العدد : ١٧٢١٤ - السبت ١٠ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢١٤ - السبت ١٠ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

هل أنت مثقف رياضيا؟

مفهوم‭ ‬الثقافة‭ ‬الرياضية‭ ‬ليس‭ ‬بالمفهوم‭ ‬السهل‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يتبادر‭ ‬للرياضيين‭ ‬من‭ ‬الوهلة‭ ‬الأولى،‭ ‬فكل‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬تعترض‭ ‬اللاعبين‭ ‬في‭ ‬الميدان‭ ‬مرجعها‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الثقافة‭ ‬التي‭ ‬تتفرع‭ ‬إلى‭ ‬أبعاد‭ ‬مختلفة‭ ‬ومتداخلة‭ ‬منها‭:‬

 

}‭ ‬معرفة‭ ‬اللاعب‭ ‬بتفاصيل‭ ‬اللعبة‭ ‬التي‭ ‬يمارسها،‭ ‬من‭ ‬فهم‭ ‬قوانينها،‭ ‬فبعض‭ ‬اللاعبين‭ ‬لا‭ ‬يلمّون‭ ‬بالقوانين‭ ‬الدقيقة،‭ ‬مما‭ ‬يجعلهم‭ ‬عرضة‭ ‬للأخطاء‭ ‬أو‭ ‬الاعتراض‭ ‬غير‭ ‬المبرر‭ ‬على‭ ‬قرارات‭ ‬الحكام‭.‬

 

}‭ ‬الثقافة‭ ‬الرياضية‭ ‬تعني‭ ‬ضمن‭ ‬مفهومها‭ ‬الإلمام‭ ‬بالتكتيك،‭ ‬يعني‭ ‬فهم‭ ‬الأدوار‭ ‬داخل‭ ‬الفريق،‭ ‬وقراءة‭ ‬اللعب،‭ ‬واتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬ذكية‭ ‬في‭ ‬أرض‭ ‬الملعب‭.‬

 

}‭ ‬والاستعداد‭ ‬الذهني‭ ‬هو‭ ‬ركن‭ ‬ركين‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الثقافة،‭ ‬فاللاعب‭ ‬الذي‭ ‬يفتقر‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الثقافة‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬كيف‭ ‬يتعامل‭ ‬مع‭ ‬الضغوط،‭ ‬أو‭ ‬كيفية‭ ‬قلب‭ ‬مجريات‭ ‬المباراة‭ ‬ذهنيا‭.‬

 

}‭ ‬والرياضي‭ ‬المثقف‭ ‬يعرف‭ ‬أن‭ ‬نجاحه‭ ‬لا‭ ‬يتوقف‭ ‬على‭ ‬الحصص‭ ‬التدريبية‭ ‬وحدها،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬نمط‭ ‬حياته‭ ‬بالكامل‭ ‬من‭ ‬تغذية‭ ‬واستشفاء‭ ‬وتمارين‭ ‬مساندة‭.‬

 

}‭ ‬والثقافة‭ ‬الرياضية‭ ‬لها‭ ‬جانب‭ ‬نفسي‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتحكم‭ ‬في‭ ‬الانفعالات،‭ ‬فاللاعب‭ ‬الذي‭ ‬يفتقر‭ ‬إلى‭ ‬الثقافة‭ ‬الرياضية‭ ‬قد‭ ‬يثور‭ ‬على‭ ‬الحكم،‭ ‬أو‭ ‬يتشاجر‭ ‬مع‭ ‬الخصوم‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬زملائه‭ ‬أو‭ ‬الجماهير‭.‬

 

}‭ ‬التحلي‭ ‬بالروح‭ ‬الرياضية،‭ ‬فعدم‭ ‬تقبل‭ ‬الخسارة،‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالخصم،‭ ‬أو‭ ‬رفض‭ ‬تهنئته‭ ‬من‭ ‬علامات‭ ‬ضعف‭ ‬هذه‭ ‬الثقافة‭.‬

 

}‭ ‬عدم‭ ‬الالتزام‭ ‬والانضباط،‭ ‬ممثلا‭ ‬في‭ ‬الغياب‭ ‬المتكرر‭ ‬عن‭ ‬التمارين،‭ ‬عدم‭ ‬الجدية‭ ‬في‭ ‬الإحماء‭ ‬أو‭ ‬التحضير‭ ‬الذهني‭ ‬للمباريات‭ ‬من‭ ‬علامات‭ ‬ضعف‭ ‬الثقافة‭ ‬الرياضية‭.‬

 

}‭ ‬واللاعب‭ ‬غير‭ ‬المثقف‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬سببا‭ ‬في‭ ‬انقسام‭ ‬الفريق،‭ ‬أو‭ ‬بث‭ ‬الطاقة‭ ‬السلبية،‭ ‬فاللاعب‭ ‬المثقف‭ ‬يكون‭ ‬واعيا‭ ‬بتأثيره‭ ‬كمثال‭ ‬يحتذى‭ ‬به،‭ ‬وخاصة‭ ‬عند‭ ‬ظهوره‭ ‬إعلاميا،‭ ‬ويفهم‭ ‬أن‭ ‬تمثيله‭ ‬لفريق‭ ‬أو‭ ‬منتخب‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬فنيا‭ ‬بل‭ ‬أخلاقيا‭ ‬وسلوكيا،‭ ‬وقد‭ ‬يقرأ،‭ ‬أو‭ ‬يتابع،‭ ‬ويتعلم‭ ‬من‭ ‬نجوم‭ ‬آخرين،‭ ‬مما‭ ‬يثري‭ ‬تجربته‭ ‬ويجعله‭ ‬أكثر‭ ‬تطورا‭.‬

وخلاصة‭ ‬الكلام‭ ‬أن‭ ‬الثقافة‭ ‬الرياضية‭ ‬هي‭ ‬مزيج‭ ‬من‭ ‬المعرفة‭ ‬الفنية،‭ ‬والنضج‭ ‬النفسي،‭ ‬والانضباط‭ ‬السلوكي‭. ‬وغياب‭ ‬أحد‭ ‬هذه‭ ‬الأبعاد‭ ‬قد‭ ‬يجعل‭ ‬اللاعب‭ ‬يبدو‭ ‬‮«‬غير‭ ‬مثقف‭ ‬رياضيا‮»‬،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬موهوبا‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا