اطلالة

هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
انتهاك سافر
من منا لا يتعرض بشكل مستمر على مدار اليوم لملاحقات تجارية ترويجية عبر الهاتف وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، في أي وقت، حتى باتت الرسائل والمكالمات التسويقية تمثل إشكالية أو ظاهرة مزعجة بل ومؤلمة في أحيان كثيرة إذ يتم من خلالها انتهاك سافر للخصوصية والسرية، الأمر الذي أدى إلى تعالي الأصوات في الفترة الأخيرة بالشكاوى والدعوة إلى وضع حد لهذه المعاناة..
لذلك أحال مجلس الشورى بمملكة البحرين إلى الحكومة اقتراحا بتعديل قانون حماية المستهلك بهدف التصدي للممارسات المزعجة في الاتصال التسويقي، وذلك على غرار بعض الدول التي اتخذت إجراءات حاسمة لحماية المجتمع من تلك الأفعال من مكالمات أو رسائل، منها جمهورية مصر العربية على سبيل المثال لا الحصر.
فمؤخرا أصدر الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات في مصر لوائح جديدة تهدف إلى تنظيم المكالمات الترويجية والتجارية من أجل حماية خصوصية المستخدمين وتقليل المكالمات والرسائل غير المرغوب فيها والتي توقظ البعض من نومهم، منها عرض تنبيه على شاشة الموبايل يشير الى ورود اتصال تسويقي من أي جهة عند تلقي المكالمة، فضلا عن إمكانية إبلاغ المستخدمين عن المخالفات عبر الخط الساخن أو التطبيق أو الموقع الالكتروني للجهاز، إضافة إلى اتخاذ الإجراءات القانونية ضد الجهات غير الممتثلة كفرض غرامات عليها.
في ظل العولمة وتحدياتها والتحول إلى واقع القرية الكونية، يعيش العالم اليوم حالة من التطور التقني والاتصالي المتسارع والانفجار المعرفي التكنولوجي الأمر الذي لم يواكبه تطوير مهارات التسويق ومدى القدرة على الاتصال بفعالية مع العملاء وبالأسلوب الصحيح، وكذلك فهم احتياجاتهم كي تحقق العمليات التسويقية أقصى درجة من النجاح.. وهذا هو الواقع المعاش للأسف الشديد.
نعم اليوم في ظل ما يحدث من ازعاج وانتهاك للخصوصية واستباحة لأرقام هواتفنا ولأوقاتنا ولحساباتنا على وسائل التواصل الاجتماعي من دون قيد أو شرط، بات من الملحّ استحداث قانون ينظم القطاع التسويقي ويضع ضوابط لحماية المستهلك ويعاقب أي مخالف للتصدي لهذه الهمجية في التعامل مع الناس والتي تمارس جهرا وعلى الملأ نهارا وليلا.
إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك