العدد : ١٧٢٠٢ - الاثنين ٢٨ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٣٠ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٠٢ - الاثنين ٢٨ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٣٠ شوّال ١٤٤٦هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

اللاعب الاستراتيجي

في‭ ‬تطور‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬الحديثة،‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬لاعب‭ ‬مركز‭ ‬2‭ ‬مجرد‭ ‬عنصر‭ ‬تكتيكي‭ ‬ضمن‭ ‬التشكيلة،‭ ‬بل‭ ‬أصبح‭ ‬محورا‭ ‬أساسيا‭ ‬في‭ ‬البناء‭ ‬الهجومي،‭ ‬وواحدا‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬اللاعبين‭ ‬تأثيرا‭ ‬على‭ ‬مجريات‭ ‬اللعب‭.‬

هذا‭ ‬اللاعب‭ ‬الذي‭ ‬يعرف بالمقابل‭ ‬للمعد،‭ ‬نرى‭ ‬فيه‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لاعب‭ ‬مدلل‮»‬‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الفنية،‭ ‬لإعفائه‭ ‬غالبا‭ ‬من‭ ‬الواجبات‭ ‬الدفاعية‭ ‬ليتفرغ‭ ‬كليا‭ ‬لتسجيل‭ ‬وحصد‭ ‬النقاط،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬اللحظات‭ ‬الحاسمة‭ ‬من‭ ‬الأشواط‭.‬

‮ ‬ومن‭ ‬يشغل‭ ‬مركز‭ ‬2‭ ‬يتطلب‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬يتحلى‭ ‬بمجموعة‭ ‬من‭ ‬المواصفات‭ ‬الفنية‭ ‬والبدنية‭ ‬والعقلية‭ ‬حتى‭ ‬يكون‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التحديات‭:‬

‮  ‬}‭ ‬أن‭ ‬يمتلك‭ ‬قدرة‭ ‬عالية‭ ‬على‭ ‬الضرب‭ ‬الهجومي‭ ‬الساحق‭ ‬من‭ ‬مركزه،‭ ‬مع‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التحرك‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬الخلفية‭ ‬لتنفيذ‭ ‬الهجوم‭ ‬الخلفي‭.‬

}‭ ‬قوة‭ ‬الإرسال‭ ‬الموجه‭ ‬والمخادع‭ ‬تمثل‭ ‬كذلك‭ ‬إضافة‭ ‬كبيرة‭ ‬للاعب‭ ‬هذا‭ ‬المركز‭.‬

}‭ ‬التحكم‭ ‬العالي‭ ‬في‭ ‬توقيت‭ ‬الارتقاء‭ ‬مهم‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬حوائط‭ ‬الصد،‭ ‬وأن‭ ‬يتحلى‭ ‬بمرونة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬تعديل‭ ‬زاوية‭ ‬الضرب‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬كرات‭ ‬غير‭ ‬مثالية‭.‬

}‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬قارئا‭ ‬ذكيا‭ ‬للملعب،‭ ‬ويعرف‭ ‬متى‭ ‬يستخدم‭ ‬القوة،‭ ‬ومتى‭ ‬يستخدم‭ ‬الكرات‭ ‬الخادعة،‭ ‬مما‭ ‬يتطلب‭ ‬وعيا‭ ‬دائما‭ ‬بالخصم‭ ‬ووضعية‭ ‬حائط‭ ‬الصد‭ ‬والدفاع‭ ‬الخلفي‭.‬

}‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬اللاعب‭ ‬الخيار‭ ‬الأول‭ ‬لصانع‭ ‬الألعاب‭ ‬في‭ ‬المواقف‭ ‬والنقاط‭ ‬الحرجة،‭ ‬وهذا‭ ‬يتطلب‭ ‬منه‭ ‬صلابة‭ ‬ذهنية‭ ‬عالية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬الضغط‭ ‬واتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬السليم‭ ‬تحت‭ ‬عامل‭ ‬التوتر‭.‬

}‭ ‬ورغم‭ ‬إعفائه‭ ‬النسبي‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬المهام‭ ‬الدفاعية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تطور‭ ‬اللعبة‭ ‬يفرض‭ ‬على‭ ‬لاعب‭ ‬مركز‭ ‬2‭ ‬أن‭ ‬يمتلك‭ ‬حائط‭ ‬صد‭ ‬قوي،‭ ‬خاصة‭ ‬أمام‭ ‬ضاربين‭ ‬أشداء‭ ‬ومهاريين‭ ‬يتطلبهم‭ ‬مركز‭ ‬4‭.‬

}‭ ‬ويحتاج‭ ‬اللاعب‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬عال‭ ‬من‭ ‬التحمل‭ ‬البدني‭ ‬نظرا‭ ‬للكثافة‭ ‬الهجومية‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬وتنقله‭ ‬المستمر‭ ‬بين‭ ‬المنطقتين‭ ‬الأمامية‭ ‬والخلفية،‭ ‬مع‭ ‬سرعة‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬وانفجار‭ ‬عضلي‭ ‬يضمن‭ ‬فعاليته‭ ‬طوال‭ ‬المباراة‭.‬

}‭ ‬في‭ ‬المحصلة،‭ ‬لاعب‭ ‬مركز‭ ‬2‭ ‬بات‭ ‬أداة‭ ‬استراتيجية‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬المدرب،‭ ‬يبنى‭ ‬حوله‭ ‬التكتيك،‭ ‬ويعتمد‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬موازين‭ ‬اللعب،‭ ‬فاللاعب‭ ‬الذي‭ ‬يتقن‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬الفاعلية‭ ‬الهجومية،‭ ‬والذكاء‭ ‬التكتيكي،‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬الحسم،‭ ‬مما‭ ‬يجعله‭ ‬أحد‭ ‬الأعمدة‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬فرق‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬الحديثة‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا