اطلالة

هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
إلى صناع الدراما
ما هذا الكم الضخم من الدراما التليفزيونية الرمضانية وكأننا كنا نعاني من مجاعة فنية بعد صيام تام على مدار العام؟
هذا الإلهاء الفضائي الذي يتعرض له الناس في شهر الصوم، وهذا العناء من الإعلانات التليفزيونية، وهذا السخاء في الإنفاق عليهما كلها أمور لا تتماشى مع طبيعة الشهر الكريم، وسنظل نكرر هذا الكلام في كل عام لعل البعض يستجيب لنا مما يعنيهم الأمر.
للأسف تظل نظرية «قليل من الإبداع.. كثير من الإسفاف» هي المسيطرة على موسم الدراما في هذا الشهر ولأعوام متتالية، ليظل السؤال الموجه للقائمين على الإنتاج الرمضاني الضخم هو:
لماذا هذا المحتوى المنحدر الذي يستخف بالمشاهد في كثير من الأعمال الدرامية، والذي يتباين ما بين السطحية والتشويه والمخدرات والرقص والنصب والاحتيال والضرب والتعدي على الناس وعلى حرماتها والهجوم على الثوابت؟
معظم المسلسلات لم تتغير في أشخاصها، وموضوعاتها، ويغلب عليها ثقافة إفساد العقل والنفس والدعوة إلى الممارسات الفجة هذا فضلا عن برامج الإثارة والفضائح وكشف المستور وتبادل الاتهامات والتشوهات والكذب والخداع وغياب للمصداقية وكأنها مباريات في التفاهة والإساءة، والإسفاف والبذاءة والابتذال!!
فهل هذا هو ذوق الجمهور كما يدعي أو يروج البعض؟
لا أعتقد، اللهم إلا القلة القليلة، فهناك كثيرون من المستائين مما يعرض على الشاشات الفضائية، والذين يطالبون بفن جميل يليق بنا، وبتربيتنا، وبقيمنا، وبعاداتنا، فن يعبر عن واقعنا، يحترم عقليتنا، لا يخدش حياءنا، لا يتعدى حدودنا.. يراعي آدابنا.
فإلى صناع الدراما رجاء إعادة برمجة كيفية إنفاق ثرواتكم الطائلة وذلك لحماية المشاهدين من السقوط في مستنقعاتكم الرخيصة، فالغالبية تأمل في فن يعتريه الجرأة، ولكن بعيدا عن التجاوز، يعبر عن الصراحة من دون وقاحة، يعكس واقعا جديدا نعيشه اليوم بشكل محترف غير صادم أو مفسد!
باختصار يبحثون عن فن يراقب الضمير.. ويراعي الأدب.. ويحفظ الأخلاق!
إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك