اطلالة

هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
أنا غال.. جسمي خط أحمر
كل التحية لمسلسل «لام شمسية» الذي تفوق على نفسه في سباق شهر رمضان الدرامي، والذي تناول قضية التحرش بالأطفال الذكور، مبرزا مدى الأذى الذي قد يتعرض له الأبناء من جراء هذه الجريمة الحيوانية، ودور الآباء في مساعدتهم على تجاوز هذه المحنة، والخروج منها بأقل الخسائر النفسية، وعدم ملازمة آثارها المدمرة لهم طوال حياتهم.
البعض وصف هذا المسلسل بالمؤلم وبالمرعب لذلك فضل الامتناع عن مشاهدته حتى لا يشعر بالفزع تجاه أبنائه أو يصاب بالشك في كل من حوله، وشخصيا أرى أن العكس هو الصحيح، فمتابعته تنفع كثيرا ولا تضر قيد أنمله، فهو عمل درامي تعليمي إرشادي يجيب عن تساؤلات عديدة يبحث آباء الأطفال المتضررين عن إجابات شافية لها منها ماذا نفعل؟ إلى أين نذهب؟ لمن نلجأ؟ كيف نحصل على حقنا القانوني؟ والأهم كيف نتعامل مع الضحية؟
هذا العمل المهم يكشف عن طبيعة شخصية المتحرش الذي يعمد إلى اللعب بمشاعر الطفل وإلى بناء علاقة متينة معه ومعرفة مداخله وكسب ثقته والتأثير عليه حتى درجة استمالته والسيطرة عليه، فضلا عن دعوته إلى أهمية الانفتاح على أبنائنا، والتوقف عند أي تغييرات قد تطرأ عليهم، والتحاور معهم بصورة مستمرة، وإشعارهم بالأمان، وبعدم التردد أو الخوف من الإفصاح عن أي مشكلة قد تواجههم.
اسم المسلسل جاء انطلاقا من السكوت عن مشكلة موجودة بالفعل، ومن عدم الكشف أو التحدث عنها، فاللام الشمسية تعبر عن غير المنطوق، ما يؤكد أن هناك خللا ما تجاه التعامل مع قضية التحرش الجنسي ضد الاطفال الذكور بصفة خاصة، وذلك رغم الأرقام المفزعة للذين تعرضوا لمثل هذا الجرم.
مؤخرا كشفت المنظمة الأممية عن أن حوالي 310 ملايين صبي (أي واحد من بين كل 11) تعرضوا للاغتصاب أو العنف الجنسي في طفولتهم، موضحة أن العنف الجنسي ضد الأطفال منتشر في جميع الحدود الجغرافية والثقافية والاقتصادية، الأمر الذي يستلزم وقفة جادة تشريعية كانت أم توعوية، ومن هنا تأتي أهمية مثل هذا العمل الدرامي الذي يدعو كل طفل إلى الشعور بأن جسمه غالٍ، وبأن هناك حدودا للتعامل معه، ومن ثم عدم التنازل عن حقه القانوني في حال التعدي على تلك الحدود.
باختصار، المطلوب ترسيخ مبدأ خصوصية الجسد عند الطفل منذ نشأته، وتلك هي أولى خطوات حمايته لنفسه، وهذا ما فعله مسلسل لام شمسية.
إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك