وقت مستقطع

علي ميرزا
التشجيع ثقافة والإزعاج مرفوض
في السنوات الأخيرة، طرأ تطور مس ثقافة الحضور في المنافسات الرياضية ومنها الكرة الطائرة سوى كان هذا الحضور للمشاهدة والمتابعة أم لتقديم التشجيع والدعم للفريق، فلم يعد حضورك أيها المشجع يقتصر على ارتداء قميص أو شعار النادي أو ترديد الهتافات فقط، بل أصبح يحمل في طياته بعدا ثقافيا وسلوكيا يعكسان وعي المشجع، ودوره في دعم الفريق والارتقاء بالمشهد الرياضي بصفة عامة.
أن تحضر لمتابعة مباراة، هذا يعني أنك جزء من الحدث الرياضي، لا متفرج فقط، فالحضور الواعي يتطلب احترام الآخرين في المدرجات، ودعم الفريق بطريقة إيجابية، والالتزام بالتشجيع دون أي تجاوزات أو ألفاظ خارجة عن الروح والقانون الرياضيين.
بعض الحضور – للأسف – ملتبس الأمر لديهم، فهم يخلطون بين التشجيع والحضور بغرض إثارة الفوضى، فتجد من يصرخ بهستيرية وبألفاظ نابية، أو يلجأ للشتائم للفرق الأخرى المنافسة أو لأنصارها أو حتى للاعبين من فريقه، وهذا لا يعد تشجيعا، بل سلوكا سلبيا عدوانيا يزعج الحضور ويشوه صورة المدرجات.
ويجدر بالأندية أن تتحلى بالمسؤولية، وأن تعزز من ثقافة التشجيع الحضاري بين جماهيرها، سواء من خلال تكرار الاجتماعات الدورية كلما دعت الحاجة مع رؤساء الروابط والقائمين عليها، أو القيام بحملات توعوية عبر وسائل التواصل المختلفة، كما أن الإعلام ينبغي منه ألا يتخلى عن رسالته التنويرية، فله دور كبير في تسليط الضوء على النماذج الإيجابية داخل المدرجات، وتشجيعها.
ورغم أهمية العقوبات إلا أنها وحدها لا تكفي في ردع وإيقاف التجاوزات المختلفة، إلا أن بناء وعي جماهيري حقيقي هو الحل الجذري، لأن المشجع الواعي هو من يعرف متى يهتف، ومتى يصمت، ومتى يوجه النقد البناء دون إساءة أو تجريح لأي كان، فلنجعل من مدرجاتنا منبرا للوعي لا ساحة للفوضى.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك