العدد : ١٧١٧٦ - الأربعاء ٠٢ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٧٦ - الأربعاء ٠٢ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ شوّال ١٤٤٦هـ

اطلالة

هالة كمال الدين

halakamal99@hotmail.com

إلى صناع الدراما

ما‭ ‬هذا‭ ‬الكم‭ ‬الضخم‭ ‬من‭ ‬الدراما‭ ‬التليفزيونية‭ ‬الرمضانية‭ ‬وكأننا‭ ‬كنا‭ ‬نعاني‭ ‬من‭ ‬مجاعة‭ ‬فنية‭ ‬بعد‭ ‬صيام‭ ‬تام‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العام؟

هذا‭ ‬الإلهاء‭ ‬الفضائي‭ ‬الذي‭ ‬يتعرض‭ ‬له‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬الصوم،‭ ‬وهذا‭ ‬العناء‭ ‬من‭ ‬الإعلانات‭ ‬التليفزيونية،‭ ‬وهذا‭ ‬السخاء‭ ‬في‭ ‬الإنفاق‭ ‬عليهما‭ ‬كلها‭ ‬أمور‭ ‬لا‭ ‬تتماشى‭ ‬مع‭ ‬طبيعة‭ ‬الشهر‭ ‬الكريم،‭ ‬وسنظل‭ ‬نكرر‭ ‬هذا‭ ‬الكلام‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬لعل‭ ‬البعض‭ ‬يستجيب‭ ‬لنا‭ ‬مما‭ ‬يعنيهم‭ ‬الأمر‭.‬

للأسف‭ ‬تظل‭ ‬نظرية‭ ‬‮«‬قليل‭ ‬من‭ ‬الإبداع‭.. ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الإسفاف‮»‬‭ ‬هي‭ ‬المسيطرة‭ ‬على‭ ‬موسم‭ ‬الدراما‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬ولأعوام‭ ‬متتالية،‭ ‬ليظل‭ ‬السؤال‭ ‬الموجه‭ ‬للقائمين‭ ‬على‭ ‬الإنتاج‭ ‬الرمضاني‭ ‬الضخم‭ ‬هو‭:‬

لماذا‭ ‬هذا‭ ‬المحتوى‭ ‬المنحدر‭ ‬الذي‭ ‬يستخف‭ ‬بالمشاهد‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬الدرامية،‭ ‬والذي‭ ‬يتباين‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬السطحية‭ ‬والتشويه‭ ‬والمخدرات‭ ‬والرقص‭ ‬والنصب‭ ‬والاحتيال‭ ‬والضرب‭ ‬والتعدي‭ ‬على‭ ‬الناس‭ ‬وعلى‭ ‬حرماتها‭ ‬والهجوم‭ ‬على‭ ‬الثوابت؟

معظم‭ ‬المسلسلات‭ ‬لم‭ ‬تتغير‭ ‬في‭ ‬أشخاصها،‭ ‬وموضوعاتها،‭ ‬ويغلب‭ ‬عليها‭ ‬ثقافة‭ ‬إفساد‭ ‬العقل‭ ‬والنفس‭ ‬والدعوة‭ ‬إلى‭ ‬الممارسات‭ ‬الفجة‭ ‬هذا‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬برامج‭ ‬الإثارة‭ ‬والفضائح‭ ‬وكشف‭ ‬المستور‭ ‬وتبادل‭ ‬الاتهامات‭ ‬والتشوهات‭ ‬والكذب‭ ‬والخداع‭ ‬وغياب‭ ‬للمصداقية‭ ‬وكأنها‭ ‬مباريات‭ ‬في‭ ‬التفاهة‭ ‬والإساءة،‭ ‬والإسفاف‭ ‬والبذاءة‭ ‬والابتذال‭!!‬

فهل‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬ذوق‭ ‬الجمهور‭ ‬كما‭ ‬يدعي‭ ‬أو‭ ‬يروج‭ ‬البعض؟

لا‭ ‬أعتقد،‭ ‬اللهم‭ ‬إلا‭ ‬القلة‭ ‬القليلة،‭ ‬فهناك‭ ‬كثيرون‭ ‬من‭ ‬المستائين‭ ‬مما‭ ‬يعرض‭ ‬على‭ ‬الشاشات‭ ‬الفضائية،‭ ‬والذين‭ ‬يطالبون‭ ‬بفن‭ ‬جميل‭ ‬يليق‭ ‬بنا،‭ ‬وبتربيتنا،‭ ‬وبقيمنا،‭ ‬وبعاداتنا،‭ ‬فن‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬واقعنا،‭ ‬يحترم‭ ‬عقليتنا،‭ ‬لا‭ ‬يخدش‭ ‬حياءنا،‭ ‬لا‭ ‬يتعدى‭ ‬حدودنا‭.. ‬يراعي‭ ‬آدابنا‭.‬

فإلى‭ ‬صناع‭ ‬الدراما‭ ‬رجاء‭ ‬إعادة‭ ‬برمجة‭ ‬كيفية‭ ‬إنفاق‭ ‬ثرواتكم‭ ‬الطائلة‭ ‬وذلك‭ ‬لحماية‭ ‬المشاهدين‭ ‬من‭ ‬السقوط‭ ‬في‭ ‬مستنقعاتكم‭ ‬الرخيصة،‭ ‬فالغالبية‭ ‬تأمل‭ ‬في‭ ‬فن‭ ‬يعتريه‭ ‬الجرأة،‭ ‬ولكن‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬التجاوز،‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬الصراحة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬وقاحة،‭ ‬يعكس‭ ‬واقعا‭ ‬جديدا‭ ‬نعيشه‭ ‬اليوم‭ ‬بشكل‭ ‬محترف‭ ‬غير‭ ‬صادم‭ ‬أو‭ ‬مفسد‭!‬

باختصار‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬فن‭ ‬يراقب‭ ‬الضمير‭.. ‬ويراعي‭ ‬الأدب‭.. ‬ويحفظ‭ ‬الأخلاق‭! ‬

إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا