العدد : ١٧٣١٣ - الأحد ١٧ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٣ صفر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣١٣ - الأحد ١٧ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٣ صفر ١٤٤٧هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

نافذة جديدة

في‭ ‬نسخة‭ ‬بطولة‭ ‬الأمم‭ ‬للكرة‭ ‬الطائرة،‭ ‬والتي‭ ‬أقيمت‭ ‬نهائياتها‭ ‬مؤخرا‭ ‬في‭ ‬الصين،‭ ‬لفت‭ ‬أنظار‭ ‬الجماهير‭ ‬والمراقبين‭ ‬ومحبي‭ ‬اللعبة‭ ‬عنصر‭ ‬نادر‭ ‬الحضور‭ ‬في‭ ‬صالات‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬العربية‭ ‬خلال‭ ‬تغطيات‭ ‬المباريات‭ ‬ويتمثل‭ ‬في‭ ‬وجود‭ ‬محلل‭ ‬فني‭ ‬يرافق‭ ‬المعلق‭ ‬على‭ ‬المباراة،‭ ‬ويقدم‭ ‬تحليلات‭ ‬فنية‭ ‬مباشرة‭ ‬ومهنية‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬مجريات‭ ‬اللقاء،‭ ‬ويتطرق‭ ‬لتفاصيل‭ ‬التفاصيل‭.‬

هذه‭ ‬التجربة‭ ‬الإعلامية‭ ‬سبق‭ ‬وأن‭ ‬تطرقنا‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المكان‭ ‬نفسه‭ ‬بالإشارة،‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬بدأت‭ ‬بالظهور‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الألعاب‭ ‬الرياضية‭ ‬الأخرى‭ ‬مثل‭ ‬كرتي‭ ‬القدم‭ ‬والسلة،‭ ‬غير‭ ‬أنها‭ ‬أي‭ ‬التجربة‭ ‬تبدو‭ ‬اليوم‭ ‬أكثر‭ ‬إلحاحا‭ ‬في‭ ‬لعبة‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة،‭ ‬التي‭ ‬تملك‭ ‬من‭ ‬التعقيد‭ ‬الفني‭ ‬والقرارات‭ ‬التكتيكية‭ ‬ما‭ ‬يصعب‭ ‬على‭ ‬المشاهد‭ ‬العادي‭ ‬إدراكه‭ ‬دون‭ ‬الاستعانة‭ ‬بمساعدة‭ ‬متخصصة‭ ‬تفكك‭ ‬الشفرات‭ ‬له‭.‬

فالمحلل‭ ‬الفني‭ ‬لا‭ ‬يكتفي‭ ‬بالتعليق‭ ‬على‭ ‬نتيجة‭ ‬النقطة،‭ ‬أو‭ ‬الإشادة‭ ‬بضربة‭ ‬ساحقة‭ ‬أو‭ ‬صد‭ ‬ناجح،‭ ‬بل‭ ‬يذهب‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬موضحا‭ ‬أسباب‭ ‬نجاح‭ ‬اللعبة‭ ‬أو‭ ‬فشلها،‭ ‬وكيفية‭ ‬تمركز‭ ‬الخط‭ ‬الخلفي،‭ ‬ودور‭ ‬الليبرو‭ ‬في‭ ‬التغطية،‭ ‬بل‭ ‬وتحليل‭ ‬تغييرات‭ ‬المدربين‭ ‬وأسبابها،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬فنية‭ ‬أو‭ ‬نفسية‭ ‬أو‭ ‬تكتيكية‭.‬

هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬التجربة‭ ‬‮«‬المحلل‭ ‬الفني‭ ‬المرافق‮»‬‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬أمس‭ ‬الحاجة‭ ‬إليه‭ ‬إذ‭ ‬يلقي‭ ‬ضوءا‭ ‬على‭ ‬الزوايا‭ ‬المعتمة‭ ‬في‭ ‬ذهن‭ ‬أكثر‭ ‬المتابعين،‭ ‬ويساعدهم‭ ‬على‭ ‬رؤية‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يرى‭ ‬للوهلة‭ ‬الأولى‭.‬

وجود‭ ‬محلل‭ ‬فني‭ ‬إلى‭ ‬جوار‭ ‬المعلق‭ ‬يسهم‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬الذائقة‭ ‬العامة‭ ‬للجمهور،‭ ‬ويعزز‭ ‬الوعي‭ ‬بأساسيات‭ ‬اللعبة،‭ ‬ويخلق‭ ‬علاقة‭ ‬أعمق‭ ‬بين‭ ‬المشاهد‭ ‬والملعب،‭ ‬خاصة‭ ‬حين‭ ‬يتم‭ ‬شرح‭ ‬تفاصيل‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬تمر‭ ‬دون‭ ‬تعليق‭ ‬أو‭ ‬توضيح،‭ ‬مثل‭: ‬مبررات‭ ‬تغيير‭ ‬مركز‭ ‬اللاعب،‭ ‬سبب‭ ‬تكرار‭ ‬الإرسال‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬محددة،‭ ‬أو‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤثر‭ ‬نقطة‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬توازن‭ ‬المجموعة،‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭.‬

ومع‭ ‬زيادة‭ ‬شعبية‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬آسيويا‭ ‬وعالميا،‭ ‬فإن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الإضافات‭ ‬الإعلامية‭ ‬ليست‭ ‬ترفا‭ ‬وادعاء،‭ ‬بل‭ ‬باتت‭ ‬ضرورة‭ ‬لتوسيع‭ ‬قاعدة‭ ‬الجماهير،‭ ‬ولإثراء‭ ‬وتحفيز‭ ‬العين‭ ‬والسمع‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬واحد‭.‬

من‭ ‬هنا،‭ ‬يصبح‭ ‬للمحلل‭ ‬الفني‭ ‬دور‭ ‬تثقيفي‭ ‬توعوي‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬دوره‭ ‬التفسيري‭ ‬التوضيحي،‭ ‬ويعد‭ ‬المحلل‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬المنظومة‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬لتطوير‭ ‬اللعبة‭ ‬وزيادة‭ ‬رقعتها‭ ‬شعبيا،‭ ‬كما‭ ‬يحدث‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬الصين‭.‬

وهذا‭ ‬يجعلنا‭ ‬نتساءل‭: ‬هل‭ ‬سنرى‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬تعمم‭ ‬في‭ ‬تغطياتنا‭ ‬العربية‭ ‬أم‭ ‬تصطدم‭ ‬بالجانب‭ ‬المادي‭ ‬كما‭ ‬تعودنا؟‭ ‬وهل‭ ‬تتبنى‭ ‬الاتحادات‭ ‬والإعلام‭ ‬الرياضي‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬البطولات‭ ‬المحلية‭ ‬والإقليمية‭ ‬والعالمية؟

الإجابة‭ ‬ربما‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭ ‬إدراك‭ ‬أهمية‭ ‬وجود‭ ‬محلل‭ ‬يشرح‭ ‬ما‭ ‬وراء‭ ‬النقطة،‭ ‬وما‭ ‬خلف‭ ‬قرارات‭ ‬المدربين،‭ ‬وما‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬اللعبة‭ ‬من‭ ‬جماليات‭ ‬وخبايا‭ ‬لا‭ ‬تراها‭ ‬العين‭ ‬وحدها،‭ ‬بل‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬ذائقة‭ ‬فنية‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا