وقت مستقطع
علي ميرزا
نهائي سعودي ودفء الشرقية
من بين تلك اللحظات التي تعاش ولا تنسى جاءت لنا فرصة الحضور إلى نهائي كأس الاتحاد السعودي للكرة الطائرة الذي جمع العملاقين الهلال والأهلي في الصالة الجميلة بمدينة الأمير نايف بن عبدالعزيز الرياضية بالقطيف.
كان الحدث أكثر من مجرد مباراة نهائية، فقد حمل في تفاصيله جمال التنظيم وروعة الحضور وتوهج الأجواء الرياضية التي تبهج الروح قبل أن تملأ المدرجات.
جاء وجودنا هناك بدعوة كريمة من إخوة أعزاء من أسرة الكرة الطائرة الخليجية، أولئك الذين لا نراهم إلا في القلب لا في بطاقات الدعوة. كانت الدعوة رياضية في ظاهرها، لكنها اجتماعية في روحها، إذ أسرنا أهل الشرقية بما عرف عنهم من كرمٍ ولطف استقبال وبشاشة صافية، حتى خيل إلينا أننا بين أنفسنا ولسنا ضيوفا عليهم.
تلك التفاصيل الصغيرة من حفاوة اللقاء وصدق الود كانت مكملة لجمال المشهد الرياضي الكبير.
أما حين نعود إلى شريط المباراة فالصورة واضحة، الهلال استحق التتويج عن جدارة، فقد كان الطرف الأكثر ثباتا وقوة، ويدين الهلاليون في ذلك لمحترفيهم الأجانب الذين صنعوا الفارق في لحظات الحسم.
وفي المقابل، سعى الأهلي إلى مجاراة منافسه، وكاد يفرض شوطا رابعا، إلا أن الصفوف الأهلاوية باتت تحتاج إلى ردم الفجوات وخاصة على المستوى الهجومي ومضاعفة الانسجام، وهي نقاط تحتاج إلى صبر حتى يعود الفريق إلى كامل بريقه.
اللاعب الدولي ناصر عنان كان حاضرا في صفوف الأهلي، انتظر الجميع أن يشكل الورقة الرابحة فنيا وروحيا في لحظات الفريق الصعبة، غير أن ضيق الوقت لم يسعفه كي يشكل انسجاما متبادلا ومتكاملا مع أعضاء الفريق.
وزين المدرجات حضور أفراد أسرة الكابتن ناصر، إلى جانب عدد من المدربين واللاعبين المحليين المحبين الذين جاؤوا خصيصا لمساندته، كانت مؤازرة تحمل بين طياتها الكثير من التقدير الكبير الذي يحظى به «أبو ميار»، الذي يستحق بالفعل أكثر مما يقال أو يكتب.
لقد رسم نهائي الطائرة السعودي لوحة متكاملة، فيها التنافس الرياضي، والروح الاجتماعية، والعلاقات الأخوية التي تذكرنا دائما بأن الرياضة ليست مجرد أرقام وألقاب، بل هي مساحة للالتقاء الإنساني قبل كل شيء.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك