العدد : ١٧٢٠٤ - الأربعاء ٣٠ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٢ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٠٤ - الأربعاء ٣٠ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٢ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

التشجيع ثقافة والإزعاج مرفوض

في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬طرأ‭ ‬تطور‭ ‬مس‭ ‬ثقافة‭ ‬الحضور‭ ‬في‭ ‬المنافسات‭ ‬الرياضية‭ ‬ومنها‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬سوى‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الحضور‭ ‬للمشاهدة‭ ‬والمتابعة‭ ‬أم‭ ‬لتقديم‭ ‬التشجيع‭ ‬والدعم‭ ‬للفريق،‭ ‬فلم‭ ‬يعد‭ ‬حضورك‭ ‬أيها‭ ‬المشجع‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬ارتداء‭ ‬قميص‭ ‬أو‭ ‬شعار‭ ‬النادي‭ ‬أو‭ ‬ترديد‭ ‬الهتافات‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬أصبح‭ ‬يحمل‭ ‬في‭ ‬طياته‭ ‬بعدا‭ ‬ثقافيا‭ ‬وسلوكيا‭ ‬يعكسان‭ ‬وعي‭ ‬المشجع،‭ ‬ودوره‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الفريق‭ ‬والارتقاء‭ ‬بالمشهد‭ ‬الرياضي‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭.‬

أن‭ ‬تحضر‭ ‬لمتابعة‭ ‬مباراة،‭ ‬هذا‭ ‬يعني‭ ‬أنك‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الحدث‭ ‬الرياضي،‭ ‬لا‭ ‬متفرج‭ ‬فقط،‭ ‬فالحضور‭ ‬الواعي‭ ‬يتطلب‭ ‬احترام‭ ‬الآخرين‭ ‬في‭ ‬المدرجات،‭ ‬ودعم‭ ‬الفريق‭ ‬بطريقة‭ ‬إيجابية،‭ ‬والالتزام‭ ‬بالتشجيع‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬تجاوزات‭ ‬أو‭ ‬ألفاظ‭ ‬خارجة‭ ‬عن‭ ‬الروح‭ ‬والقانون‭ ‬الرياضيين‭.‬

بعض‭ ‬الحضور‭ ‬‭ ‬للأسف‭ ‬‭ ‬ملتبس‭ ‬الأمر‭ ‬لديهم،‭ ‬فهم‭ ‬يخلطون‭ ‬بين‭ ‬التشجيع‭ ‬والحضور‭ ‬بغرض‭ ‬إثارة‭ ‬الفوضى،‭ ‬فتجد‭ ‬من‭ ‬يصرخ‭ ‬بهستيرية‭ ‬وبألفاظ‭ ‬نابية،‭ ‬أو‭ ‬يلجأ‭ ‬للشتائم‭ ‬للفرق‭ ‬الأخرى‭ ‬المنافسة‭ ‬أو‭ ‬لأنصارها‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬للاعبين‭ ‬من‭ ‬فريقه،‭ ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬يعد‭ ‬تشجيعا،‭ ‬بل‭ ‬سلوكا‭ ‬سلبيا‭ ‬عدوانيا‭ ‬يزعج‭ ‬الحضور‭ ‬ويشوه‭ ‬صورة‭ ‬المدرجات‭.‬

ويجدر‭ ‬بالأندية‭ ‬أن‭ ‬تتحلى‭ ‬بالمسؤولية،‭ ‬وأن‭ ‬تعزز‭ ‬من‭ ‬ثقافة‭ ‬التشجيع‭ ‬الحضاري‭ ‬بين‭ ‬جماهيرها،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تكرار‭ ‬الاجتماعات‭ ‬الدورية‭ ‬كلما‭ ‬دعت‭ ‬الحاجة‭ ‬مع‭ ‬رؤساء‭ ‬الروابط‭ ‬والقائمين‭ ‬عليها،‭ ‬أو‭ ‬القيام‭ ‬بحملات‭ ‬توعوية‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬المختلفة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الإعلام‭ ‬ينبغي‭ ‬منه‭ ‬ألا‭ ‬يتخلى‭ ‬عن‭ ‬رسالته‭ ‬التنويرية،‭ ‬فله‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬النماذج‭ ‬الإيجابية‭ ‬داخل‭ ‬المدرجات،‭ ‬وتشجيعها‭.‬

ورغم‭ ‬أهمية‭ ‬العقوبات‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬وحدها‭ ‬لا‭ ‬تكفي‭ ‬في‭ ‬ردع‭ ‬وإيقاف‭ ‬التجاوزات‭ ‬المختلفة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬بناء‭ ‬وعي‭ ‬جماهيري‭ ‬حقيقي‭ ‬هو‭ ‬الحل‭ ‬الجذري،‭ ‬لأن‭ ‬المشجع‭ ‬الواعي‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يعرف‭ ‬متى‭ ‬يهتف،‭ ‬ومتى‭ ‬يصمت،‭ ‬ومتى‭ ‬يوجه‭ ‬النقد‭ ‬البناء‭ ‬دون‭ ‬إساءة‭ ‬أو‭ ‬تجريح‭ ‬لأي‭ ‬كان،‭ ‬فلنجعل‭ ‬من‭ ‬مدرجاتنا‭ ‬منبرا‭ ‬للوعي‭ ‬لا‭ ‬ساحة‭ ‬للفوضى‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا