عالم يتغير

فوزية رشيد
اضربوا غزة بالنووي.. هكذا يتجاوز التطرف الصهيوني كل الحدود!
{ الطريف أن كل المرويات العالمية وتحديدا الغربية، تتحدث عن التطرف باعتباره لصيقا بالدين، وتم اختيار الدين الاسلامي عن عمد ليكون عنوانا لأي تطرف في العالم، بحيث لا أحد يتحدث عن «التطرف المسيحي» مثلا رغم كل الحروب الصليبية ونماذج الاستعمار الغربي والتي شنتها دول غربية مجتمعة! أو رغم وجود أفراد يقومون من ذات الدين بإرهاب الذئاب المنفردة! ورغم ذلك فإن لا صلة للتطرف في نظر العالم، بما يقوم به هؤلاء، أو حتى دول غربية تأخذ من المسيحية أيقونتها الدينية، بل يقال إنه سياسات دول أو تطرف أفراد! وعادة يوصمون بالأمراض النفسية حتى لا يقع عليهم العقاب، إن كان ما قاموا به من إرهاب هو ضد المسلمين مثلاً!
{ كذلك ورغم ما في التوراة من تحريف وفي التلمود من تطرف وضعه »حاخامات قدماء «كتبوا نصوصه بأيديهم، وجعلوا إلههم إلها دمويا منحازا لهم وحدهم كيهود! وبما حملته مروياتهم وأساطيرهم من عنف ودموية واستعباد وكراهية تجاه كل ما هو غير يهودي، حتى أصبح (الاستعمار الصهيوني الحديث والتوسع في الدول) يتم تبريره بما جاء في توراتهم المحرفة أو المسيحية الصهيونية فإن لا أحد في العالم يربط تلك السلوكيات باعتبار أن دينهم متطرف؟ أو يتم عنونة إرهابهم مثلا باليهودية المتطرفة! بل يقال إن الصهاينة هم من يقوم بذلك وهذا فقط في أدبيات الشعوب العربية فقط، وليس في السجالات العالمية أو مراكز البحث الدولية!
{ فقط الارهاب والتطرف تم لصقه عن عمد وسبق إصرار بالدين الاسلامي رغم ما حفل به العالم من مجازر وجرائم حرب وإبادات قامت بها الدول الاستعمارية الغربية المنتمية كقيادات لها إما للمسيحية أو اليهودية، رغم ما تدعيه من علمانية، وحيث إن التطرف الديني هو على لسانها دائما وعلى لسان قادتها، ولا ننسى ما قاله «بوش» حين غزو العراق، إن (الرب أخبره بالقيام بتلك الحرب)! ولا ننسى اليوم ما يأتي على لسان القادة اليهود الصهاينة من استدعاء (أشعيا) والأساطير التوراتية الدموية لتبرير الوحشية التي يمارسها الكيان الصهيوني في حرب الإبادة المستمرة حتى اللحظة!
{ مؤخرا وقبل أيام وصل التطرف الصهيوني المستند على خلفية المرويات التوراتية إلى أن يصل بنائب أمريكي إلى الدعوة إلى قصف غزة بالنووي كما فعل الأمريكيون مع اليابان حتى تستسلم حماس أو غزة! هذا النائب في مجلس النواب الأمريكي عن الحزب الجمهوري (راندي فاين) لم يكتف بالدعوة إلى قصف نووي لغزة، بل وصف العقلية الفلسطينية بـ«الشريرة»، خلال مقابلة له مع قناة «فوكس نيوز» الأمريكية، كتعليق على حادثة إطلاق النار التي قام بها أمريكي، وأسفرت عن مقتل اثنين من السفارة الإسرائيلية خارج متحف التراث اليهودي! هذا النائب الصهيوني المتطرف لم يجد أن الإبادة التي يمارسها الكيان الصهيوني والتي بدأت منذ 77 عاما هي الشر الحقيقي في العالم، والذي بسببه ضجت الضمائر الإنسانية في كل مكان بما فيها أمريكا نفسها، وإنما نسب سلوك الأمريكي غير المسلم، أنه من داعمي «الإرهاب الإسلامي» وهو «إلياس رودريغيز» لمجرد أن صرخ حين اعتقاله وباللغة الإنجليزية «فلسطين حرة»! رغم أن سيرته الذاتية تشهد أن له مواقف سياسية مختلفة ضد حروب الإبادة الجماعية الإمبريالية كما يصفها، والتي صحا عليها حين كان والده يسهم في غزو العراق واحتلالها وقتل الناس وتعذيبهم في سجن «أبو غريب» أي إن موقفه من الكيان الصهيوني (هو موقف سياسي وليس دينيا ) كما تم إلصاق التهمة وكالعادة بأن عمله هو معاداة للسامية! وكما نعلم فيهود «الخزر» الذين تم حشرهم في فلسطين لا علاقة لهم بالسامية ولا بالعرب أصلا وحيث العرب هم الساميون الحقيقيون! واليهودية دين وليس عرقا!
{ حين يدعو المتطرفون الصهاينة وكلهم متطرفون، إلى قتل الشعب الفلسطيني في غزة بالنووي، وهو ما قاله قادة إرهابيون في الكيان الصهيوني قبل أشهر أيضاً! فهذا يعنى أن العالم يواجه خطر التطرف الصهيوني دون غيره! خاصة أن كل المليشيات والحركات المتطرفة والارتزاقية في المنطقة هي ذاتها من صناعة هذه الصهيونية وباعتراف قيادات أمريكية وغربية، وهي التي هدد بعض نماذجها في الكيان باستخدام النووي ضد العالم، إذا شعر الكيان بالخطر الوجودي الذي يزيل كيانه!
إننا بالفعل أمام مجانين تطرف وإرهاب وليس مجرد تطرف وحسب! وإننا أمام انقلاب حقيقي في المنطق الدولي الذي يقبل مثل هذه التصريحات من دون أن يقف أمامها وقفة حقيقية أو جادة، خاصة أنها تتم ترجمتها على أرض الواقع، كما يحدث في فلسطين المحتلة، وحدث قبلها في العراق وسوريا ولبنان، وفي هيروشيما ونجازاكي وفي أفغانستان وغيرها من دول العالم وكلها تقود العقل السليم إلى أن الصهيونية العالمية وربيبتها الكيان الصهيوني، قد وصل بهم جنون الإرهاب والتطرف حدوداً لم يصلها أي عقل استعماري سابق! لأنه لا يمارس الإرهاب فقط وإنما يتباهى به ويتبجح به ويبرر له، بانقلاب في المنطق والفكر الإنساني المعروف منذ نشأة البشرية!
حرب البشرية الحقيقية هي ضد هذا الجنون وضد الصهيونية العالمية ومن يتماهى معها من »الماسونيين الأشرار«! ولهذا كل شعوب العالم صحت اليوم على فهم هذه الحقيقة!
إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك