وقت مستقطع

علي ميرزا
هل أنت مثقف رياضيا؟
مفهوم الثقافة الرياضية ليس بالمفهوم السهل الذي قد يتبادر للرياضيين من الوهلة الأولى، فكل المشاكل التي تعترض اللاعبين في الميدان مرجعها إلى هذه الثقافة التي تتفرع إلى أبعاد مختلفة ومتداخلة منها:
} معرفة اللاعب بتفاصيل اللعبة التي يمارسها، من فهم قوانينها، فبعض اللاعبين لا يلمّون بالقوانين الدقيقة، مما يجعلهم عرضة للأخطاء أو الاعتراض غير المبرر على قرارات الحكام.
} الثقافة الرياضية تعني ضمن مفهومها الإلمام بالتكتيك، يعني فهم الأدوار داخل الفريق، وقراءة اللعب، واتخاذ قرارات ذكية في أرض الملعب.
} والاستعداد الذهني هو ركن ركين من هذه الثقافة، فاللاعب الذي يفتقر إلى هذه الثقافة قد لا يعرف كيف يتعامل مع الضغوط، أو كيفية قلب مجريات المباراة ذهنيا.
} والرياضي المثقف يعرف أن نجاحه لا يتوقف على الحصص التدريبية وحدها، بل على نمط حياته بالكامل من تغذية واستشفاء وتمارين مساندة.
} والثقافة الرياضية لها جانب نفسي فيما يتعلق بالتحكم في الانفعالات، فاللاعب الذي يفتقر إلى الثقافة الرياضية قد يثور على الحكم، أو يتشاجر مع الخصوم أو حتى مع زملائه أو الجماهير.
} التحلي بالروح الرياضية، فعدم تقبل الخسارة، أو عدم الاعتراف بالخصم، أو رفض تهنئته من علامات ضعف هذه الثقافة.
} عدم الالتزام والانضباط، ممثلا في الغياب المتكرر عن التمارين، عدم الجدية في الإحماء أو التحضير الذهني للمباريات من علامات ضعف الثقافة الرياضية.
} واللاعب غير المثقف قد يكون سببا في انقسام الفريق، أو بث الطاقة السلبية، فاللاعب المثقف يكون واعيا بتأثيره كمثال يحتذى به، وخاصة عند ظهوره إعلاميا، ويفهم أن تمثيله لفريق أو منتخب ليس فقط فنيا بل أخلاقيا وسلوكيا، وقد يقرأ، أو يتابع، ويتعلم من نجوم آخرين، مما يثري تجربته ويجعله أكثر تطورا.
وخلاصة الكلام أن الثقافة الرياضية هي مزيج من المعرفة الفنية، والنضج النفسي، والانضباط السلوكي. وغياب أحد هذه الأبعاد قد يجعل اللاعب يبدو «غير مثقف رياضيا»، حتى لو كان موهوبا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك