وقت مستقطع

علي ميرزا
اللاعب الاستراتيجي
في تطور الكرة الطائرة الحديثة، لم يعد لاعب مركز 2 مجرد عنصر تكتيكي ضمن التشكيلة، بل أصبح محورا أساسيا في البناء الهجومي، وواحدا من أكثر اللاعبين تأثيرا على مجريات اللعب.
هذا اللاعب الذي يعرف بالمقابل للمعد، نرى فيه أنه «لاعب مدلل» من الناحية الفنية، لإعفائه غالبا من الواجبات الدفاعية ليتفرغ كليا لتسجيل وحصد النقاط، خاصة في اللحظات الحاسمة من الأشواط.
ومن يشغل مركز 2 يتطلب منه أن يتحلى بمجموعة من المواصفات الفنية والبدنية والعقلية حتى يكون على مستوى التحديات:
} أن يمتلك قدرة عالية على الضرب الهجومي الساحق من مركزه، مع القدرة على التحرك في المنطقة الخلفية لتنفيذ الهجوم الخلفي.
} قوة الإرسال الموجه والمخادع تمثل كذلك إضافة كبيرة للاعب هذا المركز.
} التحكم العالي في توقيت الارتقاء مهم جدا في مواجهة حوائط الصد، وأن يتحلى بمرونة كبيرة في تعديل زاوية الضرب والتعامل مع كرات غير مثالية.
} أن يكون قارئا ذكيا للملعب، ويعرف متى يستخدم القوة، ومتى يستخدم الكرات الخادعة، مما يتطلب وعيا دائما بالخصم ووضعية حائط الصد والدفاع الخلفي.
} قد يكون هذا اللاعب الخيار الأول لصانع الألعاب في المواقف والنقاط الحرجة، وهذا يتطلب منه صلابة ذهنية عالية قادرة على تحمل الضغط واتخاذ القرار السليم تحت عامل التوتر.
} ورغم إعفائه النسبي من بعض المهام الدفاعية، إلا أن تطور اللعبة يفرض على لاعب مركز 2 أن يمتلك حائط صد قوي، خاصة أمام ضاربين أشداء ومهاريين يتطلبهم مركز 4.
} ويحتاج اللاعب إلى مستوى عال من التحمل البدني نظرا للكثافة الهجومية التي يقوم بها وتنقله المستمر بين المنطقتين الأمامية والخلفية، مع سرعة رد فعل وانفجار عضلي يضمن فعاليته طوال المباراة.
} في المحصلة، لاعب مركز 2 بات أداة استراتيجية في يد المدرب، يبنى حوله التكتيك، ويعتمد عليه في قلب موازين اللعب، فاللاعب الذي يتقن هذا الدور لا بد أن يجمع بين الفاعلية الهجومية، والذكاء التكتيكي، والقدرة على الحسم، مما يجعله أحد الأعمدة الأساسية في فرق الكرة الطائرة الحديثة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك