اطلالة

هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
العِبرة بالكيف وليس بالكم
مؤخرا تقدمت النائب في مجلس النواب المصري آمال عبدالحميد باقتراح برغبة الى رئيس الوزراء ووزير الاستثمار بشأن تقليص أيام الإجازات الرسمية بمقدار 50 يوما من بين إجمالي الإجازات البالغ عددها 104 أيام سنويا، وذلك بدعوى تأثيراتها السلبية على الاقتصاد القومي وتسببها في تعطيل عجلة العمل والإنتاج، الأمر الذي أقام الدنيا ولم يقعدها على وسائل التواصل الاجتماعي ما بين مؤيد ومعارض.
في تقرير صادر عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية «أو آي سي دي» تم تسليط الضوء على التفاوت العالمي اللافت في عدد ساعات العمل السنوية، من خلال قسمة إجمالي عدد ساعات العمل الفعلية على عدد العاملين مع استثناء فترات الإجازات الرسمية والمرضية والسنوية.
لقد كشف التقرير عن فجوات واسعة بين دول تتبنى نظم عمل مرنة وأخرى تعتمد على ساعات عمل طويلة، حيث تصدرت دولة المكسيك القائمة كأكثر دولة يعمل فيها الموظفون ساعات طويلة بمتوسط سنوي بلغ 2257 أي ما يعادل أكثر من 43 ساعة أسبوعيا، وفي المقابل تصدرت دولة ألمانيا الدول الأقل من حيث ساعات العمل بمتوسط سنوي لم يتجاوز 1356 ساعة، أي بنحو 26 ساعة أسبوعيا فقط.
تلك الأرقام إنما تؤكد ما يشير إليه الخبراء من أن عدد ساعات العمل لا يعكس بالضرورة الإنتاجية أو جودة الحياة في أي مجتمع، فالدول التي تقل فيها ساعات العمل غالبا ما تتمتع بأنظمة اجتماعية متقدمة ومستويات عالية من الرفاه، بينما تعكس ساعات العمل الطويلة في بعض الدول تحديات اقتصادية أو ثقافية تتعلق بسوق العمل أو مستويات الدخل.
من هنا تبقى الرسالة الأبرز التي خلص إليها ذلك التقرير المشار إليه هي أن تقليل عدد ساعات العمل لا يعني تراجعا في الأداء، بل قد يرتبط بتحقيق توازن صحي ومستدام بين العمل والحياة الشخصية، وخاصة في زمن تتسارع فيه وتيرة الحياة إلى درجة يشعر معها الكثيرون حول العالم بأنهم يقضون معظم أوقاتهم في العمل وأن عطلات نهاية الأسبوع لا تكفي للراحة وإعادة شحن طاقتهم.
بمعنى آخر، ليست العبرة بعدد الساعات التي يقضيها الموظف في عمله، بل بجودة الوقت وحجم إنتاجه وعطائه خلاله، العبرة بالكيف وليس بالكم.
إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك