العدد : ١٧٢٦٦ - الثلاثاء ٠١ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٦ محرّم ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٦٦ - الثلاثاء ٠١ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٦ محرّم ١٤٤٧هـ

مقال رئيس التحرير

أنـــور عبدالرحمــــــن

قانون الصحافة الجديد ومسؤولية النواب اليوم

على‭ ‬امتداد‭ ‬تاريخها‭ ‬الطويل،‭ ‬لعبت‭ ‬صحافة‭ ‬البحرين‭ ‬الوطنية‭ ‬دوما‭ ‬دورا‭ ‬أساسيا‭ ‬حاسما‭ ‬في‭ ‬تقدم‭ ‬الوطن،‭ ‬وفي‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬مصالحه‭ ‬ومقدراته‭. ‬ظلت‭ ‬صحافة‭ ‬البحرين‭ ‬دوما‭ ‬في‭ ‬خط‭ ‬الدفاع‭ ‬الأمامي‭ ‬عن‭ ‬البحرين‭. ‬ظلت،‭ ‬ولا‭ ‬تزال،‭ ‬تلعب‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭.‬

وجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬لطالما‭ ‬اعتبر‭ ‬أن‭ ‬الصحافة‭ ‬شريك‭ ‬أساسي‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬وتقدم‭ ‬ونهضة‭ ‬البحرين،‭ ‬ولطالما‭ ‬أشاد‭ ‬جلالته‭ ‬برسالة‭ ‬الصحافة‭ ‬الوطنية‭ ‬النبيلة‭.‬

اليوم،‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬تدخل‭ ‬صحافة‭ ‬البحرين‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬تاريخها‭ ‬وفي‭ ‬الدور‭ ‬الوطني‭ ‬الذي‭ ‬تلعبه‭. ‬اليوم‭ ‬يناقش‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬قانون‭ ‬الصحافة‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬يمثل‭ ‬خطوة‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬الصحافة،‭ ‬وركيزة‭ ‬كبرى‭ ‬للنهوض‭ ‬بها‭ ‬وبدورها‭.‬

هذا‭ ‬القانون‭ ‬انتظره‭ ‬الصحفيون‭ ‬طويلا؛‭ ‬إذ‭ ‬ظل‭ ‬سنوات‭ ‬عديدة‭ ‬يُراوح‭ ‬مكانه‭ ‬في‭ ‬أروقة‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬عدة‭ ‬فصول‭ ‬تشريعية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أسباب‭ ‬مقنعة‭ ‬كثيرة‭.‬

الصيغة‭ ‬النهائية‭ ‬التي‭ ‬يناقشها‭ ‬النواب‭ ‬اليوم‭ ‬تم‭ ‬التوافق‭ ‬عليها‭ ‬بين‭ ‬لجنة‭ ‬الخدمات‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب‭ ‬والحكومة‭ ‬متمثلة‭ ‬بوزارة‭ ‬الإعلام‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬جمعية‭ ‬الصحفيين‭ ‬البحرينية‭ ‬باعتبارها‭ ‬ممثلا‭ ‬للجسم‭ ‬الصحفي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭. ‬ويعني‭ ‬هذا‭ ‬أن‭ ‬التعديلات‭ ‬تحظى‭ ‬برضا‭ ‬وموافقة‭ ‬كل‭ ‬الأطراف‭ ‬المعنية‭ ‬وخصوصا‭ ‬الجماعة‭ ‬الصحفية‭.‬

هذه‭ ‬التعديلات‭ ‬الجديدة‭ ‬لها‭ ‬أهمية‭ ‬حاسمة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬صحافة‭ ‬البحرين‭ ‬والعاملين‭ ‬فيها؛‭ ‬فهي‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬تكرس‭ ‬قانونيا‭ ‬وتشريعيا‭ ‬حريات‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير‭ ‬المسؤولة‭ ‬التي‭ ‬كفلها‭ ‬أصلا‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭.. ‬هذه‭ ‬الحريات‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬شريان‭ ‬الحياة‭ ‬للصحافة‭. ‬كما‭ ‬تؤكد‭ ‬هذه‭ ‬التعديلات‭ ‬احترام‭ ‬وصيانة‭ ‬حقوق‭ ‬الصحفيين‭ ‬والإعلاميين‭ ‬بما‭ ‬يمكنهم‭ ‬من‭ ‬أداء‭ ‬رسالتهم‭.‬

من‭ ‬المهم‭ ‬هنا‭ ‬التنويه‭ ‬بما‭ ‬تضمنته‭ ‬التعديلات‭ ‬من‭ ‬إلغاء‭ ‬العقوبات‭ ‬السالبة‭ ‬للحرية‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬النشر،‭ ‬فهذا‭ ‬أمر‭ ‬يعزز‭ ‬مناخ‭ ‬الحرية‭ ‬الصحفية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬احترام‭ ‬لقيم‭ ‬وعادات‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬ومراعاة‭ ‬لمصالح‭ ‬الوطن‭ ‬العليا‭.‬

ومن‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬تضمنته‭ ‬التعديلات‭ ‬مواكبتها‭ ‬للتطورات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الإعلام‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬تجاهلها‭. ‬مع‭ ‬تنامي‭ ‬أدوار‭ ‬الإعلام‭ ‬الرقمي‭ ‬ومنصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬ماسة‭ ‬إلى‭ ‬تنظيم‭ ‬الإعلام‭ ‬الإلكتروني‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تأثيراته‭ ‬المتنامية‭ ‬على‭ ‬توجيه‭ ‬الرأي‭ ‬العام،‭ ‬مع‭ ‬ضمان‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬رقابة‭ ‬مسبقة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬تداوله‭ ‬من‭ ‬محتوى‭ ‬عبر‭ ‬المواقع‭ ‬الإعلامية‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬فيما‭ ‬تضمنت‭ ‬التعديلات‭ ‬تحديد‭ ‬ضوابط‭ ‬العمل‭ ‬التجاري‭ ‬والإعلاني‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المواقع‭ ‬والحسابات‭ ‬الإخبارية،‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬المنافسة‭ ‬العادلة‭ ‬ويحفظ‭ ‬حقوق‭ ‬الصحف‭ ‬الورقية‭.‬

لا‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نستعرض‭ ‬كل‭ ‬بنود‭ ‬القانون‭ ‬الجديد،‭ ‬لكن‭ ‬يهمنا‭ ‬أن‭ ‬نؤكد‭ ‬أن‭ ‬إقراره‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬يمثل‭ ‬ضرورة‭ ‬حاسمة‭ ‬لصحافة‭ ‬البحرين‭.‬

نتمنى‭ ‬أن‭ ‬يدرك‭ ‬السادة‭ ‬النواب‭ ‬أن‭ ‬دعم‭ ‬صحافة‭ ‬البحرين‭ ‬بهذا‭ ‬القانون‭ ‬وتمكينها‭ ‬من‭ ‬أداء‭ ‬رسالتها‭ ‬الوطنية‭ ‬هي‭ ‬مسألة‭ ‬أمن‭ ‬قومي‭ ‬للبحرين‭.‬

لهذا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يدرك‭ ‬السادة‭ ‬النواب‭ ‬أنهم‭ ‬اليوم‭ ‬أمام‭ ‬مسؤولية‭ ‬تاريخية‭ ‬بمعنى‭ ‬الكلمة،‭ ‬ليس‭ ‬تجاه‭ ‬الصحافة‭ ‬فقط‭ ‬وإنما‭ ‬تجاه‭ ‬البحرين‭ ‬ومصالحها‭ ‬الوطنية‭.‬

هذه‭ ‬المسؤولية‭ ‬التاريخية‭ ‬تدفعنا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نتمنى‭ ‬أن‭ ‬يقر‭ ‬السادة‭ ‬النواب‭ ‬القانون‭ ‬اليوم،‭ ‬ويسهموا‭ ‬في‭ ‬فتح‭ ‬صفحة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬صحافة‭ ‬البحرين‭ ‬الوطنية‭.‬

إقرأ أيضا لـ"أنـــور عبدالرحمــــــن"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا