اطلالة

هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
شكرا للرئيس السيسي
يقول الأديب الكبير نجيب محفوظ: لكل عصر جاهليته .. ونحن اليوم نجمع جاهلية كل العصور!
ماذا لو عاش كاتبنا العظيم وشاهد ما يعرض اليوم على شاشات التليفزيون والسينما من أعمال درامية وسمع بأذنيه لغة السيناريوهات الهابطة المقززة المفسدة للعقل والنفس والذوق العام ؟!
بالفعل نحن اليوم وبفضل البعض من المؤلفين نجمع جاهلية كل العصور، فما نشاهده من أعمالهم الفذة على الشاشات وبرامج هو الجهل بعينه، وكأننا انسلخنا من كل القيم والمبادئ والأخلاق الأصيلة التي هي في واقع الأمر سمة الشعب المصري، وهذا ما تحدثت عنه بعد حوالي أسبوع من بداية الشهر الكريم ومتابعتي لقلة من المسلسلات التي أصابتني حواراتها وكثيرون غيري بالقرف والاشمئزاز.
وخيرا فعل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حين خرج علينا مؤخرا موجها بإعادة النظر في مضمون الدراما المصرية التي بعدت كثيرا عن طبيعة المجتمع وأعرافه وأخلاقه، مطالبا بتحركات عاجلة لدراسة هذه الأزمة عبر تنظيم مؤتمر بعنوان «مستقبل الدراما في مصر» وذلك بحضور عدد من الكتاب والمخرجين والمنتجين وعلماء النفس بهدف تعزيز القيم في الأعمال الفنية التليفزيونية والسينمائية.
وعلى أثر ذلك فوجئنا بل وسررنا بوقف برنامج فضائي شهير اعتمد في مضمونه على قلة الأدب وإثارة الفضائح والإساءة إلى كثير من الشخصيات، وباعتزال مخرج معروف دأب على تأليف وإخراج مسلسلات تغوص في مستنقعات من البذاءة والإجرام والمخدرات والخمر والزنا وغيرها من الموبقات، وذلك بعد تعرضه لانتقادات وهجوم جموع المشاهدين والمسؤولين.
لقد وجهت في بدايات الشهر الكريم رسالة إلى صناع الدراما بضرورة إعادة النظر في أوجه إنفاق أموالهم الطائلة ومن ثم تحصيل العوائد الضخمة، وهو ما دعت إليه السيدة ماجدة موريس بعد توليها رئاسة لجنة الدراما بالمجلس الأعلى للإعلام حيث أكدت أنه ليس هناك متفرج يعشق الشر والعنف والإجرام والبلطجة مطالبة بعودة الوطنية إلى الإنتاج الدرامي وهو ما دأب عليه كتاب مصر عبر تاريخ دسم من الإبداعات.
ما أحوجنا في هذا العصر الرقمي المفزع إلى الأعمال الدرامية الاجتماعية الراقية التي تكرس لمة العيلة، وتحث على الخير، وتحفز على العطاء، وتحض على الإنتاج، وتضع معايير تلجم جموح هذا الطوفان الذكي الذي أصبحت الكلمة الأولى فيه للآلات، وتزيح عنا الغربة في عالم صنعناه بأيدينا، وتقاوم غزو الغرب المتوحش.
باختصار نريد أعمالا تجمع بين التعلم والمتعة، تربي أبناءنا، تقدم لهم القدوة الحسنة، تصنع البهجة في القلوب، تكرس التقوى في النفوس، تسهم في تطور المجتمع، وهذا ليس ببدعة فتاريخ الدراما المصرية حافل بالإنتاج الراقي المشرف، وهذا ما وجه إليه الرئيس السيسي مشكورا.
إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك