ ‬‮»‬الماسونيين‭ ‬الأشرار‮«‬‭! ‬ولهذا‭ ‬كل‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬صحت‭ ‬اليوم‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬هذه‭ ‬الحقيقة‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا