وقت مستقطع

علي ميرزا
ثقافة الفوز
كثيرا ما نسمع أو نقرأ عن لاعب يقال إنه يمتلك «ثقافة الفوز»، وكثيرا ما نرجع خسارة فريق ما إلى افتقاده لهذه الثقافة، ولكن ما المقصود بثقافة الفوز؟ وما مقوماتها؟ وهل ترتبط بالمواهب أو الإمكانات؟ نحاول هنا تسليط الضوء على هذه المفاهيم.
قد يتبادر إلى الذهن لأول وهلة أن ثقافة الفوز تعني فقط تحقيق النتائج والانتصارات، لكن الحقيقة أعمق من ذلك، إنها عقلية تترسخ داخل الفريق، تدفع اللاعبين والجهاز الفني دوما إلى تقديم الأفضل، وعدم القبول بالحلول الوسط أو التذرع بالأعذار.
وثقافة الفوز هي مزيج من الانضباط، والإيمان بالقدرة على التفوق، وروح التحدي، وتحمل المسؤولية، وهي لا ترتبط فقط بالموهبة، بل تتطلب التزاما كاملا من اللاعب، بدءا من احترام التدريبات، والاهتمام بالجسد والسلوك، إلى الإيمان الدائم بإمكانية تحقيق الفوز، حتى في أصعب الظروف.
هذه الثقافة ترفض الخسارة، ولكن إن وقعت، فإنها تحلل وتناقش وتعالج، وفي هذه المنظومة، يتحمل الجميع المسؤولية، لا المدرب وحده، ولا النجم البارز فقط.
وتقوم ثقافة الفوز على الاستمرارية، فالانتصار يصبح عادة إذا تكرر وتعمق في الوجدان. لكن، كيف نغرس هذه الثقافة؟
الخطوة الأولى تبدأ من فرق الفئات العمرية الصغيرة، يجب أن يعلم الطفل فيها منذ الصغر أن الجهد والانضباط طريقان للنجاح، وأن يتحمل اللاعبون الكبار مسؤولية أن يكونوا قدوة في السلوك والتفاني، ولا ينبغي أن يقتصر دور المدرب على الخطط الفنية فقط، بل عليه أيضا أن يغرس القيم، وينمي عقلية الفوز.
وإذا أردنا صناعة جيل من الأبطال، فعلينا أن نزرع فيهم منذ البدايات حب التحدي، وروح الانتصار، والعقلية التي لا ترضى بغير القمة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك