العدد : ١٧١٧٦ - الأربعاء ٠٢ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٧٦ - الأربعاء ٠٢ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ شوّال ١٤٤٦هـ

اطلالة

هالة كمال الدين

halakamal99@hotmail.com

شكرا للرئيس السيسي

يقول‭ ‬الأديب‭ ‬الكبير‭ ‬نجيب‭ ‬محفوظ‭: ‬لكل‭ ‬عصر‭ ‬جاهليته‭ .. ‬ونحن‭ ‬اليوم‭ ‬نجمع‭ ‬جاهلية‭ ‬كل‭ ‬العصور‭!‬

ماذا‭ ‬لو‭ ‬عاش‭ ‬كاتبنا‭ ‬العظيم‭ ‬وشاهد‭ ‬ما‭ ‬يعرض‭ ‬اليوم‭ ‬على‭ ‬شاشات‭ ‬التليفزيون‭ ‬والسينما‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬درامية‭ ‬وسمع‭ ‬بأذنيه‭ ‬لغة‭ ‬السيناريوهات‭ ‬الهابطة‭ ‬المقززة‭ ‬المفسدة‭ ‬للعقل‭ ‬والنفس‭ ‬والذوق‭ ‬العام‭ ‬؟‭!‬

بالفعل‭ ‬نحن‭ ‬اليوم‭ ‬وبفضل‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬المؤلفين‭ ‬نجمع‭ ‬جاهلية‭ ‬كل‭ ‬العصور،‭ ‬فما‭ ‬نشاهده‭ ‬من‭ ‬أعمالهم‭ ‬الفذة‭ ‬على‭ ‬الشاشات‭ ‬وبرامج‭ ‬هو‭ ‬الجهل‭ ‬بعينه،‭ ‬وكأننا‭ ‬انسلخنا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬القيم‭ ‬والمبادئ‭ ‬والأخلاق‭ ‬الأصيلة‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬واقع‭ ‬الأمر‭ ‬سمة‭ ‬الشعب‭ ‬المصري،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تحدثت‭ ‬عنه‭ ‬بعد‭ ‬حوالي‭ ‬أسبوع‭ ‬من‭ ‬بداية‭ ‬الشهر‭ ‬الكريم‭ ‬ومتابعتي‭ ‬لقلة‭ ‬من‭ ‬المسلسلات‭ ‬التي‭ ‬أصابتني‭ ‬حواراتها‭ ‬وكثيرون‭ ‬غيري‭ ‬بالقرف‭ ‬والاشمئزاز‭.‬

وخيرا‭ ‬فعل‭ ‬الرئيس‭ ‬المصري‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسي‭ ‬حين‭ ‬خرج‭ ‬علينا‭ ‬مؤخرا‭ ‬موجها‭ ‬بإعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬مضمون‭ ‬الدراما‭ ‬المصرية‭ ‬التي‭ ‬بعدت‭ ‬كثيرا‭ ‬عن‭ ‬طبيعة‭ ‬المجتمع‭ ‬وأعرافه‭ ‬وأخلاقه،‭ ‬مطالبا‭ ‬بتحركات‭ ‬عاجلة‭ ‬لدراسة‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬عبر‭ ‬تنظيم‭ ‬مؤتمر‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬مستقبل‭ ‬الدراما‭ ‬في‭ ‬مصر‮»‬‭ ‬وذلك‭ ‬بحضور‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬والمخرجين‭ ‬والمنتجين‭ ‬وعلماء‭ ‬النفس‭ ‬بهدف‭ ‬تعزيز‭ ‬القيم‭ ‬في‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬التليفزيونية‭ ‬والسينمائية‭.‬

وعلى‭ ‬أثر‭ ‬ذلك‭ ‬فوجئنا‭ ‬بل‭ ‬وسررنا‭ ‬بوقف‭ ‬برنامج‭ ‬فضائي‭ ‬شهير‭ ‬اعتمد‭ ‬في‭ ‬مضمونه‭ ‬على‭ ‬قلة‭ ‬الأدب‭ ‬وإثارة‭ ‬الفضائح‭ ‬والإساءة‭ ‬إلى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الشخصيات،‭ ‬وباعتزال‭ ‬مخرج‭ ‬معروف‭ ‬دأب‭ ‬على‭ ‬تأليف‭ ‬وإخراج‭ ‬مسلسلات‭ ‬تغوص‭ ‬في‭ ‬مستنقعات‭ ‬من‭ ‬البذاءة‭ ‬والإجرام‭ ‬والمخدرات‭ ‬والخمر‭ ‬والزنا‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الموبقات،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬تعرضه‭ ‬لانتقادات‭ ‬وهجوم‭ ‬جموع‭ ‬المشاهدين‭ ‬والمسؤولين‭. ‬

لقد‭ ‬وجهت‭ ‬في‭ ‬بدايات‭ ‬الشهر‭ ‬الكريم‭ ‬رسالة‭ ‬إلى‭ ‬صناع‭ ‬الدراما‭ ‬بضرورة‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬أوجه‭ ‬إنفاق‭ ‬أموالهم‭ ‬الطائلة‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تحصيل‭ ‬العوائد‭ ‬الضخمة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬دعت‭ ‬إليه‭ ‬السيدة‭ ‬ماجدة‭ ‬موريس‭ ‬بعد‭ ‬توليها‭ ‬رئاسة‭ ‬لجنة‭ ‬الدراما‭ ‬بالمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للإعلام‭ ‬حيث‭ ‬أكدت‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬متفرج‭ ‬يعشق‭ ‬الشر‭ ‬والعنف‭ ‬والإجرام‭ ‬والبلطجة‭ ‬مطالبة‭ ‬بعودة‭ ‬الوطنية‭ ‬إلى‭ ‬الإنتاج‭ ‬الدرامي‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬دأب‭ ‬عليه‭ ‬كتاب‭ ‬مصر‭ ‬عبر‭ ‬تاريخ‭ ‬دسم‭ ‬من‭ ‬الإبداعات‭.‬

ما‭ ‬أحوجنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العصر‭ ‬الرقمي‭ ‬المفزع‭ ‬إلى‭ ‬الأعمال‭ ‬الدرامية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الراقية‭ ‬التي‭ ‬تكرس‭ ‬لمة‭ ‬العيلة،‭ ‬وتحث‭ ‬على‭ ‬الخير،‭ ‬وتحفز‭ ‬على‭ ‬العطاء،‭ ‬وتحض‭ ‬على‭ ‬الإنتاج،‭ ‬وتضع‭ ‬معايير‭ ‬تلجم‭ ‬جموح‭ ‬هذا‭ ‬الطوفان‭ ‬الذكي‭ ‬الذي‭ ‬أصبحت‭ ‬الكلمة‭ ‬الأولى‭ ‬فيه‭ ‬للآلات،‭ ‬وتزيح‭ ‬عنا‭ ‬الغربة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬صنعناه‭ ‬بأيدينا،‭ ‬وتقاوم‭ ‬غزو‭ ‬الغرب‭ ‬المتوحش‭. ‬

باختصار‭ ‬نريد‭ ‬أعمالا‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬التعلم‭ ‬والمتعة،‭ ‬تربي‭ ‬أبناءنا،‭ ‬تقدم‭ ‬لهم‭ ‬القدوة‭ ‬الحسنة،‭ ‬تصنع‭ ‬البهجة‭ ‬في‭ ‬القلوب،‭ ‬تكرس‭ ‬التقوى‭ ‬في‭ ‬النفوس،‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تطور‭ ‬المجتمع،‭ ‬وهذا‭ ‬ليس‭ ‬ببدعة‭ ‬فتاريخ‭ ‬الدراما‭ ‬المصرية‭ ‬حافل‭ ‬بالإنتاج‭ ‬الراقي‭ ‬المشرف،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬وجه‭ ‬إليه‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسي‭ ‬مشكورا‭.‬

إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا