وقت مستقطع

علي ميرزا
المنافسة والألقاب
المنافسة على الألقاب ليست شعارا يرفع، ولا حلما يطارده الطموحون فحسب، بل هي مشروع متكامل يتطلب أسسا واضحة ومعطيات واقعية لتحقيقه.
صحيح أن المنافسة حق مشروع للجميع، ولكن الواقع لا يمنح هذا الحق إلا لمن امتلك أدواته، وجهز نفسه بمتطلباته، فالطريق إلى المنافسة يستلزم جهدا مضاعفا واستعدادا استثنائيا.
ويأتي العمل الإداري المحترف في مقدمة مقومات المنافسة، الإدارة التي تمتلك رؤية واضحة، وتعمل وفق خطط استراتيجية قصيرة وطويلة المدى، وتوفر بيئة استقرار إداري وفني، وتحسن استثمار الموارد، وتدعم المنظومة من دون تدخل سلبي في التفاصيل الفنية، مما ينعكس على الأداء العام للفريق أو المؤسسة الرياضية.
والاستقرار الفني واحد من المقومات، ويشمل وجود جهاز فني قادر على صناعة فريق تنافسي، ويعرف كيف يطور اللاعبين، ويقرأ المنافسين، ويتعامل مع الضغوط والظروف المتغيرة خلال الموسم، فالاستقرار لا يعني الجمود، بل هو مرونة منظمة تبني وتعدل دون أن تهدم.
وتشكل جودة العناصر البشرية حجر الزاوية في طريق الألقاب، سواء كانوا لاعبين أو كوادر مساندة، الفريق البطل تعوزه العناصر المتميزة فنياً، والمتمرسة ذهنياً، وتمتلك الطموح والقدرة على التحدي، وتؤمن بقيم الانضباط والروح الجماعية.
ولا يمكن تجاهل أهمية الاستعداد البدني والنفسي، فالألقاب تحسم في التفاصيل الصغيرة، وغالبا ما يكون الفارق بين البطل ووصيفه هو قدرة أحدهم على الصمود أكثر، والتركيز تحت الضغط، ومن هذا المنطلق فإن الإعداد النفسي، وإدارة الطاقة الذهنية والبدنية طوال الموسم، عامل حاسم لا يقل عن الجوانب الفنية والمهارية.
ولا يمكن تهميش الدعم الجماهيري والإعلامي الإيجابي، فالجماهير الواعية لا تعرف الفريق وقت الانتصارات فقط، بل تشكل له حصنا ضد الانتكاسات، وترفع من معنوياته، وتمنحه الثقة، أما الإعلام النزيه، فيسهم هو الآخر في تسليط الضوء على الجهود، ويعزز الانتماء ويحفز الجميع على العطاء.
فثقافة البطولات لا تولد فجأة، بل تحتاج إلى سنوات من البناء والعمل الجاد، وغرس الطموح، وتعلم الدروس، فالفريق الذي ينافس بوعي، ويخسر بشرف، ويتعلم من أخطائه، هو الأقرب لأن يتوشح بالألقاب يوما ما.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك