العدد : ١٧٢١٥ - الأحد ١١ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٣ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢١٥ - الأحد ١١ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٣ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

ثقافة الفوز

كثيرا‭ ‬ما‭ ‬نسمع‭ ‬أو‭ ‬نقرأ‭ ‬عن‭ ‬لاعب‭ ‬يقال‭ ‬إنه‭ ‬يمتلك‭ ‬‮«‬ثقافة‭ ‬الفوز‮»‬،‭ ‬وكثيرا‭ ‬ما‭ ‬نرجع‭ ‬خسارة‭ ‬فريق‭ ‬ما‭ ‬إلى‭ ‬افتقاده‭ ‬لهذه‭ ‬الثقافة،‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬المقصود‭ ‬بثقافة‭ ‬الفوز؟‭ ‬وما‭ ‬مقوماتها؟‭ ‬وهل‭ ‬ترتبط‭ ‬بالمواهب‭ ‬أو‭ ‬الإمكانات؟‭ ‬نحاول‭ ‬هنا‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المفاهيم‭.‬

قد‭ ‬يتبادر‭ ‬إلى‭ ‬الذهن‭ ‬لأول‭ ‬وهلة‭ ‬أن‭ ‬ثقافة‭ ‬الفوز‭ ‬تعني‭ ‬فقط‭ ‬تحقيق‭ ‬النتائج‭ ‬والانتصارات،‭ ‬لكن‭ ‬الحقيقة‭ ‬أعمق‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬إنها‭ ‬عقلية‭ ‬تترسخ‭ ‬داخل‭ ‬الفريق،‭ ‬تدفع‭ ‬اللاعبين‭ ‬والجهاز‭ ‬الفني‭ ‬دوما‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬الأفضل،‭ ‬وعدم‭ ‬القبول‭ ‬بالحلول‭ ‬الوسط‭ ‬أو‭ ‬التذرع‭ ‬بالأعذار‭.‬

وثقافة‭ ‬الفوز‭ ‬هي‭ ‬مزيج‭ ‬من‭ ‬الانضباط،‭ ‬والإيمان‭ ‬بالقدرة‭ ‬على‭ ‬التفوق،‭ ‬وروح‭ ‬التحدي،‭ ‬وتحمل‭ ‬المسؤولية،‭ ‬وهي‭ ‬لا‭ ‬ترتبط‭ ‬فقط‭ ‬بالموهبة،‭ ‬بل‭ ‬تتطلب‭ ‬التزاما‭ ‬كاملا‭ ‬من‭ ‬اللاعب،‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬احترام‭ ‬التدريبات،‭ ‬والاهتمام‭ ‬بالجسد‭ ‬والسلوك،‭ ‬إلى‭ ‬الإيمان‭ ‬الدائم‭ ‬بإمكانية‭ ‬تحقيق‭ ‬الفوز،‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬أصعب‭ ‬الظروف‭.‬

هذه‭ ‬الثقافة‭ ‬ترفض‭ ‬الخسارة،‭ ‬ولكن‭ ‬إن‭ ‬وقعت،‭ ‬فإنها‭ ‬تحلل‭ ‬وتناقش‭ ‬وتعالج،‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬المنظومة،‭ ‬يتحمل‭ ‬الجميع‭ ‬المسؤولية،‭ ‬لا‭ ‬المدرب‭ ‬وحده،‭ ‬ولا‭ ‬النجم‭ ‬البارز‭ ‬فقط‭.‬

وتقوم‭ ‬ثقافة‭ ‬الفوز‭ ‬على‭ ‬الاستمرارية،‭ ‬فالانتصار‭ ‬يصبح‭ ‬عادة‭ ‬إذا‭ ‬تكرر‭ ‬وتعمق‭ ‬في‭ ‬الوجدان‭. ‬لكن،‭ ‬كيف‭ ‬نغرس‭ ‬هذه‭ ‬الثقافة؟

الخطوة‭ ‬الأولى‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭ ‬فرق‭ ‬الفئات‭ ‬العمرية‭ ‬الصغيرة،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يعلم‭ ‬الطفل‭ ‬فيها‭ ‬منذ‭ ‬الصغر‭ ‬أن‭ ‬الجهد‭ ‬والانضباط‭ ‬طريقان‭ ‬للنجاح،‭ ‬وأن‭ ‬يتحمل‭ ‬اللاعبون‭ ‬الكبار‭ ‬مسؤولية‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬قدوة‭ ‬في‭ ‬السلوك‭ ‬والتفاني،‭ ‬ولا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يقتصر‭ ‬دور‭ ‬المدرب‭ ‬على‭ ‬الخطط‭ ‬الفنية‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬عليه‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬يغرس‭ ‬القيم،‭ ‬وينمي‭ ‬عقلية‭ ‬الفوز‭.‬

وإذا‭ ‬أردنا‭ ‬صناعة‭ ‬جيل‭ ‬من‭ ‬الأبطال،‭ ‬فعلينا‭ ‬أن‭ ‬نزرع‭ ‬فيهم‭ ‬منذ‭ ‬البدايات‭ ‬حب‭ ‬التحدي،‭ ‬وروح‭ ‬الانتصار،‭ ‬والعقلية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬ترضى‭ ‬بغير‭ ‬القمة‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا